دعي العقل أعضاء الجسم بواسطة كرات الدم البيضاء، إلى حضور اجتماع طارئ يهدد الجسد والروح معاً ، واستثنى من الدعوة القلب، فحضروا .
وقال العقل : إن هذا القلب قد أذلنا وتصرف في الآونة الاخيرة تصرفات غريبة وعشوائية دون رأي منا ولا مشورة .
قالت الاعضاء: وما العمل ؟
قال : ان نجتث هذه المضغة التي أذلت القلب وأذلتنا .
فقالت الأعضاء : نعم الرٍأي .
وأمر العقل الأعضاء أن لا تتدخل في المهمة التي سيقوم بها فخضعوا، وقام العقل بالتباحث مع القلب حول الموضوع،
لكن القلب لم يقتنع بهذا الرٍأي فدارت معركة كبيرة بينهما دامت أيام ، والأعضاء تتفرج لا تتدخل، لأن العقل قد أمرها بعدم التدخل،
وكانت نتيجة المعركة أن تغلب العقل على القلب .
وأخرج المضغة السيئة منه، وقامت كرات الدم البيضاء على الفور بأخذ هذه المضغة وإخراجها من القدم على وجه التحديد،
وبعدها أصيب القلب بضعف وانهيار ولم يتفهم الموقف، ولكن مع الايام شعر أنه أخطأ وكان أعمى، وتبنيت له أمور
لم تكن واضحة من قبل، فقام فور صحوته من غفلته بزيارة مفاجئة إلى العقل، وعانقه، وبكيا بكاء فرح ، وشكره على ما فعل معه .
وقال له العقل ناصحاً : لا تتهور ثانيةً !
فقال القلب : من الآن وصاعداً قبل ان أفعل شيئاً سأشاورك ، حتى لا اقع في الخطأ ذاته.
فقال العقل معقباً : اتفقنا، وبعدها أقبل القلب إلى الأعضاء مصافحاً لها ومعتذراً عما بدر منه قبل ذلك ) ...
والعبرة من هذا الكلام
أن العقل هو سيد الموقف، ولا ننكر الجانب العاطفي
بل نقول إذا اجتمع العقل والقلب على امر
ما كانت النتائج مرضية ...
................