قصة تسمية كثير من مدن العالم
أصدر الباحث عامر رشيد مبيض كتابه "قلعة حلب عرش التاريخ" واورد في بداية الكتاب وقبل الدخول في شرح اثار قلعة حلب الشهيرة مجموعة من الأفكار الجريئة.
ولكن أغلب طروحات "مبيض" نظريات غير مسبوقة أثارت الجدل، والاستغراب من البعض.
فهو يقول مثلا أن "ليبيا" جاءت تسميتها على اسم "ليب" جدة الأميرة "عربا" التي ذهب شقيقها "قدموس" يبحث عنها.
ويستشهد بما يقوله الباحث الكبير فيليب حتي: "تروي الاساطير ان الاله زفس بعد ان تحول الى ثور اختطف "عربا" الجميلة.. من مرج على الساحل السوري بعد ان وقع في حبها وهرب الى كريت، وفي كريت تزوجها بعد ان استعاد شكله الاصلي، وقد ولد من هذا الزواج الملك والمشرع الكريتي مينوس، بينما اتخذت القارة اسم اوربا وهي ذاتها عربا وهي زوجة زفس "زوس اوزيوس" والدة مينوس"".
ويستنتج الباحث "مبيض" انه من اسم "ليب" جدة عربا جاءت تسمية " ليبيا" واللازمة: يا في نهاية "ليبيا" للتعريف مثل حالة قدس تعرف قدسيا.
أما اسم الاميرة عربا فلفظ في الغرب "اوروبا" لان العين حرف حلقي A، وبذلك اطلق اسمها على قارة اوربا، واطلق اسم ليبيا" على قارة افريقيا الحالية.
ويرى الباحث أن "جبال الالب " التي حار الباحثون الغربيون بمعرفة أصل تسميتها هي في الاصل "جبال حلب " فقد خُفف حرف الحاء الذي لا يستطيع الغربيون لفظه فصار ألفاً لأنه حرف حلقي، وصارت تلفظ جبال ألب.
كما يرى أن جبل لبنان يقع في شمال سورية قرب حلب، ولا يقع في لبنان الحالية ويورد دليلا على ذلك ما جاء في كتاب ياقوت الحموي" معجم البلدان " في وصف قرية "الدانا " بأنها قرية قرب حلب في لحف جبل لبنان القديمة، وفي وصف قرية " روحين "بأنها قرية من جبل لبنان قريبة من حلب، وفي وصف بلدة "ريحاء " بأنها بليدة من نواحي حلب، وليس في نواحي حلب أنزه منها وهي في طرف جبل لبنان.
ويقول في كتابه ان هذا الوصف الجغرافي لياقوت الحموي في معجم البلدان يثبت ان جبل لبنان قديماً كان بالقرب من حلب.
ويفسر كلمة "لبنان" بأنها جمع "لُبان" وهوالصنوبر، وجبال لبنان المقصودة هي الجبال التي كانت تكسوها أشجار الصنوبر والعرعر.
أما بقية الجبال الواقعة شمالي حلب فيفسر معاني اسماءها تفسيرات جديدة مثل "جبال طوروس" التي يقول ان تسميتها جاءت من " جبال الثور " واصلها "جبال تورو" فالثور قديماً كان رمز القوة والخصب وكان العرب السوريون يقدسون الثور رمز الخصب وقد اكُتشفت لوحة للثور في معبد حدد في قلعة حلب، في الغرب اضافوا لاسم "تورو" اللازمة "os" لتحويل الصفة الى اسم فصار "توروس" ولفظت طوروس عندنا.
ومن الثور أيضا جاءت تسمية "تركيا" فالكلمة مؤلفة من مقطعين "تور "أي الثور" وكي "وهي عشتار حلب ألهة الارض"" والالف للتنبيه، ومعنى كلمة تركيا هوثور عشتار.
أما "جبال زغاروس" فهويرى انها تعني الجبال الصغيرة واصل التسمية من كلمة "زغار" التي تعني صغار.
أما "جبال أمانوس" فأصل التسمية جبال الامان، واضيفت اللازمة "اوس" لتحويلها لصفة فصارت جبال أمانوس.
ويقول الباحث أن دراسة التاريخ الحقيقي يجب ان تعتمد على الكتابات الاثرية المسمارية على الالواح الحجرية اوالاثار المعمارية التي تم العثور عليها ولا يصح الاعتماد على ما كتبه المؤرخون في كتبهم ان تعارضت هذه الكتب مع اللقى الاثرية.
فالكتب عرضة للتحريف والتزوير اما الكتابات على الحجارة الاثرية فلا يمكن تزويرها في ظل الابحاث العلمية الحديثة.
وعلى هذا الاساس يرفض الباحث "مبيض" تفسير كثير من التسميات للمدن والدول استنادا على كتب المؤرخين دون دليل اثري فعلي مثلا يقول ان مدينة "حماه" التي يعتقد بعض الباحثين انها دعيت بهذا الاسم من النص التوراتي الذي اورد اسم شخص يدعى "حماتي" جاء في التوراة انه هومن بناه.
ويرى أن هذا الامر غير صحيح، والصحيح ان الاسم جاء من اسم الهها "حمّه" وهواله الشمس.
أما مدينة "اللاذقية" التي يرى المؤرخون أنها نسبة الى "لاوديكي" اسم والدة القائد الاغريقي سلوقس فهويرى أن هذا التفسير لمصدر الاسم غير صحيح بل ان اصل التسمية مؤلفة من مقطعين "اللات وكيا" وتعني آلهة الارض والبحر.
وكذلك يرى أن اسم مدينة "بانياس "جاء من لفظة "بانيو" باللغة العمورية "الامورية" وهوحوض الماء، وأضيفت اللازمة سين للتعظيم فكانت بانياس.
ويستدل على ذلك بأن جغرافية ساحل بانياس على شكل حوض حيث كان البحارة يتطهرون في حوض " الربة عشتار" قبل السفر عبر البحر العربي السوري.
أما اسم مدينة "نيس" الفرنسية فيفسر الباحث "مبيض" مصدر الاسم بأنه مؤلف من كلمة "ني" وتعني الربة عشتار واضيفت السين للتعظيم، ومثلها اسم "نيرب" فالاسم جاء من مقطعين "ني "اسم الربة عشتار" ورب" فكانت نيرب وتعني: رب وربة.
وكذلك الامر اسم مدينة "صافيتا" فيرى أن معناها هوالسيدة الصافية وهي عشتار وهومدلول ديني.
أما مدينة "أضنة" فيرى أن أصل التسمية "أدنا" نسبة إلى "أدونيس" وهونفسه الاله بعل شتاءا أي اله المطر "ما زلنا نقول ارض بعلية" والذي يسمى بعل شمين صيفا أي الشمس "ملك الصيف".
وتسمية "انطاكية" جاءت من دمج الكلمتين "أنات وكيا" وأنات هي عناة وهي احدى تسميات "عشتار" وكيا هي ألهة الارض وبالتالي انطاكية تعني إلهة الارض.
أما "بيزنطة" فهي كلمة عربية سورية أصلها "بز انات" بما ان الطاء غير موجودة في اللاتينية وأنات هي "عناة" وهواحد اسماء عشتار فكلمة بيزنطة تعني "بز عناة" أي نهد عشتار.
أما "جبلة" فيرى "مبيض" ان الاسم مؤلف من مقطعين "جب " تعني مرتفع مثل جبيل" وايلة "هي مؤنث أيل"" وايل هوالإله العربي "حدد ". مرتفع تعني بيت الربة.
حلب كان اسمها القديم "ارمان" وهي مدينة عربية منذ نشأتها في الألف الخامسة وتعني رامي الصاعقة أبورمانة ومنها جاءت تسمية "روما".
ويفسر الباحث "عامر رشيد مبيض" تسميات العديد من الدول بأنها تسميات عربية أمورية سورية الاصل فإسم "روما" جاء من صفات الإله الحلبي "حدد" الذي يوصف بأنه الرامي او ارمان رمامو، كما يسمى رامون او أبورمانة، وهوالذي كان وفقا للرسوم الاثارية يرمي الارض بالصاعقة فيهطل المطر.
ومن هذه التسمية جاء اسم "روما" التي حار الغربيون في تفسير مصدر اسمها.
وتشابهها تسمية "أرمينيا" واصلها "ارمان" ايضا واضيفت اللازمة "ين" في نهاية الكلمة كأداة جمع، واللازمة "يا" للتعريف، واسم ارمينيا يعني مطر السماء.
أما "إيطاليا" فهويرى أنها لفظة عربية كنعانية سورية مؤلفة من مقطعين "أت وايل" فالطاء في كلمة ايطاليا غير موجودة في اللاتينية واصلها تاء، وأت هي تحوير لكلمة قريت لان القاف تلفظ في الغرب ألفاً، وقريت تعني قرية.
أما "إيلة" فهي مؤنث إيل، والكلمة بكاملها تعني مدينة الربة عشتار وهي صيغة تحبب للربة عشتار.
ويرى أن "نابولي" هي مدينة بناها العرب السوريون في إيطاليا ومؤلفة من مقطعين"نبو"اي نبي اومتنبىء عراف" وأيل" وبذلك فإن الاسم "نابولي" يعني عراف الرب.
ويتابع الباحث في كتابه تفسير أصل تسميات المدن فيرى أن "مارسيليا" تعنى "مرسى ايل" أي ميناء الرب، وأن "استراليا" تعني نجمة الاله ويفسر ذلك بانها مؤلفة من مقطعين " استير وايل "، واستير هي النجمة عشتار لان عشتار تلفظ استار ومنها جاءت كلمة النجمة باللاتينية " ستار" فاذا اضيفت الي الى استر كلمة "ايل" التي تعني اله، صارت "استراليا".
أما تسمية "البرازيل" فقد جاءت من اللفظتين "برزا وايل" أي ارض الله المكشوفة.
ويؤكد الباحث ان جزيرة "كريت" مدينة ابن عربا وهومينوس سميت باسم سوري مشتق من كلمة "قريت " اي قرية وبما ان القاف تلفظ كافا في الغرب فكانت كريت.
ويرى الباحث " مبيض " في تفسير معاني أنشودة "على دلعونا،على دلعونا، الهوى الشمالي، غير اللونا " أن العرب الكنعانيين السوريين كانوا في مواسم الحج الى معبد حدد في تل حلب " وهوقلعة حلب " يغنون للاله " حدد " ويدبكون دبكة طقسية دورانية على صوت الطبل الذي يشابه صوت الرعد " بل " الذي هوالاله حدد، ويغنون " على دلعونا " وهي بداية صلاة الشكر للاله حدد، ويدبكون رجالا ونساء على صوت الطبل " بل بل ".
اما تكملة الانشودة " الهوى الشمالي " فالمقصود به هواء مدينة حلب في شمال سوريا، والتكملة " غير اللونا " تشير الى الغيوم الشمالية المصحوبة بالامطار التي غيرت لون الارض لتصبح خضراء.
أما أنشودة " عالروزانا عالروزانا يا رايحين لحلب " فجاءت من كلمة " روز" وهوالورد الاحمر الذي اختصت بزراعته حلب ويصنع منه مربى الورد، وكلمة نيروز مؤلفة من مقطعين " ني " هي الربة عشتار " وروز " و" نيروز " تعني ربة الورد، ففي عيد عشتار اي الربيع يغنون.
و يرى الباحث "مبيض" ان كلمة "برلمان" مؤلفة من مقطعين "بر ومان"، وتعني اباء المقاطعات وهم سادة القرى والمدن.
فكلمة "مان" وهي كلمة رجل بالانكليزية اصلها من العربية، فمان ما زالت تطلق على الخشبة في رأسها حديدة التي تثار بها الارض، وهي خشبة المحراث، واثارتها للارض ترمز للذكورة، والاض هنا هي عشتار، وقد انتقلت الكلمة الى الانكليزية بمعنى رجل واللفظة عربية كنعانية قديمة.
منقــول
_________________