فرقة فيروزة الموسيقية

فرقة "فيروزة".. حضور حي للموسيقا العربية في الريف الحمصي

"وُجِدَ الإنسان فأُوحيَت إليه الموسيقا من العلاء لغة، ليست كاللغات، تحكي ما يكنه القلب، فهي حديث القلوب". وإيمانا بهذا المبدأ وجدت فرقة "فيروزة" لتحاكي قلوب أهل "حمص" العطشى للموسيقا العربية الأصيلة، فرقة هواة تجمع الكبير والصغير ليقدِّموا الوحي الإلهي بطريقتهم الخاصة.

فرقة "فيروزة" يقودها السيد "صلاح درغلي" الذي التقاه موقع eHoms في مقر الفرقة الذي قال عنه
«نحن الآن في بناء المركز الثقافي في "فيروزة" الذي قدمه لنا مشكوراً مجلس بلدة فيروزة، فقد كنا بداية نتدرب في مقر روضة للأطفال قدمها لنا أحد المتبرعين في السنة الأولى، ولم يستطع بعد ذلك أن يقدمها لنا في العام الثاني، فاضطررنا أن نتدرب في منزلي، ثم استقرينا في هذا المقر بعد عناء طويل».
وعندما سألناه عن تأسيس الفرقة وعن ظروف نشأتها حدثنا قائلاً:
«نشأت فكرة الفرقة في بداية عام 2007، عند شباب وفتيات مهتمين بالموسيقا والغناء العربي الأصيل وخصوصاً بعد اجتياح الموجة الهابطة للغناء العربي، فأردنا أن نقوم بشيء ما لغسل آذاننا، اجتمعنا عدة اجتماعات وبدأت الفكرة تتبلور لدينا وبدأنا ضمن الإمكانيات المتوافرة آنذاك وهكذا ولدت فرقة "فيروزة" للموسيقا العربية، وهي بنسبة 95% مؤلفة من هواة، بدأت الفرقة بعدد لا يتجاوز الـ 16 شخصاً وخلال ستة أشهر أعددنا برنامجاً وقدمنا حفلاً هنا في القرية لأهالينا في "فيروزة"، وتفاجأنا بتجاوب الناس وبشوق الجميع لهذا النوع من الغناء، ما أعطانا شعوراً بمسؤولية أكبر للعمل باحتراف أكثر، فبدأنا البحث عن أفراد جدد لرفد الفرقة بمزيد من الكوادر، لتقديم سوية أفضل، زاد العدد ليصل إلى حوالي 24 شاباً وفتاة، ومن أعمار متفاوتة وأجيال متباعدة فالأب وابنه والمدرس وطالبه يجتمعون هنا بهمٍّ واحد هو الأداء الأفضل، فنحن لا نطلب الاحترافية ولا نتساهل في التقييم كل بحسب طاقته وضمن الإمكانات المتاحة، فمن أهدافنا أيضاً تشجيع الناس للقيام بخطوة كهذه، فقد يتواجد في بعض القرى موسيقيين محترفين ولكنهم نيام، إن ما نسعى إليه هو إيقاظ الجيل للنهضة بالفن العربي الأصيل، في العام الثالث شاركنا بمهرجان مع نقابة الفنانين التي كانت الداعم الأهم لنا مشكورةً، فشاركنا بنصف أمسية في العام الماضي بمهرجان الثقافة الموسيقية وهذا العام أيضاً نحن مشاركون في المهرجان بأمسية كاملة. إن هذه المشاركات هي أهم حافز ومطوِّر لنا فهناك نسمع رأي النقاد والأساتذة المختصين ما يضيف لنا الكثير من الخبرة».
أما عندما سألناه عن هذا العام وعن مشاركتهم بمهرجان الثقافة الموسيقية لهذا العام فقال "درغلي":
«عددنا الآن 29 شخصاً مشاركون في الأمسية، 12 عازفاً: 5 على الكمان هم أنا "صلاح درغلي"، "مازن الشيخ"، "موسى شحادة"، "باسل عبد النور"، "نيرمين سلامة"، على القانون "أحمد سلامة"، على العود "فادي نعمان"، على التشيللو "أنعم حوشان"، على الأورغ "بسام غرير"، على الرق "طوني يونان"، على الطبلة "راني ربز"، على البنغز "ناجي غرير".
و17 شخصاً في الكورال هم: الشباب "غسان دانيال"، "آرام مسعودي"، "شادي حريز"، "هاني حنون"، "مجد سكر"، "حنا جريج"، "اسبر عبد النور"، "منذر عبيد"، أما الفتيات فهن: "كريستين عساف"، "ديانا عطية"، "أليس عبد اللطيف"، "ريم حريز"، "لاميتا سمعان"، "يارا حلبي"، "سالي دانيال"، "مرام طيسان"، "جمانة عطية".
وعندما سألناه عن اختصاص الفرقة الموسيقي أجاب:
«يظن الكثيرون أننا في فرقة "فيروزة" مختصون بالنمط التراثي، لكن نحن لم نختص بأي مجال لا التراثي ولا المعاصر ولا أي نوع آخر، نحن مختصون بالنوع الراقي من الأغنية العربية لرفع المستوى لا أكثر، فنحن قدمنا في العام الماضي النوع التراثي أما في العام الذي سبقه فلم نقدم اللون التراثي حتى إننا في بعض المرات قدمنا اللحن الجديد ففي العام الماضي قدمنا لحناً متواضعاً لأحد أبناء القرية وأردنا بعدها تكرار التجربة فاستشرنا السيد "هشام الصوفي" الملحن الكبير في "حمص" فقدم لنا لحناً وأديناه مع كلمات الشاعر الكبير "نزار قباني" وقد نالت إعجاب الناس كثيراً وهذه المقطوعة كانت قد قدمتها المغنية "علياء العيسى" ولم تأخذ حقها، نحن سنقدمها في مهرجان الثقافة الموسيقية لهذا العام وهي بعنوان سؤال».
أما بالنسبة لاختيار الألحان والمقطوعات والأغاني وحتى الاستشارة الموسيقية فقال:
«أنا لست موسيقياً بارعاً ولكن غالباً ما يكون الاعتماد عليَّ في هذه الأمور وذلك بسبب تجربتي الجيدة نوعاً في هذا المجال، فقد قضيت عامين إلى ثلاثة في دوحة الميماس، وقضيت حوالي ثلاث سنوات مع نقابة لمعلمين، وحوالي ثماني سنوات
مع الأستاذ "هشام الصوفي" كانت لي خير الزاد في هذا المجال».
وعن المشاركات التي قامت بها الفرقة حدثنا قائلاً:
«نحن في فرقة غير متفرغة فلدينا الجامعي والموظف والعامل ومع ذلك لم فبالنسبة لعمرنا القصير (ثلاث سنوات) فقد أبلينا بلاءً حسناً، فنحن قدمنا خمس أمسيات هنا في "فيروزة" وقد نالت إعجاب الجمهور، وقدمنا العام الماضي أمسية في بلدة قطينة بالتعاون مع المركز الثقافي هناك، كما قدمنا حفلاً في مهرجان الثقافة الموسيقية، أما في هذا العام فقد قدمنا أمسية هنا في "فيروزة" وقدمنا أمسية في جامعة الوادي الخاصة في يوم 23/4 وها نحن نحضِّر الآن للمهرجان في هذا العام».
أما عن آمال فرقة فيروزة للمستقبل فقال:
«الحلم كبير، كجميع الفرق الموسيقية نحن نحلم بأن نقدم حفلاتنا على مستوى القطر أو حتى أكثر من ذلك، ولكن ضمن الإمكانيات الموجودة فنحن قد أدينا أداءً حسناً ونسعى دائماً للتقدُّم للوصول إلى احترافية أكبر في العمل، ولكن بخطا مدروسة وثابتة إن شاء الله».
كما التقى موقع eHoms السيد "أمين رومية" رئيس فرع "حمص" في مجلس نقابة الفنانين الذي عبر عن رأيه قائلاً:
«أنا أحاول عادة أن أسمع الفرقة وأن أبدي رأيي بحيادية بغض النظر عن مسؤوليتنا بالمهرجان، وأحاول أن أعطي تقييماً موضوعياً ينسجم مع وجهة نظري الشخصية، إن ما قدمته الفرقة في هذا العام هو أفضل وأكثر إتقاناً عن العام الماضي وذو حساسية أعلى على الرغم من بعض النقص في أداء الفرقة أو في أداء الكورال، فبعض الآلات مثلاً كان حاضراً ولكن فاعليته لم تكن حاضرة بشكل جيد، أما الكورال فكان جميلاً وكان صوت المغنِّيات أعلى وذا إحساس ودقة أكثر من صوت المغنِّين فقد كان صوت الفتيات أكثر مطابقة للطبقة الموسيقية، الفرقة الموسيقية كانت موفقة وكان الأداء جميلاً».
أما عندما سألناه عن التوزيع الموسيقي فأجاب:
«في التخت العربي لا توزيع بل الآلة موسيقية تؤدي نفس ما يقوله المطرب أو الكورال، فالكل يؤدي نفس الجملة اللحنية دون توزيع، وعلى
كلِّ فنحن ننظر إلى هذه الفرقة كفرقة هواة ففرقة مثل هذه في قرية مثل فيروزة هي أفضل من بعض الفرق الحمصية، فهي بالنسبة لظروفها والإمكانات المتاحة فرقة جيدة جداً، ولكن هذا لا يعني أنها كانت الأفضل، فهنالك شيء من النقص يجب تداركه في المناسبات القادمة، الأداء كان جميلاً بحدود ظروفهم، والمطلوب منهم في المهرجانات والمناسبات القادمة أن يقدموا ما هو أفضل وبحضور فنانين ليعطوهم آراءهم من أجل تحسين الأداء والتطور مع شعورنا بقابلية جيدة للتطور لدى الفرقة».
فهل ستكون فرقة فيروزة حافزاً مهماً للفرق الحمصية ولفرق القرى؟ وهل سيؤدي خروج فرق كهذه إلى الساحة الفنية في "حمص" إلى دفع كل من كان له القدرة على العمل على الاستيقاظ، للنهضة بالفن وبالوطن على السواء؟ هذا ما ستثبته الأيام!
..............
نقلا عن موقع eHoms

بالتوفيق للفرقة مافي حدا منهن مسجل بالموقع ليعرف عنهم او عن نشطاتهم

أنا شفت صورهم على موقع دير مارالياس كثير حلوين