كيف أتبرع عبر الكنيسةيمكن أن يكون هذا السؤال بسيط جدا ...ويمكن أن يكون صعب
بحيث لا أحد يمكن أن يعرف كيف يجاوب .ولكن لو بسطنا السؤال أكثر
هل لأتبرع لعمل خيري عن طريق الكنيسة يجب أن يعرفوني الناس من أنا .
ربما يكون هذا مدخل للجواب ولكن ربما أحدهم يقول نعم وربما أحدهم يقول لا...
فإذا ناقشنا جواب ...نعم ...فربما يكون مفهوم التبرع خاطئ..لأن التبرع هو بحد ذاته عطاء
وإن عرف من هو المتبرع تصبح مشكلة عند من ستقدم له هذه العطية ..
وهنا مثلا أذكر بعض الأمثلة مما قرأتها بنفسي
قرأت مثلا ..أحدهم "فلان" مع ذكر أسمه قد تبرع بعشرة فراريج مشوية لأبناء الميتم
أو "فلان " قدم وجبة غذاء لأبناء الميتم في المقصف الفلاني ..
ويذكر أسم المقصف وكأنه دعاية للمتبرع ودعاية لأسم المقصف
فلو أي شخص أو صاحب المقصف أراد أن يضع إعلان في جريدة رسمية سيكلفه أكثر من ثمن وجبة الغذاء .
قرأت مثلا في أحد المواقع أن القس "......" مع ذكر الأسم قد تبرع بكاميرا ديجتال للموقع ثمنها 150 دولار
وكذلك نجد أيام الغطاس كيف تتسابق الأسماء لشراء الماء أو الصليب أو ...أو ..
وكل ذلك يعبر عن مفهوم أسمه التبرع أو العطاء الذي علمنا إياه الرب حسب مايظن البعض..
ولكن ربما كل من ذُكر أسمه في حفلة التبرعات يعتقد غير ما أعتقده أنا أو سواي ...
ولو ناقشنا من جهة أخرى عبارة لا ...لايجب أن يسمى من هو المتبرع..
ربما ذلك يولد نوع من عدم اليقين أو المنافسة عند التبرع أو عند العطاء وبالتالي تفقد قيمة التبرع هيبتها
يعني في المزوادة سيقال أسم فلان وفلان حتى تكون المزاودة حيقيقة ....
أيضا ربما أكون أنا مخطئ في تفسيري...أو أتوهم الخطأ ...
فمثلا من فترة وفي إحدى الكنائس في السويد بعد جمع الصينية في الكنيسة صلى القس على المبلغ المجموع
وسلمه إلى لجنة الكنيسة فوجد في الصينية ظرف فيه 100 ألف كرون سويدي أي حوالي 600 ألف سوري
ومكتوب على الظرف إلى الأطفال الفقراء في العالم ....
ولم يذكر من الذي قام بالتبرع ..وبقي أسمه مجهول وربما يكون شخص أو شركة وراء ذلك ..
ولكن بقي أسم المتبرع خلال القداس الديني وعبر الكنيسة أسم مجهول ..
ناقشت مرة ذلك مع أحد المطارنة في الكنيسة فكان جوابه بسيط جدا وكرره في إحدى الوعظات في الكنيسة
وقال بأن الإنسان المؤمن بالسيد المسيح يجب ألا يذكر أسمه عندما يتبرع ...
فلو تصورنا أن أحدنا دخل متجرا كبير جدا وفي هذا المتجر لايوجد إلا عامل واحد يقف عند باب الخروج
وفي هذا المتجر الكبير يمكنك أن تحصل على كل ماتشاء ..
فإن طلبت المحبة تجدها وخذ منها كل ماتحتاج إليه لك ولكل من تحب ..
وإن طلبت الحكمة فهي تقول لك أنا هنا خذ مني معك أين ذهبت ..وإن طلبت القوة والعقل والصبر والإيمان ...
فهي متوفرة وبكثرة في هذا المتجر الكبير...وإن أحتجت أن تتزود بالشجاعة والمغفرة والتقوى والعفة والطهارة فهي بالأطنان
يمكن أن تأخذ منها حاجتك لك ولكل من تفكر بهم ...
ولكن إن كنت لاتستطيع أن تحمل كل ماتحتاج إليه من هذا المتجر فهناك عدة ملائكة سيساعدوك
ويحملوا معك إلا أن تصل إلى باب الخروج حيت يقف الملاك المحاسب هناك ..
الملاك المحاسب لن يسألك أبدا عن أسمك لأن أسمك موجود عند الله ولكنه سيذكرك فقط بما أشتريت
وإن حاولت دفع الحساب سيقول لك يا بني إن السيد المسيح دفع الحساب عنك منذ زمن طويل .
اذهب بسلام وأحمل معك كل ما حملته من هذا المتجر .
وهنا ساعود للسؤال الذي طرحته سابقا ...وبعد هذا لموجز البسيط سيكون جوابي لا
من الأفضل للمتبرع ألا يذكر أسمه عند التبرع عن طريق الكنيسة
فما هو رأيكم أنتم ..!
...................