..{لا تَطْعنيني في الرُّجولَة ِ}..
نامي على زندي ولا تحتاري
يا لذَّةً شرقيَّةَ الأَسْرارِ
نامي ففي صدري ملايينُ الرُّؤى
وعلى شفاهي صرخةُ الإِعصارِ
أَنا طائِشٌ ومُغامِرٌ مُتَهَوِّر ٌ
لا تَعْبَثـِي بقَِنَابلي و بِنَاري
أَنا صائِمٌ طولَ الزَّمانِ وعِنْدَهُ
في بدْرِ وجْهِكِ حُجَّةُ الإِفطارِ
أَفْنَيْتُ عُمري ناسكاً مُتَعَـبِّداً
أَشْتَفُّ من لَدُنِ السَّماءِ حِواري
أَصِفُ النِّساءَ كعاشقٍ عَذْبِ النُّهى
وأَظُنُّ أَنَّ الخُبْثَ في أَفكاري
مامسَّهُن َّ مِنَ الحروفِ مُشاغِب ٌ
إِلاَّ مَسَحْتُهُ مِنْ رُؤَى أَشعاري
هُنّ َ الرَّبيعُ ولا عُيوبَ تَشوبُهُ
فالعَيبُ عَيْبي و الغُبارُ غُباري
هُنَّ العَذارى و الورودُ و طُهْرُها
هُنَّ الصَّباحُ ورَوْضَتي وهُزاري( * )
ومَضَى الزَّمانُ فَئِذْ بمِثْلي تُحفَةٌ
َمرْميَّةٌ في مُتْحَفِ الأَطْهارِ
أَخلاقُها عارٌ يشوبُ صَفاءَها
تَجْتَرُّ لومَ النَّاسِ كلَّ نَهارِ
لا تَطْعنيني في الرُّجولَةِ والصِّبا
فحَماقَةُ الشَّيطانِ خَلْفَ جِداري
وملامَةُ الأَيّــَّامِ تُشْعِلُ في دَمِي
شوْقاً لأَمْلأَ بالنِّساءِ جِراري
أَنا أَلفُ أَهوى اليومَ صِنْفَكِ ..أَقْبِلي
وتمايلي .. وتَحرَّقي بجواري
أَنا أَلفُ بركانٍ غَفا في داخلي
فَحَذار ِ مِنْ قَدْح ِ الزِنّادِ حَذارِ
............
* الهُزار : طائرٌ حسَنُ الصوت
ص 106
-------------
..{كفاكَ هَجْراً}..يا حبيبي كفاكَ ذا اليوم ِ هَجْرا
إِنَّني أَشْتَفُّ المساءاتِ جَمْرا
ذابَ قلبي مِنْ هَمِّ بُعْدِكَ وَجْداً
واسْتَقَتْ أَحشائي صُدودَكَ سُكْرا
ويْحَ عشقي كيفَ اغْتدى في التَّرَجِّي
يَهْدرُ العُمْرَ في التَّذلِّلِ هَدْرا
يَذْرفُ الصِّدْقَ مِنْ دماءِ عروقي
طَوْعَ قلبٍ ما رامَ في الحُبِّ شُكْرا
ما لِقَلْبي إِذا أَتاهُ بشيرٌ
نَسِيَ الجرحَ فيهِ و الهَمَّ فَوْرا
وغدا يسْتَجْديكَ في الحُبِّ عَطْفاً
لِتُلاقيهِ أَنتَ بالدَّلِّ ( ) مَكْرا
يا حبيباً ماذا فعَلْتَ بروحٍ
ليْس ترجو إِلاَّ وصالَكَ بُشْرى
تَرْقُبُ اللُّقْيا والفؤادُ جريحٌ
مُستَهامٌ ما عادَ يَعْرِفُ صَبْرا
ما كفاك َالإِجْحافُ في حَقِّ قلبي
ما كفاكَ الجفْنُ المُقَرَّح ُ قَهْرا
ما كفاكَ النَّوى وقَدْ بَتَّ كِبـْدي
بعدما في هواكَ أَفْـنَيْتُ عُمْرا
عُدْ إِليَّا حبيبَ عُمْري ودَعْني
في ذراعَيْكَ أَسْتريحُ فَأَبْرا
عُدْ إِليَّا في الحزْنِ والسُّقْم ِيا مَنْ
كُنْتَ لي في ليلِ الصَّبابَةِ بَدْرا
عُدْ لنَِحْيا دُنْيا السَّعادةِ عيداً
يجْعَلُ الأَيـَّامَ اللَّذيذةَ دَهْرا
............
* الدَّلُّ : الدَّلال
ص 108
----------
..{اشتَقْتُ إليكِ}..
اشتقْتُ إليكِ ..
فهلْ منْ شيءٍ عندَكِ .. يطفي آهاتِ الأَشواقْ..
اشتقْتُ إليكِ ..
وآلافُ الآمالِ الثَّكلْى ..تدمَعُ في قلبي المُشتاقْ..
اشتقْتُ إليكِ ..
وشوقي نيرانٌ .. وجراحـــــــــاتٌ..
تَســـــــتنْزِفُ مـــــاءَ شراييني ..
جمراً..
منْ دمْع ِ الأَحـــــــداقْ..
داءٌ يا سـيّدتي شـَــــوْقي..
.. وغرامي مَلْحمَةُ العُشَّــــاقْ..
وسُقامي الإِخلاصُ الأَعمى ... في عَصْرٍ أَمسى فيهِ الصِّدْقُ رِياءً..
بل ْ سُخْفٌ .. ونــِفاقْ ..
أَنا حُبّي .. أَقدَسُ ما في الكَونِ..
وأُغنيتي .. ترتيلةُ أَطفال ٍ..
وصلاتي.. طُهْرٌ منْ لَدُنِ الخَــــلاَّقْ..
أَنا جرحي.. أَنبلُ جرحٍ في الدُّنيا ..
ونزيفُه ُ ضَوْعٌ منْ وجدانٍ ..
َيعْصرُ قلبي في الأَعمــــــــــــــــــاقْ ..
أَنا عُمري .. اسْتُنْزِفَ في اسْتِجْداءِ العَطْفِ ..
وضاع َ كهمْسٍ في الآفـــــــــــــــاقْ ..
عارٌ يا سيّدتي عِشقي ..
وغرامي ضَرْبٌ من هَذَيــــــَانْ..
والحُـلْمُ الخافِقُ في صَدْري..
أَمَلٌ مجبولٌ بالأَحــــْـــــــزانْ..
مارسْتُ جميعَ فنونِ الضَّعْفِ .... وأَدمَنْتُ الشَّكْوى ..
وسَعَيْتُ لأُ ثْبِتَ .. أَنَّ الحبَّ .. هوَ الحُلْمُ الورديُّ الأَسْمى..
رغْمَ حمـــاقـــاتِ الإِنســــــانْ..
سرٌّ لا يُدركُهُ العقلُ البشريُّ ..
ولا فَرَضيَّاتُ الأَرقامِِ .. ولا يحتاجُ إِلى بُرهـــــــانْ..
صوت ٌ لا يعرفُ كِتْمـــــــــــــــانْ ..
آه ٌ لا تعرف ُ نسِـــــْــــــــــــيانْ ..
مرَضٌ يجتاحُ شغافَ القلبِ ..بلا اسْتِئْذان ْ..
جاهدْتُ لأَحفظَ ذكراكِ العذراءَ ..
بمَِنْأَى عنْ كُلِّ الأَدرانْ..
جاهدْتُ لكي أَجْتَثَّ بذورَ الكُرْه ِ..
برغْم ِ القسْوةِ والنـُّـكْرانْ ..
جاهدْتُ لأَنزعَ عشقَكِ عنْ روحي..
ولأَنسى جرحَكِ في قلبي ..
لكنِّي .. حينَ أَتيتُ لأَسْحَبَ مِرساتي ..
كيْ أُبـْـحِرَ دونكِ ..
ضاعتْ كلُّ خرائِطِ أَبحاري.. وفقَدْتُ عناوِينَ الشُّطْآن..
ص 111
---------------
..{ لأَجْلِكِ وحْدكِ }..حبيبَةُ أَنتِ الجَوى والشُّجُونْ
ونبْضُ الفُؤادِ و سِحْرُ الفُتُونْ
غرامي لروحِكِ مَسٌّ رمَى
كرامةَ عُمْري بِبَحْرِ الجُنُونْ
زرَعْتُ بقلبِكِ سِحرَ الهَوى
وزَلزَ لْتُ صَمْتَكِ بعْدَ السُّكونْ
وأَشْعَلْتُ بَرْدَ اللَّيالي رُؤىً
على شَفَةٍ .. فَغَدَتْ كالأَتُونْ
لأَجْلـِكِ وحدكِ يا دُرَّتي
مَزَجْتُ القَوافي بدَمْعِ العُيونْ
لأَجْل ِهَواكِ الـَّذي في النُّهَى
دمُوعي وسُقْمي وصَبْري تَهُونْ
أَنا يا حبيبَةُ كلُّ المُنَى
لَدَيَّ ..غرامٌ و صَدْرٌ حَنُونْ
وروحٌ أَعيشُ على طُهْرِهَا
َتُهزُّ قِلاعي و كُلَّ الحُصُونْ
تعالي و عِيشي معي في دَمِي
ولا تَقْتُليني بنارِ الظُّنُونْ
ص 113
-----------------
..{كفاني اللَّــوْمَ}..أَتُهْدى الرُّوحُ إِلاَّ للغوالي؟
وهلْ في القلبِ غاليةٌ سِواكِ؟!
لكِ العمرُ المقَدَّمُ دونَ شَرْطٍ
و دمعي والدِّماءُ هما فِداك ِ
إِنِ الأَوجاعُ أَعْيَتْني وقلبي
تقَطَّعَ في حنينهِ مِنْ جَفاك ِ
نقيَّ الرُّوح ِ أَبقى رغْمَ سُقْمي
أَشُفُّ نقاءَ حُبِّي مِنْ شَذاكِ
كفى بالرُّوحِ إِنْ حَظِيَتْ بِكَأْسٍ
نبيذِيٍّ يُعَصِّرُها لمَاكِ
أَضُمُّ عبيرَها وأَنامُ ليْلاً
وأَحلمُ أَنـَّني أَغْزو رُؤاكِ
وأَحلمُ أَنــَّني طِفْلٌ وأَنـِّي
أَحُطُّ كما الفَراشِ على ثَراكِ
أَطوفُ رياضَ حُسْنِكِ كُلَّ حينٍ
وأَسرقُ خمرَها و أَؤُمُّ فاكِ
وأَنسجُ مِنْ طهارتـِكِ الحكايا
وأَعْتَصِرُ القوافي مِنْ حَياكِ
كفاني اللَّوْمَ في تقديمِ روحي
فما ذنبي إِذا القلبُ اصْطفاك ِ
وما ذنبُ الدِّماءِ إِذا اسْتحالتْ
دموعاً في المآقي مِنْ هَواكِ
سَتبقينَ الصَّباحَ لكُلِّ يومٍ
ويبقى الصُّبْحُ مُنْتَظِراً مَساكِ
وتبقيْنَ الرُّؤى في كُلِّ حُلْم ٍ
ويبقى طيفُكِ الغالي مَلاكي
...........
* - أَمَّ الشَّيءَ: قصَدَهُ وزارَهُ
ص 115
---------------
.
{قلادةُ الهُنَّارِ}..هَلْ وصْفُ حُسْنِكَ يا حبيبُ حَرامُ؟
أَمْ أَنَّ شِعْري إِن ْ وَصَفْتُ يُلامُ؟
عَبَثاً أُحاوِلُ وصْفَ تِرْبٍ للنَّدى
وأَمامَهُ كلُّ الحروفِ هُلامُ
وجْهٌ تباركَتِ السَّماءُ بنورِهِ
يَهْمي حَياءً00 والحَياءُ مُدامُ
شَفَّ الأَريجَ مِنَ الدُّنى فَإِذا انْتَشى
عَبِقَتْ بمِسْكِ أَديمِهِ الأَنسامُ
الشَّعْرُ تِبْرٌ( * ) 00واللُّجَيْنُ( * )جبينُهُ
والخَدُّ وَرْدٌ 00 واللِّحاظُ سِهامُ
والعينُ سِحْرٌ 00 والرُّموشُ مَناسِرٌ( *)
والجِيْدُ( *) صُبْحٌ 00 والدُّموعُ رِهامُ
والثَّغرُ سُكَّرَةٌ 00 وأَطْيابُ اللَّمَى أَرْيٌ ( * )00 وماءُ الزَّهْرِ فيهِ يَنامُ
في عُرْوَة ِ الشَّفَتيْنِ أَسْرارُ الحَلا
وقلادةُ الهُـنَّارِ 00 والأَنغامُ
فالطَّعْمُ عـنَّابٌ و فِعْلُهُ بَلْسَمٌ
والصَّوتُ غُنْجٌ والحديثُ غَرامُ
كلُّ الطُّيوبِ أَمامَ نَشْرهِ ِ حُرِّمَتْ
وأَمامَهُ كُلُّ البدورِ ظَلامُ
وبِغَيْرِ ريقِهِ كلُّ شَيْءٍ عَلْقَمٌ
والفطِْرُ إِلاَّ مِنْ لَمَاهُ صِيامُ
فسلامُ قلبي للجَمالِ وطُهْرِه ِ
وَ لِمَنْ تجَلَّى واصْطَفاهُ سَلامُ
..............
*الهُنَّار : حبُّ الرمّان
* التِّبْرُ: فتاتُ الذهب
* اللُّجيْن : الفضة 00
* المَنْسَر : مفرد مناسر : كالمنقار للطير
* الجيد : العنق ، موضع القلادة
* الأَرْي : العسل
ص 117
----------------
..{قيثارتي نَهْدٌ}..لا لا تقولي غُضَّ طَرْفاً وانْتَظِرْ
فأَنا بطَبْعي شاعرٌ أَهوى النَّظَرْ
الحُبُّ دِيني والتَّغَزُّلُ صنْعَتي
والعشْقُ ربّي والسُّلافَةُ والسَّهَرْ
أَطوي ذُرا نَهْديْكِ عاشقَ فتِْنَة ٍ
أَبياتُ شِعرِه ِ في الهوى لحنٌ هَدَرْ
"اللَّمْسُ ممنوعٌ .. كَتَبْتِ عليهِما..
أَوْ إِنْ كَتَبْتِ عليْهِما.. "هذا خَطَرْ"
عَبَثاً سَأُمْنَعُ بَلْ سأَمْلأُ أَكـْؤُسِي
وأَظَلُّ أَرْشفُ خمرَها حتَّى السَّكَرْ
أَنا شاعرٌ .. لا حَدَّ عِنْدي للرُّؤَى
مُتَنَـقِّلٌ.. كالعَنْدليبِ على الشَّجرْ
أَنا نحلةٌ ..والجَنْيُ حَلَّ وطابَ لي
مِنْ روضةٍ قدْ أَينعَتْ أَشهى ثَمَرْ
أَنا عازِفٌ لَحْنَ الصَّبابةِ والهَوى
مُتَرَ نّـِحٌ.. ثَمِلٌ على ضَوْءِ القَمرْ
قيثارتي َنهْدٌ وثغْرٌ صارِخٌ
وأَناملي تَهْفُو لدَِغْدَغَةِ الوتَرْ
فَدَعي المَلامَ وأَقْبِلي يا حُلْوتي
فالرَّوضُ يَذْبُلُ وَردُها دونَ المطَرْ
ودَعي السَّعادةَ مِنْ خُيوطِ غرامِنا
في الصُّبْحِ تُلْبِسُ جِسمَنا أَحلى الصُّوَرْ
والبدْرَ يحضنُ في اللَّيالي عشْقَنا
والزَّهرَ يَعْصرُ فوقَنا الطَلَّ النَّضِرْ
فالصَّدرُ يخفي في حنايا أَضْلُعي
قلباً جريحاً في المفاتِنِ قَدْ فُطِرْ
خَلّيهِ يَنْسجُ مِنْ لَماكِ سعادةً
أَبديَّةً قَدْ عُتِّقَتْ بيْنَ الدُّرَرْ
وَلْتَبْدَئي في رسْمِ قصَّةِ شَهْوةٍ
فغداً سيروي قصَّتي كلُّ البَشَرْ
ص 120
--------------
--------------
..{أَنتِ الرُّوحُ والقدَرُ}..يا مهجَةَ الرُّوحِ إِنَّ القلبَ يَنْتَظِرُ
منْذُ افْترقْنا ونارُ الشَّوْقِ تَسْتَعِرُ
أَشْتاقُكِ اليومَ والذكرى تُؤَرِّقُني
كذا الحنين ُ إِلى مَرْآكِ يا قَمَرُ
جَفَّتْ مآقي عيوني وانْبرى كَبِدِي
والجسْمُ عُلَّ وزادَ الوجْدُ والسَّهَرُ
رغْمَ الجروحِ اللَّواتي نِلْنَ مِنْ جَسَدي
باقٍ على العَهْدِ ما أَضْنانيَ الكَدَرُ
صَبٌّ مَدى العُمْرِ إِنْ في العمْرِ باقِيـَةٌ
وأَيُّ قلْبٍ إِذا ما هَامَ يَصْطَبِرُ
عِفْتِ الفؤادَ جريحاً بعدَ فُرْقَـتنَِا
طفْلاً ..حَزيناً .. بِأَمْرٍ منْكِ يُأْتَمَرُ
إِنْ تَقْتليهِ فلا لَوْمٌ ولا عَتَبٌ
أَوْ تُسْعِفيهِ فأَنـْتِ الرُّوح ُ والقَدَرُ
قالوا السُّجودُ لغَيْرِ اللهِ مَعْصِيَةٌ
قُلْتُ السُّجودُ إِلى عَينيْكِ يُغْتَفَرُ
ص 123
---------------
..{ترانيمُ المَلائِكَةِ}..كانَ في الكَنيسةِ وإِذْ بمَنْ كانَ يُحبُّها تُرَنّمُ معَ جَوْقَةِ الكُورال ..
أَهَدْهَدَةُ السَّماءِ أَم ِالجِنانِ
أَم ِالأَوصالُ تَرقُصُ في كياني
أَم ِالصَّوتُ الذي قدْ نالَ قلبي
بَشيرٌ جاءَ يُحْيِي كُلَّ فانِ
سَمِعْتُ بِأَنَّ للأَطيار ِلَحـْناً
وللأَنسامِ ضَرْباً مِنْ أَغانِ
وللأَطفالِ - إِنْ نطَقَتْ- رَنيماً
وللأَعنابِ هَمْساً في الدِّنانِ
ولَكِنْ ما سَمِعْتُ بصوتِ إِنْسٍ
مَحى حُسْنَ الطَّبيعةِ في ثَوانِ
أَزِدْني يامِدادَ القلبِ شِعراً
لأُ نْصِفَ ما سَمِعْتُهُ بِائْـتِمَانِ
مكانٌ طاهرٌ والصَّوتُ فيهِ
يُحَاكي طُهْرُ هُ طُهْرَ المَكانِ
أَحالَ البَرْدَ في كانونَ دِفْئاً
وروحاً في حَنايا أُقْحُواني
و أَعياداً وأَجراساً ودمْعاً
سَقى خَدَيَّ مِنْ حَرِّ الأَماني
أَتاني في المساءِ فَقُلتُ طيفاً
سماويَّاً – ورَبــِّـي- قَدْ أَتاني
كهَطْلٍ حَلَّ في أَقْفارِ صَدْري
لِيَلْقَى فيهِ آلافَ التَّهاني
شَدا َفتَهاوتِ الأَقْمارُ سَكْرى
ورتَّلَ فانْـتَشَتْ مُهَجُ الجِنانِ
وأَمْسكَ بَيْدَ أَنَّ الصَّمْتَ سِحْرٌ
تُقَطِّرُهُ خدودٌ كالجُمَانِ
رمَاني بالهَوى مِنْ أَلـْفِ عامٍ
وأَطْفَأَ شَمْعتي قَبْلَ الأَوانِ
وبادَلَني الجَفَاءَ بغَيْرِ ذَنبٍ
وجَرَّ عَنِّي الدَّواءَ ولا شَفاني
فَمَا كادَتْ جِراحُ القلبِ تشْفى
ولَنْ يشْفى الُمحِبُّ مَدى الزَّمانِ
شَدا بالصَّوتِ حتَّى فاقَ جرحي
وإِذْ بالصَّوتِ ثانيةً رمَاني
ص 126
-----------------
..{جَفَّ القَلَمْ}..جَفَّ القلم ْ.. ماتَ الحُلُمْ ..
لــَمْ يبْقَ لي إِلاَّ السَّقَمْ ..
لــَمْ يبـْقَ لي إِلا الدُّعاءَ .. بِأَنْ أَموتَ بلا ألَــَمْ..
هلْ تعلمينَ حبيبتي ..
كيفَ الدُّموعُ على الخدودِ الحَانِيات ِستَسْتحيل ُ بـحورَ دَمْ..؟!!
أَوْ كيفَ يَغدو القلبُ بَعْدَ فراق ِ مَنْ يــَهْوى ..
عليلاً في حَناياهُ العَدَمْ..؟!
أَوْ كيفَ يَرفُضُ عاشقٌ مِثْلي بأَنْ يـَحيا على جَمْرِ الـنَّدَمْ..؟!
أَوَّاه يا محبو بتي ..
هـــــلْ تَعْلَمـــــيـنْ ؟!
كمْ أَنَّ نفسي مِنْ بعادِكِ هَدَّها بــــَـوْحُ الأَنــــــين ْ..؟!
كمْ كان قلبي مِنْ فراقِكِ ..
في الضُّلوعِ ..
يَئـِنُّ كاللَّحْنِ الحَزين ْ ..
هلْ تعلمينَ بأَننـَّي أَقْضي اللَّيالي في السَّهرْ ..؟!
أُفْضِي شُجُوني للـنُّجومِ الدَّامِعاتِ وللوتــَرْ ..
أَحْكي لهــــــــَا أَحْلى الحَكايا عَنْ جُنُوني و الضَّجَرْ ..
عنْ وجهِكِ المجبولِ مِنْ نــُـورِ القَمرْ ..
عنْ آيــــــَةِ الخـــَلاَّق ِ ..
يا أَحْلى البَشَرْ ..
أَ تُحبُّني .. ؟!
أَتعزُّني .. ؟!
هلْ فكَّرَتْ فيما مَضى...
يَــوْمَ الْـتَقيْنا مرَّ ةً في غرفتي ..
يومَ اعترفْتُ لها بحبِّي .. والهيامِ .. وصَبْوَ تي ..؟!
هلْ مرَّ طَيفي مرَّة ً في حُلْمِها ؟! ..
هلْ داعَبَتْ آلامُ حُبِّي قَلْــبَها ؟!
أَتَـرِقُّ إِنْ سَمِعَتْ بِحالي .. أَوْ تَحِنُّ لـــِبَلْوتي ؟!
جَفَّ القلَمْ ..ماتَ الحُلُمْ ..
لــَم ْ تـشْفِقي ..
ماتَتْ أَزاهيرُ الأَمـــَل ْ ..
لــَم ْ تَنْطقي ..
فإِلى متى أَحكي .. وأَنتِ سَتصْمُتينْ ..
وإِلى متى أَبكي .. وأَنتِ سَتفْرحينْ ..
أَحرقْتُ منْ عُمري سنيناً في الغَرام ِ ..
وأَنتِ لا لــم ْ تَسمعي ..
أَهدرْتُ كُلَّ كرامتي .. ورجولتي ..
والكِبرياءَ .. وكُلَّ أَحلامِ الشَّباب ِ ..
وأَنتِ لا لـم ْ تَخْشَعي ..
وقَتــَلْــتِني ..
ودَفَنْــــتِني ..
وتَركْــتِني لوحوشِ يأْسي جُثَّةً لا روحَ فيــــــــــها ..
ثـمَّ ليتَكِ قدْ رثيتِ لعــاشِقٍ...
لــــمْ يَبْقَ منهُ غيرُ أَبيــــــاتٍ...
هيَ الإِخلاصُ في زَمَنٍ.. تداعَتْ فيهِ كلُّ الأُمنياتْ....
ص 132
---------------
..{روايةٌ عَصْماء}..شقراءُ ..هَلْ تَدْرينَ مـــــَا فعَلــَتْهُ عَيْناكِ الجَميلـــــــــــهْ ..؟!
أَرْسَلْتِ سهْمَكِ..
دونَ أَنْ تَتَساءَلي ..
كَمْ أَلــْفَ جرْح ٍ في فؤادي ..
خَلَّفَـتْــهُ نارُ أَعوامٍ طويلــــــــَهْ ..
لـم ْ تَعلمي..أَنــّي وقلبي فارسان ِ..
تقاسَما دورَ البـُطولــــــــَهْ ..
وتقاسَما نُبـْلَ الرُّجولــــــهْ ..
وتقاسما ذُلَّ الرُّ كوع ِ ..
لعِشْقِ أَعْوامٍ رمَتْني في هياكِلَ مِثْلَ عينيْك ِ الجَميلــــــــَهْ ..
أَوّاه يا شقراءُ...
لــــوْ عَلِمَتْ لحَِاظُكِ أَيَّ مرمى قَدْ أَصَابَتْ ..
و بأَيِّ قَلْبٍ مُدْنَفٍ ما مَسَّ نَبْضَهُ غيرُ عِشْقٍ ..
قَدْ تهَادَت ْ..
أَنا أَلفُ جرحٍ في فُؤادي يـا صَبِيَّـــــه ْ ..
أَنا أَلفُ جرحٍ في حياتي يا صَبِيَّـــه ْ ..
ولكُلّ ِجرح ٍ غَصَّةٌ...
.. وحكايةٌ مجبولةٌ بالحُزْنِ والأَخلاق ِ والقيمِ الغَبيَّـــــه ْ...
ولكلّ ِ جرح ٍ حَسْرةٌ ..
حَرقَتْ شبابَ العُمْرِ ..
وانتَشَرتْ تُعَصِّرُ مِنْ شَراييني تراتيلَ المَنِيَّــــــــــهْ ..
مِنْ أَينَ أَبْتَدِئُ الحكايَةَ..
يا عيونَ السِّحْرِ ..
يا أَحلى الصَّبايا ..
أَنوارُ عَينيْك ِالحزينةِ حَطَّمَتْ أَغْلالَ حُزْني ..
وانْتَهَتْ كُلُّ الحَكايـــــــا ..
وتَجَاوَزَ تْني ..
فابْتَدى مِنْ مقلتيْكِ الجرحُ ..
وابتَدأَ الحنينُ لجرعَةٍ أُخرى مِنَ الأَحزانِ ..
تروي ما تبَقَّى مِنْ سَنيِّ العُمْرِ آلامَ الهَوَى ..
لَسْتِ الـذَّي نَكَأَ الجِراح َ ..
فليسَ عندي أَيُّ جرحٍ قَدْ تَعَافى ..
أَو أَيُّ جرحٍ قَدْ تَآسى ..
أَنا لستُ أَدري كَمْ قَتيلٍ مِنْ لِحَاظِكِ ..كانَ قبلي ..؟!!
أَو كمْ قتيلٍ من لحاظِكِ..
سوفَ يأْتي بَعْدَ موتي ..؟!!
فالكُلُّ يبحَثُ فيهِما عَنْ لحَــْظَةٍ للجِنْسِ ..
تَنْشُرُ في عُروقِهِ نَشْوةً أَوْ لذَّةً ..
وأَنا أُفَـتِّشُ في خَفاياها عَنِ الأَحْزانِ والشَّـكْوى..
وأَمْلأُ ما تَبـَقَّى مِنْ كُـؤُوسي ..
أَنا قِصَّةٌ حَمْقاءُ ..
تُتْلا كُل َّ يومٍ .. أَلـْفَ مرَّة ْ ..
وروايةٌ عصماءُ..
تَعلِكُها القلوبُ الدَّاميــاتُ..
فَتَنْتَشي مِنْ حُزْنــِها ..
وعَذابـِها .. وعَطائـِها..
وتَلوكُها..
لِتَمُجَّ مِنْ إِخْلاصِها الأَعْمى أَكاسيرَ الكَرامَةِ..
كلَّ مرَّةْ..
أَنا صَرْخةٌ في عالـَمِ الأَحلام ِ والآمالِ.. تَنتظِرُ الصَّدى ..
الرُّوحُ لي قيثارةٌ ..
وعلى شِفاهي أَلــْفُ لَحْنٍ للزَّنابـِقِ والنَّدَى..
أَتْلو ملايينَ الحِكاياتِ التي تَنـْدَى لها كُلُّ المَدامِعْ ..
أَغْزو جِنانَ الحُبِّ ..
كَيْ أَسْقي بِذاري كُلَّ صُبْحٍ ..
من رهام ِالقَلبِ ..
أَو رَجْع ِ المَواجِعْ ..
وأَطير مِنْ فوقِ المحال ْ ..
وأَعود من دنيا الخَيالْ ..
لأَرى بأَنَّ قصائِدِي دُفِنَتْ ..
وأَنَّ مَدائني انْدَثرَتْ ..
وأَنــِّي كُنْتُ قَبْلَكِ مِثْلَ بَعْدك ِ..
مثلَ آلاف ِ الجُيوشِ مِنَ الرِّجالْ ..
ص 139
-----------------
..{محكمةُ العِشْقِ الدَّوْليَّةِ(2)}..(جلسةُ الاِسْتئِْنافِ)
ها هي محكمةُ العشْقِ الدَّوليَّةِ تُعْقَدُ للْمَرَّةِ الثَّانيةِ بَعْدعدَّةِ أَعْوامٍ..وإِليكُمْ مرافَعَتي فيها..
(المرافعةُ الأُولى كانتْ في ديواني الأَوَّلِ "بوحُ اليَراعِ" )
أَحُكَّامَ الهَوى لا تَعْذلوني
أُعيدُ حكايتي فَلْتَسْمَعُوني
مَضَى العُمْرُ المُقَدَّم ُ دونَ شَرْطٍ
وصَمْتُ (جَنابِكُمْ)أَدْمى عُيُوني
قُضاةَ العِشْقِ أَشْبَعْتُمْ فُؤادي
وعوداً إِنَّما لـَمْ تُنْصِفُوني
تَرَكْـتُمْ قاتلي في الحُبِّ حُرّاً
طَليقاً بعدما قَيَّدْتمُوني
وأَخَّرْتُم صُدورَ الحُكْمِ عَمْداً
ومَرَّغْتُمْ فُؤادي في السُّجُونِ
وَمَرَّ العُمْرُ والأَغْلالُ أَدْمَتْ
أَكُفِّي ..و الهَوى لَظَّى شُجُوني
فَلا حُكْمٌ عَلَيَّ ولا عليها
ولا أَمَلٌ يُطَبِّقُ لي جُفوني
أَحُكَّامَ المَظَالمِ لي سُؤَالٌ
أُريدُ جوابَهُ ثُمَّ اقْتُلوني
هَلِ الدَّاءُ الذَّي أَعْيا حَياتي
أَصَابَ مَقامَكُمْ فَظَلَمْتُمُوني؟
بأَيِّ شَريعةٍ أَجْتَرُّ حُزني
على أَمَلِ البراءَةِ..سَاعدوني
بأَيِّ شريعةٍ أُهْدي حَياتي
بِغَيْرِ مُقابِل ٍ..فَلْتُفْهِمُوني
أَنا و اللهِ ما خُنْتُ اللَّيالي
ولا شَابَتْ طهارَتَها ظُنوني
أَنا و اللهِ ما وَفَّرْتُ عُمْراً
ولا دَمْعاً بِدَرْبِ الزَّيـْزَفونِ( )
رَوَيتُهُ في الضُّلوع ِ بماءِ قَلْبي
فَأَنكَرَهُ و بالغَ في الُمجُونِ( *)
أَعَدْلٌ هذا أَنْ أَبقى سَجيناً
طَريحَ الهَمِّ أُنعَتُ بالجُنونِ؟
أُحَاكَمُ بالعَذابِ المُرِّ في مَنْ
أَعيشُ لأَجْلِها و تَعيشُ دُوني
............
* شجرٌ يُزْهرُ دون أَنْ يُثمرَ..ويُضْربُ بهِ المثلَ في نُكرانِ الجميلِ وعَدَمِ حِفـْظِ العُهُودِ.
* صلابة ُ الوجهِ و قلــَّة ُ الحَياء ِ ..وفحْشُ الكلامِ و سُخْفـُه.
ص 141
.................
..{قصّةُ عاشقٍ نبيلٍ}..أُناجي في اللَّيالي طَيْفَ ليلى
ولَيْلـِي مِنْ هَوى لَيْلَى مُوَجَّعْ
فلا ليلى تَرُدُّ على أَنيني
ولا ليلي لصَوْتِ القَلْبِ يَشْفَعْ
ولا أَ لْقى بقُرْبي غَيْرَ خِلٍّ
مِنَ " التُّنْباكِ" أَحرقُهُ فيَسْمَعْ
وكَأْسَ مدامةٍ .. ويَراعَ نَجْوى
يُهَدْهِدُ في قَراطيسي فَتَدْمَعْ
لتَحكي قصَّتي .. صَبٍّ ..وَفِـيٍّ
بمجتمَع ِ التَّقنُّعِ ليْسَ يَنْفَعْ
حكايةَ عاشِقٍ لاعَيْبَ فيهِ
سوى فقْرٍ عَنِ الفَحْشا ترَفَّعْ
رَضَعْتُ الصِّدْقَ مِنْ أُمّي لِباناً
وحُبَّاً في ُنهى جسَدِي ترَعْرَعْ
وأَعطاني أَبي في العُمْرِ دَرْساً
وإِكليلاً على رأْسِي توَضَّعْ
تَسامَ عَنِ الصَّغائِرِ- أَيْ بُنَيَّا-
وَضَعْ في الأَرضِ نَفْسَكَ سوفَ تُرْفَعْ
وكُنْ محَّارةً تُعْطِي اللآَّلي
ِبجَوْفٍ مِنْ رِمالٍ قَدْ توَجَّعْ
ودَعْ عَنْكَ الرَّذائِلَ واجْتَنِبْها
وكُنْ في الصَّبْرِ طَوْداً لا يُزَعْزَعْ
ففَخْرُ المرْءِ في الدُّنيا علومٌ
ِبهَا يَسْمُو ..ِبهَا في النَّاسِ يَسْطَعْ
حَفِظْتُ الدَّرسَ في زمَنٍ تداعَتْ
بهِ الأَخلاقُ .. والإِلحادُ أَمْرَعْ
فأَورَثَني الشَّقاوَةَ في زماني
جراحاتٍ لها في القلْبِ مَوضعْ
وهذا ما جناهُ أَبي عَلَـيَّا
فجافاني الورى والكوْنُ أَجْمَعْ
كفى يا قلبُ عنْ ذِكْرِ المآسي
فَصَدري مِنْ أَسَى ليلَى تَصَدَّعْ
أَراها في اللَّيالي بدْرَ عُمْري
وأَشْكُو للَّذي سَوَّى فَأَبْدَعْ
ويهْفُو القلبُ للذِّكْرى حنيناً
لماضٍ مِنْ فؤادي كانَ يَرْضَعْ
لذِكْرى قدْ رسَمْناها سَوِيَّاً
لعِشْقٍ في حشاشَتِنا ترََعْرَعْ
بِأَنـَّا لنْ تُفَرِّقَنا دهورٌ
إِلى أَنْ في حِمى الرَّحمنِ نُودَعْ
دَعِي الزيتونَ والعنَّابَ تَرْوِي
أَحاديثَ الهَوى للنَّاسِ أَجْمَعْ
أَحاديثاً تبادَلْنا زماناً
كهَدْهَدَةِ العنادِلِ بلْ و أَروَعْ
نَطَا ِمنْ تحتِنا مَرْجاً قشيباً
ونَلْتَحِفُ الدُّجى ثوباً مُرَصَّعْ
وتَلْبَسُنا السَّماءُ ومَا عَلينا
لِباسٌ ، فالهوى شالٌ ومَخْدَعْ
وجِسْمُكِ لاهِبٌ ، َشمْعٌ مُنَدَّى
َيمُجُّ ذَكِيّ َ مِسْكٍ حينَ يَدْمَعْ
أُمَرِّرُ فوقَ نهدِكِ راحتَـيَّا
فيَنْهَضُ شامِخاً طوْراً .. ويَخْضَعْ
وأَرشفُ مِنْ رضاب ِ الثَّغرِ خمْراً
وشهْداً مِنْ شَذا الفردوسِ مُشْبَعْ
وأَغفُو فوقَ صدرِك ِمثْلَ طَلٍّ
غفَا في وجْنَةِ الصُّبْح ِ المُشَعْشَعْ
فيطويني ذراعُكِ في حُنُوٍ ّ
ويرحَلُ ليلُنا والفَجْرُ يَطْلَعْ
َوإِذْ بالفجْرِ يمحُو وجْهَ ليلي
ويكشفُ أَوْجُهَ الزّيفِ المُقَنَّعْ
سَلَوْتِ العَهْدَ واسْتَنْزفْتِ روحي
فوا أَسَفي على كَبِدٍ تقَطَّعْ
وَبِعْتِ خليلَكِ المخدوع َ حُمْقاً
لأَوَّلِ سائِح ٍ للبابِ يَقْرَعْ
أَهذا ياحياتي كان لهْواً ؟!
بقلبٍ صادقٍ في الحُبِّ مُوْلَعْ
لَعَمْري قدْ قَبَضْتِ السِّعرَ بَخْسَاً
فَسُحْقاً للغَرامِ إِذا تَسَلَّعْ
فوا " ليلاه " ليس المالُ إِلاَّ
سراباً مَنْ يلاحقُهُ سَيُخْدَعْ
أَمِعْيارُ الوَرَى أَضْحَى سَراباً
َوسِحْرُ غرامِنا ما عادَ يَنْفَعْ
وهلْ تَذْكُو النفوسُ بِغَيْرِ حُبٍّ؟!
وهل ْمِسْكُ الهوى كالمالِ يُجْمَعْ؟!
َفئِنْ " ليلاهُ" بِعْتِ الحبَّ إِنّي
سأَصرفُ مِنْ ُنهى جَسَدِي لأَدْفَعْ
............
* أَمْرَعَ : أَخْصَبَ
* صار سلعة ً للبيع
ص 148
----------------
..{حَبيبةُ عُمْري}..مَريرٌ جَفاهَا.. وشَهْدٌ رِضَاها
تَبَارَكَ مَنْ بالحَيَاءِ سَقَاها
يَتُوهُ بسِحْرِ العيونِ الغَواني
عَليلُ الفُؤادِ إِذا مَا رآهَا
سَليلةُ حُسْنٍ و لا عَيْبَ فيها
وكَيْفَ وَرَبُّ السَّمَاءِ اصْطَفَاها
أَهيمُ وَ هُمْتُ و يَبْقى هِيامي
لروحٍ حَوَتْها ,وقَلبٍ حَواها
أُجَنُّ اشْتياقاً إِذا جَاوَزَتنْي
وَ لَـمْ أَعْتَمِدْ بنسيمِ حَلاها
فَرَشْتُ جُفُوني لتَِرْتاحَ فيها
فَنامَتْ ولا ضَمَّ جفْني سِواها
أَميرةُ قلبي و مِرآةُ رُوحي
شِفاها زُهورٌ وشَهْدٌ لمَاها
ربيعي خريفٌ بِلا مُقْلتَيْها
وصُبْحي مَسَاءٌ بغيرِ رُؤَاها
سَلامٌ عَليها حبيبة عُمْري
فَدَ تْها الدِّمَاءُ وعُمْري فِداها
ص 150
------------
..{شَكْوى مهندس وَرْدِيــَّةْ}.." لا أُريدُ مِنْ أَحدٍ أَنْ يتَستَّرَ على العيوبِ و النواقصِ"
" اليدُ المنتجةُ هي اليدُ العليا في دولةِ البعثِ "
"من أقوالِ القائد الخالد حافظ الأَسد"
مهندسُ الورديّة مثل كل عامل وفَنّي يعمل على نظام الورادي في مديرية الإنتاج / العمليات /
فكلُّهم يشكلِّون عصبَ أَيّ شركةٍ ونبضَها واستمرارَها .. هم الوحيدون الذين يساهرون
المعدَّات والأَخطارَ ليلاً و نهاراً ,في أَيامِ الدَّوامِ الرَّسميِّ أَو في أَيامِ الأَعيادِ والعطلِ الرسميَّة.
- وما تحدَّثْتُ عنهُ في قصيدتي " شكوى مهندس ورديّة " سيلامسُ واقعَ أَي شركةٍ تملكُ
نظامَ عملٍ مشابه ٍ..
هي المشكلةُ الأزليَّةُ الدائمةُ بين الزملاء والزميلات العاملين على النظام الصباحيّ في باقي
المديريات الثانوية / نظام الإدارة /وبين أَبطالِ الإنتاجِ الحقيقين ..
- تقدَّمْتُ بهذهِ الأبياتِ كشكوى غير رسميّة للسيد مدير الإنتاج.. أَشرحُ فيها أَوضاعَ
رفاقي العاملين على نظامِ الورادي .. / آذار 2003 /
{ نصُّ الشَّكْوى }
تَمادى في لياليهِ سُقامي
فَأَرْدى حِلْمَ عقلي والْتزامي
ونالتْ لوعةُ الحَسْرات ِ مِنّي
على عُمْرٍ تلاشى كالمَنامِ
سَأَروي قصَّةً .. لا تَعْذلوها
ِلمـَا قدْ جاءَ فيها مِنْ مَلامِ
فلولا الظُّلْمُ ما شَفَّتْ حُروفي
سوادَ الهَجْوِ أَو قُبْحَ الكَلامِ
صَرَفْنا العُمْرَ في طَلَبِ المَعالي
نُعاني الهَمَّ فيهِ على الدَّوامِ
نَظُنُّ بِأَنْ سنَلقى العِزَّ يوماً
ونُمْنَحَ في العُلا شَرَفَ المَقامِ
هَجَرْنا الناسَ والدُّنيا وصِرْنا
نَغُبُّ العِلْمَ عاماً بَعْدَ عامِ
وفي كليّةِ البترولِ رُحْنا
ُنجَرِّعُ عقلَنا كُتُبَ الأَنامِ
فأَطنانٌ مِنَ الكُتُبِ اسْتَحالَتْ
كداءٍ في الضُّلوعِ وفي العِظامِ
و"بنزينٌ ..ومازوتٌ ..وكازٌ "
إِلى أَنْ نالَنا عَبَقُ الزَُّ كامِ
فشابَ الشَّعْرُ مِنَّا والمآقي
سبى أَنوارَها شَبَحُ الظَّلامِ
وراحَ العُمْرُ وا أَسَفي عليهِ
وجاءَ زَمانُ إِبْعادِ اللّثَامِ
فَإِذْ أَيامُنا مرَّتْ هباءً
كلاماً في كلامٍ في كلامٍ
تخَرَّجْنا .. وهلَّلنْا وقُلْنا
أَتانا العيدُ مِنْ بَعْدِ الصِّيامِ
سَنَحْصدُ مَوْسمَ الآلامِ خَيْراً
ونَرفَعُ عِلْمَنا فوقَ الغَمامِ
ونَبْني المجدَ للوطَنِ المُفَدَّى
لِيَغدوَ في السَّما بَدْرَ التَّمامِ
توظَّفْنَا بِلا أَيِّ اعْتبارٍ
لِعِلمٍ أَو لفرْعٍ أَو مَرامِ
وكَرَّرْنا اليمينَ بِلا اكْتراثٍ
أَمامَ نقابةٍ .. مِثْلَ الفِطامِ
بِأَنْ نبقى شُعاعَ الحَقِّ دوماً
بِأَنْ لا نرتجي مالَ الحَرامِ
وَوُزِّعْنا على الشَّركاتِ طَبْعاً
لِنَحْشُرَ نفْسَنا وسْطَ الزّحامِ
فكان لبعضِنا حظٌ تجلَّى
بواسطةٍ مِنَ النَّاسِ العِظامِ
وكان لآخرينَ وكُنْتُ منهمْ
نصيبَ الزَّجِ ّ في النَّسَقِ الأَمامي
إِلى الأَقسامِ ساقونا لِنَلقى
جَهابذَةَ الصِّعابِ مِنَ المَهامِ
تناسوا أَنـَّنا زملاءَ صِرنا
وباهُوا فوقَ عرشٍ مِنْ رخامِ
بعقْلٍ فارغٍ لا شيءَ فيهِ
سوى حُمْق التعجْرفِ في الكلامِ
يخالون القدامى نَبْعَ عِلْمٍ
وأَنَّ لغيرهِمْ عقلَ النَّعامِ
تناسوا أَنَّ في الدُّنيا صغاراً
لهُمْ شرفُ التَّحكُّمِ في الزّمامِ
تمادوا في إِهانتنِا فَأَلقوا
بنا في القبرِ مِنْ تحت ِ الرِّجامِِ( )
وباشَرْنا على نُظُمِ الورادي
على عكْسِ الخليقةِ والأَنامِ
فأَمسى اللَّيلُ في الدُّنيا نهاراً
نُساهِرُ فيهِ أَبراجَ السُّخامِ( )
وصارَ نهارُنا ليلاً مُوَشًّى
برائحةِ المداخنِ .. والأُوامِ( )
يرفُّ القلبُ والأَعصابُ مِنَّا
* لِفَصْلِ " ديسَلْتـَرٍ( )" أَو قَطْع ِ خَامِ
* لفصْلِ مِضَخَّةٍ مِنْ عَهْدِ نُوحٍ
* وفَصْلِ خَليَّةٍ مِنْ عَهْدِ سَامِ
* لِرَفَّة ِ كهرباءٍ أَو هواءٍ
* ِلتَهريبِ الموادِ مِنَ الصِّمام ِ
ونحيا في *هَديرِ الفُرْنِ رُعْباً
وهُمْ يَسْتَسْلمونَ إِلى المَنام ِ
*كلها مشاكل تشغيلية خاصة بالوحدات الإنتاجية .
لنا زملاءُ مِنْ غيرِ اخْتصاصٍ
لهُمْ بالحقِّ مرتبةُ الكرام ِ
أَتوا بالأَمسِ فانْتزَعوا حقوقاً
ونحنُ نَئِنُّ مِنْ ليلِ الدَّوامِ
صباحيِّينَ أَمْسوا مُنْذُ جاؤوا
وساروا في المناصِبِ والمَهامِ
وأَثـْروا مِنْ حوافِزِنا وعافُوا
بقاياهُمْ لنا مِزَقَ الطَّعامِ
تُشاطِرُهُمْ عليها بالتَّساوي
زميلاتٌ رشيقاتُ القَوامِ
إِذا أَمْضَيْنَ عُمْراً بلْ ودَهْراً
َيجِئْنَ ويَذْهَبَنَّ وبـِالـْتـِزامِ
فَلَنْ يَفْقَهْنَ شيئاً في المصافي
سِوى التَّنْظيرِ أَو ُكثْرِ الكَلام ِ
َلهُنَّ مواقفُ الباصاتِ حَصْراً
أَمامَ بيوتِهِنَّ على التَّمامِ
وكُلُّ عناصرِ المرآبِ تَسعى
لِراحتهِنَّ أَو نَيْلِ السَّلام ِ
ونحنُ نلاحقُ الباصاتِ رَكْضاً
ونَلْهَثُ كالكلابِ بلا اهْتمامِ
أَتى المدراءُ في عيدٍ إِلينا
بوجْهٍ ضاحكٍ عَذْب ِ البَشَامِ( *)
يُداعبُهُمْ حنينُ الشَّوقِ طَبْعاً
لرؤية ِ شَخْصِنا السَّمْحِ الهُمَامِ
تُرافقُهُم ْ نقابتُنا بتيهٍ
وكلُّ مُهَذَّبٍ .. عَذْب ٍ .. عصامي
وأَقرونا المديحَ العَذْبَ طُرّاً
وأَطيبَ أُمنيات ٍ باحْترامِ
ففاحَ المدْحُ في الأَقسامِ( *) عِطْراً
لِيُنْسينا كباريتَ السُّخامِ
وأُشْبِعْنا الوعودَ وقدْ سَلَوْنا
شكاوى الهَمِّ مِنْ عَبْق ِالكَلامِ
بِأَنـَّا شعلةُ الإِنتاجِ .. تمشي
بِنا المصفاة ُ دوماً للأَمام ِ
وأَنَّ عظيمَ خبرتـِنا سَيلقى
مكاسبَ في الحوافِز ِ والمَقامِ
فَيُجْزى كلُّ مَنْ دَخَلَ الورادي
ويَحظى بالثَّنَاءِ على الدَّوام ِ
مُنَى الأَحلامِ نالتْ مِنْ رُؤانا
وأَمْرَعَ خمرُها في كُلِّ جَامِ
فَنِمْنا في وُعودِ السَّعْدِ ليلاً
ِلنَصْحوَ في الصَّباحِ مِنَ المَنامِ
وإِذْ باللَّيلِ يمحوهُ نهارٌ
ويُصْبحُ حُلْمُهُمْ مِثْلَ الجُثَامِ(* )
كَرِهْنا العِلْمَ ..فالأَقسامُ صارت ْ
كَقَبْرٍ للحُثالَةِ واللِّئَام ِ
ندرُّ مكاسبَ المصفاة مِنّا
ِليَنْهلَها الغبيُّ وكلُّ ظَامِ
" مهندسُ " ليسَ يَفْقَهُ في عُلومٍ
وآنسةٌ لها ريشُ النَّعامِ
وآخرُ لستُ أَعلمُ كيفَ أَمسى
رئيساً للدَّوائرِ بعدَ عامِ
بِأَيِّ شَريعةٍ وبِأَيِّ حَقٍ
أَيا أَهلَ المروءةِ والذِّمامِ
تُصاغُ لوا ئِحُ " العمَلِ الإِضافي "
فيأْخُذَ حقَّنا كُلُّ انْهزامي
وتَرشفُ آنساتٌ مِنْ دِمانا
مكوسَ الثَّوب ِ والعطْر ِ الخُزامي
فَنَحْظى إِنْ شَكَونا الجرحَ همّاً
بتقريعٍ ولومٍ واتّهامِ
كَأَنْ في العلمِ لا زِلنا صِغاراً
وهُنَّ مَلَكْنَ خبْراتِ الأَنامِ
إِذاً ..آتوا بهنَّ وأَخْضِعونا
لفحصٍ في العلومِ ..ولاِحْتـِكام ِ
تَروْا كيفَ ابْتُلينا دونَ ذَنـْبٍ
بما لـمْ نقترفْهُ مِنَ الأَثامِ
" أَعدنانُ( * )" الكريمُ الأَصْلِ أَنتُمْ
لكُمُ في القلبِ منزلةُ الكرامِ
أَتهجُرُنا وتعلمُ كمْ نُقاسي؟
وأَنتَ زميلُنا رغْمَ المَقامِ
وأَنتَ كما عَهِدْنا نورُ عِلْمٍ
لنا ..ولغيرِنا .. و لَكَ احْترامي
وأَنتَ أَخٌ لكُلِّ مَنِ احْتماكُمْ
وفيما قُلتُ حاشاكَ اتـِّهامي
فَكُنْ للحَقّ ِ نبراساً سيبقى
لنا في ذِكْرِكُمْ مِسْكَ الختامِ
شَكَوْتُ لكُمْ. . وفي الشَّكْوى رجاءٌ
يُشرِّعُ حَقَّهُ عَبَقُ السَّلامِ
.............
* الرِّجام : جمع رجمة : حجارة تنصب على القبر .
* السُّخام : الفحم .
* الأُوام : الدُّخان .
* ديسلتر : وعاء ضخم فيه خلايا كهربائية يستخدم لفصل الأملاح من الخام ( النفط الخام ) .
* البَشامُ : شجرٌ عَطِرُ الرائحة
* أقسام الشركة .
*الجـُّثام : الكابوس
* السيد مدير الانتاج
{ملاحظة:}
كُتبتْ القصيدة عام 2003 وحتى اليوم تمَّ حلُّ جزءٍ منَ الطَّلبات ..(ولا زال الكثير) ..
والأَمل دائما ً في الإِدارة الحكيمة.. والرجالات ِ الأَوفياء في هذا الوطن الذي يذخرُ بأَبنائهِ المخلصين ..
ص 162
---------------
{المحتوى}
الموضوع............................الصفحة
مقدمة................................ . 1-12
سوريَّةَ المجْدِ............................ 13-14
جُوَ يْل.................................. 15-17
مـاذا عنِّي ............................. 19-21
واخَجَلَ الخَمَّار............... ............23-25
فوقَ الوَرَق................................27-30
معسولةَ الرِّيق.............................31-32
تعالي جربي ناري..........................33-36
بصمةٌ على وجهِ الماء.......................37-41
لا تقتلوا أَطفالَكُـمْ........................43-46
ذكرى الميلاد..............................47-48
لم يعُدْ عندي مَفَر ّ.........................49-51
نِعْمَ الصَّبَاح...............................53-54
لا تلبسْ وجوهاً.............................55-60
عرشٌ مِنْ ورودِ الصُّبح........................61-65
فيروزة..................................67-68
جارَ قلْبُكِ ................................69-71
سوقُ النِّخاسة..............................73-84
ثُرَ يّـــَا.................................85-86
أَوااه يا بيروت...........................87-91
ترتيلةٌ على وتَرِ الجاهليَّةِ..................93-96
حـــُبٌّ جــديــدٌ.......................... 97-98
ذكريــات................................99-100
آهات ُ شَغَف............................ 101-104
لا تطعنيني في الرجولة................. 105-106
كفاكَ هجراً............................. 107-108
اشْتَقْتُ إِليكِ............... ..............109-112
لأَجلكِ وحدكِ...............................113-114
كفاني اللَّوْمَ............................ 115-116
قلادةُ الهُنَّار........................... 117-118
قيثارتي نَـهْـدٌ...........................119-121
أَنتِ الرُّوحُ و القَدَرُ.......................123-124
ترانيمُ الـملائـكـــةِ.................... 125-127
جَفَّ القَـلــَم........................... 129-133
رواية ٌ عصماء........................... 135-140
محكمة العشق الدولية (2).................141-142
قصَّةُ عاشـق نبيـل............... .........143-149
حبيبة عمري ..................... .......151-152
شكوى مهندس وردية.......................153-162
تم َّ بعون الله
ص 166
------------------
شكرا للأخ الشاعر جون عبد المسيح محو
الذي لبى رغبتنا مشكورا في نشر الديوان على الموقع
مع فائق تقديري وأحترامي له على دعمه للحركة الثقافية
في قريتنا الجميلة فيروزة
-------------------------