لو عدنا إلى العديد من المراجع للبحث في الفلسفة اليونانية القديمة نجد وللأسف أنه لم يصلنا إلا النزر اليسير مما أبدعته أفكار الأدباء والفلاسفة اليونانيين، ولكن مانجده يمكن أعتباره رائعا في تنوعه ونبله ورقته، بل كان كافيا لإعطاء الصورة الكاملة لهذه الحضارة العظيمة. لقد استطاع هذا الأدب العظيم أن يقلب موازين الفكر لدى كبار الأدباء الأوروبيين اللاحقين سواء كان ذلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة عبر الأدب اللاتيني.
ومن بين الإبداعات التي لازالت تزخر بها المكتبات العالمية، الأساطير الإغريقية بلمستها الفنية وبخيالها الواسع . ففي القرن التاسع عشر لم يستطع الموسيقى والمسرحي الألماني ريتشارد فاغنر "1" أن يخفي إعجابه الكبير بالأسطورة الإغريقية مؤكدا في إحدى أعماله الأبرالية "أنه لا يمكن فهم الفن الإغريقي إلا من خلال الأسطورة والتراجيديا الإغريقية، فالأسطورة تجسيد للدوافع التشكيلية الكامنة في جميع أفراد الشعب" .
معنى الأسطورة ووظيفتها
الأسطورة لغة كل ما يسطر أو يكتب والجمع أساطير وفي المعاجم: "الأباطيل والحكايات التي لا ناظم لها" ومنه قوله تعالى: "إن هذا إلا أساطير الأولين" المؤمنون 83
والأساطير حكايات أو تقاليد تحاول تفسير منزلة الإنسان في هذا الكون، وطبيعة المجتمع، والعلاقة القائمة بين الفرد والعالم الذي يدركه، ومعنى الأحداث في الطبيعة.
ويحرص العلماء والباحثون على رسم خط فاصل بين الوقائع التي يمكن تفسيرها علميا، وبين الاعتقادات والآراء التي لا يمكن إثباتها أسطوريا.
إن هذا التباين الخادع بين الأسطورة والخيال من ناحية، والوقائع الثابتة من ناحية أخرى يحجب قيمة الأساطير كأداة للوعض و الإرشاد في الحياة. لكن الميثولوجيا "علم دراسة الأساطير" لا تفسر في الواقع لماذا يكون الإنسان والعالم الذي يعيش فيه على ما هما عليه.
لذلك كانت نظرة الميثولوجيا غير وافية بالغرض لأن الإنسان كان في حاجة إلى التخلص من الخوف الذي ينتابه وهو يرى الظواهر الطبيعية تهدد بقاءه، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان كأضعف كائن في هذا العالم وهذا عبر عنه عالم الاجتماع العربي عبد الرحمان بن خلدون في المقدمة: "لأن الله سبحانه لما ركب الطباع في الحيوانات كلها، وقسم القدر بينها، جعل حظوظ كثير من الحيوانات العجم من القدرة أكمل من حظ الإنسان ".
فبديهي كل البداهة أن يكون الإنسان بحاجة لفهم انكساراته وانتصاراته، ومعنى الولادة والموت، ليبعد نفسه عن مشاعر اليأس، لذلك كان لكل مزاج أسطورته، ولكل حدث حكايته، ولكل سؤال أسطورة تجيب عنه، ولا عجب أن كانت ثمة أساطير حول الخلود. فقد كان العملاق إيمير، مثلا، في الميثولوجيا الاسكندينافية أول كائن حي، ولد من جليد ذائب ورضع من حليب البقرة "أود ومولا" وجمجمته السماء، بعد موته أصبح جسده وعظامه الجبال، أرضا، وكون دمه البحار، وشعره الأشجار.
وظيفة البطل ودوره ووظائفه في الأسطورة
بعد أن فسر الكون، كان على الإنسان أن يفسر وجوده ويفسر حضارته، فكل الإختراعات والتقنيات التي أكتسبها من الطبيعة كانت لا بد أن تنسب إلى أبطال يستحقون العبادة، بل يتحلون بقدرات تفوق قدرات باقي البشر، أي مواهب غير عادية . فغاية وجود هرقل هو حفظ الحياة، بإنقاذ أرض من يد حاكم ظالم، ومن تم تأسيس حضارة لتجديد قدرة الإنسان الروحية ودعمها لتسمو فوق باقي الكائنات الأخرى التي تحركها الغرائز والشهوات والرغبات. أما جلجامش، أحد أبطال الأساطير البابلية، قاتل الوحوش الجبارة ، تصارع مع ثور كانت عشتار قد أطلقته ضده بعد نفوره منها، فكانت وظيفته كبح جماح الغرائز وإنشاء الحضارة.
نشأة الأسطورة الإغريقية
يعود الفضل الأكبر لظهور الأسطورة الإغريقية إلى الشاعر الكبير الضرير هوميروس "2" وهو أحد الأسماء العظيمة في الأدب العالمي، فقد ارتبط هذا الاسم بإحدى الملحمتين الشهيرتين الإلياذة والأوديسا. تصف الإلياذة أحداثا وقعت في أواخر حرب طروادة . فقصة الملحمة مبنية على أساس من الواقع، مع أنها في جوهرها نسج رائع من الخيال الشعري، وتصف ملحمة الأوديسا، وهي أقصر من سابقتها، ما عاناه أوديسيوس"3" في طريق عودته من تلك الحرب . إلا أن هاتين الملحمتين لم يكونا هما الوحيدتين في تلك الفترة فقد عرف الفكر اليوناني ملحمتين شعريتين تنطويان على أفكار تعليمية ألفهما الشاعر هيسيود هما الأعمال والأيام و توالد الآلهة.
لقد اختلف الباحثون والعلماء في إعطاء تفسير دقيق ومحدد للأسطورة الإغريقية، فجعلها فلاسفة مدرسة الإسكندرية رمزا للقوة الرمزية والأخلاقية أو المظاهر الطبيعية كأسطورة إيزيس وأوزوريس ... لكن ليس جميع الأساطير تذهب في هذا النحو.
أما الاتجاه الثاني فهو يرى أن الأسطورة تعود لأحداث تاريخية شبه حقيقية تحولت إلى أساطير كما يتحول الأبطال الشعبيون في مخيلة الفنان القديم إلى آلهة مثل ملحمة أبو زيد الهلالي.
حب الذات في الأسطورة الإغريقية "الأنانية"
* أسطورة نرجس: تحكي الأسطورة الإغريقية عن حورية فائقة الجمال يطلق عليها إسم إخو، تتميز بنبرات صوت عذب، لكنها تعرضت لعقاب شديد من طرف زوجة جوبيتير، لتطاولها عليها، فأصبحت إخو لا تستطيع الكلام إلا بأخر مقطع ينطق به من يتحدثون إليها .
بينما تتجول إخو حزينة في الغابة، وإذا بشاب جميل المحيا، أبيض البشرة، ينساب فوق جبينه شعر أسود قاتم، يفوق الحوريات جمالا وفتنة، عيناه واسعتان مضيئتان، زادت وجههه إشراقا، عريض المنكبين،قامته الطويلة زادته حسنا وبهاء، يمر فوق التلال إسمه نرجس، فاندهشت إخو من جماله وبقيت وراء شجرة باسقة تتمتع بوسامته الفائقة فقالت: "يا إلاهي ماهذا الجمال البارع!، أيمكن أن يكون هذا الجمال عند الذكور؟"!
استمر نرجس في تجواله في التلال وإخو تتقفى خطواته، خطوة خطوة، سمع نرجس صدى خطواتها فقال "من أنت؟" فأجابت: "أنت؟" غضب نرجس فأمر الفتاة بالظهور: "أفصحي عن نفسك لكي أراك" فرحت الحورية وظهرت له بجمالها، لكن نرجس بغروره وخيلائه رد باستهزاء قائلا: "أغربي عن.! وجهي أيتها الحمقاء!" فكان على إخو إلا أن تطيع أمره حزينة مكتئبة.
وبينما نرجس يتجول في تلك الروابي الخضراء الجميلة أحس بعطش شديد فلم يجد بدا من التوجه إلى إحدى البرك المائية الهادئة، انحنى نرجس ليسقي عطشه وإذا به يرى محياه منعكسا على صفحة الماء الزرقاء فانبهر بجماله لدرجة انه نسي عطشه، فمنذ تلك اللحظة ونرجس يحب نفسه بل أكثر من ذلك أصبح يرقد أمام البحيرة لمدة أشهر طويلة حارما نفسه من الطعام والشراب.
لقد نسي كل شيء إلا حبه لذلك الوجه الذي رآه في بركة الماء ضنا منه أنها حورية تسكن البحيرة ، فهزل جسمه وأصبح لونه شاحبا وذبلت ابتسامته، وفي صباح إحدى الأيام وبينما ينظر إلى وجهه في بركة الماء كعادته، سقط نرجس فاقدا الحياة داخل تلك البركة، لتنبت بجانب جسده زهرة بجمال نرجس ووسامته أطلق عليها زهرة النرجس، ولازالت هذه النبتة البيضاء الصغيرة تحتفظ بانحنائها لترى صورتها في الماء كما كان نرجس يرى وجه جماله في البركة .
اقتربت إخو من البركة وشربت من مائها فلاحظت انه مالح جدا، فسألت الحورية البركة: "لم تبكين؟" فأجابت البركة: "إنني حزينة على نرجس، فلم أتمكن من الاستمتاع بجماله ."
عجبا هذا الأمر، كيف ذلك وقد كنت المرآة التي يستمتع فيها نرجس بجماله " فأجابت البركة: "إنه في الوقت الذي ينحني فيه ليستمتع بجماله كنت أرى في عينه، طيف جمالي ."
وهكذا أطلق على كل من يحب نفسه بنرجسي نسبة إلى نرجس، وقد وظف فرويد مفهوم النرجسية في التحليل النفسي كإشارة إلى الشذوذ الجنسي الذي يجعل المرء غارقا في عشق ذاته، وقد بين علماء النفس المعاصرين أن النرجسية الطبيعية مرحلتين :
أولهما مرحلة الطفل الذي يتخذ ذاته موضوعا لشحنات اللليبيدو، وثانيها مرحلة المراهق الذي يسترد شحنات الليبيدو من الموضوع الخارجي لتركيزها في ذاته . وإذا اشتد ميل المرء إلى عشق ذاته انقلب إلى عصاب يسمى بالعصاب النرجسي "..." الذي هو اضطراب نفسي تنحصر فيه شحنات الليبيدو في الذات، بحيث لا يكون لدى المرء إلا شيء واحد يتأمله ويشتهيه هو نفسه.
جميل صليبا – المعجم الفلسفي – الجزء الثاني – دار الكتب اللبنانيء دار الكتاب المصري – ص : 462
الغيرة في الأسطورة الإغريقية
وظف سيغموند فرويد "4" عقدة أوديب لإثبات أن الصبي مابين ثلاثة وخمسة سنوات عليه أن يتخلى من ميله اللاإرادي اتجاه والدته ويتشابه مع والده. أما عقدة ألكترا فتشير إلى أن الفتاة
يجب أن تتخلص من ميلها نحو أبيها وتتماثل بالتالي مع أمها .
* عقدة أوديب "صاحب الأقدام المتورمة": لم يشهد تاريخ الأساطير شهرة كشهرة أسطورة أوديب. فالأسطورة تحكي عن إحدى ملوك الإغريق الذي أنجب ولدا سماه أوديب، وكعادة ملوك اليونان كلما رزقوا بابن يستدعون له الدجالين لقراءة مستقبله، فقرؤوا مستقبل أوديب فعرفوا بأنه سيكبر ويقتل أباه وسيتزوج أمه، علم الملك بالأمر فأمر بقتله إلا أن الحراس قاموا بتسليمه لأحد الفالحين لتربيته .
كبر أوديب وفي يوم من الأيام وبينما هو في حانة إلتقي بمجموعة من الدجالين فقرؤوا له مستقبله فعلم بأنه سيقتل أباه وسيتزوج أمه ظنا منه أن الأمر يتعلق بأبويه المزارعين، فقرر ترك مدينته والفرار إلى مدينة أخرى وبينما هو في الطريق وفي حافه إحدى الجسور، وإذا بركب الملك يمر من هناك فقام الحراس بدفعه عن الجسر ليتمكن الملك من المرور غضب أوديب فقتل الحرس والملك "أبوه الحقيقي"، عند وصوله المدينة منع من الدخول إلا إذا تمكن من حل لغز حير سكان المدينة منذ مدة، وباستعمال ذكائه استطاع أوديب فك رموز هذا اللغز، أعجب به أهل المدينة ونصبوه ملكا عوض الملك الذي قتل، فتزوج أرملة الملك "أمه الحقيقية" وأنجب منها طفلين.
بعد مرور فترة من الزمن عم وباء الطاعون في المدينة، فأرسل أوديب في طلب الدجالين لمعرفة سبب هذا الوباء، فقالو له إنها اللعنة، لأنك لم تثأر لمقتل الملك السابق، سأل أوديب زوجته عن الشخص الذي قتل زوجها السابق "وهي لا تعلم أن من قتله هو أوديب زوجها"، فأجابت انه قاطع طريق، علم المزارع " الأب الثاني لأوديب " فدخل المدينة وحكى الحقيقة لأوديب وأمه "زوجته"، صدم الاثنين صدمة عنيفة فقامت الملكة بقتل نفسها شنقا بينما أوديب فقع عينه لأن الحقيقة كانت أمامه ولم يراها.
* عقدة ألكترا: تحتل ألكترا مكانة عظيمة في التراجيديا الإغريقية، فقد تم إدراجها في مسرحيتين الأولى من تأليف سوفقليس والثانية من تأليف يوريفيدس، وسنكتفي في هذا المقال برواية سوفقليس، ففي هذه الرواية تعد ألكترا هي من أنقدت أخاها أورست من قتلة أبوها اللذين أرادوا قتله هو أيضا إلى جانب والده، هؤلاء القتلة هي أمها قلوطمنسترة وعشيقها إيجيست.
أرسلت ألكترا أورست إلى بلاط الملك أستروفيوس، ولما بلغ أشده عاد أورست إلى بلده فتعرفت عليه ألكترا من خلال بعض العلامات وبدأت تحث أخاها على الانتقام لأبيها من أمها قلوطمنسترة وعشيقها إيجيست وقد كان لها ذلك حسب رواية سوفقليس .
التضحية في الأسطورة الإغريقية
يعد بروميثيوس"5" من أشهر اللصوص في الأساطير الأوروبية والأسطورة الإغريقية على الخصوص، يذكر تاريخ الأساطير الإغريقية أن آلهة الأولمب أرادت أن تخلق الكائنات الحية الفانية فوق الأرض، فكلفت إبيميثيوس"6" بأن يوزع على هؤلاء المخلوقات الصفات الخاصة بها أما بروميثيوس فيكتفي بالمراقبة، فهناك من أعطاها القوة دون السرعة، وهناك من زودها بتقنيات لتحمي نفسها فمنهم من يطير ومنهم من اتخذ الأرض جحورا، ثم هيأ الطعام مختلف ألوانه، فللبعض حشائش الأرض، وللبعض الأخر ثمار الأشجار وجذورها، أما المتوحش منها فأعطاه الحيوانات كغذاء، أما الإنسان فيقتات من الثلاثة .
لاحظ بروميثيوس أن شقيقه قد أهمل الإنسان فتركه ضعيفا، عاري الجسم والقدم بدون أسلحة دفاعية، تسلل بروميثيوس إلى جبال الأولمب وسرق فنون أثينا الآلية وسرق النار ووهب كل ذلك للإنسان، ليصبح مزودا بجميع وسائل الحياة.
لم يكن معنى النار – التي اختص باستعمالها سكان الأولمب – مقتصرا على أنها مكنت الإنسان من طهي الأطعمة التي كانت لا تؤكل قبل ذلك، وأمنت له الدفئ . بل كان أيضا أنه أعطته النور الذي يمثل ازدياد الوعي الإنساني .
قام زيوس"7" "كبير آلهة الأولمب" بمعاقبة بروميثيوس بشدة، فقيده بصخرة كبيرة، فيأتي عقاب في النهار ويفترس كبده الذي كان يعود إلى النمو ليلا إعدادا للوليمة التالية . وهكذا يكون بروميثيوس قد فضل العقاب من اجل تقدم الجنس البشري خطوة جديدة .
الفلسفة في الأسطورة الإغريقية
رغم التناقض الذي يظهر بين الفلسفة كتفكير عقلاني تأملي، والأسطورة كتفكير دغمائي اعتقادي، فإن هذا لم يمنع كبار الفلاسفة من توظيف الأسطورة لبناء نظرية فلسفية تعد من أشهر النظريات التي عرفها الفكر الإنساني عامة والفكر اليوناني على الخصوص، إنها نظرية المثل للفيلسوف المثالي أفلاطون "8"، فقد اختار لنفسه هذا الفيلسوف الأسطورة لتفسير الطبيعة بل ما وراء الطبيعة، أطلق عليها إسم أسطورة الكهف ومن منا لا يعرف هذه الأسطورة التي اتخذت من أستاذه سقراط وصديقه غلوكون بطلي هذه المحاورة .
أسطورة الكهف :
تحكي الأسطورة عن سجناء قد كبلت أيديهم وأرجلهم في كهف أرضي، أوثقوا منذ طفولتهم، بحيث لا يرون إلا ما يقع أمامهم مباشرة . تلقي نار من ورائهم ضلال الأشياء على الجدار المواجه لهم . وبعد مدة تم فك وثاق أحدهم ليصعد إلى خارج الكهف ليرى عالما أحر غير العالم الذي كان يعيش فيه، فكلما رفع عينيه إلى السماء لرؤية الشمس، أحس بألم في عينه، لأنه لم يتعود على رؤية الأشياء في حقيقيتها الطبيعية . فالسجن حسب أفلاطون " يقابل العالم المنظور، ووهج النار الذي ينير السجن يناظر ضوء الشمس، أما رحلة الصعود لرؤية الأشياء في العالم الأعلى فتمثل صعود النفس إلى العالم المعقول ."
أفلاطون، الجمهورية، ترجمة فؤاد زكريا، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر 1968.
أخيرا يمكننا القول بإيجاز أن الحيزالممكن أمام هذا المقال لايتيح إمكانية تقديم أمثلة أخرى عن هذا التفتح الأسطوري، لكن الهدف الذي نسعى إليه هو تقريب الصورة من القارئ عن زمن كانت فيه الأسطورة هي المحدد لتاريخ الإنسانية، فكل حكاية أو أسطورة إلا وكانت مرتبطة بحادثة كونية، كان الفكر فيها تائها في دروب البحث عن أصل الوجود وعن الرغبة في الخلود. فالمصريون القدامى وصلوا إلى أعلى درجات العلم لكي يتخلصوا من فكرة الموت، ويتنظرون عودة الروح. ولعل عبارة لاكتانتيوس القائلة "لم يخترع الشعراء موضوعات ملاحمهم، بل شكلوها من الحقائق القائمة "، خير دليل على ما أسلفنا ذكره .
------------------
"وكالات ومراجع "