هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 ديوان في مهب الروح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


علم الدولة : Syria
المشاركات : 273
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 08/02/2007

ديوان في مهب الروح Empty
مُساهمةموضوع: ديوان في مهب الروح   ديوان في مهب الروح Emptyالثلاثاء يوليو 27, 2010 2:42 pm


ديوان في مهب الروح Sd4w
{ا لإِهداء}

* إِلى كلِّ سائرٍ على طريقِ ذاتهِ الأُخرى..

* إِلى كلِّ مَنْ يعتبرُ الإِنسانَ هو روحُ اللهِ الأَثمنُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ في الوجود..

* إِلى كُلِّ صادقٍ معَ نَفْسهِ ومعَ الآخرين..

* إِلى أَبٍ علَّمنا كيفَ هو الإِنسانُ الحَقُّ ..و أُمٍّ أَرْضَعَتْنا العطاءَبلا

مقابلٍ والمحبَّةَ بلا حدودٍ..وأُخوةٍ تعلَّموا ما تعَلَّمْتُ ورضعُوا ما رضعْتُ..

* إِلى الأَنقى مِنَ النقاءِ..والأَطهرِ مِنَ الطُّهْرِ..
..
ملاكِ قلبي وبسمةِ روحي ابنةِ أُختي{جويل}..

* إِلى عُمْرٍ صُرِفَ في الحُبِّ دونَ حبيبةٍ..وقلبٍ تَمرَّسَ بالعِشْقِ دونَ عاشِقةٍ..

وروحٍ تنتظرُ مَنْ يمسحُ عنها آلامَ الهوى ويَسْكنُ قصراً نظيفاً مُعَدًّا له ُ مُنْذُ الولادة..

* إِلى وطني الصَّغيرِ-فيروزة-ووطني الأَكبر -سوريا-وقائدِها الدكتور بشار الأَسد

ص 1
--------------
ديوان في مهب الروح Sd5

--------------

{مقدمة}

يقول بعض الفلاسفة إِنَّ أَطولَ المسافاتِ هي تلك التي تفْصلُ

الإنسانَ عن ذاتِه..

عندما بدأْتُ رحلتي الطويلة و الشَّاقة إلى ذاتي عرفْتُ حلاوةَ

الأَلم ِو الدموع ,ولذَّةَ الحبِّ و الإِخلاصِ و النقاءِ ,وروعةَ

الإيمان و القناعة...

دخلْتُ عوالـِمَ يتَهيَّبُ دخولَها الكثيرون وبحارا ً مُتَخَبِّطةَ

الأَمواج يخشى ولوجَها أَعتى السَّباحين ..إِنَّها الطريقُ

الأَطولُ و الأَصعبُ... الطريقُ التي يَسْلكُها الإِنسان

مُتَّجها ً إلى ذاتـــِه الأُخرى ....

بعد أَن كتَبْتُ مجموعتي الأُولى "بوحُ اليراع " والتي حَمَلتْ فيما

حمَلتْ مكنوناتِ ذاتي وخلاصةَ الخطوةِ الأُولى في رحلتي

الطويلةِ هذه ..بَدأْتُ أَرى و أَسمعُ

وأُحسُّ بانطباعاتِ كلِّ مَنْ قرأَ تلكَ المجموعةِ..لا أُخفيكم

سرّا ً إِذا قلتُ أَنني و في البداية وجَدْتُ نفسي وحيدا ًرغمَ

الإِطراءاتِ الكثيرةِ التي سمعْتُها عنْ قوَّة ِشِعري

أَو بلاغتي أَو صياغتي التعبيريّة ..سأَلتُ نفسي أَلفَ مرةٍ

ماذا بعد ؟!وإلى متى؟!وهلْ ستجدُ يوماً رفيقا ًلدربِكَ

الطويلةِ هذه؟!هلْ يعشقُ أَحدٌ ممَّنْ عرفْتَهُم رِحَلاً مثلَ هذه

الرحَل ؟!...أَسئلةٌ كثيرةٌ نادراً ما كنتُ أَجدُ إِجابةً على بعضِها...

طالما شبَّهْتُ كلماتي بتلك البصْمةِ التي يضعُها الإِنسانُ على

وجهِ الماء ...قد تهزُّه ُ,نعَمْ..ولكنها لنْ تتركَ أَثَرا ًيدوم..

أَحبَّتي : في خطوتي الأُولى كتَبْتُ لكمْ خلاصةَ تجربتي

المتواضعة عن رحلتي الطويلة هذه ..قدْ تكونُ أَعجبتْ

البعضَ وصدَّقَها...وقد تكونُ لم تُعجب الكثيرين ممَّنْ

اعتبروها تُرَّهاتٍ في زمنٍ أَصبحَ فيه الإِنسانُ يختصرُ

المسافاتِ ليصلَ بسرعةِ البرقِ إِلى أَيِّ مكانٍ يريد...

ولكني وأُقسمُ أَني ما تردَّدْتُ يوماً خطوةً للوراء..

كنتُ ولا زلتُ وسأُتابعُ المشوارَ إِلى ذاتي ..رغم المعاناة

واللَّوم و الصُّعوبات ..

كتَبْتُ لكمْ أَنَّ أَموالَ الدنيا كلها لا تعادلُ لحظةَ حبٍّ نقيةٍ بين

قلبين ,وأَنَّ الإِخلاصَ و الصدقَ مع النفْسِ و مع الآخرين كنزٌ

وجبَ على الإِنسان الاعتزازَ بـــه ...

كتبْتُ أَنَّ مفاهيمَ الكرامةِ بين الأَصدقاء و المحبّين هي معاييرٌ

غبيةٌ اخترعناها حتى نهربَ منْ مواجهةِ

ذواتنا وشرورِ شياطيننا التي تعيشُ جنباً إلى جنبٍ وفي

بوتقة ٍواحدةٍ مع كلِّ ما هو جميلٌ و مقدسٌ في أَرواحنا...

بدأْتُ مشوارَ الحياة و في جُعْبتي فيضٌ من القيمِ و الأَخلاق..

أَقوالُ فادينا المسيح كانتْ دائما ًنبراسي ومرجعيَّتي الوحيدة

في التعاملِ مع الناس..تعلَّمْتُ من محبتهِ كيف يبذلُ الإنسانُ

نفسَهُ عنْ أَحبَّائِهِ..ومِنْ تواضعِهِ كيف أَنَّ التسامحَ و المغفرةَ

عندَ المقدرةِ قوة ٌ و عظَمةٌ وعندَ الضّعفِ ذُلٌّ و هَوانٌ...

أَعطاني أَبي..ذاكَ الرجلُ الرجلُ بكلِّ ما تحملُهُ هذه الكلمة

من معاني النبلِ و الشهامةِ و الطيبةِ والكرمِ و العطاء..العِبَرَ

الكثيرةَ التي ساوتْ عندي أَموالَ الكون ِبأَسْرِهِ..

علَّمَني كيفَ أُفَضِّلُ السَّيرَ كالسلحفاةِ في الطَّريق الصَّحيحِ

الصَّعبِ على أَنْ أُهَرْولَ كالغزال في الطريق ِ الخَطَأ..

كيف أَكونُ محَّارةً يَعْتَصِرُ الأَلمُ جوفَها فتنجبَ اللآلئَ على أَنْ

أَكونَ تاجرَ مَحَارٍ يَغْتَني مِنْ أَلـَم ِغيره.....

كيف لا أَبيعُ كرامتي بالمال و كيفَ أهْدرُها مجاناً في سبيلِ

مَنْ أُحِبّ ..

كيف أُكَسِّرُ جميعَ الأَقنعةِ ولا أَطعن في الظَّهْرِ..وأُعاملُ

الناسَ انطلاقاً من قيمي أَنا و أَخلاقي أَنا لا مِنْ اسْتحقاقِهمْ

أَو عَدمِ اسْتحقاقِهمْ...

كيف أَحترمُ العهودَ..كيف لا أَستعجلُ مشيئةَ اللهِ في

حياتي ..كيف أَكونُ كشجرةِ الطِّيبِ أُرمى بالحجارة ِفأَنشرَ

العطرَ و الأَريــجَ العذْبَ...

تعلَّمْتُ مِنْ والدتي معنى البذْلِ بلا مقابلٍ ..معنى أَنْ تُحَوِّلَ

السَّهَر َو الدموعَ إِلى ابتسامةٍ..والمرضَ والأَلمَ إِلى صَدْرٍ

رؤومٍ تغفو بين ضلوعِهِ قداسةُ السَّماءِ وطُهْرُ قَلْبِ الرَّبِّ..

ربَّما أَكونُ قَدْ أَثْقلْتُ كاهلي بالكثيرِ ممَّا ذَكَرْتُ ..تعذَّبتُ..

ومرضْتُ ..ولكنني كنتُ أَتذكَّرُ دائما ًإيماني ومحبتي فأَعودَ

لأَمسحَ كلَّ هذه الآلام بابتسامةِ راحةِ الضَّمير

و السعادةِ الداخليةِ التي لا يُضاهيها شيءٌ في الوجود...

هكذا اختصرتُ دائما ً المسافةَ إلى ذاتي لا بلْ استمتعتُ

بعالمٍ من النقاءِ و الصفاءِ قد لا يدركُهُ الكثيرون إِلاَّ إِنْ عاشوهُ

وجرَّبوه بأَلمِهِ و صعوبتهِ و أَعبائِهِ و حلاوتِهِ...

فَأَنْ تجدَ نفْسَكَ وحيدا ً مع مجموعةٍ صغيرةٍ من الناس في

طريقٍ ضيقٍ وشائكٍ ..لا يعني أَنَّ الملايين الذين يهرولون في

الطريقِ الآخرِ هُمْ على صواب ٍ..لأَنَّ الأُمورَ مرهونةٌ بنهاياتها..

أقوالٌ كثيرةٌ لحكماءَ و فلاسفةٍ و كُتَّابٍ كانتْ زادا ً لي في

رحلةِ حياتي ..عشْتُها و أَصبحْتُ الآن أُدركُ تماما ً معانيها

الرائعة وكلماتِها التِّبْر :

" أَهَمُّ الأَشياءِ في الحياة ليستْ أَشياءً "

" كَمْ مِنْ حزنٍ أَورثَكَ فَرحا ً..وكَمْ مِنْ فرح ٍأَورثَكَ حُزْنا ً "

" أَفْضَلُ أَلفَ مرةٍ أَنْ تكونَ صعلوكا ً بين الناسِ و أَنتَ مَلِكُ نَفْسِكَ ..

مِنْ أَنْ تكونَ صعلوكا ً في نفسِكَ و أَنتَ مَلِكُ النَّاسِ "

" قَدْ تكون حُرّا ً في أَنْ تكونَ ضَحِيَّةً ..و لكنَّكَ لسْتَ حُراًّ في أَنْ تكونَ

شاهداً على وقوعِ الضَّحايا .."

" أَستعيدُ الماضي لا لكي أَفتَحَ جراحاً ..بلْ لكيْ لا تذهبَ

التجربةُ هباءً..ولا تعودَ الذاكرة ُ عذراء .."

" الأَمْرُ الوحيدُ الذي لا يخضعُ لـِـحُكْمِ الغالبية ِهو الضَّميرُ "

" لنْ تكونَ لنا سعادة ٌ إِذا اختلفَتِ الأُمورُ التي نفْعلُها عَن ْ

تلكَ التي نُــؤْمِنُ بــــها "

" حَسَنٌ أَنْ تُعطُوا إِذا سُئِلْتُم ْ..و الأَحْسنُ أَنْ تعملوا بوحيٍ

مِنْ أَنفسِكُمْ فتعطُوا مِنْ غيرِ أَنْ تُسْأَلوا.."

" الإيمانُ بِلا أَعمالٍ شَيْءٌ عَقيمٌ "

" عامِلِ الناسَ كما تُحبُّ أَنْ يعاملوك "

- أَقوالٌ وعبرٌ كثيرةٌ نحفظُها و نتَشَدَّقُ بها في المجالسِ لِنُظْهِرَ

ثقافتَنا للمستمعين دونَ أَنْ نعيشَها أَو نمارسَها في حياتِنا.. اليومية ِ..

نَتَكَلَّمُ عنِ الصداقةِ دونَ أَنْ نفهمَ معانيها..ونتحدَّثُ عَنِ

الحبِّ و الإِخلاصِ و التسامحِ دونَ أَنْ نتَحَلَّى بها ..

مجموعتي الثانية أَحبائي " في مَهَبِّ الرُّوح "هي استمرارٌ

لرحلتي إلى ذاتي ..حاولتُ فيها أَنْ أَضَعَ بين أَيديكمْ حُبِّي

قبلَ انتقادي ..ومواقفي قبلَ ثرثرتي ..وحياة ً عشتُها ولا

أَزالُ صادقاً معَ نفسي و معكُمْ و معَ حرفي و قصيدتي...

أَنْ ينتقدَ الشَّاعرُ أَو الأَديبُ سيئاتِهِ وسيئاتِ مجتمعِهِ أَوْ مَنْ

حولَهُ ..فهذا لا يعني أَنهُ لا يحملُ عظَمةَ الحبِّ في قلبِه أَوْ أَنهُ لا

يخضعُ هو نفسُهُ لقوانين ِ النَّقْدِ..وجل َّ جلالُه وحده الذي لا يخطئ أَبداً..

فالنَّقدُ عندما يحمِلُ عبَقَ المحبةِ و أَريجَ التسامحِ و نَشوةَ

القلوبِ الدافئةِ يتحوَّلُ إِلى صرخةِ أُم ٍّ في وجهِ طفلتِها الصَّغيرة

أَو إِلى نداءِ حبيبٍ لحبيبتهِ ..أَو إِلى خشْية أَبٍ على ابنه ِالغالي ..

"في مَهَبِّ الرُّوحِ" يموتُ الإِنسانُ ويحيا الحُبُّ ..ويرحَلُ

الصديقُ وتبقى الصَّداقَةُ ..ويغيبُ الشَّريكُ ويبقى الإِخلاصُ ...

- طالما احترمْتُ صدْقَ القصيدة لأَنني أَحترمُ قارئَها..

وطالما طرحْتُ أَخطائي و أَخطاءَ غيري للنِّقاشِ لأَنني

أُقَدِّرُهُ و أُقَدِّرُ جمالَ الله في داخلي..

أَتمنَّى أَنْ لا أَكونَ قدْ أَسَأْتُ لأَحَدٍ في كتاباتي ..كما أَتمَنى أَنْ

تعجبَكُمْ مجموعتي هذه في عصْرٍ نسينا فيهِ الجُلوسَ أَمامَ مرايا

أَنفسِنا ومَسْحَ غبارِ" العَصْرنَةِ" عنها..

نعمةُ الرَبِّ وسَلامُهُ معنا جميعاً

جون عبد المسيح المحو

ص 11

--------------
ديوان في مهب الروح Sd4w

--------------

..{سوريَّةَ المـَجْدِ}..
تجديد البيعة للسيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأَسد ..

سوريّةَ الَمجْدِ ما وفَّاكِ مَا كَتبَ
عَنْكِ الزَّمَانُ فَقُومي وارْفَعِي الحُجُبَا

واسْتَعْذِبي سُدَّة َ العَلْياءِ ناصِيَةً
يا قِبْلَةَ الكَوْنِ ..طَالـِي الشَّمْسَ والشُّهُبَا

في كُلِّ يَومٍ يُوافيكِ النَّدَى وَلـِهاً
يُقَـبِّلُ اللَّوْزَ والزَّيتونَ والعِنبَا

ويَسْتَوي الصُّبْحُ في خَدَّيـْكِ مُؤْتلَقِاً
لينْثُرَ الخَيرَ في هُنَّارِها( 1 )حَبَبَا

حِسانُكِ الغِيدُ .. أَلحاظٌ مُعتَّقَةٌ
يَسَّاقَطُ الطُّهْرُ مِنْ أَردانِها رُطَبَا

ما مَرَّ إِنسٌ على أَفْياءِ جَنَّتـِها
إِلاَّ وهَامَ بِها .. أَو جُنَّ .. أَو عَجِبا

a-الهُنــَّار :حب ُّ الرمـَّان
في بيتــِكِ الحُرُّ .. خَطَّ الرَبُّ قافِلَةً
مِنَ الرِّجالِ .. و أَ نْعِم ْ بالذي وهَبَا

زنْداً مِنَ الحَقِّ .. لا تَلْقاه ُ في بَلَدٍ
إِلاَّ وكانَ سَليلاً للعُلا وأَبا

أَنتِ العرينُ .. وفي أَحْضانِهِ أُسُدٌ
سَكْرى تُخَضِّبُّ ثَغْرَ الأَرضِ والتُّرُبا

لو قابَلَتْها جُيُوشُ الكونِ أَجْمعُها
لاهْتَزَّ مِنْ صوتـِها البارودُ وارْتعَبَا

عروسةَ الشَّرقِ ما حاطَتْكِ قافيةٌ
في الشِّعرِ يوماً ولا قَدْ قِيلَ ما وَجبَا

قَدْ جاءَ بشَّارُ شِبْلُ العُرْبِ فابْتَهِجي
وعانقيهِ .. وأَحْيي العُرسَ و الطَّربَا

لا تفْرشي اليومَ زيتوناً ولا سُعُفاً
في درْبهِ ..بَلْ رموشَ العين ِوالهُدُبا

*-الهُنــَّار :حب ُّ الرمـَّان
ص 14
----------------
جُويْل


ملاك العائلة.. ابنة أختي الغالية..

عَبْقُ الجنِــَانِ..وبَسمةُ --- الزَّهر ِالنَّديَّـــةِ..

قَطْفةٌ..ممــَّا حَباها الله ... ُ في زمَن ِالطَّهارة.ِ.

يــومَ لـم َّ الحُسْنَ كُلَّهُ والرُّؤَى ..

وتَجَسَّدَ الحُلْمُ الجَميلْ..

في حيـنِها وُلــــِدَتْ " جُويــلْ"

فَجُويــْلُ هذي..دمعةٌ صُـبَّتْ..

وطُهْرٌ مِنْ جَبين ِ الرَّبِّ عَــتـــَّقَها بأَلوانِ السَّحَرْ ..
في يومِ مَو لــِدِها ...تزاحَمَتِ النُّجومُ على السَّريرِ..

لترتوي مِنْ خَدِّها ... أَحْلى الصُّوَرْ..

صُّ 15
------------
وتَناثَرَتْ مِنْ حولـــــِها الأَزهارُ ..

تَشْــتَمُّ البَخُورَ الطَّاهِر َالأَنسام ِمِنْ أَنقى البَشَرْ..

في ذلكَ اليومِ المقدَّسِ ..

رنَّمَتْ كُلُّ الملائكَةِ الصِّغارِ ..

وفي السَّماءِ اسَّاقَطَتْ صَلَواتُـهُمْ مثْلَ الرِّهَامِ* ..

لـِتَبْذرَ النَّجمات ِ في قبب ِ الليالي كالدُّرَر ْ..

وتحمَّمَتْ إِحْدى النُّجومِ بقُدْسِها ..

وتَكَوَّرَتْ ..

وتَمجَّدتْ..

فبَدا القَمرْ..
...........
*المَطرُ الدائمُ الصغيرُ القَطْرِ
ص 16
------------------
وُلـــِدَتْ "جُويلُ" ..
وكلُّ يومٍ مَر َّ بعدَ لقائِها ..هَطْلٌ كما البُشْرى..
وعيدٌ كالتَّسابيحِ انْـهَمَرْ..

ناغَتْ "جُويلُ" ..

وكانَ صوتُ الرَّبِّ يُسمَعُ في حُروفٍ ..

لخــَّصَتْ طُهْرَ السَّماءِ وقُدْســــــَـهَا ..

وَحَبَتْ "جُويلُ"..

وكلُّ قلبٍ حولَها .. يحْبُو ..

ليقْطفَ مِنْ ثَرىً مَرَّتْ عليهِ " جُويلُ"..

أَطْيافَ البراءَة ِ والطُّفولـــــة ِ والبُشَرْ ..

ص 17
---------------

ديوان في مهب الروح Sd3w
-------------
..{ماذا عَنِّي ؟!}..

هلْ تغيَّرتِ الآمالُ و المعاني الصادقةُ في كتاباتي وقناعاتي بعْدَ مجموعتي الأُولى "بوحُ اليراع"..أَدَعُ الحُكْمَ لكــُمْ..

دخَلْتُ اليَمَّ و النَّجْوى شِراعي
وشَطِّي الصِّدْقُ .. والإِخلاصُ بَاعي

وما في القلبِ غَيْرُ الحُبِّ دِينٌ
ولا في الدَّرْبِ غيرُ الرَّبِّ راعِ

جمَعْتُ حقائبي ..وهُمُومَ عُمْري
وحرْقَةَ خافِقي قَبْلَ الوَداعِ

وسِرْتُ ومُهْجَتي تَهفُو لصَدْرٍ
بِهِ قَدْ أَسْتَجيرُ مِنَ الضَّيَاع ِ

مَرَرْتُ بأَلـْفِ أَرْضٍ في طريقي
مُوَشَّاةٍ بآلافِ المَراعي(2)

بأَزْهارٍ و أَمْواهٍ و حُسْنٍ
وأَفْواهٍ و أَبْكَارٍ جِيَاعِ

فَصِرْتُ إِذا حلَلْتُ .. حلَلْتُ ضَيْفاً
كريمَ الأَصْلِ جَلَّ عَنِ الخِداعِ

ذكيَّ الرُّوحِ مَعصومَ الحَنايا
أَبِيَّ النَّفْسِ مَحمودَ المَساعي

صَحِبْتُ منافقينَ على طريقي
وما اسْتَوْلى النِّفَاقُ على طِباعي

وطَمَّاعينَ مِنْ أَصْلٍ وَضِيعٍ
فَزِدْتُ قناعَةً فوْقَ اقْتنِاعي

وكُتَّاباً و عشَّاقاً و جَرحى
وأَصحاباً تمادوا في خِداعي

صَحِبْتُ اللَّيْلَ فَازْدَدْتُ احْتراماً
لِوَجْهِ الشَّمسِ يُغزَلُ مِنْ شُعاعي

صَحِبْتُ الجَهْلَ فازْدَدْتُ اشْتياقاً
لنورِ العلمِ واخْتَمَرَ اطِّلاعي

سَمِعْتُ مَلامَةً مِنْ أَلفِ شَخْصٍ
ولا هَزَّتْ مَلامَتُهُمْ قِلاعي

وظَلَّ اللهُ يَسْكُنُنِي وظَلـَّتْ
حكاياتي كَما "بوحُ اليراعِ(3)
...........
2- كناية ٌعنْ أََصنافِ البَشرِ .
3- الديوان الأول لي وقد صدر عام 2003
ص 21


-----------------
..{وا خَجَلَ الخَمَّارِ}..

في إِحدى الحفلات كانا معاً ..فتركَ كرسيّاً بينَه وبينَها إِخْلاصاً لحبيبِها الغائب..

السِّحْرُ في العَيْنِ يَحكي طُهْرَ باريها
والوَرْدُ في الخَدِّ و العنَّابُ في فِيها

والنُّورُ يَجْدلُ مِنْ خُصلاتِها ذهَباً
كسَيْلِ تـِبْـرٍ تَدَلَّى وانْثَنى تيِها

جاوَرْتُها ...وعيونُ النَّاسِ تَرْقُبُني
كَمْ أَلـْفُ عَيْنٍ تَمَـنَّتْ لوْ تُدانيها

كانتْ أَميرَتَنا في ليلةٍ وأَنا
كُنْتُ الوحيدَ الذي يَدْري خَوافيها

لَـمْ يعلَمُوا أَنـَّها في العِشْقِ هائِمَةٌ
وأَنَّ في قلبـِها مَنْ كانَ يَكفيها

كُنْتُ الملاذَ لها .. يا ليتَها عَلـِمَتْ
أَوجاعَ عاميْن ِ مرَّا في مآسيها

أَعْطَتْنيَ المِعْطَفَ الغَافي على يَدِها
وضَعْتُهُ بينَنَا ذِكْرى أَمانيها

لا تَحْسدوني على كُرْسِيِّ مِعْطَفِها
فاللهُ يَدري ..لماذا لَمْ أَكُنْ فيها؟!

يا لَيْتَ معْطَفَها ماضَمَّ عاشِقَها
حتَّى أَحيكَ مِنَ الرمشيْن ِكُرسِيْها

ما جاءَ لَيْلتَها لكنَّهُ معهَا
في قلبِها في رُؤاها في مَآقيها

عِفْتُ الجِوارَ لَــهُ كُرْمَى لمخْلِصَةٍ
ورُحْتُ أَحفَظُ ذكراهُ وأَحميها

نسيتُ عِشْقي لهَا لمَـلْـَمْتُ عاطِفَتي
و بِتُّ أُرْقِصُ جرحي كيْ أُواسيها

كمْ أَوْجَعَتْني أَمانٍ كُنتُ أَكْتُمُها
وحرَّقَتْني دموعٌ كُنتُ أُخفيها

ما كانَ يَعني فؤادِي غيْرَ بسْمَتِها
ولا غرامي سِوى ما كانَ يَعْنيها

عَصَّرْتُ في كَأْسِها عُمْري وقُلْتُ لها:
هاكِ المدامَةَ .. ذُوقي .. ثُمَّ هاتيها

شَفَّتْ مِنَ الكَأْسِ لَيْتَ الكَأْسَ أَوْردَتي
كيْ أَسْكُبَ الخَمْرَ مِنْ قلبي وأَسْقيها

ربَّاه ُ وا خَجَلَ الخَمَّارِ مِنْ شَفَةٍ
لمَـْياء* تَقْطُرُ شَهْداً مِنْ خَوابيها
...........
*اللـّمى : سُمرة ٌ تُستَحْسَنُ في باطن ِالشَفة

ص 25
-------------
ديوان في مهب الروح Sd4w

..{فوقَ الورَقْ}..

كَتَبْتُ لهــــَا بالدَّمِ بعدَ عامين مِنَ العشقِ و الإِخلاصِ الصَّامتِ

فوقَ الورَقْ فوقَ الورَقْ..

ذَرَّفْتُ عُمْري و النُّهَى فوقَ الورَقْ

و رَسَمْتُ أَحْلى الأُمْنيــــــــــاتْ

فوقَ الورَقْ

حاولْتُ رسْمَ طيوفِ عِشْقي مِنْ دماءِ القلبِ

خضَّبْتُ القوافي و الحروفْ

ونَثرْتُ فوقَ الأَسْطُرِ الظَّمْأَى حكاياتِ الغَسَقْ
**
في كلِّ دمعَةِ مُقْلَةٍ ..

صُبَّتْ على خَدِّ الورَقْ ..

ذكرى دماءٍ عِشْتِ فيها كالرُّؤى

و جنانُ ورْدٍ كنْتِ فيـــــها كالحَبَقْ
**
أَدْميْتَني

أَوَّاه يا سِحْرَ النَّدَى

مِنْ أَينَ تأْتي بالقسَاوَةِ .. يا زغاريدَ الكُرومْ

يا بسْمةَ العِنَبِ المُرَوَّى بالطُّفولَةِ

يا تســَـــــابيحَ النُّجومْ

أَشواكُ طُهْرِكَ جَرَّحَتْ قلبي

فَويْحَكَ كمْ سَأَنزِفُ في غرامِكَ

أَوْ سَأُصْلَبُ ..كيْ أَقـــُـومْ

**
فوقَ الورَقْ

أَدْمَيْتُ روحي

كيْ أَقولَ بأَنَّ عشْقي طاهرٌ مثْلَ السَّــــــــماءْ

مثلَ انْدلاعِ النُّورِ مِنْ رَحِمِ الرَّجـــاءْ

مثلَ الضِّيــــــــــَـــــاءْ

أَدْمَيْتُ روحي

كيْ تَشُفَّ حروفُ شِعري سِحْرَ هاتيكَ الدِّمــــاءْ

و شَرِبْتُ نَخْبَ هواكِ في ذاك َ المَسَــــــــــــاءْ

***
فــــوقَ الـــوَرَقْ

كانَ الفؤادُ مُضَرَّجاً بعبيرِ وجْهِكِ

و الدُّموعُ تَحيكُ شَــــــــالَ العُرْسِ

و الآمالُ في صَدْرِي تَصيــــحْ

عــامــانِ قَدْ مَرَّا

و نارُ هواكِ لا زالَتْ

وَ آهاتي تُقَطَّعُ كالجريــحْ

عــامــانِ قدْ مَرَّا

و قلبي فيهِما يَبكي ويُصْلَبُ كُلَّ يومٍ كالمســـــــــــــــيحْ

الجمعة العظيمة 6نيسان
ص 30
-----------------

..{معسولةَ الرِّيقِ}..

هلْ تحتاجُ حسناءٌ مثلُكِ "للعلك" ليُعَطِّرَ أَنفاسَها00؟!

لامِسْ شِفاها و ذُقْ ما أَطْيبَ السُّكَّرْ
واشْرَبْ لمَاها وعَتِّقْ خَمْرَهُ واسْكَرْ

"يا عِلْكُ " ويحَكَ قدْ نِلْتَ الذّي حَلُمَتْ
بهِ النُّهى.. وبغَيْرِ الحُلْمِ لَـم ْ تَظْفَرْ

ثغرٌ تَخَضَّبَ بالعنَّابِ خاتَمُهُ
من مَبْسَمِ الصُّبْحِ روَّى المَرْشَفَ( ) الأَحمرْ

ريَّانُهُ العذْبُ يجري في سواقيهِ
كسَلْسَبيلٍ جرى مِنْ جَرَّة ِ العَنْبَرْ

صاغَ الرُّضابُ رحيقاً من نواجِذِهِ
فاسْتَعْسَلَ العِلْكُ مُذْ شَفَّ اللَّمى الأَطهرْ

وعَصَّر َ المسْكَ أَنفاساً مُعَطَّرةً
تُداعبُ الورْدَ والمرْجانَ والمرمرْ( )

مَعْسولةَ الرِّ يقِ هلْ في العِلْكِ منفعَةٌ ؟!
تُرْجَى لثَغْرٍ غفَا في طُهْرِه ِ الكَوْثَرْ؟!

ص 32
-----------------
..{تعَالي جَرِّبي نَارِي }..
كَبرتْ وامْتلأَتْ غنجاً و دلالاً وفتنةً ..وأَينعَتْ إِغراءً وشهوةً ..وهو لا زالَ يُصَارعُ الكَونَ حِفاظاً على قيمٍ و أَخلاقٍ تَرَبـَّى عليْها منْذُ الصِّغَر....
تعَالي جَرِّبي نَاري تعالي
وذُوقـِي الشَّهْوةَ السَّكْرى ونَالي

لهيباً صارَعَ الدُّنيا لِيَبقى
يُجَرَّعُ مِنْ حَماقاتِ الحَلالِ

تَعالي واسْتقيني كَأْسَ جَمْرٍ
يُفَجِرُّ فيكِ أَطْيابَ الغِلالِ

تعالي َنملأُ الدُّنيا صُراخاً
ورَعْشاتٍ تَفيضُ بما جَرى لي

تَركْتُكِ طِفْلَةً شَقْراءَ تلْهُو
وتمرحُ كالفَراشِ على التِّلالِ

تُداعِبُ زهرةً وتَؤُمُّ أُخرى
وتُخْفِي نَفْسَها بينَ الدَّوالي

تُحَمِّرُ ثَغرَها بصِباغِ ورْدٍ
وتَلْـتَحِفُ الشُّموسَ ولا تُبالي

تَطيرُ معَ النَّسائِمِ كالأَماني
وتَغْفُو كالبَراءَةِ في الظِّلالِ

تَركْتُكِ تَعْبقينَ الحَيَّ طُهْراً
وتَحْمَرِّينَ مِنْ خَفَرِ السُّؤالِ

تركْتُ النَّهْدَ يغفُو في أَمانٍ
على جَسدٍ تَفَرَّدَ في الجَمالِ

وعُدْتُ وليتَني ما عُدْتُ يوماً
وجِئْتِ وليتَ حُسْنَكِ ما بَدا لي

وَ مِلْتِ وَ لَيْتَ نَشْرَكِ ما تَمادى
ولا هَزَّتْ نسَائِمُهُ جِبَالي

كَبُرْتِ ونهدُكِ المغْرورُ غَافٍ
على حُلُمٍ تُؤَ رِّقُهُ اللَّيالي

وجِئْتِ وثوبُكِ الشَّفَّافُ يُبدي
رِياضاً هَدْهَدَتْ أَوتارَ حَالي

يُرافِقُكِ الضَّلال ُ وما بِظِلٍّ
لجِسمٍ مُسْتَشَفٍّ منْ زلالِ

تَشَرَّبَ مِنْ عبيرِ الصُّبْحِِ غنْجاً
فسَالَ الكَوْ ثَرُ الشَّافي حِيالي

دعيني حُلْوتي لا تَسْتثيري
شَياطينَ الصَّحارى في رِمالي

أَخافُ عليكِ مِنْ جُوعي وكَبْتي
أَخافُ على النُّهودِ مِن ِانْـفِعالي

فَعِنْدي أَلفُ شَرٍّ في عُيوني
وآلافُ المسَارِبِ في خَيالي

و عِندي أَلفُ صَوْم ٍ في دِمائي
وَ عِنْدَ كِ أَلفُ طَنٍّ مِنْ دَلالِ

دَعيني.. و ارْحلي أَوْ لاتَلُومي
شِفاهي إِنْ تمَادَتْ في السُّؤَالِ

فلا حَدٌّ لشَوْقي واحْـتِراقي
ولا حَدٌّ لصَبري واحْتمالي

أنا جيلٌ أَضاعَ العمرَ صِدْقاً
وسَعْياً للتَرَفُّعِ والكَمَالِ

غَدا في عتْمَةِ الأَيامِ حُمْقاً
ُيخَبِّطُ في دياجيرِ الُمحالِ

أَنا عَهْدٌ مِنَ الأَخْلاقِ ولَّى
وطَاوَلَ جِيلُكُمْ عَرْشَ المَعالي

فَصَارَ حَلالُنا صَنْفَاً حَراماً
وباتَ حرامُكُمْ لُبَّ الحَلالِ

تَعالي جَدِّدي جَهْلي و عِتْقي
بنَهْدٍ خَاضِعٍ سَهْلِ المَنَالِ

فَعِنْدي قَدْرُ مَا تحوينَ غُنْجاً
وفي شَفَتيَّ آلافُ الرِّجَالِ

ص 36
---------------
..{بصمةٌ على وجْهِ المَاءِ}...

للصداقةِ عنده ُ معانٍ تفوقُ أَيَّ شيءٍ.. فهو لازال يسعى ليمسَحَ غبارَ

" العَصْرنةِ " عنْ تلكَ القيمِ التي تَربَّى عليها وآمنَ بها

أَســــــَـــــفي على عُمْرٍ مَضى في قُرْبِكُمْ

أَسَفي على صَدْرٍ تَقَطَّعَ في الأَنين ِ لِهَمِّكُمْ

أَسَفي على عَينٍ تلاشَى ضوْؤُها

حتَّى تُنَوِّرَ دربَكُمْ

أَسَفي عليكُمْ

ويـْحَكُمْ

مزَّقْتُ روحي كيْ أُرَقّـِعَ عارَكُـمْ بينَ الوَرى

وخَلَعْتُ ثَوْبــــي

حينَ عـَرَّتْـكُمْ عيون ُ الغاصبينَ

لكيْ أُغَطــِّيَ جسْمَكُمْ

قسَّمْتُ قلبي بينَكُـــــــمْ

وجَعلْتُ فَرْحي بَعدَكــــُــــمْ

ونسيتُ حُزني

والكرامَةَ والرُّجُولةَ والصِّبـــــــا

ونَسيتُ أَنَّ الربَّ كُلَّهُ حينَ جَسَّدَ نفْـــــسَهُ

لم ْ يَسْتَطِعْ إِقناعَكُمْ أَنَّ المحبَّةَ وحْدَهــــــــا

دفَعَتْ إِلــــــهاً كيْ يموتَ على الصَّليبِ لأَجْلِكُمْ

أَحبَبْتُكـــُــــــمْ

و أُحِبُّكُـــمْ

وأُحِبُّ يوماً أَنْ أَموتَ ..ولا أَرى..نَجِساً يُعَكِّرُ طُهْرَ كــُـــمْ

عصَّرْتُ ماءَ القلبِ دمعاً كيْ أُداويَ جرحَكـــُمْ

فجَرَحْتُكُــــــمْ؟!

قَطَّعْتُ لحمي كَيْ أُغَذِّي الطِّفْلَ في أَرواحِكُــــمْ

فقَتلــْــــــتُهُ وخَسِرْتُكــُــــــمْ

حاولْتُ يوماً أَن أُريكُمْ أَنَّ طِفلاً مثلُ طِفْلي

يسْتَطيعُ بحُلْمِهِ الورْديِّ

هَزَّ الكونِ داخِلَ صَدْرِكُمْ

لكـنَّـهُ ما هزَّ كــُـــــــــم

حاولْتُ يوماً أَنْ أُريكُم ْ أَنَّ أَمـــوالَ الدُّنى

وسعــادةَ الأَكْـــــــوانِ

داخــــــــِلَ قَلْبِكـــــــُــــــــــــــــــــمْ

لكنَّني أَحْزنْـتُكُــــمْ

أَودعْتُ أَنبلَ أُمنياتِ الحبِّ في أَرْحامِكُمْ

حلمه الأنقى من

وحلمْتُ أَنْ تَلـِدُوا لــِقلبي حُلْمَهُ الأَنقى مِنَ الأَقمارِ

أَحمِلُهُ وأَسْقيهِ الطُّفولــــةَ من دِمـــَـائي

فاسْتَمرَّ الحَمْلُ أَعواماً

وأَنجبـْتُمْ أَخيراً طِفْلةً

لا تُشْبِهُ الأَبــَوينِ في أَخْلاقــِها

أَو طُهْرِهـــــا أَو طــــيبهِا

لا تُشْبِهُ الأَبويــْنِ في أَحْلامِهـــــــــــــا

وُلـــِدَتْ مُشَوَّهَةَ المعــــــَـــاني والرُّؤى

لا ثغرُها من ثغرِكـــُـــــمْ

لا عينُهــــا من عَيْنـِكُـــمْ

لا قلــبُهـــــا من قلْبـــِـــكُمْ

يا ليتَهـــا مِنْ نَسْلِنــــــَا أَو نسْلـِكُم

يا ليتــَـها مِنْ طِيبِـــــــنا أَو طِيبِكــُــــــمْ

يا ليـْتَهــــــا ماتَتْ ومُتُّ

ولـَمْ يُعَكَّرْ صَفْوُ كــُمْ

أَحْببتُكُم.. أَحْببتُكُمْ ... أَحْببتُكُمْ

ص 40
-------------
..{لاتقتُلوا أَطفالَكُمْ}..

أَنا لمْ أَزَلْ طِفْلاً..

وعِشْقي مثْلُ عشْقِ الأُقحوانَةِ للنَّدى ..

.. أَنا لمْ أَزَل ْ طِفْلاً ..نَعَمْ ..

فاسْترسِلوا .. في قَتْلِ طِفْلٍ ..

ذنْبُهُ أَنَّ الطُّفولةَ في زمانِ الزِّيفِ تُطْحَنُ كُلَّ يومٍ بالنِّعالْ ...

..طفْلٌ أَنا ..

ترتيلتي حُب ٌّ طُفوليٌّ ..

فهلْ تَخْشَوْنَ حُبّاً ..ما عنَاهُ في حياتِهِ.. كلَّ أَقوالِ الرِّجالْ؟!..

حُلْمي .. فِراشٌ منْ خيوطِ الشَّمْسِ ..

أَوْ أُرجوحةٌ بينَ النُّجومِ ..

أُحيكُها ..وأَلــُفُّهـا..

بضَفائرَ الفُلِّ البتولــــــــــــَــــــــــةْ ..

ورْديَّةٌ خَفقاتُ قلبي .. لمْ ينَلْهَا الغَدْرُ في زمَنِ الرُّجولــــــَةْ ..

حُلْمي كَحُلْمِ فراشـــَــــــــــةٍ ..

تَشْتَفُّ أَطيابَ البراءَة ِ منْ دُموعِ الصُّبْحِ ..

منْ أَرْحامِهِ السَّـكْرى الخَجُولــــَــــــــــةْ..

أَعشاشُهَا فوقَ الجبـــــــــــال ْ..

وخيالُهـــــــا فوقَ الخيــَـــــــــــــالْ..

طفلٌ أَنا وملاعِبي كلُّ التِّــــلالْ ..

..فاسْترسلوا ..

في قَتْلِ طِفْلٍ ذنْبُهُ أَنَّ الطفولَةَ في زمانِ الزّيف ِ..

... تُطْحَنُ كُلَّ يومٍ بالنِّعـــــــــــــَـــالْ ..

كلُّ المعاييرِ الغبيَّةِ عنْ

مفاهيم ِالكرامَةِ في الهَوَى ..

أَطْلَقْتـــــــُها ..

وتركـْتُها للباحثينَ عنِ الرُّجــــــــــُـــــولَةْ..

فالعشْقُ في لُغَتي ..

كَقَلْبِ اللـــــــــــــــــــــــــَّهِ...

يَزْخرُ بالبراءَة ِ والطُّفولـــــــــَـــــــــــــة ْ..

لا كانَ يعرِفُ كيفَ يكْرَهُ أَوْ يـــــُــقاوِمْ ..

أَوْ باتَ يُدْرِكُ كيفَ يَنْسى أَوْ يُســــــــــاوِمْ ..

هوَ كالنَّسيمِ العَذْبِ...

يَمْلأُ خـــَــــــافِقي ..

و يَجُوبُ روحي ناشِراً فيهـــــا الجَمـــــــــــــَـــــــالْ ..

لا ينبغي أَنْ نَقْتُلَ الأَطفــالَ في مُهجاتِنـــــــَــا ..

حتَّى نُشَّبَهَ بالرِّجــــــــــــَـــــــــالْ ..

ص 46
----------------------
يتبع


عدل سابقا من قبل admin في الأربعاء يوليو 28, 2010 8:52 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com
admin
Admin
admin


علم الدولة : Syria
المشاركات : 273
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 08/02/2007

ديوان في مهب الروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان في مهب الروح   ديوان في مهب الروح Emptyالثلاثاء يوليو 27, 2010 6:34 pm

..{ذكْرى الميلاد}..

أَطَلـَّتْ فترةُ الأَعيادِ.. للدُّنيا و أَهْليها

وكُلُّ النَّاس ِتَلْقاها.. قَدِ ازْدانتْ لياليها

مغاراتٌ وأَشجارٌ.. وأَجراسٌ تُغَطِّيها

شموعٌ وابْتهالاتٌ .. تراتيلٌ أَغانيها

عيونٌ كلُّها بُشْرى.. وسَعْدٌ في مآقيها

وجاءَتْ ليلة ُ الميلاد .. عيدي لم ْ يكُنْ فيها

ولا أَجراسُها دُقَّتْ .. ولا ازْدانَتْ أَماسِيها

وظَلَّ العيدُ محبوساً , حزينَ النَّفْسِ باكيها

مَضَتْ أَعْوامُ لم ْ تَلْقَ .. الحْنَايا مَنْ يُواسيها

دمُوعٌ قَدْ بَرَتْ عَيْني .. وشَوْقٌ كادَ يعميها

وأَنـَّاتُ الهَوى في القلبِ .. آلاماً أُعانيها

وما مِنْ سامِعٍ يبكي .. جراحي أَو يُداويها

ص 48
-------------

..{لـمْ يَعُدْ عِندي مَفَرّْ}..

ها جِري ما عَادَ في شِعْري حَنينٌ للصُّوَرْ

قد سَلَبْتَ السِّحْرَ منِّي رافضاً كُلَّ العِبَرْ

ها جِري ما العِشْقُ إِلاَّ أُغْنياتٌ للوَترْ

هَدْهَداتٌ في صَباحٍ أَوْ أَمانٍ أَوْ سَهَرْ

ما جَمالُ العِشْقِ في عَيْشٍ رَغيدٍ مُفْتَخَرْ

َيقْتُلُ الشَّوْقَ المُلَظَّى في اللَّيالي بالضَّجَرْ

جُلَّ ما ترجوهُ مِنِّي أَنْ أُوارى بالحَذَرْ

مِنْ كَلام ِ النَّاسِ.. أَوْ مِنْ لَمْزَةٍ .. أَوْ مِنْ هَذَرْ

لسْتُ أَدري يا ملاكي إِنْ عَشِقْنا ما الضَّرَرْ

أَوْ سَكِرْنا أَوْ حَلِمْنا أَوْ غَرِقْنا في السَّحَرْ

فالهوى مِثْلُ المُنَى ما لذَّ إِنْ لَم ْ يُعْتَصَرْ

مِنْ دِنَانِ العُمْر ِ خَمْراً أَوْ جراحاً أَوْ سَكَرْ

إِنَّهُ رغْمَ المآسي شاءَ أَمْ جُنَّ القَدَرْ

يَقْلـِبُ الدُّنيا ربيعاً يَرْتَدي زيَّ القَمَرْ

الهَوَى ما لَذَّ لي إِلاَّ على وَقْعِ الخَطَرْ

يومَ حُزنٍٍٍ يومَ سَعْدٍ يومَ كَرٍّ يومَ فَرّْ

الهوى هَمْسُ الشِّفاهِ الغِيدِ في دُنْيا الخَفَرْ

عاشِقٌ يَلْقَى حبيباً خَلْفَ جُدرانِ النَّظَرْ

سارِقٌ ينْهَبُ سِحْرَ الكَونِ مِنْ تلكَ الدُّرَرْ

طائِشٌ ما هَمَّهُ إِرْضاءَ أَقْوالِ البَشَرْ

لا تخافي يا حَياتي مِنْ جُنوني فالكَدَرْ

هَدَّ حَالي فَتَعالي لَمْ َيعُدْ عِنْدي مَفَرّْ

ص 51
------------------

..{ِنعْم َ الصَّبَاح ُ}..

نظَرَتْ إِليهِ بخَجَلٍ في صَباح ٍ هو الأَروعُ في عُمرِه ِ..

قُولي بِرَبــِّكِ ما نثَرْتِ على الثَّرى

مِنْ ناظر يْك.. ِ أَخَمْرةً أَمْ كَوْثرا؟!

مُذْ أَمَّ لَحْظُكِ مُقْلَتيَّ انْتَابني

سِحْرٌ.. ورَشْرَشَ في صَباحي سُكَّرا

نِعْمَ الصَّباحُ , صَباحُ وجْهِِِكِ زَهْرتي

نِعْمَ العُطُورُ .. ونعِْمَ مَنْ قَدْ عَطَّرا

لثَمَتْ خُدودُ الأَرضِ نشرَكِ فانـْتَشَتْ

واسْتَنْشَقتْ مِسْكاً فمَجَّتْ * عَنْبرا

وَتناثرَتْ مِنْ خَلْفِ بَانـِكِ أَعْيُنٌ

سَكْرى تُلَمْلـِمُ مِنْ ظِلالـِهِ جَوْهَرا

حَسْناوَةَ العَيْنين ِ يا قَطْرَ الضُّحَى

لا تَعْبثـِي بالطَّرْفِ رِفْقاً بالوَرَى

صُوني الرُّموشَ .. ففي أَذاها حُجَّةٌ

إِنْ أَ وْقَعَتْ .. قالتْ : أَذَنـْبي ياترى؟!

* مَجَّ : لفـَظ َ و رَمَى


ص 54
--------------

..{لا تـَلْبسْ وجوهاً}..

شهرٌ من الفراقِ والصَّدِّ .. و وَجْهٌ بأّلفِ قِناعٍ و قِناع و وعدٌ بالقسوة ِوالإِجحافِ .. كلُّ هذا يُقابَلُ

بحبٍّ صادقٍ عَذْبٍ مُقدّّسٍ

جَلَسْتَ قُبَالَتي واللَّيلُ أَمْسى

صباحاً واللَّمَى أَضْحى نَداهُ

فَداعَبْتَ العُيونَ بِسِحْر ِ وَجْهٍ

تَبارَكَ مَنْ بِأَنوارٍ جَلاهُ

نَسيتُ الكونَ مِنْ حَوْلي وقَلْبي

تنَاسى جرْحَ شَهرٍ قَدْ بَراهُ

فَكَمْ حاوَ لْتُ إِخْفاءَ اشْتياقٍ

ونَبْضٍ كادَ يخرجُ عنْ مَداهُ

وكمْ مِنْ دمعةٍ ماتَتْ بِعيْني

وكمْ جفَّتْ على شَفَتيَّ " آ ه ُ "

مضى شهرٌ وليتَهُ كانَ ولَّى

قُبَيْلَ سماعِ ما أَدْمى سَماهُ

سكاكينٌ تُقَطِّعُ نُحْلَ جسْمي

ونارٌ تُسْتَثارُ على حَشاهُ

و سُمٌّ أَحْتَسيهِ ولا أُبالي

يَبُتُّ عُروقَ صَدْري مِنْ لَظاهُ

وَعَدْتَ وقَلْبُكَ القَاسي الْـتَقاني

بوجْهٍ قاتِم ٍ بادٍ جَفَاهُ

سيُجْرِعُني النَّدامَةَ كَأْس َ مُرٍّ

كَأَني مجرمٌ ضَلَّتْ خُطَاهُ

كأَني لم ْ أَهبْكَ العمرَ بَخْسَاً

ولا أَهْدَرْتُ في النَّجْوى صِبَاهُ

أَهَذا الوجْهُ حقَّاً كانَ وَجْهاً

لِمَنْ لا زلْتُ أَسْعى في هَواهُ

لِمَنْ قَدْ قُلْتُ يوماً أَنَّ قلبي

سَيَسْفكُ دمعَهُ القاني فِدَاهُ

أَهذا وجْهُ طِفْلٍ قَدْ تَغَنَّتْ

طيورُ الرَّبِّ في ذِكْرى لقَِاهُ

تُهَدْهِدُ سِحْرَهُ نغماتِ عِشقٍ

وتَشْتَمُّ البراءَة َ مِنْ رُؤاهُ

أَهذا الطُّهْرُ يا شِعري ونَثْري

أَهذا مَنْ ركَعْتَ على ثَراهُ

جَعلْتَ الدَّمْعَ في عَيْني مِداداً

فَلا وفَّاهُ يوماً أَو كَفَاهُ

كفى يا شِعرُ .. ما هذا حبيبي

فَوجْهُ حبيبتي عَذْبٌ شَذاهُ

كوجْهِ البدرِ صبْحُهُ إِنْ تَورَّدْ

يُقَطِّرْ أُرجواناً مِنْ حَيَاهُ

نَقيُّ النُّورِ لـمْ يُجْبَلْ بِلُؤْمٍ

ولا شابَتْ حماقاتٌ سَناهُ

حبيبَ القلبِ لا تَلْبسْ وجوهاً

فقلبي ليسَ يَحْمِلُ ما يَراهُ

أَنا في العِشْقِ صَبٌّ مُسْتَهامٌ

بِوَجْهٍ واحدٍ مَالي سِواهُ

بِغَيرِ مُقابِلٍ أُهدي حيَاتي

ِلمـَنْ في الحبِّ أَمري ما عَناهُ

أُحاوِلُ كُرْهَهُ فَأُجَنُّ شَوقاً

وأَنشُدُ وَصْلَهُ فَأَرى جَفاهُ

أُرَ تِّلُ في هياكِلِهِ صَلاتي

لِيَخْلقَ مِنْ معاناتي قِراهُ

أَنا ما خُنْتُ عهْدَ الحُبِّ يوماً

ولا شِعري تخَلَّصَ مِنْ حَياهُ

ولا بدَّ لْتُ رغْمَ الصَّدِّ وَجْهي

ولا غَيَّرْتُ في يومٍ طِلاهُ

ص 60

-----------------
..{عرشٌ منْ ورودِ الصُّبْحِ}..

*جلسَتْ في الحافلة في مقعدٍ مزدوجٍ وأَبى أَنْ يضمَّ سواها*
صَعدَتْ كأَ نَّ وراءَها شالٌ مِنَ النُّورِ البَهِيِّ..
وفي محيطِهِ أَعْيُنٌ ظَمْأَى ..
لِلَثْمِ ظِلالِ حُسْنِهِ وَ الدُّرارْ..
فاخْتارَ قلْبُ الرَّبِّ عَرْشاً مِنْ ورودِ الصُّبْحِ ..
يجلـِسُ فوقَهُ ذاك َ الملاكُ بِغَيـْرِ جـــار ْ..
وَكَأَنمَّا العَرشُ المُطرَّزُ مِنْ خيوطِ الفَجْرِ..
قدْ فتَحَ الضُّلوعَ لأَجْلِها ..
وأَبَى..
***
وأَغْلقَ خلْفَـها ..
كيْ لا يطالَ مُقدَّساتِهِ.. أَيُّ عَـــارْ ..

نظَرَتْ بِدَلٍ ّ..
أَطْرقَتْ .. ثمَّ اسْتوَتْ ..
و انْهالَ شَلا َّلُ النُّجومِ الزُّرْقِ .. مِنْ تِلْكَ البِحارْ..
وتبَسَّــــــمَتْ .. فَاهْتزَّ عرْشُ الكونِ ..
وانْفجَرَتْ خدودُ الزَّهْرِ ..
تنْثــُرُ عِطْرَها ..طِيباً .. وغَارْ..
و ازْدانَ خاتمُ ثَغْرِها ..
فَأَرَتْ بهاءَ البَدْرِ.. في وَضَحِ النَّـــهارْ ..
***
اللـــــَّـــــــــــه ُ.. ما هَذا النَّهـــــــــارْ ..؟!!
لمْ يبْقَ حُسْنٌ في الدُّنــَى ..ما ضَمَّهُ ذاكَ السِّــــــوارْ ..
لم ْ يبْقَ نورٌ .. مِنْ ضِياءِ الكَونِ..
إلاَّ أَمَّ هاتيك َ الدّيــــارْ ..
لمْ يبْقَ موْضِعُ أَ نَّةٍ في خافقِي..
ما مسَّهُ أَلم ٌ.. و نــــَـــــــــارْ..

***
لمْ أَسْتطِعْ ..رَدْعَ الكُفوفِ عَنِ السَّلامْ ..
لمْ أَسْتطِعْ ..مَنْعَ الفُؤادِ مِنَ الكَلامْ ..
لمْ أَسْتَطِعْ كَفَّ العُيونِ عَنِ ارْتـِشافِ الخمْرِ مِنْ تلْكَ الثِّمــارْ ..

***
حسْناءُ لا تتَسَاءَلي ..
لا ذَنـْبَ في شِعْرِ ي ..
إِذا سَجَدَتْ قوافيه اِحْتراماً..
في حقولِ الجلــَّنـــــــــــارْ..
فالشِّعْرُ عِنْدي .. كالصَّفَا في مقلتَيْكِ ..
مُعَتَّقٌ ..ومُقَدَّسٌ..
ومطَهَّرٌ ..منْ أَيِّ زيْفٍ ..أَوْ غُبـــــــَــارْ ..
هوَ كالنَّدى الفضِّيِّ ..
يَغْزو أُقْحُوانَ الرَّوْضِ ..مِنْ دونِ انْتظـــــــــــــارْ..
يَشْتَفُّ خمرَ رضابِهــا ..
يروي شِغَافَه ُ مِنْ أَمانيهــــا ندًى..
فَيَصُوغُ أَطيابَ الهوى مِنْ بَوْحِهــا ..

ويغيبُ في صَمْتِ الجِّرارْ ..

***
إِنْ شِئْتِ .. فاسْتَمِعي .. بلا أَيِّ اعْتبارْ..
أَوْ شِئْتِ ..فَاغْفي في حَنايا حَرْفـِه ِ..
وَ دَعِي الحــِوارْ ..
أَوْ شِئْتِ ..أَنْ تـتَمَـنَّعِي ..
فَعَلى حُروفي عِنْدَ ذلكَ ..أَنْ تُقَدِّمَّ الاِعْتـذارْ ..
وَلَكِ الخِـــــــــــــــــــيَارْ..

ص65
------------------
..{فيروزة}..

كــَتَبْتُ هذه القصيدة لقريتي "فيروزة " كردٍّ على مَنْ لـَمْ يُوفها حقَّها

أَنا الفيروزُ ..هاتُوا التَّاجَ هَاتوا

بلادُ العِزِّ يَعْشَقُني الكُمَاةُ(* )

سَلُوا الأَطيارَ كَمْ غَنَّتْ قصيدي

سَلُوا أَعْتى الفوارسِ أَينَ ماتوا

أَنا العلياءُ كانتْ مَهْدَ طِفْلي

بيومٍ فيهِ أَدْركَكُمْ سُباتُ

فلا طُغْيانَ أَرَّقَ لي جُفوناً

وَ لا غِرْبانَ مِنْ شَرفي تُقَاتُ

شُموخي مِنْ شُموخ ِ الطَّوْدِ يُسْقى

وأَهلي في حَنايا الشَّمْسِ باتوا

وأَرضي مِنْ دَمِ الأَحْرارِ سَكْرى

ففيها الأُسْدُ تَزْأَرُ وَ الحُمَاةُ

جَمالي في نُحُورِ الغِيدِ يَزْهُو

كَكُوبِ الخَمْرِ تَسْكُبُني السُّقاةُ

وزادِي لِلْوَرى واحَاتُ خَيْرٍ

فنَبْعي لا يُضاهِيهِ الفُراتُ

تعَالوا وَ انْهَلُوا مِنْ نَهْدِ أُمٍّ

لِباناً طَاهراً فيه ِالنَّجاةُ

فَلا واللهِ لَنْ تَرْقُوْا مقامي


ولا الأَمواتَ تُدْرِكهُا الحياةُ

* الكَمِيُّ :الشجاع- المقدام الجريء

ص 68
--------------

..{سوقُ النِّخَاسةِ}..

انتشرتْ في مجتمعنا ظاهرةُ زواجِ الأَثرياء منْ كبارِ السنِّ أَو المغتربين الكهول منَ الفَتياتِ اللَّواتي لم
يتجاوزْنَ العشرين مِنَ العمرِ .. بسببِ الفقرِ أَحياناً .. و أَحياناً أُخرى بسببِ
طمَعِ الأَهلِ أَو طمعِ الفَتاة ...

لا تنتظرْ .. لا تنتظرْ ..
خُذْها ..
فهاتيكَ الكهوفُ البكِْرُ تَأْبى الاِنتظار ْ..
خُذْها ..
ومَـتّـِعْ ما اسْتَطَعْتَ شفاهَكَ الظَّمْأَى.. بِعَذْبِ الاِزْهِرارْ ..
فلقدْ دفَعْتَ السِّعرَ نـَقْداً ..
واشتريْتَ النَّهدَ..
قبلَ بلوغِ سنِّ الاِنفجارْ..
قَطِّرْ عفونَتَكَ الكريهةَ فوقَ خَدِّ الياسَمينْ..
مَرِّغْ نقاءَ رخامِها ..
وَ ارْوِ الحَنينْ..
فبضاعةُ الشَّرْقِ النَّظيفةُ ..
لن تُلاقيَ مثــْلَهَا ..
في كلِّ ما جرَّبْتَ ...
في خمسينَ عاماً من حياةِ الفسْقِ... في خَلْفِ البحارْ..
عشرين عاماً من ضياءِ الفجْر ِ ..دونكَ ..
يا كبيرَ المُسْعَدينْ..
عشرون حوْلاً من شفاهِ الزَّهْرِ .. تربضُ.. تحت َ ثغر ٍ مِنْ عجينْ ..
وحلاوةُ الرُّطَبِ الُمنَدَّى ..
والرياضُ البِكْرُ...
..تَرْزَحُ ..
بين مَجّ ٍ واعْتـِصارْ..
فاليوم ُ عيدُكَ أَ يُّها الوغْدُ اللَّعينْ..
حُلَّ الإِزارْ ..
شُقَّ السِّتارْ..
لا تَنْسَ أَنــَّكَ قدْ دفعْتَ السِّعرَ نقداً ..
كي تجرّبَ لذَّةً شرقيَّةً ..لم ْ يكْتَنِفْها( *) أَيُّ عارْ..

اَسْرِع ْ..
فَما في العُمرِ وقْتٌ للحوارْ..
عجِّلْ ..
ولوِّحْ..باللآلي والسِّوارْ..
مِنْ قَبْلِ أَنْ تستيقظَ الآلام ُ في حلماتِها
وترى الصَّغيرةُ
كمْ تمرَّغ َ أَنفُها المغرورُ .. مِنْ ذُلِّ الخِيارْ ..

قُمْ .. وانتَزِعْ .. رَعْشاتِ لذَّتـِها الجريحةِ..
..وَانْسِها أَلمَ َ اللَّيالي الحُمْرِ ..
في تلكَ البلادِ المُخْمليَّةْ ..
اُسْلُبْ حياءَ لُهاثِها الأُمّيّ ِ.. وَاهْنَأْ بالرّضابِ مُعَصَّراً ..
منْ ثغرِ بنْتٍ يعربيَّةْ..
فهي البساطةُ كلُّها..
وهي الحماقةُ كلُّها..
وهي البراءةُ كلُّها..
والعلْمُ عندَكَ..
فَاعْطِها ما شئْتَ مِنْ خبْراتِ فَحْلٍ أَعْجَميٍّ..
جاوزَ الخمسينَ عاماً .. في اسْتقاءِ الجنْسِ منْ تلكَ الدِّيارْ..

علِّمْ نهودَ العاج ِ..
كيف تثورُ فيها النَّارُ ..
من لمـْساتِ كفٍّ ..
راعِشٍ ..متهَدِّلٍ..
حُفِرَتْ على حيطانِهِ الجَرْدا.. أَخاديدُ الدَّمارْ..
عَلِّمْ خدودَ الورْدِ ..
والشَّفَةَ المليئةَ باللَّهيبِ ..
وذلكَ الشَّمْعَ المُقَطَّرَ منْ رحيقِ الصُّبْحِ..
كيف تنال ُ شهوتَها الكئيبةَ..
في مخادعَ شَهْرَيارْ..
عَلِّمْ براكينَ الشَّبابِ ..
وجـَمْرَ ريْعانِ الأُنوثةِ والصِّبا..
أَنْ تَنْفثَ الحمَمَ الحزينةَ دمْعةً ..
يغتالُها أَلـَمُ الصَّقيعِ المُرِّ ..
في جسمٍ.. تكوَّرَ كرشُهُ المنفوخ ُ مِنْ تحتِ الدِّثارْ..
فاليومُ .. يومُ الاِنْتصارْ..
ولقدْ دفَعْتَ السِّعرَ نقْداً ..
واشتريتَ النَّهدَ قبلَ بلوغِ سنِّ الاِنفجارْ ..
لا زلتُ أَسمعُ صوتَ ذاكَ التَّاجرِ الملعونِ يُعْلِنُ لِلْمَلا
أَنَّ المزادَ سيبتدي
والصّنْفَ ذاكَ اليومِ جاريةٌ
بها سِحْرُ الأَناقَةِ والكَياسَهْ
حينَ اندفَعْتَ وصحبُكَ الأُمَراءُ
تختالونَ في سوقِ النِّخاسَةْ ..
الصَّمْت ُ أَرجوكُم
لقد بَدأَ المزادْ
والغشُّ فيه مُحَرَّمٌ ..
والعشقُ فيه مُحَرَّمٌ
والدَّ يْنُ ممنوعٌ
فلا تتذمَّروا
هذي قوانينُ التِّجارة ِ والفراسَةْ
هَيَّا لقدْ بدأَ المزادْ
والموسمُ الصيفيُّ هذا العام مُلْكي ..
فاسْتعدُّوا واشتروا أَحلى البضائعِ قبلَ إعلانِ النَّفادْ
فبضاعتي مكفولةٌ
..و رخيصةٌ وجميلةٌ
حوريَّةٌ مِنْ أَجملِ الأَبكارِ.. ناهِدَةٌ 00 شهيَّةْ ..
ما مسَّ يوماً جسمَها غيرُ الثِّياب ِ الداخليَّةْ
لنْ تندمُوا فَقَطِ انْظُروا
وجهٌ كقرصِ الشَّمسِ مِنْ نورٍ ونارْ
هَلاَّ ابتسَمْتِ لهمْ قليلاً
كيْ يروا تلكَ الصفوفَ اللُّؤْلؤيةْ..
وَلْترفعي أَطرافَ ثوبِكِ عالياً
حتَّى يروا تلكَ القلاعَ المرْمَريــَّةْ..
فَهُمُ الكبارْ
والشَّأْنُ شأْنــُكِ يا صبيّةْ..
والحظ ُّ جاءَكِ
لا أَشُكُّ لِلَحْظَةٍ
في أَنَّ سحرَكِ قدْ سَبا قلْبَ الكبارْ

لا تحجبي إِلاَّ قليلاً مِنْ مفاتنَ جسْمِكِ الملآنَ
حتَّى لا تُصابي بالكَسَادْ
فلقَدْ أَتوا منْ آخرِ الدُّنيا
وفي جُعْباتِهِمْ شغَفٌ لِمــَا فقَدوهُ ..
بينَ نهودِ شَقْراواتِ هاتيكَ البلادْ ..
فَلْتَسْتعدِّي للمزادْ0
فغشاؤُكِ المنسوجُ مِنْ عِطْرِ الطَّهارةِ والتُّقى لا ليْسَ مثْلَهُ في البلادِ الأَجنبيَّةْ

فُضَّ المزادْ
و دفَعْتَ سِعْرَ الأُمنياتِ البّيضِ.. نقْداً..
باعْتزازٍ وافْتخارْ
والصَّكُّ في يُسْراك َ
واليُمْنى تَشُقُّ طريقَها.. كيْ تسْحبَ الشاةَ الغبيَّةَ
نحوَ حُلْمٍ شاقَها منذُ انْبثاقِ النَّهْدِ
يا نعْمَ الخِيارْ

فَارْفَعْ جبينَكَ عالياً
وَاهْنَأْ فأَنتَ الرَّابحُ الميْمونُ في زَمَنِ الدَّمارْ
نِعْمَ الخِيارْ
خُذْها فهاتيكَ الكُهوفُ البِكْرُ .. تأْبى الاِنْتظارْ
خُذْها وحَقِّقْ أُمنيات ِالعُمْرِ في هذا النَّهارْ
فالحقُّ حقُّكَ .. سَيِّدي
ولقدْ دفَعْتَ السِّعْرَ نَقْداً
فاسْتَفِدْ مِنْ كُلِّ قرْشٍ قدْ دَفَعْتَ لهُمْ
لكيْ تسْتَنْزِفوا طُهْرَ البَنَفْسج ِ
فوقَ طاولَةِ القمارْ
*-اكـْتنَفَ الشيءَ : أَحاط َ به.
ص 84
----------
..{ " ثُريَّا " }..

أَطْلقَتْ سِحْرَ المُحيَّا
وانْثَنـَتْ تَرْنُو إِليَّا

هَدْهَدَتْ بالصَّوتِ غُنْجاً
فانْتشَى الإِغْواءُ فِيَّا

واسْتُثيرتْ في دِمَائي
نارُ حُمْقٍ آدميَّةْ

أَيقَظَتْني مِنْ سُباتٍ
أَطْبَقَ الدُّنيا عَليَّا

***
لـَمْ تكُنْ طَيْفاً تَراءَى
لـَمْ تَكُنْ حُلْماً شَهِيَّا

بلْ رياضٌ مِنْ حَريرٍ
وَجِنان ٌ مُخْمَليَّةْ

أَينعَتْ فيها الثَّنايا
والشِّفاهُ السُّكَّريَّةْ

واسْتوى الرمَّانُ سُكْراً
في قِنانٍ مَرْمَرِيَّة ْ
***
مُذْ دَنَتْ لَظَّتْ بقلبي
نَارَ غَيٍّ بَرْبريَّة ْ

صِحْتُ " أَهْلاً " واليراعُ اهْتَزَّ فَوْراً في يَديَّا

والأَماني الحُمْرُ فَرَّتْ
مِنْ عُيوني كالشَّظِيَّةْ

ما دَهاني لَسْتُ أَدْري
مَسُّها قَدْ حَلَّ بِيَّا

أَلـْفُ شَيطانٍ لديها
وأَنا ماذا لَديَّا ؟!

غيرُ ثَغْر ٍ مُسْتَثار ٍ
واحْتِمالاتِ الخَطِـيَّةْ

يا إِلهي لا تَسَلْني
يومَ حَشْرٍ عَنْ "ثُريَّا "

وانْسَ ضَعْفي وانْسَ إِثْمي
لَـمْ أَعُدْ صَلْباً قَويَّا

ص 86
--------------
..{أوّااه يا بيروت}..

العدوان الاسرائيلي على لبنان ..تموز 2006
________________________
أَوَّااه يا بيروت

أَوَّااه يا سِحْرَ الزَّنابِقِ و النَّدى

ماذا جَرى لكِ يا صَبيَّــــــــــــــــــهْ ؟!!

ماذا جرى لرياضِكِ الغــَنَّاءِ... يا سِــحْرَ البَرِيــــَّـــــــــــــــهْ ؟!!

يَبكيكِ قلْبي

مثلَما أَبكاهُ حُزني قَبْلَ مِنْك ِ على العراقْ

يَبكيكِ قلبي

مثلمَا أَبكاهُ حُزني قبْلَ منْك ِ على فِلِسْطينَ الأَبـِـيَّـــهْ

يَبْكيكِ قلبي

مثْلَما أَبكاهُ حُزْني قبْلَ منْكِ على بُطُولاتِ العَرَبْ

تبــَّتْ أَيادِ يهمْ وتَبَّ الجُبْنُ في قَلْبِ العَرَبْ

غابَتْ شُموسُ الحقِّ يـــــــــا "جُولْـيــــــــــــــــا( )"

وَ مِنْ دَمْعِ المآقــــــــــــــي

عَصَّروا خَمْرَ الرَّدَى في عُرْسِ "قــــــــــانـــــَــــا"00

واغْتيلَ أَرْزُ الرَبِّ في عُرْسِ البُطُولــــةِ يا "وديــــــعْ( ) "

واغْتيــلَ بَدْرُ " المَشْــغَرَ هْ ( ) "

أَجْســـــــــــادُ أَطْفالِ "الخـَــيامِ( )" تمَزَّقَــتْ

وقِلاعُ أُمِّ المَجْدِ تَصْرُخُ في " بَعَلْبَــــــكْ "

اللهُ أَكبرُ .. فوقَ كَيْدِ المُعْتديـــــنْ

الله ُ أَكْبرُ.. فوقَ حِقْدِ الغــَاصِبينْ

اللهُ أكبرُ أَينَ أَمْجــــــــــــادُ العَرَبْ ؟!

تَبّتْ أَياديهم وتَبَّ الجُبنُ في قلْبِ العـــَرَبْ

ثـــُوري

فصَوتُ الحَقِّ لا يَعلوهُ صَوْتٌ في الوجودْ

ثُوري فَقَدْ آنَ الأَوانُ

ِلتَدفني حُلُم َ الصَّهاينَــــةِ اليَــــــهُودْ

هذي الدِّمـــــــــَا عُرْسُ البُطُولــــــــــــــــَـــــــهْ

هذي الدِّمــــــــــَــا شَرَفُ البَسَــــــالــَة ِ والرُّجولــــــــــَـــــــــــهْ

أَنتِ العَظيمةُ يا صَغيرهْ

أَنتِ الكَبيرةُ ياصَغيرهْ

أَنتِ المُدَ لَّلةُ التي ســَــــتَدكُّ

أَحــــْـــــــقادَ اللَّهــــَـــبْ تَـبَّتْ أَيادِيهِــــمْ

وتَبَّ الجُبنُ في قلْـــــبِ العَرَبْ

يا أَيــــُّها الأَبطالُ قَدْ جنَّ الوَغَى

فاسْتَعْصِمُوا باللهِ

لا تخشـــــــــــوا نيَــــــارينَ الغُزاةِ الطــَّـــــامعينْ

واسْتَبْسِلوا

واسْتَشْهِدوا

أَنتمْ شُعاعُ الحَقِّ والنُّورُ المُبينْ

و هُمُ الحُثالَةُ

جَنَّدُوا كلَّ الشُّرورِ لغايةٍ في نفْسِهمِْ

ثُمَّ ادَّعوْا أَنَّ العَدالةَ أُ نْزِلَتْ في أَرْضِهِمْ

فَتَقَنَّـعُوها حجَّةً

واسْتَرْسَلُوا بخيالِهِمْ

في رسْم ِخارطَةِ الشُّعوبِ بمالِ تُجَّارِ الجَرَبْ

و بِنَفْطِ تُجَّارِ الجَرَبْ

تبَّتْ أَياديهمِْ وتَبَّ الجُبْنُ في قَلــْــبِ العَـرَبْ
............
8 جوليا بطرس : مطربة لبنانية لها أغنية "غابت شمس الحق"
9 وديع الصافي : مطرب لبناني غنى الكثير للأرز
10 مأخوذة من أغنية للسيدة فيروز "قمر مشغرة"
11 قرية في الجنوب اللبناني حدثت فيها إحدى مجازر الحرب
ص 91
----------------------
..{ترتيلةٌ على وترِ الجاهلية}..

لكلِّ مَنْ يعشَق جمالَ اللغةِ ومفرداتِها أُجدِّدُ عهدَ الحبِّ لرصَانةِ الشِّعرِ الجاهليّ


أَنينُ الشَّوْقِ في شِعري توقَّدْ
وهلْ يصْحُو القَصيدُ إِذا تَمَرَّدْ؟!

ُتؤَرِّقُني القوافي في اللَّيَالي
ويُبْدي حالَها الجَفْنُ المُسَهَّدْ

عَشِقْتُكِ في جنونِ اللَّيلِ طيفاً
وأَقماراً وشِعراً لا يُرَدَّدْ

عشقتُكِ في كؤوسِ الزَّهرِ خمراً
أُسافِرُ في خوابيها فَأَسْعَدْ

عَشِقْتُكِ كَوثَرَ الفردَوْسِ يُمْسي
رضَاباً في الشِّفاهِ إِذا تَمدَّدْ

عَشِقْتُ ذو ائِباً في اللَّيل تاهَتْ
وليلاً هائِماً فيها تَوجَّدْ

عَشقْتُ عيونَكِ الحَوراءَ كَيْما
يَهيمُ بخالِق ٍ نُسَّاكُ مَعْبَدْ

عَشِقْتُ وطرفُهَا يرنو بِدَلٍّ
ِلـيَلْقى بارِزَ النَّهْدينِ مَقْعَدْ

عَشِقْتُ رموشَها واللَّيلُ مِنها
كأنَـَّهُ إِثْمِدٌ( ) فيها تعَمَّدْ

عَشِقْتُ ضواحِكاً كالصُّبْحِ لاحَتْ
ووَجْهاً كالمدامَةِ إِنْ تَورَّدْ

وخالاً( ) فوقَ عَرْشِ الخَدِّ يَغفُو
كَنَجْمٍ صاغَهُ الرَّحمنُ مُتْلَدْ

عَشِقْتُكِ يا صَبيَّةُ لا تلومي
عَشِقْتُ الجِيدَ( )والثَّبَجَ المُمَرَّدْ( )

ونَشْرَكِ والنَّسيمُ يطوفُ غنْجاً
عَشِقْتُ البانَ والخصْرَ الُمؤَوَّدْ ( )

عَشِقْتُكِ في حَنايا الثَّوْبِ – عُذْراً -
كَدُمْيَةِ مَرْمَرٍ و الإِ تْبُ( )أَسْوَدْ

عَشِقْتُ هديلَها شَهْداً لروحي
إِذا ما رأْسُها صدْري تَوَسَّدْ( )

عَشِقْتُكِ في أَساطيرِ القُدامى
كَرَبِّ الحُسْنِ إِنْ يوماً تَجَسَّدْ

كفينوسَ الإِلهةِ إِنْ تَنَدَّتْ
بأَكْـؤُسِ سِحْرِ هاروتَ( ) المُمَجَّدْ

حَفِظْتُكِ مِنْ تَمادي راحتَيـّا
وفي عينيْكِ أَزٌّ( ) لا ُيقَـيَّدْ

حَفِظْتُكِ مِنْ شِفاهٍ حالِماتٍ
تَرومُ شِفاهَكِ اللَّمْياءَ والْخـَدْ

ورحْتُ أَغارُ حتَّى ذابَ قلبي
مِنَ الخلخالِ إِنْ مَسَّ المُقَـيَّدْ( )

وكُنتُ أُعيذُهُ إِدْراكَ طَرفي
فَأَخشى أَنْ يُذيبَكِ إِنْ توَقَّدْ

وصُنْتُكِ مِنْ جُنوني واحْتراقِي
وأَعْلَمُ أَنني في الصَّبرِ أُحْسَدْ

ولستُ بعاشق ٍ غَيراً ولا لي
فؤادٌ مثلما قدْ خِلْتِ جَلْمَدْ

ولا أَشْكُو و عَمْري ضعْفَ عِشْقٍ
وهَذي النَّارُ في الأَحْشاءِ تَشْهَدْ

تريدينَ الوصالَ ولوْ حَراماً ؟!
ومثْلُك ِ لم تَكُنْ إِلا َّ لِتُعْـبَدْ

سَأُرْجِعُ حُبَّنَا للهِ عَذْباً
بَتُولاً بعدَمَا في الرَّمْس ِأُلحْـَدْ

فَلَوْ كانَ الهَوى لَهْواً سَأَحْيا
زماني راهِبَ الحُبِّ المُؤَ بَّدْ
..............
الإثـْمد : حجرٌ يـُتـَّخذ ُمنه الكُحل .
الخال: الشامة .
الجيد : العُنُق .
الثبَج : الصدر ,والثبج المـُمَرَّد : الأملس الصافي .
تأوّد الخصرُ : انحنى وانعطف .
الإتـْب : الثوب القصيرإلى نصف الساق .
توسـّد الصدرَ : نام عليه فجعله كالوسادة له .
هاروت : إله السحر .
الأَزُّ : التهييج والإغراء .
المُقيّد : موضع الخلخال من قدم المرأة .

ص 96
-------------

..{حبٌّ جديدٌ}..

شَقراءُ قدْ أَلهْـَمْتِني شِعرَ الغَزلْ
وزرَعْتِ في حَرفي أَزاهيرَ الأَمَلْ

مُذْ عَادَني ذاكَ الصَّبَاحُ تأَجَّجَتْ
في مُهجتي الأَحلامُ .. والشَّوقُ اشْتَعلْ

ماذا جَرى حتَّى اسْتَشَفَّكِ خَافِقي
فَازْدادَ وَجْداً في ربيعـِكِ مُنْذُ حَلّ ْ

قدْ كُنْتُ أَعْدَدْتُ الحُروفَ لِدَفْنـِها
حتَّى تَراءَى الطَّيْفُ .. والجرْحُ انْدَمَلْ

فَتَورَّدَتْ فِيَّا العُروقُ بُعَيْدَ ما
رَشَفَتْ مِنْ اللَّحْظِ المدامَةَ والعَسَلْ

ما كنْتُ أَعْلَمُ بعْدَ أَعوامٍ خَلَتْ
في عِشْقِ مَنْ أَحْبَبْتُها مُنْذُ الأَزَلْ

أَنــِّي سَأَحْيا مِنْ جديدٍ في هَوَى
لَحْظٍ لِخُرَّدَةٍ( * )تجاوَزَ في عَجَلْ

وجْهٌ ولا كُلُّ البُدورِ كَحُسْنهِِ
لَكَأ نَّما نورَ السَّماءاتِ اخْتَزَلْ

صاغَ الإِلهُ جمَالَهُ ثُمَّ اسْتَوى
وَرنَا لبدْعَةِ كَفِّهِ .. ثُمَّ اعْتَزلْ

لا تَعْذلوني في هواها إِنَّني
ما كُنْتُ إِلاَّ شاعِراً يَهْوى الهَبَلْ

...........
* البكر الحييّة المستترة الطويلة السكوت
ص 98
-----------------------
..{ذِكْريـــــــَـات}..

يا زماناً هَمَتْ عليهِ اللَّيَالي
ذكْريَاتٍ جمليةً في خَيالي

ذكرياتٍ لهَا بقَلْبي حَنينٌ
لحبيبٍ رَوَيتُهُ مِن وِصَالي

لِحَبيبٍ سَقَيْتُهُ الحُبَّ صِرْفاً
وسَقاني كُؤوسَ سِحْرِ الجَمَالِ

مِنْ رضابٍ مُعَتَّقٍ في شِفاهٍ
ونهُودٍ تماثَلَتْ لِسُؤَالي

وخدودٍ تَخَضَّبَ الطَّلُّ فيها
أَ تْرَعَتْ زَهْرَ روضِها بالدَّلالِ

ما أُحَيْلاهُ يومَ كُنَّا كِلانا
مِثـْلَ طَيْرين ِ في سماءِ الخَيَالِ

إِنْ أَتانا المسَاءُ صَارَتْ نُجُومي
أَوْ أَتانا الصَّباحُ صَارَتْ ظِلالي

ما أُحَيْلاهُ يومَ كُنَّا صِغاراً
نلتقي في الحُقُولِ رغْمَ الُمحَالِ

نَرْشفُ الشَّهْدَ مِنْ دِنانِ الأَقاحي
نَحفرُ اسْمَيْنا في لَبَانِ الدِّفَالِ

كَمْ لعبْنا على مُروجٍ ونـِمْنا
وشَرِبْنا الغَرامَ فَوقَ تــِلالِ

وعَشِقْنا ومَا على العِشْقِ لَوْمٌ
وخَضَعْنا لِلَذَّةٍ وانْفِعَالِ

كَمْ تَحَلَّتْ على رُؤَانا طُيُوفٌ
واسْتفَاقَتْ على هَوانا لَيالِ

وتَنَدَّى بعِشْقِنا أُقْحُوانٌ
و بِعَذْبِ اللَّمَى شِفاهُ الدَّوالي

فَلْتعودي كَفَاكِ يا مَيْسُ هَجْراً
أَفَلَمْ تُشْفِقي لسُقْمي وحَالي

قَدْ قَطَعْنا عُهُودَ حُبٍّ وصِدْقٍ
أَنْ تَكُوني حَبيبتي كُلَّ مَالي

أَنتِ عُمري والأُمنياتُ وقلبي
فاذْكُري أَقْسامَ الهَوى وتَعَالي

ص 100
---------------

..{آهاتُ شَغَفٍ}..

ماذا أَقُولُ وقلبي انــْتـابَهُ الصَّمَمُ

وراحَ في ذِكْرياتِ الأَمْسِ يَحْتَلـِمُ

هَيْمَانَ َيلْتَهِمُ الآهاتِ في شَغَفٍ

نشوانَ وَجْدٍ وطافَتْ حولَهُ الظُّـلَمُ

قدْ ضَاقَ ذَرْعاً وَ أَدَّ( ) الهجْرُ مُهْجَتَهُ

فباتَ لحنُ الهَوى بالشَّوقِ يَضْطَرِمُ

ما بالُهُ اسْوَدَّ دمعي بَعْدَ هِجْرتـِهِمْ

هلْ بُؤْبؤُ العين ِ قدْ أَرْدى بِهِ السَّقَمُ؟

حتَّى يَصُوغ َ مِدادَ العين ِ في وَرَقي
شِعْراً يَئِنُّ لَهُ القُرْطاسُ والقَلَمُ

هُمْ بايعوني على الإِخْلاصِ في زَمَنٍ
ماتَ الضَّميرُ بهِ و الحُبُّ والقِيَمُ

هُمْ شيَّدوا لي قُصورَ العِشْق ِأَدْخُلُها
وأَترعُوني مداماً كُلُّها نَدَمُ

هُمْ أَشْبَعوني وُعوداً كُنتُ أَعْشَقُها
في طَيـِّها الحُلْمُ بالآمالِ يَبْتَسِمُ

هُمْ عتَّقُوا لي رضابَ الثَّغْر ِفي شَفَتي
وعندما انْتعَشَتْ أَوْصالُها عَصَمُوا

هُمْ أَلهَبُوا النَّارَ في جَوفي بقُبلَتِهِمْ
وقابلوها بثَغْرٍ ريقُهُ شَبِمُ( )

هُم ْهَدْهَدوا لي تباريحَ الهَوى غَزَلاً
وأَدْخَلوني بلادَ السِّحْرِ وانْهَزَمُوا

هُمْ أَيقظوني مِنَ الأَحْلامِ أَجمْـَلِها
واليومَ للأَمَلِ المَفْؤودِ( ) أَحْتَكِمُ

هُمْ بَلْسَمُوا لي جِراحي قَبْلَ هِجْرَ تـِهِم ْ
وعاوَدوا نَكْأَها( ) يالَيْتَهُمْ رَحَمُوا

هُمْ ردَّدوا لي بِأَنَّ العشْقَ مَلْحَمَةٌ
باهَتْ بها كتُبُ التَّاريخِ والرُّقُمُ

هُم ْلقَّنُوني بِأَنَّ الصِّدْقَ أُغنيةٌ
تعانقَتْ في صَداها الرُّوحُ والذِّمَمُ

هُمْ أَدْخَلُوني جِناناً لسْتُ أَعْرِفُها
والآن َجَنَّاتُ أَمْسي بعْدَهُمْ عَدَمُ

"هُمْ عَلَّموني البُكَا ما كُنْتُ أَعْرِفُهُ
يا ليتَهُمْ علَّمُوني كَيْفَ أَبتَسِمُ* "
...........
- أدَّه ُالهَجْرُ : أثقلــَهُ
- شَبـِمٌ : باردٌ
* لقد تم َّ تضمين هذا البيت .

ص 104
------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com
admin
Admin
admin


علم الدولة : Syria
المشاركات : 273
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 08/02/2007

ديوان في مهب الروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان في مهب الروح   ديوان في مهب الروح Emptyالثلاثاء يوليو 27, 2010 7:57 pm



..{لا تَطْعنيني في الرُّجولَة ِ}..

نامي على زندي ولا تحتاري
يا لذَّةً شرقيَّةَ الأَسْرارِ

نامي ففي صدري ملايينُ الرُّؤى
وعلى شفاهي صرخةُ الإِعصارِ

أَنا طائِشٌ ومُغامِرٌ مُتَهَوِّر ٌ
لا تَعْبَثـِي بقَِنَابلي و بِنَاري

أَنا صائِمٌ طولَ الزَّمانِ وعِنْدَهُ
في بدْرِ وجْهِكِ حُجَّةُ الإِفطارِ

أَفْنَيْتُ عُمري ناسكاً مُتَعَـبِّداً
أَشْتَفُّ من لَدُنِ السَّماءِ حِواري

أَصِفُ النِّساءَ كعاشقٍ عَذْبِ النُّهى
وأَظُنُّ أَنَّ الخُبْثَ في أَفكاري

مامسَّهُن َّ مِنَ الحروفِ مُشاغِب ٌ
إِلاَّ مَسَحْتُهُ مِنْ رُؤَى أَشعاري

هُنّ َ الرَّبيعُ ولا عُيوبَ تَشوبُهُ
فالعَيبُ عَيْبي و الغُبارُ غُباري

هُنَّ العَذارى و الورودُ و طُهْرُها
هُنَّ الصَّباحُ ورَوْضَتي وهُزاري( * )

ومَضَى الزَّمانُ فَئِذْ بمِثْلي تُحفَةٌ
َمرْميَّةٌ في مُتْحَفِ الأَطْهارِ

أَخلاقُها عارٌ يشوبُ صَفاءَها
تَجْتَرُّ لومَ النَّاسِ كلَّ نَهارِ

لا تَطْعنيني في الرُّجولَةِ والصِّبا
فحَماقَةُ الشَّيطانِ خَلْفَ جِداري

وملامَةُ الأَيّــَّامِ تُشْعِلُ في دَمِي
شوْقاً لأَمْلأَ بالنِّساءِ جِراري

أَنا أَلفُ أَهوى اليومَ صِنْفَكِ ..أَقْبِلي
وتمايلي .. وتَحرَّقي بجواري

أَنا أَلفُ بركانٍ غَفا في داخلي
فَحَذار ِ مِنْ قَدْح ِ الزِنّادِ حَذارِ
............
* الهُزار : طائرٌ حسَنُ الصوت
ص 106
-------------
..{كفاكَ هَجْراً}..

يا حبيبي كفاكَ ذا اليوم ِ هَجْرا
إِنَّني أَشْتَفُّ المساءاتِ جَمْرا

ذابَ قلبي مِنْ هَمِّ بُعْدِكَ وَجْداً
واسْتَقَتْ أَحشائي صُدودَكَ سُكْرا

ويْحَ عشقي كيفَ اغْتدى في التَّرَجِّي
يَهْدرُ العُمْرَ في التَّذلِّلِ هَدْرا

يَذْرفُ الصِّدْقَ مِنْ دماءِ عروقي
طَوْعَ قلبٍ ما رامَ في الحُبِّ شُكْرا

ما لِقَلْبي إِذا أَتاهُ بشيرٌ
نَسِيَ الجرحَ فيهِ و الهَمَّ فَوْرا

وغدا يسْتَجْديكَ في الحُبِّ عَطْفاً
لِتُلاقيهِ أَنتَ بالدَّلِّ ( ) مَكْرا

يا حبيباً ماذا فعَلْتَ بروحٍ
ليْس ترجو إِلاَّ وصالَكَ بُشْرى

تَرْقُبُ اللُّقْيا والفؤادُ جريحٌ
مُستَهامٌ ما عادَ يَعْرِفُ صَبْرا

ما كفاك َالإِجْحافُ في حَقِّ قلبي
ما كفاكَ الجفْنُ المُقَرَّح ُ قَهْرا

ما كفاكَ النَّوى وقَدْ بَتَّ كِبـْدي
بعدما في هواكَ أَفْـنَيْتُ عُمْرا

عُدْ إِليَّا حبيبَ عُمْري ودَعْني
في ذراعَيْكَ أَسْتريحُ فَأَبْرا

عُدْ إِليَّا في الحزْنِ والسُّقْم ِيا مَنْ
كُنْتَ لي في ليلِ الصَّبابَةِ بَدْرا

عُدْ لنَِحْيا دُنْيا السَّعادةِ عيداً
يجْعَلُ الأَيـَّامَ اللَّذيذةَ دَهْرا

............
* الدَّلُّ : الدَّلال
ص 108
----------

..{اشتَقْتُ إليكِ}..

اشتقْتُ إليكِ ..

فهلْ منْ شيءٍ عندَكِ .. يطفي آهاتِ الأَشواقْ..
اشتقْتُ إليكِ ..
وآلافُ الآمالِ الثَّكلْى ..تدمَعُ في قلبي المُشتاقْ..
اشتقْتُ إليكِ ..
وشوقي نيرانٌ .. وجراحـــــــــاتٌ..
تَســـــــتنْزِفُ مـــــاءَ شراييني ..
جمراً..
منْ دمْع ِ الأَحـــــــداقْ..
داءٌ يا سـيّدتي شـَــــوْقي..
.. وغرامي مَلْحمَةُ العُشَّــــاقْ..
وسُقامي الإِخلاصُ الأَعمى ... في عَصْرٍ أَمسى فيهِ الصِّدْقُ رِياءً..
بل ْ سُخْفٌ .. ونــِفاقْ ..
أَنا حُبّي .. أَقدَسُ ما في الكَونِ..
وأُغنيتي .. ترتيلةُ أَطفال ٍ..
وصلاتي.. طُهْرٌ منْ لَدُنِ الخَــــلاَّقْ..
أَنا جرحي.. أَنبلُ جرحٍ في الدُّنيا ..
ونزيفُه ُ ضَوْعٌ منْ وجدانٍ ..
َيعْصرُ قلبي في الأَعمــــــــــــــــــاقْ ..
أَنا عُمري .. اسْتُنْزِفَ في اسْتِجْداءِ العَطْفِ ..
وضاع َ كهمْسٍ في الآفـــــــــــــــاقْ ..

عارٌ يا سيّدتي عِشقي ..
وغرامي ضَرْبٌ من هَذَيــــــَانْ..
والحُـلْمُ الخافِقُ في صَدْري..
أَمَلٌ مجبولٌ بالأَحــــْـــــــزانْ..
مارسْتُ جميعَ فنونِ الضَّعْفِ .... وأَدمَنْتُ الشَّكْوى ..
وسَعَيْتُ لأُ ثْبِتَ .. أَنَّ الحبَّ .. هوَ الحُلْمُ الورديُّ الأَسْمى..
رغْمَ حمـــاقـــاتِ الإِنســــــانْ..
سرٌّ لا يُدركُهُ العقلُ البشريُّ ..
ولا فَرَضيَّاتُ الأَرقامِِ .. ولا يحتاجُ إِلى بُرهـــــــانْ..
صوت ٌ لا يعرفُ كِتْمـــــــــــــــانْ ..
آه ٌ لا تعرف ُ نسِـــــْــــــــــــيانْ ..
مرَضٌ يجتاحُ شغافَ القلبِ ..بلا اسْتِئْذان ْ..
جاهدْتُ لأَحفظَ ذكراكِ العذراءَ ..
بمَِنْأَى عنْ كُلِّ الأَدرانْ..
جاهدْتُ لكي أَجْتَثَّ بذورَ الكُرْه ِ..
برغْم ِ القسْوةِ والنـُّـكْرانْ ..
جاهدْتُ لأَنزعَ عشقَكِ عنْ روحي..
ولأَنسى جرحَكِ في قلبي ..
لكنِّي .. حينَ أَتيتُ لأَسْحَبَ مِرساتي ..
كيْ أُبـْـحِرَ دونكِ ..
ضاعتْ كلُّ خرائِطِ أَبحاري.. وفقَدْتُ عناوِينَ الشُّطْآن..
ص 111

---------------
..{ لأَجْلِكِ وحْدكِ }..

حبيبَةُ أَنتِ الجَوى والشُّجُونْ
ونبْضُ الفُؤادِ و سِحْرُ الفُتُونْ

غرامي لروحِكِ مَسٌّ رمَى
كرامةَ عُمْري بِبَحْرِ الجُنُونْ

زرَعْتُ بقلبِكِ سِحرَ الهَوى
وزَلزَ لْتُ صَمْتَكِ بعْدَ السُّكونْ

وأَشْعَلْتُ بَرْدَ اللَّيالي رُؤىً
على شَفَةٍ .. فَغَدَتْ كالأَتُونْ

لأَجْلـِكِ وحدكِ يا دُرَّتي
مَزَجْتُ القَوافي بدَمْعِ العُيونْ

لأَجْل ِهَواكِ الـَّذي في النُّهَى
دمُوعي وسُقْمي وصَبْري تَهُونْ

أَنا يا حبيبَةُ كلُّ المُنَى
لَدَيَّ ..غرامٌ و صَدْرٌ حَنُونْ

وروحٌ أَعيشُ على طُهْرِهَا
َتُهزُّ قِلاعي و كُلَّ الحُصُونْ

تعالي و عِيشي معي في دَمِي
ولا تَقْتُليني بنارِ الظُّنُونْ

ص 113
-----------------

..{كفاني اللَّــوْمَ}..

أَتُهْدى الرُّوحُ إِلاَّ للغوالي؟
وهلْ في القلبِ غاليةٌ سِواكِ؟!

لكِ العمرُ المقَدَّمُ دونَ شَرْطٍ
و دمعي والدِّماءُ هما فِداك ِ

إِنِ الأَوجاعُ أَعْيَتْني وقلبي
تقَطَّعَ في حنينهِ مِنْ جَفاك ِ

نقيَّ الرُّوح ِ أَبقى رغْمَ سُقْمي
أَشُفُّ نقاءَ حُبِّي مِنْ شَذاكِ

كفى بالرُّوحِ إِنْ حَظِيَتْ بِكَأْسٍ
نبيذِيٍّ يُعَصِّرُها لمَاكِ

أَضُمُّ عبيرَها وأَنامُ ليْلاً
وأَحلمُ أَنـَّني أَغْزو رُؤاكِ

وأَحلمُ أَنــَّني طِفْلٌ وأَنـِّي
أَحُطُّ كما الفَراشِ على ثَراكِ

أَطوفُ رياضَ حُسْنِكِ كُلَّ حينٍ
وأَسرقُ خمرَها و أَؤُمُّ فاكِ

وأَنسجُ مِنْ طهارتـِكِ الحكايا
وأَعْتَصِرُ القوافي مِنْ حَياكِ

كفاني اللَّوْمَ في تقديمِ روحي
فما ذنبي إِذا القلبُ اصْطفاك ِ

وما ذنبُ الدِّماءِ إِذا اسْتحالتْ
دموعاً في المآقي مِنْ هَواكِ

سَتبقينَ الصَّباحَ لكُلِّ يومٍ
ويبقى الصُّبْحُ مُنْتَظِراً مَساكِ

وتبقيْنَ الرُّؤى في كُلِّ حُلْم ٍ
ويبقى طيفُكِ الغالي مَلاكي
...........
* - أَمَّ الشَّيءَ: قصَدَهُ وزارَهُ

ص 115
---------------
.{قلادةُ الهُنَّارِ}..

هَلْ وصْفُ حُسْنِكَ يا حبيبُ حَرامُ؟
أَمْ أَنَّ شِعْري إِن ْ وَصَفْتُ يُلامُ؟

عَبَثاً أُحاوِلُ وصْفَ تِرْبٍ للنَّدى
وأَمامَهُ كلُّ الحروفِ هُلامُ

وجْهٌ تباركَتِ السَّماءُ بنورِهِ
يَهْمي حَياءً00 والحَياءُ مُدامُ

شَفَّ الأَريجَ مِنَ الدُّنى فَإِذا انْتَشى
عَبِقَتْ بمِسْكِ أَديمِهِ الأَنسامُ

الشَّعْرُ تِبْرٌ( * ) 00واللُّجَيْنُ( * )جبينُهُ
والخَدُّ وَرْدٌ 00 واللِّحاظُ سِهامُ

والعينُ سِحْرٌ 00 والرُّموشُ مَناسِرٌ( *)
والجِيْدُ( *) صُبْحٌ 00 والدُّموعُ رِهامُ

والثَّغرُ سُكَّرَةٌ 00 وأَطْيابُ اللَّمَى أَرْيٌ ( * )00 وماءُ الزَّهْرِ فيهِ يَنامُ

في عُرْوَة ِ الشَّفَتيْنِ أَسْرارُ الحَلا
وقلادةُ الهُـنَّارِ 00 والأَنغامُ

فالطَّعْمُ عـنَّابٌ و فِعْلُهُ بَلْسَمٌ
والصَّوتُ غُنْجٌ والحديثُ غَرامُ

كلُّ الطُّيوبِ أَمامَ نَشْرهِ ِ حُرِّمَتْ
وأَمامَهُ كُلُّ البدورِ ظَلامُ

وبِغَيْرِ ريقِهِ كلُّ شَيْءٍ عَلْقَمٌ
والفطِْرُ إِلاَّ مِنْ لَمَاهُ صِيامُ

فسلامُ قلبي للجَمالِ وطُهْرِه ِ
وَ لِمَنْ تجَلَّى واصْطَفاهُ سَلامُ
..............
*الهُنَّار : حبُّ الرمّان
* التِّبْرُ: فتاتُ الذهب
* اللُّجيْن : الفضة 00
* المَنْسَر : مفرد مناسر : كالمنقار للطير
* الجيد : العنق ، موضع القلادة
* الأَرْي : العسل

ص 117
----------------
..{قيثارتي نَهْدٌ}..

لا لا تقولي غُضَّ طَرْفاً وانْتَظِرْ
فأَنا بطَبْعي شاعرٌ أَهوى النَّظَرْ

الحُبُّ دِيني والتَّغَزُّلُ صنْعَتي
والعشْقُ ربّي والسُّلافَةُ والسَّهَرْ

أَطوي ذُرا نَهْديْكِ عاشقَ فتِْنَة ٍ
أَبياتُ شِعرِه ِ في الهوى لحنٌ هَدَرْ

"اللَّمْسُ ممنوعٌ .. كَتَبْتِ عليهِما..
أَوْ إِنْ كَتَبْتِ عليْهِما.. "هذا خَطَرْ"

عَبَثاً سَأُمْنَعُ بَلْ سأَمْلأُ أَكـْؤُسِي
وأَظَلُّ أَرْشفُ خمرَها حتَّى السَّكَرْ

أَنا شاعرٌ .. لا حَدَّ عِنْدي للرُّؤَى
مُتَنَـقِّلٌ.. كالعَنْدليبِ على الشَّجرْ

أَنا نحلةٌ ..والجَنْيُ حَلَّ وطابَ لي
مِنْ روضةٍ قدْ أَينعَتْ أَشهى ثَمَرْ

أَنا عازِفٌ لَحْنَ الصَّبابةِ والهَوى
مُتَرَ نّـِحٌ.. ثَمِلٌ على ضَوْءِ القَمرْ

قيثارتي َنهْدٌ وثغْرٌ صارِخٌ
وأَناملي تَهْفُو لدَِغْدَغَةِ الوتَرْ

فَدَعي المَلامَ وأَقْبِلي يا حُلْوتي
فالرَّوضُ يَذْبُلُ وَردُها دونَ المطَرْ

ودَعي السَّعادةَ مِنْ خُيوطِ غرامِنا
في الصُّبْحِ تُلْبِسُ جِسمَنا أَحلى الصُّوَرْ

والبدْرَ يحضنُ في اللَّيالي عشْقَنا
والزَّهرَ يَعْصرُ فوقَنا الطَلَّ النَّضِرْ

فالصَّدرُ يخفي في حنايا أَضْلُعي
قلباً جريحاً في المفاتِنِ قَدْ فُطِرْ

خَلّيهِ يَنْسجُ مِنْ لَماكِ سعادةً
أَبديَّةً قَدْ عُتِّقَتْ بيْنَ الدُّرَرْ

وَلْتَبْدَئي في رسْمِ قصَّةِ شَهْوةٍ
فغداً سيروي قصَّتي كلُّ البَشَرْ

ص 120
--------------
ديوان في مهب الروح Sd4w
--------------

..{أَنتِ الرُّوحُ والقدَرُ}..

يا مهجَةَ الرُّوحِ إِنَّ القلبَ يَنْتَظِرُ
منْذُ افْترقْنا ونارُ الشَّوْقِ تَسْتَعِرُ

أَشْتاقُكِ اليومَ والذكرى تُؤَرِّقُني
كذا الحنين ُ إِلى مَرْآكِ يا قَمَرُ

جَفَّتْ مآقي عيوني وانْبرى كَبِدِي
والجسْمُ عُلَّ وزادَ الوجْدُ والسَّهَرُ

رغْمَ الجروحِ اللَّواتي نِلْنَ مِنْ جَسَدي
باقٍ على العَهْدِ ما أَضْنانيَ الكَدَرُ

صَبٌّ مَدى العُمْرِ إِنْ في العمْرِ باقِيـَةٌ
وأَيُّ قلْبٍ إِذا ما هَامَ يَصْطَبِرُ

عِفْتِ الفؤادَ جريحاً بعدَ فُرْقَـتنَِا
طفْلاً ..حَزيناً .. بِأَمْرٍ منْكِ يُأْتَمَرُ

إِنْ تَقْتليهِ فلا لَوْمٌ ولا عَتَبٌ
أَوْ تُسْعِفيهِ فأَنـْتِ الرُّوح ُ والقَدَرُ

قالوا السُّجودُ لغَيْرِ اللهِ مَعْصِيَةٌ
قُلْتُ السُّجودُ إِلى عَينيْكِ يُغْتَفَرُ

ص 123
---------------

..{ترانيمُ المَلائِكَةِ}..


كانَ في الكَنيسةِ وإِذْ بمَنْ كانَ يُحبُّها تُرَنّمُ معَ جَوْقَةِ الكُورال ..
أَهَدْهَدَةُ السَّماءِ أَم ِالجِنانِ
أَم ِالأَوصالُ تَرقُصُ في كياني

أَم ِالصَّوتُ الذي قدْ نالَ قلبي
بَشيرٌ جاءَ يُحْيِي كُلَّ فانِ

سَمِعْتُ بِأَنَّ للأَطيار ِلَحـْناً
وللأَنسامِ ضَرْباً مِنْ أَغانِ

وللأَطفالِ - إِنْ نطَقَتْ- رَنيماً
وللأَعنابِ هَمْساً في الدِّنانِ

ولَكِنْ ما سَمِعْتُ بصوتِ إِنْسٍ
مَحى حُسْنَ الطَّبيعةِ في ثَوانِ

أَزِدْني يامِدادَ القلبِ شِعراً
لأُ نْصِفَ ما سَمِعْتُهُ بِائْـتِمَانِ

مكانٌ طاهرٌ والصَّوتُ فيهِ
يُحَاكي طُهْرُ هُ طُهْرَ المَكانِ

أَحالَ البَرْدَ في كانونَ دِفْئاً
وروحاً في حَنايا أُقْحُواني

و أَعياداً وأَجراساً ودمْعاً
سَقى خَدَيَّ مِنْ حَرِّ الأَماني

أَتاني في المساءِ فَقُلتُ طيفاً
سماويَّاً – ورَبــِّـي- قَدْ أَتاني

كهَطْلٍ حَلَّ في أَقْفارِ صَدْري
لِيَلْقَى فيهِ آلافَ التَّهاني

شَدا َفتَهاوتِ الأَقْمارُ سَكْرى
ورتَّلَ فانْـتَشَتْ مُهَجُ الجِنانِ

وأَمْسكَ بَيْدَ أَنَّ الصَّمْتَ سِحْرٌ
تُقَطِّرُهُ خدودٌ كالجُمَانِ

رمَاني بالهَوى مِنْ أَلـْفِ عامٍ
وأَطْفَأَ شَمْعتي قَبْلَ الأَوانِ

وبادَلَني الجَفَاءَ بغَيْرِ ذَنبٍ
وجَرَّ عَنِّي الدَّواءَ ولا شَفاني

فَمَا كادَتْ جِراحُ القلبِ تشْفى
ولَنْ يشْفى الُمحِبُّ مَدى الزَّمانِ

شَدا بالصَّوتِ حتَّى فاقَ جرحي
وإِذْ بالصَّوتِ ثانيةً رمَاني

ص 126
-----------------
..{جَفَّ القَلَمْ}..

جَفَّ القلم ْ.. ماتَ الحُلُمْ ..
لــَمْ يبْقَ لي إِلاَّ السَّقَمْ ..
لــَمْ يبـْقَ لي إِلا الدُّعاءَ .. بِأَنْ أَموتَ بلا ألَــَمْ..
هلْ تعلمينَ حبيبتي ..
كيفَ الدُّموعُ على الخدودِ الحَانِيات ِستَسْتحيل ُ بـحورَ دَمْ..؟!!
أَوْ كيفَ يَغدو القلبُ بَعْدَ فراق ِ مَنْ يــَهْوى ..
عليلاً في حَناياهُ العَدَمْ..؟!
أَوْ كيفَ يَرفُضُ عاشقٌ مِثْلي بأَنْ يـَحيا على جَمْرِ الـنَّدَمْ..؟!

أَوَّاه يا محبو بتي ..
هـــــلْ تَعْلَمـــــيـنْ ؟!
كمْ أَنَّ نفسي مِنْ بعادِكِ هَدَّها بــــَـوْحُ الأَنــــــين ْ..؟!
كمْ كان قلبي مِنْ فراقِكِ ..
في الضُّلوعِ ..
يَئـِنُّ كاللَّحْنِ الحَزين ْ ..

هلْ تعلمينَ بأَننـَّي أَقْضي اللَّيالي في السَّهرْ ..؟!
أُفْضِي شُجُوني للـنُّجومِ الدَّامِعاتِ وللوتــَرْ ..
أَحْكي لهــــــــَا أَحْلى الحَكايا عَنْ جُنُوني و الضَّجَرْ ..
عنْ وجهِكِ المجبولِ مِنْ نــُـورِ القَمرْ ..
عنْ آيــــــَةِ الخـــَلاَّق ِ ..
يا أَحْلى البَشَرْ ..
أَ تُحبُّني .. ؟!
أَتعزُّني .. ؟!
هلْ فكَّرَتْ فيما مَضى...
يَــوْمَ الْـتَقيْنا مرَّ ةً في غرفتي ..
يومَ اعترفْتُ لها بحبِّي .. والهيامِ .. وصَبْوَ تي ..؟!
هلْ مرَّ طَيفي مرَّة ً في حُلْمِها ؟! ..
هلْ داعَبَتْ آلامُ حُبِّي قَلْــبَها ؟!
أَتَـرِقُّ إِنْ سَمِعَتْ بِحالي .. أَوْ تَحِنُّ لـــِبَلْوتي ؟!
جَفَّ القلَمْ ..ماتَ الحُلُمْ ..
لــَم ْ تـشْفِقي ..
ماتَتْ أَزاهيرُ الأَمـــَل ْ ..
لــَم ْ تَنْطقي ..
فإِلى متى أَحكي .. وأَنتِ سَتصْمُتينْ ..
وإِلى متى أَبكي .. وأَنتِ سَتفْرحينْ ..

أَحرقْتُ منْ عُمري سنيناً في الغَرام ِ ..
وأَنتِ لا لــم ْ تَسمعي ..
أَهدرْتُ كُلَّ كرامتي .. ورجولتي ..
والكِبرياءَ .. وكُلَّ أَحلامِ الشَّباب ِ ..
وأَنتِ لا لـم ْ تَخْشَعي ..
وقَتــَلْــتِني ..
ودَفَنْــــتِني ..
وتَركْــتِني لوحوشِ يأْسي جُثَّةً لا روحَ فيــــــــــها ..
ثـمَّ ليتَكِ قدْ رثيتِ لعــاشِقٍ...
لــــمْ يَبْقَ منهُ غيرُ أَبيــــــاتٍ...
هيَ الإِخلاصُ في زَمَنٍ.. تداعَتْ فيهِ كلُّ الأُمنياتْ....

ص 132
---------------

..{روايةٌ عَصْماء}..

شقراءُ ..هَلْ تَدْرينَ مـــــَا فعَلــَتْهُ عَيْناكِ الجَميلـــــــــــهْ ..؟!

أَرْسَلْتِ سهْمَكِ..
دونَ أَنْ تَتَساءَلي ..
كَمْ أَلــْفَ جرْح ٍ في فؤادي ..
خَلَّفَـتْــهُ نارُ أَعوامٍ طويلــــــــَهْ ..


لـم ْ تَعلمي..أَنــّي وقلبي فارسان ِ..
تقاسَما دورَ البـُطولــــــــَهْ ..
وتقاسَما نُبـْلَ الرُّجولــــــهْ ..
وتقاسما ذُلَّ الرُّ كوع ِ ..
لعِشْقِ أَعْوامٍ رمَتْني في هياكِلَ مِثْلَ عينيْك ِ الجَميلــــــــَهْ ..

أَوّاه يا شقراءُ...
لــــوْ عَلِمَتْ لحَِاظُكِ أَيَّ مرمى قَدْ أَصَابَتْ ..
و بأَيِّ قَلْبٍ مُدْنَفٍ ما مَسَّ نَبْضَهُ غيرُ عِشْقٍ ..
قَدْ تهَادَت ْ..
أَنا أَلفُ جرحٍ في فُؤادي يـا صَبِيَّـــــه ْ ..
أَنا أَلفُ جرحٍ في حياتي يا صَبِيَّـــه ْ ..
ولكُلّ ِجرح ٍ غَصَّةٌ...
.. وحكايةٌ مجبولةٌ بالحُزْنِ والأَخلاق ِ والقيمِ الغَبيَّـــــه ْ...
ولكلّ ِ جرح ٍ حَسْرةٌ ..
حَرقَتْ شبابَ العُمْرِ ..
وانتَشَرتْ تُعَصِّرُ مِنْ شَراييني تراتيلَ المَنِيَّــــــــــهْ ..

مِنْ أَينَ أَبْتَدِئُ الحكايَةَ..
يا عيونَ السِّحْرِ ..
يا أَحلى الصَّبايا ..
أَنوارُ عَينيْك ِالحزينةِ حَطَّمَتْ أَغْلالَ حُزْني ..
وانْتَهَتْ كُلُّ الحَكايـــــــا ..
وتَجَاوَزَ تْني ..
فابْتَدى مِنْ مقلتيْكِ الجرحُ ..
وابتَدأَ الحنينُ لجرعَةٍ أُخرى مِنَ الأَحزانِ ..
تروي ما تبَقَّى مِنْ سَنيِّ العُمْرِ آلامَ الهَوَى ..
لَسْتِ الـذَّي نَكَأَ الجِراح َ ..
فليسَ عندي أَيُّ جرحٍ قَدْ تَعَافى ..
أَو أَيُّ جرحٍ قَدْ تَآسى ..
أَنا لستُ أَدري كَمْ قَتيلٍ مِنْ لِحَاظِكِ ..كانَ قبلي ..؟!!
أَو كمْ قتيلٍ من لحاظِكِ..
سوفَ يأْتي بَعْدَ موتي ..؟!!
فالكُلُّ يبحَثُ فيهِما عَنْ لحَــْظَةٍ للجِنْسِ ..
تَنْشُرُ في عُروقِهِ نَشْوةً أَوْ لذَّةً ..
وأَنا أُفَـتِّشُ في خَفاياها عَنِ الأَحْزانِ والشَّـكْوى..
وأَمْلأُ ما تَبـَقَّى مِنْ كُـؤُوسي ..

أَنا قِصَّةٌ حَمْقاءُ ..
تُتْلا كُل َّ يومٍ .. أَلـْفَ مرَّة ْ ..
وروايةٌ عصماءُ..
تَعلِكُها القلوبُ الدَّاميــاتُ..
فَتَنْتَشي مِنْ حُزْنــِها ..
وعَذابـِها .. وعَطائـِها..
وتَلوكُها..
لِتَمُجَّ مِنْ إِخْلاصِها الأَعْمى أَكاسيرَ الكَرامَةِ..
كلَّ مرَّةْ..
أَنا صَرْخةٌ في عالـَمِ الأَحلام ِ والآمالِ.. تَنتظِرُ الصَّدى ..
الرُّوحُ لي قيثارةٌ ..
وعلى شِفاهي أَلــْفُ لَحْنٍ للزَّنابـِقِ والنَّدَى..
أَتْلو ملايينَ الحِكاياتِ التي تَنـْدَى لها كُلُّ المَدامِعْ ..
أَغْزو جِنانَ الحُبِّ ..
كَيْ أَسْقي بِذاري كُلَّ صُبْحٍ ..
من رهام ِالقَلبِ ..
أَو رَجْع ِ المَواجِعْ ..
وأَطير مِنْ فوقِ المحال ْ ..
وأَعود من دنيا الخَيالْ ..
لأَرى بأَنَّ قصائِدِي دُفِنَتْ ..
وأَنَّ مَدائني انْدَثرَتْ ..
وأَنــِّي كُنْتُ قَبْلَكِ مِثْلَ بَعْدك ِ..
مثلَ آلاف ِ الجُيوشِ مِنَ الرِّجالْ ..

ص 139
-----------------

..{محكمةُ العِشْقِ الدَّوْليَّةِ(2)}..

(جلسةُ الاِسْتئِْنافِ)
ها هي محكمةُ العشْقِ الدَّوليَّةِ تُعْقَدُ للْمَرَّةِ الثَّانيةِ بَعْدعدَّةِ أَعْوامٍ..وإِليكُمْ مرافَعَتي فيها..
(المرافعةُ الأُولى كانتْ في ديواني الأَوَّلِ "بوحُ اليَراعِ" )

أَحُكَّامَ الهَوى لا تَعْذلوني
أُعيدُ حكايتي فَلْتَسْمَعُوني

مَضَى العُمْرُ المُقَدَّم ُ دونَ شَرْطٍ
وصَمْتُ (جَنابِكُمْ)أَدْمى عُيُوني

قُضاةَ العِشْقِ أَشْبَعْتُمْ فُؤادي
وعوداً إِنَّما لـَمْ تُنْصِفُوني

تَرَكْـتُمْ قاتلي في الحُبِّ حُرّاً
طَليقاً بعدما قَيَّدْتمُوني

وأَخَّرْتُم صُدورَ الحُكْمِ عَمْداً
ومَرَّغْتُمْ فُؤادي في السُّجُونِ

وَمَرَّ العُمْرُ والأَغْلالُ أَدْمَتْ
أَكُفِّي ..و الهَوى لَظَّى شُجُوني

فَلا حُكْمٌ عَلَيَّ ولا عليها
ولا أَمَلٌ يُطَبِّقُ لي جُفوني

أَحُكَّامَ المَظَالمِ لي سُؤَالٌ
أُريدُ جوابَهُ ثُمَّ اقْتُلوني

هَلِ الدَّاءُ الذَّي أَعْيا حَياتي
أَصَابَ مَقامَكُمْ فَظَلَمْتُمُوني؟

بأَيِّ شَريعةٍ أَجْتَرُّ حُزني
على أَمَلِ البراءَةِ..سَاعدوني

بأَيِّ شريعةٍ أُهْدي حَياتي
بِغَيْرِ مُقابِل ٍ..فَلْتُفْهِمُوني

أَنا و اللهِ ما خُنْتُ اللَّيالي
ولا شَابَتْ طهارَتَها ظُنوني

أَنا و اللهِ ما وَفَّرْتُ عُمْراً
ولا دَمْعاً بِدَرْبِ الزَّيـْزَفونِ( )

رَوَيتُهُ في الضُّلوع ِ بماءِ قَلْبي
فَأَنكَرَهُ و بالغَ في الُمجُونِ( *)

أَعَدْلٌ هذا أَنْ أَبقى سَجيناً
طَريحَ الهَمِّ أُنعَتُ بالجُنونِ؟

أُحَاكَمُ بالعَذابِ المُرِّ في مَنْ
أَعيشُ لأَجْلِها و تَعيشُ دُوني
............
* شجرٌ يُزْهرُ دون أَنْ يُثمرَ..ويُضْربُ بهِ المثلَ في نُكرانِ الجميلِ وعَدَمِ حِفـْظِ العُهُودِ.
* صلابة ُ الوجهِ و قلــَّة ُ الحَياء ِ ..وفحْشُ الكلامِ و سُخْفـُه.
ص 141
.................

..{قصّةُ عاشقٍ نبيلٍ}..

أُناجي في اللَّيالي طَيْفَ ليلى
ولَيْلـِي مِنْ هَوى لَيْلَى مُوَجَّعْ

فلا ليلى تَرُدُّ على أَنيني
ولا ليلي لصَوْتِ القَلْبِ يَشْفَعْ

ولا أَ لْقى بقُرْبي غَيْرَ خِلٍّ
مِنَ " التُّنْباكِ" أَحرقُهُ فيَسْمَعْ

وكَأْسَ مدامةٍ .. ويَراعَ نَجْوى
يُهَدْهِدُ في قَراطيسي فَتَدْمَعْ

لتَحكي قصَّتي .. صَبٍّ ..وَفِـيٍّ
بمجتمَع ِ التَّقنُّعِ ليْسَ يَنْفَعْ

حكايةَ عاشِقٍ لاعَيْبَ فيهِ
سوى فقْرٍ عَنِ الفَحْشا ترَفَّعْ


رَضَعْتُ الصِّدْقَ مِنْ أُمّي لِباناً
وحُبَّاً في ُنهى جسَدِي ترَعْرَعْ

وأَعطاني أَبي في العُمْرِ دَرْساً
وإِكليلاً على رأْسِي توَضَّعْ

تَسامَ عَنِ الصَّغائِرِ- أَيْ بُنَيَّا-
وَضَعْ في الأَرضِ نَفْسَكَ سوفَ تُرْفَعْ

وكُنْ محَّارةً تُعْطِي اللآَّلي
ِبجَوْفٍ مِنْ رِمالٍ قَدْ توَجَّعْ

ودَعْ عَنْكَ الرَّذائِلَ واجْتَنِبْها
وكُنْ في الصَّبْرِ طَوْداً لا يُزَعْزَعْ

ففَخْرُ المرْءِ في الدُّنيا علومٌ
ِبهَا يَسْمُو ..ِبهَا في النَّاسِ يَسْطَعْ

حَفِظْتُ الدَّرسَ في زمَنٍ تداعَتْ
بهِ الأَخلاقُ .. والإِلحادُ أَمْرَعْ

فأَورَثَني الشَّقاوَةَ في زماني
جراحاتٍ لها في القلْبِ مَوضعْ

وهذا ما جناهُ أَبي عَلَـيَّا
فجافاني الورى والكوْنُ أَجْمَعْ

كفى يا قلبُ عنْ ذِكْرِ المآسي
فَصَدري مِنْ أَسَى ليلَى تَصَدَّعْ

أَراها في اللَّيالي بدْرَ عُمْري
وأَشْكُو للَّذي سَوَّى فَأَبْدَعْ

ويهْفُو القلبُ للذِّكْرى حنيناً
لماضٍ مِنْ فؤادي كانَ يَرْضَعْ

لذِكْرى قدْ رسَمْناها سَوِيَّاً
لعِشْقٍ في حشاشَتِنا ترََعْرَعْ

بِأَنـَّا لنْ تُفَرِّقَنا دهورٌ
إِلى أَنْ في حِمى الرَّحمنِ نُودَعْ

دَعِي الزيتونَ والعنَّابَ تَرْوِي
أَحاديثَ الهَوى للنَّاسِ أَجْمَعْ

أَحاديثاً تبادَلْنا زماناً
كهَدْهَدَةِ العنادِلِ بلْ و أَروَعْ

نَطَا ِمنْ تحتِنا مَرْجاً قشيباً
ونَلْتَحِفُ الدُّجى ثوباً مُرَصَّعْ

وتَلْبَسُنا السَّماءُ ومَا عَلينا
لِباسٌ ، فالهوى شالٌ ومَخْدَعْ

وجِسْمُكِ لاهِبٌ ، َشمْعٌ مُنَدَّى
َيمُجُّ ذَكِيّ َ مِسْكٍ حينَ يَدْمَعْ

أُمَرِّرُ فوقَ نهدِكِ راحتَـيَّا
فيَنْهَضُ شامِخاً طوْراً .. ويَخْضَعْ

وأَرشفُ مِنْ رضاب ِ الثَّغرِ خمْراً
وشهْداً مِنْ شَذا الفردوسِ مُشْبَعْ

وأَغفُو فوقَ صدرِك ِمثْلَ طَلٍّ
غفَا في وجْنَةِ الصُّبْح ِ المُشَعْشَعْ

فيطويني ذراعُكِ في حُنُوٍ ّ
ويرحَلُ ليلُنا والفَجْرُ يَطْلَعْ

َوإِذْ بالفجْرِ يمحُو وجْهَ ليلي
ويكشفُ أَوْجُهَ الزّيفِ المُقَنَّعْ

سَلَوْتِ العَهْدَ واسْتَنْزفْتِ روحي
فوا أَسَفي على كَبِدٍ تقَطَّعْ

وَبِعْتِ خليلَكِ المخدوع َ حُمْقاً
لأَوَّلِ سائِح ٍ للبابِ يَقْرَعْ

أَهذا ياحياتي كان لهْواً ؟!
بقلبٍ صادقٍ في الحُبِّ مُوْلَعْ

لَعَمْري قدْ قَبَضْتِ السِّعرَ بَخْسَاً
فَسُحْقاً للغَرامِ إِذا تَسَلَّعْ

فوا " ليلاه " ليس المالُ إِلاَّ
سراباً مَنْ يلاحقُهُ سَيُخْدَعْ

أَمِعْيارُ الوَرَى أَضْحَى سَراباً
َوسِحْرُ غرامِنا ما عادَ يَنْفَعْ

وهلْ تَذْكُو النفوسُ بِغَيْرِ حُبٍّ؟!
وهل ْمِسْكُ الهوى كالمالِ يُجْمَعْ؟!

َفئِنْ " ليلاهُ" بِعْتِ الحبَّ إِنّي
سأَصرفُ مِنْ ُنهى جَسَدِي لأَدْفَعْ
............
* أَمْرَعَ : أَخْصَبَ
* صار سلعة ً للبيع
ص 148
----------------

..{حَبيبةُ عُمْري}..

مَريرٌ جَفاهَا.. وشَهْدٌ رِضَاها
تَبَارَكَ مَنْ بالحَيَاءِ سَقَاها

يَتُوهُ بسِحْرِ العيونِ الغَواني
عَليلُ الفُؤادِ إِذا مَا رآهَا

سَليلةُ حُسْنٍ و لا عَيْبَ فيها
وكَيْفَ وَرَبُّ السَّمَاءِ اصْطَفَاها

أَهيمُ وَ هُمْتُ و يَبْقى هِيامي
لروحٍ حَوَتْها ,وقَلبٍ حَواها

أُجَنُّ اشْتياقاً إِذا جَاوَزَتنْي
وَ لَـمْ أَعْتَمِدْ بنسيمِ حَلاها


فَرَشْتُ جُفُوني لتَِرْتاحَ فيها
فَنامَتْ ولا ضَمَّ جفْني سِواها

أَميرةُ قلبي و مِرآةُ رُوحي
شِفاها زُهورٌ وشَهْدٌ لمَاها

ربيعي خريفٌ بِلا مُقْلتَيْها
وصُبْحي مَسَاءٌ بغيرِ رُؤَاها

سَلامٌ عَليها حبيبة عُمْري
فَدَ تْها الدِّمَاءُ وعُمْري فِداها

ص 150
------------

..{شَكْوى مهندس وَرْدِيــَّةْ}..


" لا أُريدُ مِنْ أَحدٍ أَنْ يتَستَّرَ على العيوبِ و النواقصِ"
" اليدُ المنتجةُ هي اليدُ العليا في دولةِ البعثِ "
"من أقوالِ القائد الخالد حافظ الأَسد"
مهندسُ الورديّة مثل كل عامل وفَنّي يعمل على نظام الورادي في مديرية الإنتاج / العمليات /

فكلُّهم يشكلِّون عصبَ أَيّ شركةٍ ونبضَها واستمرارَها .. هم الوحيدون الذين يساهرون

المعدَّات والأَخطارَ ليلاً و نهاراً ,في أَيامِ الدَّوامِ الرَّسميِّ أَو في أَيامِ الأَعيادِ والعطلِ الرسميَّة.
- وما تحدَّثْتُ عنهُ في قصيدتي " شكوى مهندس ورديّة " سيلامسُ واقعَ أَي شركةٍ تملكُ
نظامَ عملٍ مشابه ٍ..
هي المشكلةُ الأزليَّةُ الدائمةُ بين الزملاء والزميلات العاملين على النظام الصباحيّ في باقي

المديريات الثانوية / نظام الإدارة /وبين أَبطالِ الإنتاجِ الحقيقين ..
- تقدَّمْتُ بهذهِ الأبياتِ كشكوى غير رسميّة للسيد مدير الإنتاج.. أَشرحُ فيها أَوضاعَ

رفاقي العاملين على نظامِ الورادي .. / آذار 2003 /

{ نصُّ الشَّكْوى }

تَمادى في لياليهِ سُقامي
فَأَرْدى حِلْمَ عقلي والْتزامي

ونالتْ لوعةُ الحَسْرات ِ مِنّي
على عُمْرٍ تلاشى كالمَنامِ

سَأَروي قصَّةً .. لا تَعْذلوها
ِلمـَا قدْ جاءَ فيها مِنْ مَلامِ

فلولا الظُّلْمُ ما شَفَّتْ حُروفي
سوادَ الهَجْوِ أَو قُبْحَ الكَلامِ

صَرَفْنا العُمْرَ في طَلَبِ المَعالي
نُعاني الهَمَّ فيهِ على الدَّوامِ

نَظُنُّ بِأَنْ سنَلقى العِزَّ يوماً
ونُمْنَحَ في العُلا شَرَفَ المَقامِ

هَجَرْنا الناسَ والدُّنيا وصِرْنا
نَغُبُّ العِلْمَ عاماً بَعْدَ عامِ

وفي كليّةِ البترولِ رُحْنا
ُنجَرِّعُ عقلَنا كُتُبَ الأَنامِ

فأَطنانٌ مِنَ الكُتُبِ اسْتَحالَتْ
كداءٍ في الضُّلوعِ وفي العِظامِ

و"بنزينٌ ..ومازوتٌ ..وكازٌ "
إِلى أَنْ نالَنا عَبَقُ الزَُّ كامِ

فشابَ الشَّعْرُ مِنَّا والمآقي
سبى أَنوارَها شَبَحُ الظَّلامِ

وراحَ العُمْرُ وا أَسَفي عليهِ
وجاءَ زَمانُ إِبْعادِ اللّثَامِ

فَإِذْ أَيامُنا مرَّتْ هباءً
كلاماً في كلامٍ في كلامٍ

تخَرَّجْنا .. وهلَّلنْا وقُلْنا
أَتانا العيدُ مِنْ بَعْدِ الصِّيامِ

سَنَحْصدُ مَوْسمَ الآلامِ خَيْراً
ونَرفَعُ عِلْمَنا فوقَ الغَمامِ

ونَبْني المجدَ للوطَنِ المُفَدَّى
لِيَغدوَ في السَّما بَدْرَ التَّمامِ

توظَّفْنَا بِلا أَيِّ اعْتبارٍ
لِعِلمٍ أَو لفرْعٍ أَو مَرامِ

وكَرَّرْنا اليمينَ بِلا اكْتراثٍ
أَمامَ نقابةٍ .. مِثْلَ الفِطامِ

بِأَنْ نبقى شُعاعَ الحَقِّ دوماً
بِأَنْ لا نرتجي مالَ الحَرامِ

وَوُزِّعْنا على الشَّركاتِ طَبْعاً
لِنَحْشُرَ نفْسَنا وسْطَ الزّحامِ

فكان لبعضِنا حظٌ تجلَّى
بواسطةٍ مِنَ النَّاسِ العِظامِ

وكان لآخرينَ وكُنْتُ منهمْ
نصيبَ الزَّجِ ّ في النَّسَقِ الأَمامي

إِلى الأَقسامِ ساقونا لِنَلقى
جَهابذَةَ الصِّعابِ مِنَ المَهامِ

تناسوا أَنـَّنا زملاءَ صِرنا
وباهُوا فوقَ عرشٍ مِنْ رخامِ

بعقْلٍ فارغٍ لا شيءَ فيهِ
سوى حُمْق التعجْرفِ في الكلامِ

يخالون القدامى نَبْعَ عِلْمٍ
وأَنَّ لغيرهِمْ عقلَ النَّعامِ

تناسوا أَنَّ في الدُّنيا صغاراً
لهُمْ شرفُ التَّحكُّمِ في الزّمامِ

تمادوا في إِهانتنِا فَأَلقوا
بنا في القبرِ مِنْ تحت ِ الرِّجامِِ( )

وباشَرْنا على نُظُمِ الورادي
على عكْسِ الخليقةِ والأَنامِ

فأَمسى اللَّيلُ في الدُّنيا نهاراً
نُساهِرُ فيهِ أَبراجَ السُّخامِ( )

وصارَ نهارُنا ليلاً مُوَشًّى
برائحةِ المداخنِ .. والأُوامِ( )

يرفُّ القلبُ والأَعصابُ مِنَّا
* لِفَصْلِ " ديسَلْتـَرٍ( )" أَو قَطْع ِ خَامِ

* لفصْلِ مِضَخَّةٍ مِنْ عَهْدِ نُوحٍ
* وفَصْلِ خَليَّةٍ مِنْ عَهْدِ سَامِ

* لِرَفَّة ِ كهرباءٍ أَو هواءٍ
* ِلتَهريبِ الموادِ مِنَ الصِّمام ِ

ونحيا في *هَديرِ الفُرْنِ رُعْباً
وهُمْ يَسْتَسْلمونَ إِلى المَنام ِ

*كلها مشاكل تشغيلية خاصة بالوحدات الإنتاجية .

لنا زملاءُ مِنْ غيرِ اخْتصاصٍ
لهُمْ بالحقِّ مرتبةُ الكرام ِ

أَتوا بالأَمسِ فانْتزَعوا حقوقاً
ونحنُ نَئِنُّ مِنْ ليلِ الدَّوامِ

صباحيِّينَ أَمْسوا مُنْذُ جاؤوا
وساروا في المناصِبِ والمَهامِ

وأَثـْروا مِنْ حوافِزِنا وعافُوا
بقاياهُمْ لنا مِزَقَ الطَّعامِ

تُشاطِرُهُمْ عليها بالتَّساوي
زميلاتٌ رشيقاتُ القَوامِ

إِذا أَمْضَيْنَ عُمْراً بلْ ودَهْراً
َيجِئْنَ ويَذْهَبَنَّ وبـِالـْتـِزامِ

فَلَنْ يَفْقَهْنَ شيئاً في المصافي
سِوى التَّنْظيرِ أَو ُكثْرِ الكَلام ِ

َلهُنَّ مواقفُ الباصاتِ حَصْراً
أَمامَ بيوتِهِنَّ على التَّمامِ

وكُلُّ عناصرِ المرآبِ تَسعى
لِراحتهِنَّ أَو نَيْلِ السَّلام ِ

ونحنُ نلاحقُ الباصاتِ رَكْضاً
ونَلْهَثُ كالكلابِ بلا اهْتمامِ

أَتى المدراءُ في عيدٍ إِلينا
بوجْهٍ ضاحكٍ عَذْب ِ البَشَامِ( *)

يُداعبُهُمْ حنينُ الشَّوقِ طَبْعاً
لرؤية ِ شَخْصِنا السَّمْحِ الهُمَامِ

تُرافقُهُم ْ نقابتُنا بتيهٍ
وكلُّ مُهَذَّبٍ .. عَذْب ٍ .. عصامي

وأَقرونا المديحَ العَذْبَ طُرّاً
وأَطيبَ أُمنيات ٍ باحْترامِ

ففاحَ المدْحُ في الأَقسامِ( *) عِطْراً
لِيُنْسينا كباريتَ السُّخامِ

وأُشْبِعْنا الوعودَ وقدْ سَلَوْنا
شكاوى الهَمِّ مِنْ عَبْق ِالكَلامِ

بِأَنـَّا شعلةُ الإِنتاجِ .. تمشي
بِنا المصفاة ُ دوماً للأَمام ِ

وأَنَّ عظيمَ خبرتـِنا سَيلقى
مكاسبَ في الحوافِز ِ والمَقامِ

فَيُجْزى كلُّ مَنْ دَخَلَ الورادي
ويَحظى بالثَّنَاءِ على الدَّوام ِ

مُنَى الأَحلامِ نالتْ مِنْ رُؤانا
وأَمْرَعَ خمرُها في كُلِّ جَامِ

فَنِمْنا في وُعودِ السَّعْدِ ليلاً
ِلنَصْحوَ في الصَّباحِ مِنَ المَنامِ

وإِذْ باللَّيلِ يمحوهُ نهارٌ
ويُصْبحُ حُلْمُهُمْ مِثْلَ الجُثَامِ(* )


كَرِهْنا العِلْمَ ..فالأَقسامُ صارت ْ
كَقَبْرٍ للحُثالَةِ واللِّئَام ِ

ندرُّ مكاسبَ المصفاة مِنّا
ِليَنْهلَها الغبيُّ وكلُّ ظَامِ

" مهندسُ " ليسَ يَفْقَهُ في عُلومٍ
وآنسةٌ لها ريشُ النَّعامِ

وآخرُ لستُ أَعلمُ كيفَ أَمسى
رئيساً للدَّوائرِ بعدَ عامِ

بِأَيِّ شَريعةٍ وبِأَيِّ حَقٍ
أَيا أَهلَ المروءةِ والذِّمامِ

تُصاغُ لوا ئِحُ " العمَلِ الإِضافي "
فيأْخُذَ حقَّنا كُلُّ انْهزامي

وتَرشفُ آنساتٌ مِنْ دِمانا
مكوسَ الثَّوب ِ والعطْر ِ الخُزامي

فَنَحْظى إِنْ شَكَونا الجرحَ همّاً
بتقريعٍ ولومٍ واتّهامِ

كَأَنْ في العلمِ لا زِلنا صِغاراً
وهُنَّ مَلَكْنَ خبْراتِ الأَنامِ

إِذاً ..آتوا بهنَّ وأَخْضِعونا
لفحصٍ في العلومِ ..ولاِحْتـِكام ِ

تَروْا كيفَ ابْتُلينا دونَ ذَنـْبٍ
بما لـمْ نقترفْهُ مِنَ الأَثامِ

" أَعدنانُ( * )" الكريمُ الأَصْلِ أَنتُمْ
لكُمُ في القلبِ منزلةُ الكرامِ

أَتهجُرُنا وتعلمُ كمْ نُقاسي؟
وأَنتَ زميلُنا رغْمَ المَقامِ

وأَنتَ كما عَهِدْنا نورُ عِلْمٍ
لنا ..ولغيرِنا .. و لَكَ احْترامي

وأَنتَ أَخٌ لكُلِّ مَنِ احْتماكُمْ
وفيما قُلتُ حاشاكَ اتـِّهامي

فَكُنْ للحَقّ ِ نبراساً سيبقى
لنا في ذِكْرِكُمْ مِسْكَ الختامِ

شَكَوْتُ لكُمْ. . وفي الشَّكْوى رجاءٌ
يُشرِّعُ حَقَّهُ عَبَقُ السَّلامِ

.............
* الرِّجام : جمع رجمة : حجارة تنصب على القبر .
* السُّخام : الفحم .
* الأُوام : الدُّخان .
* ديسلتر : وعاء ضخم فيه خلايا كهربائية يستخدم لفصل الأملاح من الخام ( النفط الخام ) .
* البَشامُ : شجرٌ عَطِرُ الرائحة
* أقسام الشركة .
*الجـُّثام : الكابوس
* السيد مدير الانتاج
{ملاحظة:}
كُتبتْ القصيدة عام 2003 وحتى اليوم تمَّ حلُّ جزءٍ منَ الطَّلبات ..(ولا زال الكثير) ..
والأَمل دائما ً في الإِدارة الحكيمة.. والرجالات ِ الأَوفياء في هذا الوطن الذي يذخرُ بأَبنائهِ المخلصين ..
ص 162
---------------

{المحتوى}

الموضوع............................الصفحة
مقدمة................................ . 1-12
سوريَّةَ المجْدِ............................ 13-14
جُوَ يْل.................................. 15-17
مـاذا عنِّي ............................. 19-21
واخَجَلَ الخَمَّار............... ............23-25
فوقَ الوَرَق................................27-30
معسولةَ الرِّيق.............................31-32
تعالي جربي ناري..........................33-36
بصمةٌ على وجهِ الماء.......................37-41
لا تقتلوا أَطفالَكُـمْ........................43-46
ذكرى الميلاد..............................47-48
لم يعُدْ عندي مَفَر ّ.........................49-51
نِعْمَ الصَّبَاح...............................53-54
لا تلبسْ وجوهاً.............................55-60
عرشٌ مِنْ ورودِ الصُّبح........................61-65
فيروزة..................................67-68
جارَ قلْبُكِ ................................69-71
سوقُ النِّخاسة..............................73-84
ثُرَ يّـــَا.................................85-86
أَوااه يا بيروت...........................87-91
ترتيلةٌ على وتَرِ الجاهليَّةِ..................93-96
حـــُبٌّ جــديــدٌ.......................... 97-98
ذكريــات................................99-100
آهات ُ شَغَف............................ 101-104
لا تطعنيني في الرجولة................. 105-106
كفاكَ هجراً............................. 107-108
اشْتَقْتُ إِليكِ............... ..............109-112
لأَجلكِ وحدكِ...............................113-114
كفاني اللَّوْمَ............................ 115-116
قلادةُ الهُنَّار........................... 117-118
قيثارتي نَـهْـدٌ...........................119-121
أَنتِ الرُّوحُ و القَدَرُ.......................123-124
ترانيمُ الـملائـكـــةِ.................... 125-127
جَفَّ القَـلــَم........................... 129-133
رواية ٌ عصماء........................... 135-140
محكمة العشق الدولية (2).................141-142
قصَّةُ عاشـق نبيـل............... .........143-149
حبيبة عمري ..................... .......151-152
شكوى مهندس وردية.......................153-162
تم َّ بعون الله

ص 166
------------------
شكرا للأخ الشاعر جون عبد المسيح محو
الذي لبى رغبتنا مشكورا في نشر الديوان على الموقع
مع فائق تقديري وأحترامي له على دعمه للحركة الثقافية
في قريتنا الجميلة فيروزة
-------------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com
 
ديوان في مهب الروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ديوان بوح اليراع
» ياحبيب الروح
» رباعيات جاهين - سيد مكاوي
» من ديواني الثاني (في مهب الروح)
» فيروز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{القسم الفيروزي}000 :: أصدقاء التراث الفيروزي-
انتقل الى: