السريان و السريانية
طرح العلماء و الباحثين آراءً كثيرة حول تأصيل معنى السريان و السريانية : ذهب البعض بتأويلات معقدة مرتبكة كالذين قالوا بأنها مشتق من كورش ملك الفرس . و الكنيسة السريانية تربأ أن تنتسب إلى العنصر الفارسي. و سعى آخرون و قالوا أنه امتأتية من آثور و هذا أيضاً وارد .
و يقول مؤرخوا السريان و علمائهم و منهم مار ديونيسيوس بعقوب ابن الصليبي و المؤرخ الكبيرمار ميخائيل بأنها متأتية من سورس الملك كنسبة إليه الذي ظهر قبيل النبي موسى و هو من الجنس الآرامي و قد أستولى على بلاد سوريا و ما بين النهرين و بأسمه سميت هذه البلاد سوريا و أهلها سورسيين ثم حذفت السين فصارت سوريين و كذلك سميت قيليقية نسبة إلى قيليقوس أخي سورس .
كان السريان قديماً قبل المسيح يسمون آراميين نسبةً إلى آرام الأبن الخامس لسام بن نوح الجد الأعلى لجميع الشعوب السامية .
و قد دخل أسم سورية و سوريين و سريان الآرامية قبل المسيح بشكل واضح في عهد السلوقيين الأغريق و على وجه التدقيق بعد ظهور الترجمة السبعينية للعهد القديم التي أستخرجت من العبرانية إلى اليونانية عام 280 ق. م حيث أن المترجمين ترجموا لفظة آرام بسورية كبديل لها أو مرادف و أخذ يغلب الأسم السوري على الآرامي شيأً فشيأً .
كما أن الترجمتين اليونانية و اللاتينية جعلتا بدلاً منه أسم يوناني . وإن الكتاب المقدس أثبت لفظ سوريا بالألف و نقله العرب عن السريان لا عن اليونان فقالوا سوريا و لم يكتبوا سيريا أو آثوريا أو آشوريا أو صوريا كأنه منسوب إلى سيري أو آثور.
كان هذا كله من حيث تأصيل اللفظة و إشتقاقها أما من حيث الشمولية فيراد بالكنيسة السريانية الكنائس السريانية الطقس و اللغة .
كل السريان الذين تقبلوا دعوة الإنجيل في ولاية الكرسي الأنطاكي و كانت الكنيسة السريانية هذه تشمل على قسمين شرقية و غربية و هي تقسيمات جغرافية فالشرقية كانت تحت حكم الفرس و كانت مشتملة على بلاد الجزيرة أو بلاد ما بين النهرين و العراق و يسمى أهلها بالسريان المشارقة و كان مركزها الديني أولاً المدائن حتى أواخر القرن الخامس و في هذا القرن لما أعلن نسطور بطريرك القسطنطينية 428 م تعليمه المخالف لعقيدة الكنيسة الجامعة أنفصل عنها و أتباعه و أستقلوا بذاتهم و أستحدثوا لهم مركز رئاسة خاصة في المدائن ثم نقل إلى بغداد عام 762 م و منهم تفرع الكلدان الكاثوليك سنة 1553 و سميت بطريركيتهم ببطركية بابل عام 1713 م .
أما الغربية : فكانت تحت حكم الروم و مشتملة على البلاد الواقعة غربي الفرات و هي سوريا و فلسطين و لآسيا الصغرى و بلاد الشام و أهلها يعرفون بالسريان المغاربة و يرأسها بطريرك أنطاكية مباشرة و هذه أيضاً بحكم الزمان و الأحداث السياسية و المكانية و المذهبية تفرعت عن 415 م و على أثر إنعقاد المجمع الخلقيدوني إلى القائلين بالطبيعتين إلى السريان الأرثوذكس الباقين على عقيدتهم بالطبيعة الواحد و إلى المنضمين إلى الروم الخلقدونيين فأطلق عليهم في النصف الثاني من القرن الخامس أخوانهم السريان الأرثوذكس بلغتهم السريانية أسم الملكيون أو الملكانيون أو الملكانيون جمع ملكي و ذلك لأنهم تركوا إيمانهم و إيمان الآباء الأجداد السريان و قالوا بمقالة مرقيان ملك الروم كما سموهم أيضاً روماً نسبةً إلى الدولة الرومانية التي كانت تأخذ بالعقيدة الخلقيدونية و سموهم أيضاً يونان نسبة إلى سكان القسطنطينية عاصمة الدولة التي كان أهلها يتكلمون باليونانية و هكذا أيضاً تفرع عن السريان الروم الأرثوذكس و عنهم تفرع الموارنة في القرن السابع و الروم الكاثوليك عام 1724 م .
وتفرع عن السريان الأرثوذكس في أواسط القرن السابع عشر السريان الكاثوليك و بهذه تصبح الكنيسة السريانية اليوم تشمل على سبع كنائس و حسب الترتيب هي:
1- السريانية الأرثوذكسية الأم .
2- النسطورية .
3- الكلدانية .
4- الروم الأرثوذكس .
5- الموارنة .
6- الروم الكاثوليك .
7- السريان الكاثوليك .
و انتشار عقيدة السريان في شتى الشعوب والأقطار :
1_ السريان والأقباط .
2_ السريان والأحباش .
3_ السريان والأرمن .
4_ السريان والعرب
5_ السريان والفرس .
6_ السريان والخلفاء المسلمون والنهضة العلمية العربية .
7_ السريان وقياصرة الروم .
8_ السريان وملوك الصليبيين .
9_ السريان وملوك السلجوقيين والتتر.
10_السريان والملوك الأرتقيون وملوك الكرج .
اللغة السريانية : هي إحدى اللغات السامية القديمة وتسمى بالأرامية أيضاً وقد أحرزت من الأنتشار الهائل ما لم تفز به أي لغة في العالم من فجر التاريخ وحتى اليوم إلا اللغة الانكليزية في هذا العهد . وقد كانت لغة أهالي سورية وما بين النهرين وامتدت إلى الجزيرة العربية ومصر . وأضحت يوماً ما اللغة الرسمية في دولتي أشور وبابل بعد اضمحلال لغتها الأكادية القديمة وذلك في نهاية القرن السابع قبل الميلاد / سقوط المملكة الأشورية / كما أضحت لغة الدولة الفارسية منذ عهد ارطحششت ولغة اليهود الدارجة في فلسطين بعد الجلاء البابلي أعني منذ القرن السادس قبل الميلاد ولذلك دعيت أيضاً بالكلدانية والعبرية وامتدت أيضاً إلى ايران والى المناطق المجاورة لها إلى أن كان رجال الدين اليهودي يستخدمونها في مواعظهم الدينية في مناطق الحدود الايرانية الهندية وبلغت بلاد الصين بعد الميلاد بواسطةالرهبان والنساطرة .وكانت في هذا كله لغة الأدب والعلم والسياسة والتجارة .
السريان فى مجال الطب وصف المظاهر المرضية التشخيصية عند الأطباء السريان في مخطوطات :
السل في الرئة, اليرقان, الآلام المرارة, السل المعوي,القرحة, الباسور, التهاب الجنسي, انسداد الأمعاء, السكتة القلبية, التهاب الرئة والقصبات, التهاب الأذن الوسطى, السيلان البني, ألام الكلى والمثانة. وهم من مؤسس علم الأدوية والنباتات.
أهم مادة دوائية طبية عرفها الأطباء السريان هي مادة البلادونا (نبات السدة الحسناء ) لأول مرة في تاريخ الطب التي مالبثت أن غزت العالم كله وكانت تسمى باسماء مختلفة .( مسببة الإنفعال ) و ( مسببة الموت ) و( مسببة النوم ) . وعرفت من تأثيراتها ما يلي :
1- انهاء التشنجات في المرارة والكلية والأمعاء والأعضاء الأخرى .
2- بالكميات الكبيرة تسبب الأنفعالات ثم أغماء وبالكميات الصغيرة تحسن ويزيل السم .
3- ضد السعال , وازدياد اللعاب . تزال الحصى من المثانة والكلى .
الحية رمز للشفاء : دفع الأطباء السريان لجعل الحية رمزاً للشفاء حتى يومنا هذا حيث أصبحت الحية رمزاً للطب .
............