ثم أكملت صلاتي...

هاهي الساعة تدنو من 12.00 ليلا ..وبعضهم يقول 24.00 ..إنه منتصف الليل...
وعندما ينتصف الليل تنهار عيوني المتعبة تحت وطأة النعاس…
يتوقّف قتال نفسي مع النهار, وتستجمع خلايا جسدي قوتها لمعركة اليوم التالي…
كما تدور رحى النسيان لتمحي من خلايا دماغي ما حقنته فيها الظروف والمناخات,
لافكر كما تفكر بقيه الناس..
السلام قادم لامحال في المستقبل القريب..
إنها عتمة منتصف الليل ...ولحظاتٌ قبل الشخير والنوم العميق..
يمرّ اليوم السابق في مقطتفٍ سريع كسرعة جواد في رحى القتال..
والنتيجة دوماً هي: عدم الرضى..لا على المستوى الجسدي أو الروحيّ بل على المستوى العام ..
لماذا ..لأنها العتمة...
ومن حظي الكبير أن دماغي ينسى وظيفته كليا ..
ليبدأ من جديد بأصدار أومره إلى القلب واللسان لتبدأ صلاة منتصف الليل..
ولماذا الصلاة !!
ولماذا أصلي بصوت عالي في عتمة الليل طالما لا أحد حولي ليسمعني ..
والوحيد الذي يسمعني هو ساكن دائما داخل قلبي..
لأول مرة أستمتع بعتمة الليل..
ولماذا نتذمر عند إنقطاع الكهرباء أو عند إنتهاء الزيت في المصباح...
لأول مرة وأثناء الصلاة في عتمة الليل وبعيداً عن الضجيج..
حيث لا يتشفّع فيها إلا قمرٌ ساكنٌ قي البعيد ونجومٌ ساطعة ..
فهمت الفرق بين ظلمة الليل وظلمة القبور…
فأدركت أن السلام قادم لا محال..
وهكذا وضعت شريط كاسيت قديم في مسجلتي القديمة ..
فسقطّ على ترتيلةٍ بصوت العملاق اللبناني وديع الصافي وكان يقول:
"باركي يا نفسي الربّ وجميع ما في باطني أسمه القدّوس… باركي يا نفسي للربّ ولا تنسي جميع مكافآته"…
هوَت أوصالي كالزجاج أمام صلابة هذه الصلاة ...وعيوني التي كاد يبتلعها النوم.. عادت لترى من جديد…
عادت لتبصر في عتمة الليل فانتشلت الأمل من حيث فقد آخر مرّة…
من قلبي! وتأكدت أن السلام قادم لامحال..
لحظاتٌ قصيرة وعاد النوم في جولةٍ أخيرة ليتفقّد في العتمة كل من كان يصلي في منتصف الليل..
فتأكد أن لا أحداً لم يعصى قدرته...
ولمّا صار بقربي ركع مشدوهاً..بينما كانت مسجلتي تهتز وتهتز معها الأرض
عندما بدأت السيّدة ماجدة الرومي تردّد خلف المسيح:
"طوبى للساعين إلى السلام…وأخذت أردد مع ماجدة الرومي طوبى للساعين إلى السلام..."
فتذكرت أن هذا الكاسيت القديم كنت قد جمعته من زمن قديم ولا بد من أن أسمعه بالكامل...
ولكنني كدت ألا أجمع أفكاري ..هل أنا في صلاة منتصف الليل أم أن عتمة الليل أوهمتني كذلك....
وبدأت موسيقا حنونة تصدر من مسجلتي وكأنه صوت نازل من السماء فتذكرت انها موسيقا الملاك السماوي سيدتنا فيروز
في لحنها "اليوم علق على خشبة" ..
ولكن هذا اللحن أعتدت أن أسمعه في ليلة الجمعة العظيمة فلماذا أسمعه الآن..
ولكن يا إلهي لماذا أنشقت عتمة الليل بلهيب من النار وأضاءت السماء فجأة عندما بدأت فيروز في الغناء مع أننا في منتصف الليل!
ولماذا كدت لا أرى لبرهة قصيرة ..
ولماذا عندما فتحت عنيني كدت لا أصدق ..
يا إلهي هاهي صورة لصليب الرب يسوع تشع نورا في السماء....
وهاهي فيروز مازالت تغني فرسمت إشاره الصليب لأقول لجميع المسيحيين في العالم
كل عام وأنتم بألف خير في ذكرى عيد الصليب.
ثم أكملت صلاتي...

_________________
ثم أكملت صلاتي... 2-1410

خاطرة رائعة جدا بكلماتها المعبرة والتي أمتزجت فيها صلواتك
مع المرتلين الثلاث
وديع الصافي وماجدة الرومي وفيروز
وقد ختمت خاطرتك بعبارة ثم أكملت صلاتي ...
وهل توقفت فيروز عن الغناء أم تابعت معك.
تقبل مروري على الموضوع
وكل عيد صليب وأنت بخير

الله يتقبل صلاة الجميع
وكم هي الصلاتة جميلة مع فيروز وماجدة الرومي
كلمات فيها التأثير الداخلي مايعمق الإيمان بالله
وبالرب يسوع المخلص وبصليبه الذي جمعنا معنا
على كلمة باسم الآب والابن وروح القدس
مشكور عالموضوع

» صلاتي في صباح يوم الأحد
» صلاتي اليوم الأحد
» صلاتي ليوم الأحد
» تعالي إليَّ لأكمل معكِ صلاتي