أنا وحبيبي قررنا أن نشيد من حبنا الجميل حديقة خضراء مفعمة بالحياة والمحبة مشرقة بنور بسماتنا البراقة متعطرة بشذى حبنا الفواح مليئة بالأجواء الرومانسية و الشاعرية ..
أحضرنا سوية كل أزهار مساعر الحب وأحاسيسها ،وهدينا لبعضنا شجيرات المحبة المبرعمة بالصدق والوفاء ..
حفرنا معا لأشجارها وأزهارها بفأس الإخلاص وورينا نباتاتها بدموع الأشواق وثبتنا قواعد أسوارها بخيوط الوفاء وبنينا جسورها بالأمل المتجدد
وغرسنا جوار أشجارها عبارات الإخلاص والوفاء وزرعنا في أحواضها أجمل أزهار الضحكات والبسمات ...وتركنا بابها مفتوح وكتبنا عليه حديقة الأمل والوفاء ..
أنشأنا حديقتنا بأدوات حسية كونتها المشاعر والأحاسيس لتغدو أسمى معنى لمعاني الحب .. هكذا علمتنا الحياة وهكذا كبر معنا حبنا في حديقة حبنا ....
إلى أن جاء اليوم الذي دخل الشيطان من باب حديقتنا وبدأت أهتمامات حبيب القلب تتشتت هنا وهناك ..
فحل خريف دائم على كل الأزهار والأشجار ..
وأخذت تتساقط كل الأوراق الواحدة تلو الأخرى ...
وبدأت كل الأزهار بالجفاف ..كنت ألاحظ ذلك من خلف سوار الحديقة بعد أن طردني منها حبيب القلب وأحكم سد بابها بقفل محكم حيث سلم مفتاحه لصديقه الشيطان ..
أبعدني عن حياته وظلمني كما ظلم نفسه تحطمت جسوري وانهارت قواي وانفجرت ينابيع دموعي
يبست أشجاري تبدل اخضرار الحديقة إلى سواد قاتم بعد أن رحل الحب الذي كان يغذيها ويروي أزهارها ونباتاتها وأشجارها ..
طالت سنوات الفراق وقررت أن أزور حديقتي بعد طول جفاء ..رأيتها أشبه بصحراء
جلست إلى جانب جذع شجرة يابسة تأملت خرابها ولممت ما بقي فيها من أثار أزهار جافة ..
وحفرت لها حفرة أشبه بالقبر وطمرتها فيها ..
وسكبت عليها أخر مالدي من دموع حزينة ثم صليت ورحلت عنها بعد أن ودعتها بنظرات مليئة بالحسرة عليها وعلى حالي .
.......................