في كثير من الأحيان نشرد في تفكيرنا وكأن هناك صورة غامضة تختلج في أفكارنا
ربما لأننا نحتاج إلى التأمل في بعض الأحيان..
وإلى المراجعة الحسية العميقة لأنفسنا في أحيان أخرى..
وللتوقف والحساب.. مرة ثالثة.. ولا سيما حين نفرط في أحكامنا.. في مواقفنا.. في عواطفنا.. في تصرفاتنا.. وفي حساسيتنا..
فالحياة لا يمكن أن تستقيم إذا نحن شغلنا أنفسنا بالكثير من التوافه..
والبشر لا يمكن أن يعيشوا حياتهم الطبيعية إن هم شغلوا أنفسهم بكل صغيرة وكبيرة..
والدنيا لن تتوقف عند شخص واحد.. إذا نحن لجأنا إلى عقولنا.. وحكّمناها.. في اتخاذ قرارات صحيحة..
والذين نحبهم اليوم.. لن نفقدهم غداً.. إن كانوا أوفياء وصادقين.. ومخلصين..
والذين نثق بهم.. ونعتمد عليهم.. ونطمئن إلى سلامة نواياهم.. لا يمكن أن نخسرهم..
لكننا لا يجب أن نحرص.. أو نتعب.. أو نحترق من أجل أناس لا يستحقون منّا.. آهة عميقة.. أو تفكيراً ملتهباً.. أو تذكراً في أية لحظة..
إن اللحظات الغنية بالإحساس الصادق وإن ندرت إلا أنها تملأ نفوسنا بالراحة.. والاطمئنان..
وتجعلنا نتذكر هؤلاء الطيبين بالخير.. وإن مكروا في بعض الأحيان.. وإن كابروا في بعض الأحيان.. وإن استمروا في عبثهم الجميل في بعض الأحيان..
نتذكرهم ونشعر بأنهم قريبون منّا.. وإن ابتعدوا عنّا.. وإن تمردوا على أنفسهم.. وإن داهم شعورنا إحساس بالغربة تجاههم في أحيان أخرى..
الإحساس الصادق.. لا يموت.. وإن جرحه نزق العابثين أحيانا..
فما أجمل أن نتأمل وفي قلوبنا إحساس صادق .