M
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 412 العـمر : 50 الإقامة : m العـمل : m المزاج : m السٌّمعَة : 8 التسجيل : 16/04/2010
| موضوع: انها الجنازة الخطأ الثلاثاء يونيو 01, 2010 3:28 pm | |
| كنت مستهلكة تماماً بسبب خسارتي ، حتى أنني لم ألحظ مدى خشونة المقعد الذي جلست عليه . فقد كنت أحضر جنازة أعز صديقاتي ... أمي . التي كانت أخيراً قد خسرت معركتها الطويلة ضد السرطان . كانت فجيعتي شديدة حتى أنني كنت أجد صعوبة في التنفس أحياناً . فقد كانت أمي دائماً مساندة لي ، تصفق بحرارة في مبارياتي المدرسية ، تقدم المناديل لي وهي تصغي لأول كسرة لقلبي ، تعزيني عند انتقال والدي ، تشجعني في دراستي الجامعية ، وتصلي لأجلي طيلة حياتي . عندما شُخص مرض والدتي ، كانت أختي قد ولدت طفلاً ، وكان أخي قد تزوج حديثاً من حبيبته منذ الطفولة ، وهكذا صار عليّ أنا الابنة الوسطى والتي ليس هناك ما يشغلها ، أن أعتني بوالدتي . وقد اعتبرت ذلك شرفاً كبيراً لي . فتساءلت وأنا جالسة في الكنيسة قائلة " ما هو موقفي الآن يا رب ، بينما بدت حياتي كهاوية فارغة أمام عينيّ " . كان أخي يجلس رصيناً موجهاً وجهه تجاه الصليب ويده تتشابك مع يد زوجته الجالسة إلى جواره . بينما أختي كانت تسند رأسها إلى كتف زوجها ، الذي أحاطها بذراعيه وهي تهدهد ابنهما . ولأن الجميع كانوا غارقين في الحزن ، لم يلحظ أحد أنني أجلس وحيدة . أنا مكاني كان من المفروض أن يكون مع والدتنا ، أجهز لها الطعام ، وأصحبها للطبيب ، أعطيها الأدوية ، ونقرأ سوياً الكتاب المقدس . ولكنها هي الآن أصبحت مع الرب ، وهكذا انتهى عملي وصرت وحيدة . وعندها .... سمعت صوت فتح وغلق باب في مؤخرة الكنيسة . ثم تلا ذلك صوت خطوات متعجلة فوق الأرض المغطاة بالسجاد لرجل صغير السن ، نظر متجهما للحظات ثم جلس الى جواري . طوى يديه ووضعهما في حجره ، بينما عيناه امتلأتا بالدموع ، وراح شاهقاً يقول موضحاً أنه قد تأخر ، بينما الموقف كان لا يحتاج إيضاحاً. وبعد عدة كلمات تأبيناً لأمي ، انحنى للأمام وقال " لماذا جميعهم يصرون دعوة ماري باسم مارجريت ؟ " . فهمست قائلة : لأن اسمها مارجريت . وليس ماري ، فلا أحد يدعوها ماري على الإطلاق . وعندها تساءلت ...لماذا لم يجلس هذا الشخص في الجانب الآخر من الكنيسة ؟. فهو يقاطع حزني بدموعه وتململه . وترى من هو هذا الغريب أصلاً ؟ وإذا به يهمس بإصرار بينما حملق فينا كثير من الحاضرين " لا هذا ليس صحيحاً ، اسمها ماري ، ماري بيتر " . فقلت له " هذا ليس صحيحاً ، من هي التي تقول عنها ؟ ". فقال " او ليست هذه هي الكنيسة اللوثرية ؟ ". فقلت " لا الكنيسة اللوثرية في الناحية الأخرى من الشارع ". فقال " اوه " . فقلت " أنا أعتقد أنك سيدي في الجنازة الخطأ ". وهنا اختلطت داخلي مهابة الموقف مع إدراكي بخطأ الرجل فأخرج مني ضحكاً ، فأسرعت لأغطي وجهي بكلتا يدي ، آملة أن يظنها الآخرون أنها نحيب . ولكن صرير المقعد الجالسة عليه خذلني . وجعلت النظرات الحادة للمشيعين الآخرين الموقف أكثر سخرية . فاختلست نظرة خاطفة للرجل المذهول الذي أخطأ الجنازة فوجدته هو الآخر يضحك ، وبينما راح يحملق حوله قرر أن الوقت قد فات لخروجه الذي أصبح لا معنى له . وتخيلت أن والدتي تضحك ، وبعد آمين الختامية في الخدمة اندفعنا خارجين من الباب . وفي مكان انتظار السيارات قال لي مبتسما " أعتقد أننا سنصير حديث المدينة " . وأضاف أن اسمه ريك وحيث أنه لن يلحق بجنازة عمته ، استأذنني في تناول فنجان قهوة معي بعد الظهر، وقد بدأ هذا الموعد رحلة بطول العمر لي مع هذا الرجل الذي أخطأ فحضر الجنازة الخطأ ، ولكنه كان في المكان الصحيح تماماً . فبعد عام واحد من هذا اللقاء تزوجنا أنا وهو في كنيسة ريفية حيث كان هو الراعي المساعد . وفي هذه المناسبة حضر كلانا نحن الاثنين الى نفس الكنيسة في الوقت الصحيح . في وقت حزني أعطاني الله ضحكاً وعند وحدتي وهبني المحبة. ففي يونيو الماضي ( عند كتابة هذه الشهادة ) احتفلنا بعيد زواجنا الثاني والعشرين ، وحين يسألنا أي شخص عن كيفية التقائنا ؟ ، يجيبهم ريك قائلاً " والدتها .... وعمتي قـدّمانا لبعض ، وفي الحقيقة جمعنا معاً تم في السماء ." نعم أنا أحب الله . هو سر وجودي وخلاصي . هو يحفظني يومياً عاملة . وبدونه أنا لا أصبح شيئاً ، ولا أقدر أن أعمل شيئاً ولكنني " أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" ( فيليبي 4 : 13 ) . "و يكون أني قبلما يـَدعُـون أنا أجيب و فيما هم يتكلمون بعد أنا أسمع" (اش 65 : 24) "و نحن نعلم أن كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده "(رو 8 : 28).
| |
|
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| |