في ليلةِ الأمسِ ذاعَ الصيتُ في بلدي
| |
| عن قصّةٍ رُويَتْ للرّوضِ والنُّجدِ
|
فيها ويا خجل التّعبير أُطلقهُ
| |
| ذكرى حبيبٍٍ وسمّ نالَهُ كبدي
|
في ليلةِ الأمسِ بانَ البدرُ مكتئباً
| |
| كأنّ أوصالهُ قد نالها كمدي
|
فذرَّف الدَّمع شذراً[1] من محاجرِهِ
| |
| حزناً يهدهدُ في صحوي وفي خَلدي
|
في ليلةِ الأمسِ بانَ الموتُ مبتهجاً
| |
| يستعجلُ الرُّوح يرنو ظامئاً لغدي
|
يهفو لجرحٍ وقد صاحت حفيظَتُهُ :
| |
| ياناكثَ العهدِ عفواً خانني جَلدي
|
جرحٍ تسامى عن البغضاءِ ، جاوزَها
| |
| فاستعذبَ الموتَ إعزازاً لمعتقدِ
|
جرح سيقْبَسُ منه الصِّدقُ ملحمةً
| |
| يمحو بها المكْرَ يُعلي الحقَّ للأبدِ
|
جرحٍ يصيحُ بأنَّاتٍ مدلّهةٍ :
| |
| ياطاعنَ القلبِ نلْتَ الرُّوحَ لاتُزدِ
|
ياعينُ عفوكِ ، قد جفَّت مدامعنا
| |
| فذرِّفي من دماءِ الجسمِ واتَّئدي
|
وأرسلي لشقيقِ الرَّوحِ تهنئة ً
| |
| في يومِ عرس ٍ بَرَتْ أفراحُهُ كبدي |
الصِّدقُ ينسجها والبوحُ يلبسها
| |
| والصَّبر يبعدها عن ثورةِ الكمدِ
|
الحبَّ يقرؤهُ ما بين أسطرِها
| |
| أهزوجةً رصَّعتها النَّفسُ بالأود[2]ِ
|
يا قلبُ عهداً سأخفي قصّةً سلفت
| |
| أصفى من البدرِ قد سطَّرتُها بيدي
|
أنقى من الزَّهر لمْلمْنَا مفاتنها
| |
| من غرّةِ العمرِ في تشويده[3] الغرِدِ
|
أحلى من الرَّوضِ إن ماستْ زنابقهُ
| |
| وشّيتُها النّبلَ صرفاً من نهى جسدي |
لن أنكأ الجرح إجلالاً لقصّتنا | |
| عربون عشقٍ لخلٍّ صادقٍ أبدي
|
لن أخنق الحبَّ حتى أرتقي قدري
| |
| وليشهدِ القبُر أن ّ الغدرَ لم يسدِ
|