الكذب مشكلة أجتماعية قائمة بحد ذاتها ..لايمكن لأحد أن ينكرها أبدا ..
عرفتها المجتمعات منذ القدم ..وحرمتها الأديان كافة ...ووضعت قواعد وطرق للأستغفار ...
هذه الظاهرة تبدأ من الطفولة وتستمر إلى سن الشيخوخة ..وهي تتم عن قصد وغالبا بدون قصد ..
والكثيرون يجهلون لماذا يحدث معهم هكذا...لأننا لاننس بأن معظم الأديان تحاسب الفرد حسب نواياه..
إذا ممكن أن يكون الكذب أيضا بحسب النوايا ...
أطلق على الكذبة تسميات عدة ...كذب سياسي ، كذب أجتماعي ..كذب ديني ...وو
ومنهم من سمى الكذبة بحسب لونها ..كذبة بيضاء ..كذبة سوداء ...حمراء ...وو
ومنهم من أعطاها درجات كنسبة من عشرة ... ثلاثة من عشرة ..خمسة من عشرة ....وو
ولكن بما أن الموضوع ليس لمناقشة أسباب الكذب أو مايترتب عليه ..وماهي أثاره الجانبية ..
ولكن الموضوع لمناقشة كيف يتصرف كل فرد بعد أن يكذب ...
قسم كبير يقول لابد من الأعتذار بحجم الكذبة ....والأعتراف بالخطأ فضيلة ..وهذا أقتراح جيد ..
وهناك كلمات عديدة ...أنا أسف ماكان قصدي ...أعتذر لأني كذبت عليك ....وهكذا مع بعض التعابير ....
أنا بتحمل كل ماسببته لك نتيجة كذبتي ..
طبعا هذا الكلام يوجه للشخص الذي كذب عليه ..وهناك عبارات أخرى .. .
أما كيف يتصرف الشخص الذي كذب مع نفسه بعد أن كذب ...وهنا صلب الموضوع ..
حتما ردود الأفعال تكون بحسب الأشخاص أنفسهم ...
البعض لايشعر إ ن كان كذب أم لا ...لأنه معتاد على ذلك ..ويمارس طقوسه الدينية ويتناول القربانة المقدسة وكأن لاشيء حدث معه ...
والبعض الأخر يلوم نفسه ويؤنب نفسه ويطلب من ربه المغفرة ...وهذا أفضل مايقوم به ...
ولكن ذهبنا بعيدا قليلا عن ألية حدوث الكذب ...
البعض يرسل رسالة يخطها بيده وفي الرسالة الكثير من الكذب ...
والبعض الأخر يرسل بريد إلكتروني وفيه ماهب وما دب من الكلام الملفق والذي لايدخل في العقل ...
ومنهم من يكذب عندما يتكلم بالتلفون ...ومنهم من يكذب أثناء حديثه بلسانه الذي يتحرك في فمه....
من زمن الطفولة نتذكر كانوا يقولوا لنا روحوا غسلوا الفم بالصابون بعد الكذب ..
وإذا بتعيدوها مرة ثانية رح ندهن لسانكم بالفلفل ..وهو نوع من العقاب أو التحذير حتى لايتم تكرار الكذبة ..
ولابد من الوصول إلى خاتمة الكلام ..هل نفسيا فعلا يشعر كل من يكذب أن لديه رغبة في تنظيف ماسبب الكذبة ...
ونفسيا تبدأ بالعقل والدماغ وبالقلب ...ولكن جسديا أيضاعن طريق تنظيف الأيادي التي كتبت الرسالة الكاذبة ..
وتنظيف الفم واللسان الذين كذبا ..عن طريق الغسيل ..
هل هي حقيقة أن اليدين القذرتين أو الفم القذر في الكلام اليومي تعني أن الناس يفكرون بمسائل غير ملموسة
بشأن الطهارة الأخلاقية بطريقة ملموسة مرتبطة بالنظافة الجسدية.
السؤال فلسفيا ونفسيا صعب وتبقى الإجابة عليه مرتبطة بالقدرة الذهنية للفرد نفسه لتقبل مفهوم الأعتذار الكلامي عندما يكذب ..
وهل كان الأعتذار نابع من قلب صاف فيه رغبة بالأعتذار أم هو مجرد كلام تمثيلي سطحي ..
وإن كان كذلك فلا فائدة من غسل الفم أو اليدين ..لأنه إن لم يكن القلب من الداخل طاهر فلا فائدة من تطهير اليدين .
..................
_________________