بمَ تفكر الفتيات في المدرسة ؟
بدأ علماء الاجتماع والمختصون في الطب النفسي والعقلي والأجتماعي في بعض دول الأتحاد الأوروبي والأجتماعي
بالاهتمام بالحياة الشخصية للفتيات المراهقات، بعد ان وجدوا انهن يواجهن العديد من الصراعات النفسية.
وفيما اهتم الاختصاصيون النفسانيون في السابق اكثر بظاهرة المراهقة بصفة عامة، فهم يبحثون اليوم في الفروقات بين الجنسين.
لقد كان التكيف مع المجتمع والمنظومة المدرسية ابرز مشكلة تواجه الفتيات المراهقات،
حيث تقول مختصة النفسانية : «كان الاولاد يذهبون الى المدرسة لرؤية اصدقائهم، بينما تذهب الفتيات ليظهرن بشكل افضل لأجل انفسهن ولأجل آبائهن ومدرسيهن».
ومن هنا يظهر ان التفكير في النجاح المدرسي كان دافعهن الرئيسي، لكن في الحقيقة، واذا ما صدقنا ما يقوله المختصون
الذين يستقبلون العديد من الفتيات يوميا، فإن صراعات داخلية جديدة اضحت تهدد استقرار الفتيات في عمر المراهقة.
تقول معالجة نفسانية ان تطور اجساد الفتيات اصبح سريعا جدا، حيث بدأت مظاهر البلوغ تظهر عليهن وهنّ في الصف الخامس او السادس الابتدائي،
فتراهن يتصرفن كالبالغات بسرعة، ويظهر ذلك في سلوكياتهن، حيث لا يلعبن في ساحة المدرسة اثناء الاستراحة...
وتعترفن اثناء الجلسات مع النفساني بأنهن قضين بعض الوقت في اللعب مع دمية باربي نهاية الاسبوع.
هذا الفرق الواضح بين نمو جسد البنت السريع وعدم نضجها الفكري يضاف الى انشغالات المختصين، بل ويثير قلقهم،
مثلما تشير اليه ماري سانشات (سنة أولى تعليم ثانوي مهني)، حيث تقول {البنت مجبرة على الانتباه لشكلها..
ذلك ان الفتيات سيلاحظن كل شيء فيها، وحينها يصبح الماكياج مهما جدا بالنسبة لها».
وتقول مشرفة أجتماعية إن الفتيات في مرحلة المراهقة يعانين من الاضطرابات الغذائية ومن القلق بسبب خوفهن من الانفصال عن الوالدين.
وهنا تكمن اهمية الحوار الاسري بين الوالدين والبنات اللواتي، وبسبب غياب الحوار العائلي، يبحثن عن صداقات وعلاقات عبر شبكة الانترنت وعن طريق الهاتف النقال.
يبدو الحوار امرا غير ذي قيمة بالنسبة لبعض الاهل، لكنه ضروري جدا لتجد الفتيات من يستمع اليهن والى همومهن.
وهناك مشكلة هامة تعاني منها معظم الفتيات في الكثير من المدارس الأوروبية وهي التميز مابين الشاب والفتاة و
هي مشكلة حقيقية تفرض سلبياتها على عدد كبير من الفتيات والذين يحاولون من التهرب من المواجهة مع الشباب وحتى مع المدرسون
وهذا يفرض عليهم جهود أكبر ويحد من طموحاتهم . مع العلم أن قوانين التميز بين الشاب والفتاة عمرها أكثر من 50عاما
ولكن تطبيقها عمليا وكأنها غير موجودة.
ومع كل هذا الأمور التي تشغل الفتيات فهناك لبعضهن نتائج جيدة جدا في الدراسة وأحيانا تكون أفضل بكثير من نتائج الشباب بالرغم من تمايز الظروف التي يعيشها كل منهم .
_________________