معظمنا يعرف أن هناك فقط طريقين للحياة الأول وهو أتباع تعاليم الرب وتنفيذ تعاليمه كاملة في حياتنا على الأرض والثاني وهو طريق الهلاك بعد أن يخترقنا كلام إبليس...
والشيطان هو كفيروس الكمبيوتر ودوده والطريق الوحيد لحماية أنفسنا منه هو حماية أنفسنا بتعاليم الرب لنكون حماية لأنفسنا من أي إختراق...
وإبليس يعمل مثل نظارات الإخفاء فهو يخدع بنظاراته كل من يلبسها لكي يجعله بواسطتها يرى الأشياء كما يريده هذا العدو أن يراها.
فحذار لك أيها المؤمن أن تنخدع بمثل تلك النظارات .
وأول نظارة التي ألبسها إبليس كانت أمنا حواء وجعلها ترى بعينها الثمرة الممنوع الأكل منها كأنها أجمل وأشهى من كل الأنواع في الجنة. فأخذت وأكلت مع آدم وكانت التجربة السقوط في المعصية.
ألا يزال الشيطان على هذا الشكل يحلي لعين الإنسان الأشياء الممنوعة بقصد أن يصطاده بفخه بواسطة نظارات مشتهيات الجسد؟
والكتاب يحدثنا عن داود النبي عندما ارتكب خطيته الشنيعة مع بثشع، مما يؤكد لنا أن إبليس ألبسه نظاراته وجعل امرأة جنديه الأمين أوريا أجمل بنظره من العشرات من نسائه المعدودات الجميلات.
قد تكون امرأة حسنة المنظر، ولكن الشيطان يلبسه نظارة الشهوة الأثيمة لارتكابه الخطية مع امرأة أخرى يحليها إبليس بنظرة مع أنها لا تكون أجمل امرأته. وكما بفعل إبليس مثل هذا بالرجل يفعله بالمرأة حينما تلبس نظارات الشهوة الرديئة.
ومن أنواع نظارات إبليس تلك التي للحسد. وأينما رأينا واحداً تتحرق نفسه في داخله كآكلة بشعور شرير فيشتهي ما يتمتع به سواه من الناس نعلم أن هنالك نظارات إبليس قد لبسها الحسود.
ومن أنواع النظارات ما هو للكبرياء. وما أكثر الأشخاص اللابسين أمثال هذه النظارات فيتعاظمون ويمجدون ذواتهم ويحتقرون سواهم. أليست نظارة الكبرياء هي التي أغوت آدم وحواء ليكونا مثل الله؟ ألم يلبس الفريسي نظارات الكبرياء حينما نظر باحتقار إلى العشار؟ والوحي يندد بالكبرياء المكروهة عند الرب، ففي (أمثال17:6) يقول ظان العيون المتعالية يكرهها الرب. وخوفاً من الوقوع بهذه الخطية يدعونا الرب للتمثل به في التواضع والوداعة. وكما أنه رفض أن يلبس النظارات من إبليس عند التجربة حينما أراد أن يغريه بالنظر إلى ممالك العالم ومجدها، هكذا يريدنا أن نحذر من غرور الدنيا وأن نجعل أنظارنا تتجه إليه في الأمجاد السماوية فنطلب ما فوق ونهتم بما فوق (كولوسي1:3و2).
ومن أنواع النظارات أيضاً ما هي للتعصب الأعمى الذميم، إذ أن المتعصب المتزمت ينظر إلى نظرة الاحتقار والمذمة لمن لا يتفق معه على مبدئه ومعتقده. ومن هذا النوع نظارات التحزبات الجنسية والطائفية. والواقع يرينا ما هو حاصل في أماكن كثيرة بسبب قضايا الألوان، حيث ينظر الأبيض للأسود أو للأصفر، أو حيث ينظر الغربي للشرقي نظرة الترفع، لأنه ليس من لونه أو من بلاده. ومن أنواعها تلك التي تغري الإنسان حينما ينظر على الأشياء المعروضة في سوق هذا العالم المغري الذي سماه كاتب سياحة المسيحي ((سوق الأباطيل)) فينجذب الإنسان للحصول عليها لإشباع نهم مشتهيات جسده.
حقاً أنه يوجد أشياء كثيرة تضطر المؤمن أن يفكر بقول الرب في (متى29:5) ((إن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها)).
ربما يقول البعض: أن في هذا القول فيه مبالغة، ولكن الحقيقة أنه ينطبق حرفياً،
إذ أنه حينما تصاب العين، أو أي عضو آخر في الجسم بمرض خطر، يضطر الشخص أن ينزع ذلك العضو خوفاً أن تنتج الخسارة لبقية الأعضاء في الجسد.
وهكذا بالمعنى الروحي نحتاج أن نتأمل بالخسارة الكبرى في الحياة إذا سمحنا للعضو فينا أن يعثرنا.
وماعلينا إلا الحذر ومن ثم الحذر من نظارات الشيطان لأنها هي الطريق السريع للهلاك.
............................