كان في إحدى القرى إمرأة عجوز في ضيقة مادية كبيرة، صعب عليها شراء ما تحتاج إليه لسد جوعها أو أن تدفع أجرة البيت الذي تسكن فيه ودوما تغق باب بيتها ولاتفتح لأحد خوفا من أن يأتي صاحب البيت ويطالبها بالأجرة. سمع خبرها رجل طيب القلب وتأثر لحالها، فقرر مساعدتها.
سأل هذا الرجل الطيب القلب، عن تلك العجوز الفقيرة، وجاء ذات يوم إلى منزلها، وأخذ يقرع الباب، ولكن لم يكن من مجيب، ولما طال إنتظاره وهو يقرع الباب، ظن بأن هذه المرأة العجوز ليست في المنزل.
مرة فترة من الزمن على تلك الحال، وهذا الإنسان منزعج، إذ لم يستطع مساعدة هذه العجوز الفقيرة. لكن في ذات يوم، التقى بتلك العجوز، لدى لقاءه بها، أخبرها بأنه قصد بيتها عدة مرات، لكي يسد إعوازها، ولكنه في كل مرة، كان يقف خارجا وهو يطرق الباب وليس من مجيب.
لدى سماع هذه العجوز ما كان يفعله هذا الرجل، صاحت قائلة، هل أنت هو الرجل الذي كان يقف خارجا ويطرق الباب أجابها نعم...! أجابته، لقد ظننت في كل مرة بأنك صاحب البيت، وأنك قادم لتطالبني بالإيجار. وإذ لم يكن لي مال لأوفي، خفت أن أفتح الباب.
صديقي، إن ما فعلته هذه العجوز بهذا الرجل الطيب الذي أراد مساعدتها، والإحسان إليها، وسد عوزها، يفعله الكثيرون من الناس مع الله . فعندما يقرع الله على أبواب قلوبهم، يحسبونه آتيا ليطالبهم بشيء، ولكن حسابهم خطاء، فإن الله إنما يأتي لكي يعطي...
لقد كتب أحد المرنمين هذه الكلمات
لم يأتي كي يديننا، لم يأتي كي يلوم. بل جاء لفدائنا وأنقذ الملوم. إن اسمه يسوع، إن اسمه يسوع، إن اسمه يسوع ذا المخلص العظيم.
لم يأتي الرب يسوع إلى عالمنا فقط، ليعلمنا تعاليم سامية ورفيعة، مع أنه علَّم.
ولم يأتي فقط لشفاء المرضى والعمي والعرج مع أنه شفى الألوف ويشفي حتى في أيامنا هذه.
ولم يأتي ليؤسس ملكا أرضيا وليجمع وراءه المئات والألوف، مع أنه ملك الملوك ورب الأرباب وهو إبن الله من الأزل والى الأبد، وهناك مئات بل ألوف الملايين الذين يتبعونه.
لكنه جاء، وبحسب قول الملاك للرعاة: لا تخافوا . فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.
انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب. لقد جاء ليعطي الخلاص مجانا...
نعم ليعطي وليسدد دين خطاياك وخطاياي... لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلّص ما قد هلك.
إنه لا يطالبك بما عليك من دين بل يزورك ليسدد ديونك... فهل ستفتح له قلبك
..............