إيفا فتاة جميلة ولدت وترعرت وكبرت في بيت ريفي بعيد عن مركز مدينة غوتينبرغ بحوالي 60 كم ..والداها جون وكاميلا يعيشان في ذلك البيت الريفي الذي ورثه جون عن والديه وكلاهما يعملان في تربيه الأبقار في مزرعتهما التي بجوار البيت .ويساعدهما في ذلك الشاب كينث الذي يعمل معهما من عدة سنوات ويعرف كل شاردة وواردة في حياة العائلة وكان دوما يسوق إيفا إلى المدرسة صباحا ويجلبها عصرا عند أنتهاء الدوام ويعرف كامل تصرفاتها وكان كينث أمين جدا من الناحية المادية والأخلاقية . وهو الأن في الثامنة والعشرين من عمره بينما إيفا أصبحت في الثامنة عشر من عمرها ..وهاهي تنتظر نتائج أمتحانات الثانوية في أمل أن تحقق درجة جيدة تمكنها من دراسة الطب البشري في جامعة غوتنبرغ ...
أحتفلت العائلة مع وجود أصدقاء إيفا من شباب وبنات حفلة أنتهاء الأمتحانات وهي عادة متبعة في كل مدن السويد .وأثناء الأحتفال كان كينث يراقب من بعد كيف ترقص إيفا مع بقية الأصدقاء وأن عمرها أصبح ثمانية عشرة ربيعا ولكن هو يفوقها بعشرة سنوات ..ولكن طاقة كامنة كانت مختزنة في مشاعرة وتفجرت دفعة واحدة ولكن دون أن يشعر أحد بذلك ..ودون أن يلمح لإيفا بذلك ..
مرت أيام العطلة الصيفية وإيفا تزداد جمالا ورونقا وهي تعود نفسها على الانفتاح أكثر لأنها سوف تنتقل إلى الدراسة الجامعية وأصبح عمرها يتجاوز الثامنة عشرة عاما وأصبح لها أن تقرر بنفسها حياتها الخاصة العاطفية والأجتماعية لكي ترسم طريق دراستها ومن ثم مستقبلها ولكن أمامها طريق طويل وشاق ..وهي مازالت تتنتظر نتائج أمتحاناتها الثانوية ..بينما كينث أخذ اجازته الصيفية ولمدة شهر كامل ليبتعد قليلا عن جو الأسرة قليلا بما فيهم إيفا ..والذي تعود يتصل بها بالتلفون فقط أيام دراستها الثانوية وفقط ليقول لها هل أنت جاهزة للذهاب إلى المدرسة أم لا ..
لأنه كان من النوع الخجول جدا وكان خائف جدا من أن يتكلم معها عن أي شيء أخر ..فتصرح هي بذلك إلى والدها ويمكن أن يؤدي ذلك إلى طرده من عمله الذي يكسب منه مالا لكي يساعد أمه المريضة وبقية أخوته ..فهو رجل مسكين ومن عائلة فقيرة ..بينما إيفا من أسرة غنية جدا ..لديهم الأراضي وعشرات الرؤوس من الأبقار وأموال ضخمة في البنوك وسياراتم يبدلونها في كل نهاية عام مع الموديل الأحدث ..وحتى هو يسكن طوال فترة عمله في بيت متواضع بجوار حظيرة الأبقار...
هاي نتائج الأمتحانات تصدر ونتيجة إيفا في المرحلة الثانوية جيدة جدا ...فغمرت العائلة الفرح لأن أبنتهم الوحيدة ستحقق أمنياتها وتدرس الفرع الذي ترغب به.
وأيضا كينث عاد من إجازته الصيفية وقد فرح وحزن بنفس الوقت لنتيجة إيفا ...فرح لها لأنها نالت نتائج جيدة جدا وحزن لأنها ستبتعد عن جو الأسرة وربما ستسكن في مدينة غوتينبرغ وتصبح مشاهدتها فقط عندما تعود لزيارة الأسرة في أيام العطلة الأسبوعية حيث هو غالبا غير موجود ..
ولكن على كل حال العمل والمردود المادي كان هو أهم شيء في حياته لكي يتمكن من مساعده أسرته وأخوته ...بينما إيفا كانت تملك كل شيء وخاصة أن والدها أشترى لها سيارة فاخرة أخر موديل هدية تفوقها في الشهادة ...ولكن هو يملك سيارة فولفو أقدم من سيارة إيفا بعشرة سنوات ..وأصبح يخجل أن يأتي فيها إلى العمل ..طالما أن إيفا أصبحت تملك سيارة فاخرة ..
وهي الوريثة الوحيدة لوالديها بعد عمر طويل ..فهي البنت الثرية والجميلة والخلوقة ..ولكن تفاوت الحالة الأجتماعية كادت أن تقضي على مشاعره ..فهو يحبها وخائف أن يخطىء في أي تصرف يمكن أن يؤثر على عمله عند الأسرة التي نال من خيراتها الكثير ولكن بنفس الوقت ليس قادر أن يكتم مشاعره عندما يرى إيفا الجميلة الناضجة ذات الشعر الأشقر والقوام الممشوق والصدر البارز والعيون التي يرتاح جدا لرؤيتها بعد تعب يوم كامل ..
أنتقلت إيفا للدراسة في كلية الطب البشري في جامعة غوتينبرغ وسكنت في شقة صغيرة خاصة بها ..وأصبحت زيارتها للمنزل قليلة ولكن كينث كان يعلم فقط القليل عنها من والدها جون عندما كان يتحدث له بعض الأحيان عنها ..كأن يقول له اليوم أتصلت إيفا ودراستها جيدة وهي مسرورة بحياتها ..وكانت بعض هذه الأخبار تسر كينث ولكنه لم يعلم المكان الذي تسكن فيه إيفا ...ولكن في الأيام كانت تأتي إيفا لزيارة الأسرة في عطلة نهاية الأسبوع ..أي تأتي يوم الجمعة بعد الظهر وتعود مساء الاحد ..وكان كينث يلمحها لأنه ينهي عمله الأسبوعي بعد ظهر يوم الجمعة فتصدف أن يلمحها قبل أن يذهب إلى أسرته ليقضي معهم يومي السبت والأحد ..
مرت الأيام على هذه الحالة وإيفا الناضجة تزداد جمالا وتألقا وأصبجت أكثر نضوجا نتيجة أختلاطها في الحياة الجامعية كما يبدو على ملامحها الخارجية كأنها تعيش حالة عاطفية وهي فرحة لذلك ...فهي أخذت تهتم أكثر بمظهرها الخارجي وزادت عدد نظراتها لنفسها في المرأة وغيرت من تسريحة شعرها الأشقر المتدلي علي كتفيها إلى جوار وركها البارز...
وتغيرت طريقة لباسها فلم تعد تلك الفتاة الملتزمة قليلا لأنها تعيش في الريف ..فأصبحت تختار فساتينها أو بلوزاتها بحيث تكشف قليلا عن صدرها البارز الجميل وأخذت تقصر كثيرا من بدلاتها لتظهر قليلا من فوق ركبتها ليبدو بياض أرجلها ..وأصبحت تختار بناطيل الجنز لكي تظهر جمال وركها ..فهي لم تعد تلك الفتاة التي تعيش في كنف الأسرة طيلة أيام الاسبوع ..بل هي تعيش في جو جامعي فيه طلاب من بلدان عدة وكل منهم يتباهى بموديلات جديدة في اللباس والسيارات..وهاهي إيفا الجميلة والغنية
تتغير فجأة من تلك الفتاة الريفية المتواضعة بلباسها المدرسي والخجولة جدا إلى فتاة تبدوا وكأنها من عارضات الأزياء لما تصرفه على نفسها من ملابس ومجوهرات وغيرها ...
كل ذلك لم يلاحظه كينث ذلك الرجل الذي يعتني بأبقار العائلة طيلة الأسبوع ويبذل جهدا كبيرا وينام كل ليلة متعبا ..وأفكاره مشغولة من جهة عند أسرته الفقيرة ومن جهة عند مشاعرة أتجها إيفا
والتي بالكاد يعلم عنها شيئا كثيرا ... فلا يعلم أين تسكن وإن علم فهو مشغول في عمله ..وأثناء العطلة الأسبوعية هو مع والدته وأخوته ...
أنتهى العام الدراسي الأول ..وكانت نتائج ايفا جيدة وبعد عدة أيام ستعود لتقضي عطلتها الصيفية مع أسرتها وفي نفس الوقت كينث سيأخذ عطلته السنوية وبالكاد يمكن أن يجتمع مع إيفا في مزل الأسرة ...وتغير الأمور عليه ..فهو الذي كان يوصلها يوميا إلى مدرستها ويجلبها عند أنتهاء الدوام
اليوم بالكاد يمكنه أن ينال نظرة من عينيها ...أو يسمع صوتها ولو ببرهة في التلفون ..
بدأت إيفا العام الجامعي الثاني بنشاط وهمة عالية وكان عندها رغبة كبيرة في الدراسة لتحقق حلمها وفي يوم من الأيام أرادت إيفا أن تتناول طعام الغذاء في أحد المطاعم الذي يقدم مأكولات إيطالية وبالصدفة كان يجلس أمامها على الطاولة المجاورة شاب يأكل السباكيتة الإيطالية بشهية لشدة محبته لهذه الأكلة فطلبت إيفا نفس النوع من الطعام الذي كان يأكله ذلك الشاب وبعد أن أكلت وبشهية أيضا ...فقالت له أشتهت هذه الأكلة لأني شاهدتك تأكلها بشهية فشكرا لك ...فقال لها كلمة شكرا مقبولة منك ولكن هل من أقل من أن تعزميني على فنجان قهوة إيطالية فقال لها أنا أسمي أنطونيو من إيطاليا 25 عاما ..فقالت له أنا أسمي إيفا طالبة كلية الطب سنة ثانية ..فقال لها وأنا أنتقلت من جامعة لوند "مدينة في جنوب السويد" إلى جامعة غوتينبرغ وليس لي أصدقاء هنا لأني جديد على المدينة فحبذا لو نصبح أصدقاء ..بعد التعارف وشب فنجان القهوة تبادلوا عناوين السكن وأرقام الهواتف وأصبحوا أصدقاء ولكن للأسف كل منهما في مجموعة دراسية ..
مرت الأيام وبدأت العلاقات تتعمق أكثر بين أنطونيو وإيفا من شرب فنجان قهوة في الكافتريا...إلى دعوة على الغداء ....دون أن تعلم أسرة إيفا بذلك ..
وأنطونيو كان شاب وسيم وعصري هادىء متفتح للحياة ومن عائلة إيطالية عريقة ولكنه أختار الدراسة في السويد . أبلغت إيفا والدتها كاميلا بذلك وبدورها كاميلا تكلمت مع الوالد جون ومن كثر ماتكلمت لهم إيفا عنه أصبح لديهم رغبة في التعرف عليه ...ووعدت إيفا أنه في أقرب فرصة ممكنة وإذا سمحت الظروف يمكن أن يحضر أنطونيو معها إلى منزل العائلة لتناول طعام الغذاء
وفعلا تحقق ذلك وأعجبت العائلة بأخلاق أنطونيو وبتصرفاته وشكرت العائلة أنطونيو لصداقته مع إيفا في الجامعة ...
كينث لم يكن في عمله عندما حضر أنطونيو لأن ذلك تم في عطلة نهاية الأسبوع ولكن لاحظ أن هناك شخص غريب دخل في حياة إيفا من خلال المكالمات التي يجريها والدها معها ويسألها عن أنطونيو..بدت علامات الحزن تظهر على كينث وذلك من خلال التغير في عمله اليومي فقد أصبح أقل نشاطا ويبدو وكأنه مهموم يوميا وكأن هناك أمر كبير للغاية شاغل باله .
مرت الأيام وسارت أعمال المزرعة على ماهي وكثرت زيارات أنطونيو وإيفا للعائلة حتى في أيام الأسبوع العادية ولاحظ ذلك كينث وكان الدم يغلي في عروقه عندما كان يشاهده معها في كل مرة ..فلا حاله عاد كما في السابق وأصبح مهموما أكثر ..فهو يعتني بأبقار العائلة يوميا بينما أنطونيو يصول ويجول مع إيفا بسيارتها الفخمة ويدخل منزل العائلة وكأنه أصبح واحدا منهم .
في هذا الفترة أستطاع كينث أن يعلم أين يسكن أنطونيو وأين تسكن إيفا في مدينة غوتنبرغ .
أنتهت أمتحانات العام الثاني وكانت النتائج جيدة والكل بدأ عطلته الصيفية ..
إيفا حضرت إلى منزل العائلة وكينث في إجازته السنوية وأنطونيو ذهب إلى إيطاليا ..وكل شيء في هدوء وسكينة ..وشمس الصيف كانت مرتفعة لذلك العام وكل الأمور الحياتية لابأس بها ..
عندما كان أنطونيو مع عائلته في إيطاليا تكلم مع والديه عن صديقته إيفا وعن عائلتها وتكلم بصراحة مع والديه أنه معجب بها جدا ويرغب بالإرتباط بها ... وقال لهم أنه تكلم بنفسه مع إيفا وأبدت رغبة في ذلك ولكنها لم تخبر أهلها بالأمر ..
قررت والدة أنطونيو أن تذهب معه إلى غوتينبرغ للتعرف على إيفا وعائلتها شخصيا بعد أن شاهدت الكثير من صور إيفا مع ولدها أنطونيو وذلك من بداية العام الجامعي الجديد وقد حصل بالفعل وقد أحبت والدة أنطونيو إيفا وأرتاحت للقاء عائلتها وتم التفاهم بين العائلتين على أن تتم الخطوبة بين يومي عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية ومن ثم الزواج في أول أسبوع من العام الجديد حيث العطلة الشتوية لمنتصف العام الدراسي حيث تكون معظم العائلات في إ جازة ويكون منظر الثلج جذاب وتكون حفلة الزواج في منظر من البياض الناصع ودليل على صفاء القلوب ...
كل ذلك كان كينث يراقبه من بعيد ويتحسر داخليا والغضب والحزن ينتابه من الداخل ولكن دوما يتذكر أمه وأخوته ومصروف البيت ويجب أن يكمل عمله ليحقق مدخول مادي وهو لا يفكر أن يبحث عن عمل أخر في مكان أخر طالما عمل في نفس المكان لعدة سنوات .
أما إيفا فقد كانت سعيدة جدا وبدت أكثر نضوجا وجمالا فهي نضجت فكريا لأنها ستصبح زوجة وكذلك نضجت جسديا فكل شيء فيها يبدو أكثر نضوجا وتألقا وجمالا..وهذا ماجعل كينث يحبها أكثر ويحاول دوما أن يخلتس بعض النظرات وعن بعد من جسمها الذي يتوهج ويترك دفئا في جسمه الذي يشتعل حبا لها ومع كل الذي حصل مازال يأمل بأن حبه لن يضيع سدى وأن مشروع خطوبة إيفا وأنطونيو لن يمر على خير طالما أن قلبه مازال ينبض بحبها وأن سنوات حبه لها كانت أسعد أوقات حياته بالرغم من الشقاء الذي فيه وبالرغم من الألم الذي تركه في قلبه ذلك الإيطالي أنطونيو ووالذي ظهر فجأة في حياة إيفا وسيدمر كل ماخطط له كينث طوال سنوات عمله عند هذه العائلة ..وهنا فكر كينث مليا أنه ربما إذا صارح إيفا في ذلك ستكون ردة فعلها قوية ولكن ربما يكون في قلبها قليل من العاطفة أتجاهه وهي التي كانت تلاحظ بعض من تصرفاته عندما كان يجلبها من المدرسة وعيونه التي كانت تراقبها طوال فترة وجودها في المنزل وعلى مرمى من نظراته .
كل الأمور تدل على أن الأمور لن تسير لصالحه فحاول أن يتروى قليلا ليرى كيف تسير الأمور..
بدأت إيفا عامها الدراسي الجامعي الجديد... إنها بداية عامها الثالث وستكون دراسة الفصل الأول مكثفة جدا وستكون هناك أمور كثيرة لابد من دراستها مع أنطونيو قبل فترة من موعد الخطوبة الرسمية ...وفكرت إيفا بأمور كثيرة جدا ...ومنها لابد من التحقق وبشكل صريح من علاقتها مع أنطونيو لأنها هي لم تزور أهله في إيطاليا ..فهل هو طامع في أملاكها وأملا ك أسرتها أم فعلا هو طمع بجمالها الجذاب وبطيبة قلبها وحبه لها نابع من شعور حقيقي داخلي ..أين سنسكن بعد الزواج وفكرت إيفا ..طالما أننا طلاب فيمكن أن نسكن بشقته أو بشقتي الخاصة أو نستأجر شقة أكبر ..
وأمور كثيرة جدا ..ومنها التحضير لحفلة الخطوبة وشراء الملابس وتحضيرها ..ولابد من الدراسة بشكل جيد حتى تكون نتائج هذا الفصل جيدة لكي يتوج بالزواج ومن ثم شهر العسل ...
فكرت إيفا مليا وكان لابد من وضع خطة مدروسة وبالتشاور مع أنطونيو حتى لايفسد فرحتهما أية أمور بسيطة لايتم التخطيط لها بشكل صحيح ..
كانت لقاءات إيفا وأنطونيو كثيرة في هذا الفصل من العام الدراسي ..لأن هناك أمور عديدة جدا لابد من مناقشتها على المستوى الشخصي والمستوى العام فيما يخص الدراسة وفيما يخص الخطوبة وكل شيء كان يسير على مايرام . وكذلك كثرت زيارات أنطونيو لمنزل عائلة إيفا في أوقات الغذاء وبعض السهرات على العشاء ..وكانت هذه الزيارات تؤلم كينث كثيرا ...وهو يسهر الليالي في بيت متواضع بجوار حظيرة الأبقار ..أما أنطونيو فكان يسهر مطولا مع الحسناء إيفا والتي لم يبقى إلا حوالي أسابيع لإتمام الخطوبة ومن ثم الزواج ...
مرت الأيام بسرعة وحل فصل الشتاء الذي لم يكن بارد جدا لذلك العام وبدأت بعد المحلات التجارية تعلن عروضات المبيعات للميلاد ورأس السنة ..وبدأت التزينات في الساحات العامة والكنائس والمنازل والمحلات التجارية ..وطلب الوالد جون من كينث أن يساعده في التحضيرات لتزينات حديقة المنزل بالزينة وبالأنوار ..وفعل كينث ذلك ..وبدي منظر العائلة من الخارج أشبه بمتحف .. فهناك الانوار على أشجار الصنوبر وعلي مداخل المنزل تماثيل صغيرل لبابانويل
ونوافذ المنزل تضيء بمصابيح ملونة ...كينث فرح لذلك كثيرا وعند ظنه أن إيفا ستشكره على ماقام به وفعلا حصل ذلك.. وعانقته إيفا فأحس كينث بطول فترة المعانقة لأنها هذه المرة الأولى التي تعانقه فيها من بعد بداية دراستها الجامعية ..فشعر كينث بحرارة الدفء التي خرجت من صدرها البارز وأحس لأول مرة وعن قرب كم إيفا دافئة ...
وأخذت تشوش عقله أفكار غامضة ...فهو لم يستيطع أن يتصور شخص مثل أنطونيو يمكن أن يأخذ ايفا منه ويحتضنها طوال عمره ..بينما هو من لحطة واحدة شعر بالسعادة ..
شكر كينث إيفا للمصافحة وأبتسم لها ثم ودعها وعاد إلى روتين عمله ...وبعد عدة أيام بدأ يتساقط الثلج الأبيض وشعر كينث بالخوف ..لقد أقترب موعد إعلان الخطوبة ..
إيفا وأنطونيو في فترة الأمتحانات الأخيرة قبل بدء عطلة ماقبل الميلاد ورأس السنة ..وقد أبلغ أنطونيو إيفا أنه والديه سيصلان بعد أيام للإحتفال بالخطوبة والزواج في غوتينبرغ حسب رغبة أهل إيفا .بعد أن تم الترتيبات المتعلة بأمور الخطوبة بعد حضور أهل أنطونيو من إيطاليا وبالإتفاق مع أهل إيفا ..وبعد المشاورة مع كل من إيفا وأنطونيو تم الإعلان عن موعد الخطوبة بعد يومين من يوم عيد الميلاد على أن تتم الخطوبة في منزل أهل إيفا بدعوة الأصدقاء فقط وأن يتم الأكليل في أول يوم أحد من من بداية السنة الجديدة في كنيسة غوتينبرغ الرئيسية وأن تقام حفلة الزوج في أحد الفنادق الفخمة في المدينة وترسل الدعوات حسب الأصول.
أجتمعت عائلة إيفا وتم التجهيزات المتعلقة بأمور الخطوبة بعد أن أحتفلت العائلة بيوم عيد الميلاد المجيد ..وكان كينث يراقب مايجري على قدم وساق ومازال لديه ولو أمل بسيط في أن ينال من دفء حرارة صدر إيفا ولو مصافحة ثانية ولو للحظات ..
طلبت الأم كاميلا من إيفا أن تجرب ثوب الخطوبة لترى كيف سيكون مظهر غاليتها الوحيدة في ليلة خطوبتها ...وفعلت إيفا ذلك وبدأ جسمها الدافيء يتموج داخل ثوبها الحريري وبرزت معالم صدرها من خلال الفتحتة الأمامية لثوبها ..وتدلى من عنقها عقد أخذت حباته تلامس حواف صدرها ...
وبعد يومين حضرت عائلة أنطونيو مع الأصدقاء وكانت عائلة إيفا مجتمعة مع بعض من أصدقاء إيفا وبعض أصدقاء العائلة ..وتم الخطوبة وألبس كل منهما خاتم الخطوبة للأخر ..وقبل أنطونيو إيفا للمرة الأولى بحضور الجميع ...وتناول الحضور ما أعد لهذه المناسبة الكريمة من طعام وشراب وتقبل العروسان التهاني وسط زغاليط النسوة ..وكان كينث في غرفته يراقب مايحدث ويتحسر داخليا وأمور كثيرة مرت في مخيلته ولم يستطيع أن ينام تلك الليلة ..
وفي ليلة رأس السنة كانت الثلوج قد غطت الأعشاب والطرقات وكانت جميع الأهالي تحضر للإحتفال بليلة رأس السنة ...
أحتفلت إيفا مع عائلتها في منزل العائلة وسط الأنوار والزينة .ناقشت العائلة كيفية التحضير ليوم الفرح وأتفقوا على تصور مناسب ..
وفي نفس الوقت كان أنطونيو مع عائلته في غوتينبرغ وكل منهم يحتفل على طريقته الخاصة وكذلك ناقش أنطونيو مع والديه مراسيم حفل الزواج والإعداد له بشكل جيد ..
أما كينث المسكين فكان مع والدته المريضة وأخوته في منزلهم المتواضع ..
وفي الساعة الثانية عشرة ليلا تبادل الجميع التهاني هاتفيا وكانت فرحة إيفا كبيرة جدا لأنها لأول مرة أنطونيو يقول لها كل عام وأنت بخير ياحبيبتي ..طالت السهرة إلى الفجر تقريبا وفي صباح اليوم التالي ستبدأ مرحلة جديدة من حياة إيفا مع بداية العام الجديد ..فهي بعد أسبوع تقريبا وفي نفس الصباح ستكون زوجة أنطونيو ... وبدأت تفكر كيف سيكون صباح أول يوم بعد الزواج ..
أسئلة كثيرة بدأت تدور في ذهن إيفا وهي تفكر في المرحلة القادمة ...
زاد تساقط الثلوج مع بداية العام الجديد وكينث في أستراحة لمدة ثلاثة أيام ...والعائلة مشغولة في التحضير ليوم الأكليل وكيف ستكون الترتيبات ...أتصلت إيفا مع أنطونيو وأخبرته بأن يتصل مع خوري الكنيسية للتأكيد على موعد الأكليل ...وطلبت منه الحضور إلى منزل العائلة من أجل وضع اللمسات الاخيرة على تحضيرات الحفل ..وبعد الظهر حضر أنطونيو وأستقبلته إيفا بحفاوة وبحرارة مع معانقة طالت لدقائق....
غادر أنطونيو بعد أن ناقش كل شيء مع إيفا وكل الأمور سارت على مايرام ..وكانت والدة إيفا مسرورة جدا لأن أبنتها كانت في غاية الفرح ...
بعد أنتهاء إجازة كينث عاد للعمل وطلب منه والد إيفا أن يعمل يوم السبت والأحد لأن العائلة ستكون مشغولة بالفرح ولايوجد من يعتني بالأبقار وأيضا سيحرس المنزل في ليلة الفرح ..فقبل ذلك كينث بالرغم من أنه لأول مرة يعمل في يومي العطلة الأسبوعية ...
في مساء السبت أي بيوم واحد قبل يوم الفرح أتصلت إيفا مع أنطونيو وطلبت منه أن يحضر إلى منزل العائلة لمناقشة أخر رتوشات الفرح سمع بذلك كينث عندما كانت إيفا تتصل بالتلفون ربما كان يتنصت عليها خلسة ...
المساء كان بارد والثلج يغطي كل المساحات الواسعة من الطرقات والأراضي وسطوح المنازل ومع ذلك حضر أنطونيو بسيارته الخاصة والتي لاتقارن بسيارة خطيبته إيفا ...
وبعد سهرة طويلة مع إيفا وعائلتها وكل الأمور تمت على مايرام ... أستأذن أنطونيو من الجميع وودعهم على أمل اللقاء بهم في يوم غد أمام باب الكنيسة ..وصعد إلى سيارته وحاول أن يدير المحرك فلم تقلع السيارة بعد محاولات عدة ..ولم يعرف السبب في حينه... وأخذ يفكر ربما بسبب الطقس البارد والثلوج أو أن هناك مشكلة في بطارية السيارة ...طلب والد إيفا أن يوصله فتدخلت ايفا لتقول لوالدها هذا حبيبي وبعد كذا من الساعات سيصبح زوجي ..أنا سأوصله بسيارتي إن لم أساعد حبيبي في مثل هكذا محنة فمتى سأساعده ...بدلت إيفا ملابسها بسرعة وصعدت إلى سيارتها وبجانبها حبيب قلبها أنطونيو... المسافة لاتستغرق أكثر من أربعين دقيقة بسيارة إيفا في هذا الطقس البارد والثلوج على الطرقات وكلمات أنطونيو الغزلية أنستها الوقت ...والدي إيفا بقيا سهرانين في أنتظار عودتها ..أوصلت إيفا أنطونيو إلى بيته وأخذت قبلة حارة منه في ذلك الجو البارد وشكرها أنطونيو على معروفها ..وطلب منها أن تتصل به عندما تصل إلى منزل عائلتها ليطمئن عليها قبل أن يخلد إلى النوم وليقول لها تصبحين على خير ياحبيبتي ...لأنها في الليلة التالية ستكون زوجته ...وصلت إيفا فرحة إلى منزلها ومباشرة أخذت التلفون لتتصل بأنطونيو لتخبره بأنها وصلت بخير وسلامة ولتسمع منه تصبحين على خير ياحبيبتي ...ولكن لا أحد يرد ..حاولت عدة مرات لا أحد يرد لا على تلفون المنزل ولا على الهاتف الخليوي ..وكيف لها أن تنام بدون أن بدون أن يقول لها تصبحين على خير ياحبيبتي ...حاولت من جديد مرات عدة ... لا أحد يرد ..تغير لون بشرتها وبدت خائفة جدا وأمها حاولت أن تخفف من خوفها ولكن بدون جدوى .. وأنتظرت إيفا قليلا ثم حاولت من جديد أن تتصل ..لا أحد يرد ...فقررت إيفا أن تعود إلي منزل أنطونيو في تلك الساعة المتأخرة من الليل لأنها لايمكن أن تخلد إلى الفراش وتغمض لها عين قبل أن تتكلم مع أنطونيو بعد أن ساورها الشك في تلك الليلة العصيبة والتي بدأت من عدم إقلاع سيارة أنطونيو والآن لا أحد يرد على التلفون ....فقرر والدها مرافقتها إلى منزل أنطونيو ..وصلت إيفا ووالدها إلى المنزل كانت هناك أنوار الزينة تعمل ..قرعت جرس الباب عدة مرات لا أحد يجاوب
فزاد خوفها خوفا وتغيرت ملامح وجهها وساورها الشك بأن ربما أنطونيو مع أمرأة ثانية في المنزل أو ربما ذهب إلى مكان ثاني لينام وأغلق تلفونه... ولكن هو من قال لي أتصلي بي بالتلفون عندما تصلي إلي المنزل لأقول لك تصبحين على خير ياحبيبتي....تجمدت إيفا من الخوف وحاول والدها أن يساعدها ولكن بدون جدوى قررت إيفا أن تعرف أين أنطونيو موجود في هذه اللحظة ... وأنتظرت أمام باب المنزل وحاولت عدة مرات بالتلفون وجرس المنزل ولكن لا أحد يرد ..طلبت مساعدة البوليس ..حضر البوليس على الفور وفتح باب المنزل ...
أغمي على إيفا عندما شاهدت أنطونيو ملطخ بدمائه على الأرض فنقلت فورا إلى المستشفى و عندما أتصلت والدتها بزوجها لتعرف مالذي حدث ولماذا تأخروا في العودة أبلغها بأن إيفا في المستشفى وهي في حالة جيدة وطلب منها أن تذهب إلى غرفة كينث لتبلغه بأن جون سينتظر في المشتسفى مع إيفا وأنه يجب أن يقوم بأعمال المزرعة بنفسه في يوم غد وعليه أن يستيقظ باكرا جدا
لأنه حاول أن يتصل به عدة مرات بالتلفون فلم يرد..ربما هو نائم ومن شدة تعبه لم يسمع صوت التلفون حاولت كاميلا أن تتصل بكينث عدة مرات فلم يرد عليها كينث وعندما ذهبت إلى غرفته . لتبلغه ذلك لم تجده نائم في غرفته في ذلك الوقت المتأخر من الليل .
...................
القصة مقتضبة من قصة كتبتها بالسويدية عام 1998 وهي حوالي 180 صفحة من القطع المتوسط ولكن لم تطبع
مع خالص تحياتي
_________________