كم مرة نسمع بالنهار ..شو بدك بوجع هالرأس ريح دماغك ... أفرغ رأسك. لا تفكر بأي شيء.... كثيرا ما تسمع هذه العبارات،
وهي وصفات هدفها ان تريح دماغك، وأن توقف دوامة التفكير.
هل جربت اليوغا وجلساتها ؟ .... أول ما يقال لك: «أفرغ رأسك من الأفكار... لا تُفكّر... جرب ان تفكر في الفراغ... جرب أن تفكر في لا شيء»،
هل تجد هذه الوصفات والجلسات مريحة أم متعبة؟ إذا وجدت ان إفراغ الرأس من الأفكار هو عمل متعب و «يوجع الرأس»،
فلربما تكون مصيباً تماماً، بالأحرى ذلك ما يعتقده علماء الرياضيات في «كايس ويسترن ريزرف يونيفرستي».
وبعد بحوث مضنية، توصلوا الى أن محاولة إجبار الدماغ على وقف التفكير تتعب الدماغ وتستهلك طاقته،
مثل محاولة فرملة شاحنة ضخمة في منحدر حاد، وقد نشروا بحثهم في «مجلة الدماغ وتغذيته وسريان الدم فيه»،
وأوضحت البروفسـورة دانيـلا كالفيتي المتخصصة في الرياضيات والتي قادت فريق البحث،
أن استهلاك كميات كبيرة من الطاقة أثناء محاولة الدماغ إيقاف تـدفـق الأفـكـار، ربـما يـشـرح الصعوبة التي يجدها الناس في إراحة دماغهم وإزاحة الأفكار منه.
وبديهي القول إن هؤلاء البحّاثة لم يفتحوا الدماغ كي يراقبوا تصرفهم أثناء محاولة إراحته،
بل عمدوا إلى صنع نماذج كومبيوتر متطورة عن عمل أعصاب الدماغ ومراكزه المختلفة، والعلاقات بينها وصاغوا ذلك في معادلات رياضية معقدة،
تحتسب كمية استهلاك الطاقة في الدماغ، وتبيّن لهم أن الدماغ لا يعمل على توليد الافكار
والإشراف على تحركها بين مراكزه المختلفة، بل يشتغل أيضاً على السيطرة عليها.
ويقول آخر، يستهلك الدماغ كثيراً من الطاقة كي يحرّك الأعصاب المتخصصة بإيقاف تدفق الأفكار بين مناطق الدماغ المختلفة.
وبحسب هذه الدراسة لا يبدو عصياً على الفهم، لماذا يستمر المرء في التفكير في العمل أثناء الإجازة أو لماذا تحوم أغنية في دماغه،
فلا يستطيع إفراغها من رأسه!
...............
_________________