التلاعب بالأمل

موضوع: التلاعب بالأمل السبت يوليو 10, 2010 10:43 pm

التلاعب بالأمل
حالة نعتاش عليها، كي لا نصل إلى مرحلة اليأس والإحباط.. تبرير صغير لاستمرار اللهفة، وفريضة يعيشها الترقّب مع نفسه.. التلاعب بالأمل.. مفردةٌ قاسية ومربكة، لكنّها صحيّة، وهي تحوّل الوهم الذي بين أيدينا إلى حقيقة مؤقتة.. ونحن نحبّ الحقيقة ونبحث عنها.. دون أن ندري أنّ لكلٍّ منّا حقيقته الخاصة، التي لا يرغب في أن يشاركه فيها أحد.. ستة مليارات حقيقة تعيش على هذا الكوكب.. وستة مليارات تلاعب بالأمل، ترافقها ـ شئنا أم أبينا ـ نغمة الرسائل التي نسمعها من هاتفنا النقال.. واحدة من تلك الألعاب التي تجعل من الأمل شأناً متحققاً، ولو للحظات قليلة..

نسمع النغمة، نمنّي النفس بأنها من الشخص الذي ننتظر منه رسالة، لكنّنا نعرف، ونحن نتمهّل بالضغط على زرّ الرسائل، أنّها ليست أكثر من إعلان عن بضاعة كاسدة.. ثمّة ما يعيق الغائب.. لم ينقطع الأمل بعدُ من عودته.. تلاعب ولعب على حبال أملنا كي لا تنقطع.. ونعترف بالحقيقة؛ حقيقة أنّه لن يعود أبداً.. النسيان والتذكر حلان نستعيرهما حين نبادل بينهما، لحظةَ نشعر بانقطاع الأمل.. ربّما نسِيَ الموعد، ربما حدث شيء مهم عطله.. لا.. هو لن يأتي إلى موعدنا معه.. لن يأتي.. أليس كذلك؟!! لن نربح ورقة اليانصيب.. حتى وإن كانت اليد التي اختارت لنا الورقة أرقّ من النسيم العليل.. لكن لندعِ الدواليب تدور.. إنّها لحظة سنعيشها مع الأمل.. غصباً عنه وعنّا.. نتلاعب بالأمل، نحتال عليه، نجد تبريراً له، كي يبقى معنا، كي نشعر بأنه إلى جانبنا.. لم يأتِ من نحبّ اليوم.. حسناً هو سيأتي غداً، وحتى غدٍ تكون أرواحنا قد هدأت قليلاً.. لم نحصل على وعدٍ قُطِعَ لنا اليوم.. سنحصل عليه غداً.. وحتى يأتي الغد نكون قد أنقذنا أنفسنا من اليأس المريع.. «بكرا أحلى، وبعد بكرا أحلى أكثر».. وهكذا يذهب الأمس واليوم، ونحن نشعر براحة تامة.. يا إلهي ما أجمل هذه اللعبة وما أمتعها.. إنّها تجعلنا نعيش إلى آخر عمرنا.. ونحن نعتقد أنّ الحياة تبدأ غداً.. وكأنّ كلّ ما عشناه كان اليوم والأمس فقط!!

» فكر فقط بالأمل !!!!
» تفائل دوما بالأمل