من زمن بعيد كنا عند مرور أب روحي في القرية نقف لحظة مروره ..ولكن هل كنا نقف حبا له أم إحتراما له أم الأثنتين معا ...
الجواب يبقى نسبي ..تبعا للشخص المار وتبعا للشخص الذي وقف ..
ولكن لو رغبنا في معرفة الإحتارم والحب والعلاقة الجدلية بينهما فماذا نستنتج ...
أنا أقول إن قلت لك أنا أحبك لا يعني أني أحترمك، قد أحترمك وقد لا أفعل.. وأحترمك لا تعني أحبك، قد أفعل وقد لا أفعل..
وإن نلت مني الحب والإحترام، فلا شك أنك في المقام الأسمى..
* الإحترام الحقيقي هو إحترام لأجل الإحترام ، لا يدفعني خوفي من شخص ما لأحترامه، ولا رغبة في مصلحة معينة.. أحترمه لأجله هو..
أحترم أفكاره.. أسلوبه.. ذكاءه.. قد أحترم صفة أو مبدأ..
ولكن في الحب أحب شخصا.. ربما لا أعرف سببا معينا يجعلني أحبه، لكن في الإحترام أدرك أني أحترم هذا الشخص، وأدرك لماذا..
قد أحب أحدهم عطفا به وشفقة لحاله، فأشعر بمشاعر مودة تجاهه لكن قد لا أحترمه.. قد أحب أحد أقاربي مثلا، لصلة القرابة التي تربطني به،
وليس بالضرورة أن أحترمه.. ولا يعني هذا أني أحتقره.. ليس عدم احترام هو الاحتقار.. هناك احترام، ولا احترام، وهناك احتقار (وهذا أمر آخر)..
الحب ليس سببا من أسباب الإحترام.. والإحترام أيضا لا يدعو بالضرورة إلى الحب.. فقد يجبرني أحد أعدائي على احترامه..
أحترم فيه ذكاءه.. صبره.. عمله... لكني لا أحبه.. ولن أحبه.. لا تراتبية في الحب واحترام هما أمران مستقلان، لكن وجودهما معا..
يعني أن من أحبه وأحترمه في منزلة عالية تفوق منزلة من أحترمهم فقط.. ومن أحبهم فقط..
الحب والإحترام.. أيهما قابل لأن يكون ثابتا أكثر..؟! الحب مشاعر متغيرة، متقلبة، تزيد وتنقص.. لكن الإحترام ثابت لا يزعزعه
إلا أن الشخص الذي أمامي يتصرف تصرفا يهدم إحترامي له كلية.. فالإحترام إما أن يكون أو لا يكون.. لا توجد حالة وسطى..
وبمقدوري أن أجعل الجميع يحترمونني، لكن قد لا أقدر على جعلهم يحبونني..
الحب عبارة عن مشاعر وعواطف أما الإحترام فهو سلوك وعمل وتزداد حاجة الانسان إلى الإحترام كلما كبر سنه ونضج فكره وازدادت تجاربه في الحياة ..
فالمرأة في بداية حياتها الزوجية تسعى بكل جهدها إلى أن تتربع على عرش قلب زوجها بالحب وعندما تمضي بها السنين
تكتشف أنها بحاجة إلى ماهو أعمق من ذلك وأقوى في توثيق عرى المحبة وهو الأحترام الذي هو بمثابة وقود يشعل فتيل الحب .........
فقد يحب الزوج زوجته ويخونها لماذا؟ الإجابه هي أنه لايحترمها ........
وقد تحب الأم أبناءها ويجازونها بأنهم يعاملونها بطريقة قاسية لأنها لم تعلمهم كيف يحترمونها ..
وقد يحب الأب فلذات كبده ويقابلون ذلك الحب بنكران الجميل ما السبب ياترى ؟
لأنه لايحترم ذواتهم ولم يتعامل معهم بمبدأ الإحترام ........
لذا أقول في نهاية المطاف أن حاجتنا للإحترام أكثر من حاجتنا للحب .. .
وربما أكون مصيب في ذلك أو خاطىء ولكن ذلك يبقى رأى شخصي .
...............
_________________