كونفوشيوس هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الإجتماعي والأخلاقى. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى. تعاليمه وفلسفته قد تأثر بعمق الفكر والحياة الصينية والكورية واليابانية والتايوانية والفيتنامية. ويلقب بنبي الصين
في شمال شرقي الصين في أسرة فقيرة رغم ما امتازت به من عراقته. مات أبوه عندما كان عمر كونفوشيوس 3 سنوات. ولم يترك لهم ثروة ينفقون منها مما اضطر أمه للعمل للإنفاق عليه واشتهر في صغره بارتداء اعل علعلوالقيام بالطقوس الشعائرية على سبيل التعب وتزوج وهو في الـ 19 من عمره وانجب من زوجته ولد واختلفت المصادر حول السن الذي هجر فية بيته وتجول في أنحاء الصين، بيد أنهم لم يختلفوا حول حقيقة هجره لابنه وزوجته. وقام بتعلم الموسيقى والتي كانت حديثة العهد في ذلك الوقت وتعلم الشعائرالدينية وقام من خلال تجاربه بوضع منهج أخلاقي بحت يعتمد على الموسيقى والمبادئ الأخلاقية المثلى.
حكيم وفيلسوف ومؤسس الكونفوشية الصينية، بنى فلسفته على القيم الأخلاقية الشخصية، فكان له الأسبقية في بناء مذهب جمع به كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي، وقد مثل كونفشيوس حالة فريدة في الصين وانتهج مذهبه كأسلوب أساسي في التعامل بين الأشخاص، ويأتي كونفوشيوس في المرتبة الأولى عند الصينيين كواحد من أكثر الشخصيات المؤثرة.
وقد أثرت تعاليم كونفوشيوس بشكل كبير في تفكير وسلوك الصينيين، وانتشرت بينهم بشدة لعدد من القرون، فألقت بتأثيرها على الحضارة الصينية، وبعض الدول الآسيوية المجاورة.
نظر البعض إلى كونفوشيوس على أنه أحد مؤسسي الديانات ووجهة النظر هذه خاطئة فلم يكن كونفوشيوس يدعوا إلى دين، ولم يكن مذهبه دينياً يتحدث فيه عن إله، ولكنه كان يدعو إلى أسلوب حياة وسلوك اجتماعي وسياسي، فتهدف الكونفوشية إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن آبائهم وأجدادهم، مضافاً إليها الكثير من الآداب والأخلاق في التعامل.
دعا كونفوشيوس إلى عدد من الفضائل مثل الحب وحسن معاملة الأشخاص بعضهم لبعض والأدب في الخطاب، واحترام الأكبر في السن وتقديس الأسرة، وأهمية الطاعة والاحترام للأكبر سناً والأكبر مقاماً، واحترام الحاكم، وكره الظلم والطغيان، كما أكد كونفوشيوس على أهمية أن تعمل الحكومة من أجل خدمة الشعب وأن يتحلى الحاكم بقيم ومبادئ أخلاقية.
كان كونفوشيوس ينظر دائماً إلى الماضي حيث يجد فيه الكثير من القيم الإنسانية، فكان يحن دائماً إليه ويدعو الناس للحياة فيه، وقد حدد كونفوشيوس مذهبه في إطار شيئين هامين هما "جن" و"لي" وجن هي الحب والاهتمام الحميم بإخواننا البشر، أما "لي" فتصف مجموعة من الأخلاق والطقوس والتقاليد والإتيكيت واللياقة والحشمة.
وقد توافقت تعاليم كونفوشيوس إلى حد كبير مع فكر الشعب الصيني، والذين شعروا أن تعاليم كونفوشيوس وفلسفته متلائمة معهم نظراً لقربها مما كانوا يؤمنون به من المذاهب القديمة، ويعد ذلك سبب رئيسي في انتشارها الشديد وصمودها لأكثر من جيل.
عهد كونفوشيوس إلى نفسه مهمة تدريس مبادئه وتعاليمه الأخلاقية للعديد من الطلاب، فألتف حوله العديد منهم حيث بلغوا ثلاثة ألاف طالب أصبحوا فيما بعد من كبار العلماء.
حرق كتبهعلى الرغم من قرب كونفوشيوس من أباطرة وحكام الصين، إلا أن تعاليمه تعرضت للمعارضة والاضطهاد من بعض الحكام، وزادت نبرة المعارضة له، وتم حرق كتبه وحرمت تعاليمه في عهد الإمبراطور "تشي إن شهوانج"، وكونفوشيوس على الرغم من وفاته إلا أن الشعب الصيني ظل متمسك بتعاليمه والتي ما لبثت أن عادت مرة أخرى وربما أكثر قوة وانتشرت بين تلاميذه وكهنته، وظلت الفلسفة الكونفوشية مسيطرة على الحياة الصينية قرابة العشرين قرن من القرن الأول قبل الميلاد وحتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد، ولازالت الروح الكونفوشية تحيا في المجتمع الصيني بشكل أو بأخر إلى الآن.
من حكم كونفوشيوس * لو قال كل إنسان ما يفكر فيه بصدق فإن الحوار بين البشر يصبح قصيراً جداً.
* سلح عقلك بالعلم خير من أن تزين جسدك بالجواهر.
* ليس من أغراك بالعسل حبيباً، بل من نصحك بالصدق عزيزاً.
* العقل كالمعدة المهم ما تهضمه لا ما تبتلعه.
* مما قاله عن لسان المرأة " إنك مهما حذرت من لسان المرأة فسوف تلدغ منه عاجلاً أو أجلاً ".
* إن تجاوز الهدف مثل عدم بلوغه.
*ليست العظمة في ألا تسقط أبداً بل في أن تسقط ثم تنهض من جديد.
ونظراً للمكانة التي مثلها كونفوشيوس في المجتمع الصيني تم إدراج معبده وغابتة وقصره في مدينة تشيوفو مسقط رأسه في قائمة التراث العالمي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.
قدم كونفوشيوس عدد من الكتب تمثل فيها فكره فقدم الكتب الخمسة وهي الكتب التي قام كونفوشيوس بنقلها عن الأقدمين وهي كتاب الأغاني أو الشعر، كتاب التاريخ، كتاب التغيرات، كتاب الربيع والخريف كتاب الطقوس، كما توجد الكتب الأربعة وهي الكتب التي قام بتأليفها هو وأتباعه وهي كتاب الأخلاق والسياسة، كتاب الانسجام المركزي، كتاب المنتجات، كتاب منسيويس.
نظر البعض إلى كونفوشيوس على أنه أحد مؤسسي الديانات ووجهة النظر هذه خاطئة فلم يكن كونفوشيوس يدعوا إلى دين، ولم يكن مذهبه دينياً يتحدث فيه عن إله، ولكنه كان يدعو إلى أسلوب حياة وسلوك اجتماعي وسياسي، فتهدف الكونفوشية إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن آبائهم وأجدادهم، مضافاً إليها الكثير من الآداب والأخلاق في التعامل.