سقط طائر غريب في يد صياد. تحدث الطائر مع الصياد، فدُهش منه وسأله: "هل تتحدث بلغتنا؟"
أجابه الطائر: "إني أعرف لغات كثيرة، ووهبني الله حكمة، فهل تريد أن أقدم لك ثلاث حكم تسندك كل أيام حياتك؟"
- نعم، إني أكون شاكرًا إن قدمت لي هذه الحكم الثلاث.
- إني مستعد أن أقدم الحكم بعد أن تعدني أن تطلقني حرًا.
- أعدك وسأفي بوعدي.
- هذه هي الثلاث حكم، إن حفظتها تنجح وتنجو من كل كارثة في حياتك.
+ الحكمة الأولي: لا تندم قط على خير فعلته.
+ الحكمة الثانية: لا تصدق من لا يُوثق فيه.
+ الحكمة الثالثة: لا تطلب أن تنال ما هو مستحيل.
عندئذ أطلق الرجل الطائر حسب وعده، فبسط الطائر جناحيه فرحًا وطار، ثم وقف على قمة شجرة مرتفعة ونادي الصياد، وقال له:
"يا أيها الصياد الغبي، كيف تطلقني.
لقد ضاعت منك أعظم ثروة في العالم.
في داخلي جوهرة لا تقدر بثمن.
إنها تحمل قوة سحرية بها صرت أنا حكيمًا!"
اغتاظ الصياد جدًا كيف فقد الجوهرة السحرية، وصمم أن على أن يلتقط الطائر ثانية ليحصل على الجوهرة.
بدأ الصياد يتسلق الشجرة بصعوبة بالغة حتى بلغ منتصف الساق فسقط وانكسرت ساقه فصار يصرخ.
عندئذ تطلع إليه الطائر في سخرية وقال له:
"يا لك من صياد غبي.
لقد قدمت لك الحكمة ولم ترد أن تتعلم شيئًا.
سألتك أولاً ألا تندم على خير صنعته، وها أنت قد ندمت أنك أطلقتني حرًا.
وطلبت منك ألا تصدق ما لا يوثق فيه، وها أنت تصدق طائرًا يسخر بك ويدعي أنه يحمل جوهرة سحرية في داخله، الأمر الذي لا يقبله عقل.
ولم تنفذ الحكمة الثالثة وهي أن تطلب أن تنال ما هو مستحيل، فتسلقت الشجرة لتمسك بطائر حُر يقف على قمة الشجرة!
إنك لم تنتفع بكلمات الحكمة.
إني حزين بسبب حماقتك، لأن كثير من البشر حمقي".
الغبي يصدق كل كلمة والذكي ينتبه إلى خطواته ( ام 14 : 15 )
...................