هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9801
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Empty
مُساهمةموضوع: قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019   قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Emptyالجمعة مارس 15, 2019 6:58 am

رسالة الصوم الكبير 2019 للبطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Seryan

موسم الصوم الكبير هو زمن تجديد العهد مع الله والذات والقريب، وذلك بالرجوع إلى الآب السماوي عبر الصلاة
والإقرار بالخطايا والتوبة عنها وعيش المصالحة.
إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام
وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل
وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالرب
اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار
نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب يسوع، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:
«ܗܘܰܘ ܡܨܰܠܶܝܢ ܕܠܳܐ ܫܰܠܘܳܐ»
"صلّوا بلا انقطاع" (1تس5: 17)

1. مقدّمة :
موسم الصوم الكبير هو زمن تجديد العهد مع الله والذات والقريب، وذلك بالرجوع إلى الآب السماوي عبر الصلاة والإقرار
بالخطايا والتوبة عنها وعيش المصالحة. هو الرجوع إلى الذات بالإصغاء إلى كلام الرب يسوع مخلّصنا وإلهامات الروح القدس،
استعداداً لقبول استحقاقات الفداء التي تمّمها بآلامه وموته وقيامته. موسمٌ روحي مميّز يحثّنا على تنقية ذواتنا بالصوم والصلاة
وممارسة إماتاتٍ روحية وجسدية مع الجماعة الكنسية، فننفتح على القريب، سيّما من يحتاج إلينا، بترميم العلاقة معه
من خلال أعمال المحبّة والرحمة. فالصوم هو زمن الجوع والعطش الروحي إلى البرّ والصلاح، فيه يرتفع العقل
والفكر والقلب إلى الله، بالصلاة، تسبيحاً وتمجيداً واستغفاراً وتشفّعاً. وهكذا نحيا كلّ غنى السرّ الفصحي
في حياتنا الشخصية والعائلية والإجتماعية.

2. الصوم والصلاة في حياة المؤمن :
ممّا لا شكّ فيه أنّ الصوم هو الإمتناع عن تناول بعض الأطعمة، كالإنقطاع عن الطعام واللحوم وسواها،
إلا أنه أيضاً الوقت الملائم لعيش الشبع الروحي بالإمتلاء من حضور الله ونِعَمِه وتعزياته. فكما اقتاد الروحُ القدس يسوعَ
في البرّية طوال أربعين يوماً وأربعين ليلةً قضاها بالصوم منتصراً على تجارب إبليس، فالروح عينه يقودنا
بالصلاة والصوم طوال هذا الزمن، مبتهجين بقوّته، ومعلنين بنوّتنا لله، وشاكرين إيّاه على حضوره الفاعل
في الكنيسة وبين المؤمنين.
من هنا أهمّية الصلاة، "فالروح القدس ينبوعها، يجتذبنا على طريقها، وهو معلّمها الداخلي وحامي تقليدها الحيّ،
وبالشركة معه تصبح صلاة المؤمن صلاةً في الكنيسة ومعها" (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 2670 و2672).
تظهر مكانة الصلاة عظيمةً في الكتاب المقدس، ففي العهد القديم، نال الأبرار الظفر بالصلاة، إذ دعوا الرب فاستجابهم
وعضدهم في الشدائد. فموسى بصلواته وتضرّعاته شقّ البحر، فعبر الشعب وغرق فرعون المتكبّر (خروج15).
وبالصلاة أوقف يشوع بن نون الشمس والقمر في السماء جاعلاً من اليومين يوماً واحداً (يشوع بن سيراخ10).
وصلّى يونان وهو في جوف الحوت في عمق البحر، فأرضى إله الكون الساكن في الأعالي (يونان2).
وسمع الرب صلاة داود وتحنّن عليه، فغفر إثمه وأعاد إليه النبوءة.
وفي العهد الجديد، يحثّنا الفادي أن "صلّوا ولا تملّوا" (لو18: 1)، ويدعونا يعقوب الرسول في رسالته إلى الصلاة،
ويعطيها قيمةً مضاعفةً متى اقترنت بالبرارة: "صلاة البارّ تعمل بقوّةٍ عظيمة" (يع5: 16).
ويؤكّد لنا بولس الرسول أهمّية الصلاة وضرورة الإجتهاد بها، إذ فيها نلتقي بالله ونتّحد به:
"مواظبين على الصلاة" (رو12: 12)، ويتابع في مكانٍ آخر: "صلّوا بلا انقطاع" (1تس5: 17).

3. الصلاة بتواضع لقاءٌ مع الله واتّحادٌ تامٌّ به :
الصلاة إذاً لقاءٌ مع الله، وعندما نلتقي مع الله لا يمكننا أن نبقى متكبّرين، بل نعيش التواضع مهما كان علمنا ووضعنا الإجتماعي،
لأنّ الصلاة ترتكز على قاعدة التواضع. وهي، قبل أن تكون كلماتٍ وعباراتٍ محدّدةً، إنما هي الوقوف في حضرة الله القدوس،
بمحدوديتنا وضعفنا.
يرفض الرب يسوع صلاة الذين يدّعون أنهم أبرار وغيرهم خطأة، فهؤلاء صلاتهم مثل صلاة الفرّيسي في الهيكل،
وهم بعملهم هذا يتكبّرون على الله والناس، ويسيئون إلى الآخرين ويحتقرونهم (راجع لو18: 1-12).
ويثني يسوع على صلاة العشّار، الذي يقرّ أمام الله القدوس بأنه خاطئ ولا يستحقّ الإقتراب إليه تعالى،
أو التماس رحمته وغفرانه (لو18: 13). فيرضى عنه الرب: "إنّ هذا نزل إلى بيته أبرّ من ذاك"،
معلناً القاعدة الذهبية للصلاة: "لأنّ كلّ من رفع نفسه يتّضع، وكلّ من وضع نفسه يرتفع" (لو18: 14).
من هنا أهمّية الإعتراف بالخطايا أمام الكاهن الذي يمنح التائب الغفران بسلطان الرب يسوع الذي ينير عقله ويفتح قلبه،
فيسير معه بكلّيته. ومن المفيد والمحبَّب جداً أن يتّخذ المؤمن مرشداً روحياً يعينه على المضيّ في مسيرة حياته مع الرب،
بروح الصلاة والتقوى. ومثالنا في ذلك القديسون الذين عاشوا حياتهم باتّحادٍ تامٍّ بالله، بالتواضع الفائق، مقرّين بأنهم خطاةٌ،
يمارسون التوبة والتقشّف وأعمال الإماتة والرحمة، والسند الأخوي، كلّ ذلك بسخاءٍ وفرحٍ عظيمين.
وفي مقدّمة الجميع أمّنا القديسة مريم العذراء التي عاشت حياة الصلاة: "كانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور وتتأمّلها في قلبها" (لو2: 19).
يشدّد مار أفرام السرياني على ضرورة المثابرة والمداومة على الصلاة وممارستها بأمانة، إذ يقول في وصيته
التي تركها شهادةً لتلاميذه من بعده:
«ܗܘܰܘ ܐܰܡܺܝܢܺܝܢ ܒܰܨܠܽܘܬܳܐ ܐܺܝܡܳܡܳܐ ܘܠܺܠܝܳܐ... ܕܰܐܝܢܳܐ ܕܡܰܚܶܒ ܠܳܗ̇ ܣܰܓܺܝ܆ ܡܶܢܳܗ̇ ܡܶܬܥܰܕܰܪ ܒܰܬܪ̈ܰܝܗܽܘܢ ܥܳܠܡ̈ܶܐ».
وترجمتها: "واظبوا على الصلاة ليلاً ونهاراً... فهي لمن يحبّها ويهيم بها معينٌ عظيمٌ في العالمَين"
(من صلاة الستّار (الحماية) ليوم الأربعاء في كتاب الإشحيم ܫܚܺܝܡܳܐ، وهو كتاب الصلوات اليومية الفرضية البسيطة).

4. الكنيسة تصلّي اقتداءً بيسوع المصلّي:
كما في الصوم كذلك في الصلاة، يبقى يسوع لنا مثالاً فريداً، ينفرد وحده ويختلي مناجياً أباه، متهلّلاً بالروح، شاكراً ومحبّاً.
لقد علّمنا أن نبقى دوماّ متّحدين معه قبل كلّ عمل وبعده، في الفرح والألم، في قبول الإساءة والصلب، وفي التسليم الكلّي
بين يدَي أبيه السماوي: "لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك" (لو22: 42). هو الذي كشف لنا أنّ الله هو أب ملؤه الحبّ والحنان،
فعلّمنا "صلاة الأبانا" التي هي مثالٌ لكلّ صلاة، مؤكّداً لنا أنّ الصلاة، كي تُستجاب، تستوجب الصبر والإلحاح،
كما في مَثَل الصديق الذي نال طلبه بلجاجته وإلحاحه (راجع لو11: 1-8)، ومتابعاً: "إسألوا تُعطوا، أطلبوا تجدوا،
إقرعوا يُفتَح لكم" (لو11: 9).
حدّدت الكنيسة أوقاتاً للصلاة يتذكّر بها المؤمنون اللهَ وعنايته الدائمة وعظائم أعماله، وفي قمّتها الاحتفال بذبيحة القداس الإلهية،
ذروة اللقاء بالله في سرّ الإفخارستيا، سرّ جسد الرب يسوع ودمه. وتحثّنا أمّنا الكنيسة على الصلوات الجماعية،
إن مع أفراد العائلة أو الجماعة الكنسية، كصلوات الصباح والمساء، وما قبل الطعام وبعده، وليتورجية الساعات،
والأعياد والاحتفالات الكنسية على أنواعها.
وتبقى الصلاة الشخصية الفردية التي تنبع من أعماق القلب، أروع تعبيرٍ عن العلاقة الحميمة التي تجمع المؤمن والمؤمنة
مع الآب الخالق، والإبن المخلّص، والروح المقدس المحيي، تمجيداً للثالوث الأقدس، الإله الواحد، وطلباً للقداسة التي نحن جميعاً
مدعوون إليها. كما أنّ التضرّع البنوي إلى العذراء مريم والدة الله طلباً لشفاعتها، يقوّي الإيمان في نفوسنا،
ويملأ قلوبنا فرحاً وتعزية. وعلى صلاتنا ألا تتحوّل إلى الروتين والتكرار، بترداد كلماتٍ دون حياة، بل عليها أن تنشر
فرح الإنجيل في نفوسنا وفي العائلة والمجتمع.
وها هم آباء الكنيسة يسهبون في وصف الصلاة المقبولة لدى الله، فيقولون:
«ܡܳܐ ܕܩܳܐܶܡ ܐܰܢ̱ܬ ܒܰܨܠܽܘܬܳܐ܆ ܒܚܰܫܳܐ ܟܰܢܶܫ ܪܶܥܝܳܢܳܟ܆ ܘܰܐܪܡܳܐ ܦܓܽܘܕܬܳܐ ܒܚܽܘܫܳܒ̈ܰܝܟ ܘܰܬܟܽܘܣ ܐܶܢܽܘܢ ܨܶܝܕ ܠܶܒܳܟ.
ܠܳܐ ܢܶܗܘܶܐ ܩܳܐܶܡ ܦܰܓܪܳܟ ܘܠܶܒܳܟ ܦܳܗܶܐ ܒܣܽܘܥܪ̈ܳܢܶܐ܆ ܢܶܗܘܶܐ ܠܳܟ ܓܽܘܫܡܳܟ ܥܺܕܬܳܐ ܘܗܰܝܟܠܳܐ ܫܒܺܝܚܳܐ ܪܶܥܝܳܢܳܟ.
ܚܠܳܦ ܦܺܝܪܡܳܐ ܢܶܗܘܶܐ ܦܽܘܡܳܟ ܘܥܶܛܪܳܐ ܕܒܶܣܡ̈ܶܐ ܣܶܦܘ̈ܳܬܳܟ܆ ܘܰܡܫܰܡܫܳܢܳܐ ܠܶܫܳܢܳܟ ܕܰܡܪܰܥܶܐ ܠܰܐܠܳܗܽܘܬܳܐ».
وترجمتها: "إذا ما قمتَ للصلاة، فاجمع ذهنك بانسحاق، ولَمْلِم أفكارك واحبسْها في أعماقك. لا تكن بالجسم حاضراً وقلبك بالمشاغل تائهٌ،
بل ليكن لك جسمك بيعةً، وفكرك هيكلاً مجيداً. ليكن فمك مبخرةً وشفاهك بخوراً طيّباً، ولسانك خادماً يصالح الله ويرضيه"
(من صلاة الستّار (الحماية) ليوم الإثنين في كتاب الإشحيم ܫܚܺܝܡܳܐ).

5. التلاحُم بين الصوم والصلاة وأعمال المحبّة والرحمة:
في رسالته لمناسبة زمن الصوم لهذا العام 2019 بعنوان: "الخليقة تنتظر بفارغ الصبر تجلّي أبناء الله" (رو8: 19)،
يشدّد قداسة البابا فرنسيس على أهمّية الصلاة المقترنة بالصوم والصدقة: "... الصلاة كي نعرف كيف ننبذ عبادة الأنا والإكتفاء الذاتي،
وكي نعترف بأننا بحاجةٍ إلى الرب وإلى رحمته، ... وهكذا نعاود اكتشاف فرح التدبير الذي وضعه الله في الخليقة وفي قلوبنا،
ألا وهو أن نحبّه، وأن نحبّ إخوتنا وأخواتنا والعالم كلّه، وأن نجد في هذا الحبّ السعادة الحقيقية".

زمن الصوم، بما فيه من أصوام وصلوات وأعمال محبّة ورحمة، هو "الزمن المقبول" (2كور6: 2)، علامة الإيمان الثابت
والأكيد الذي يرجو ويحبّ، والدرب المؤدّي حتماً إلى فرح القيامة لحياةٍ جديدةٍ بقوّة كلمة الله ونعمة الأسرار.
لا ندعنَّ هذا الزمن يمرّ عبثاً!، بل لنكن قريبين من إخوتنا وأخواتنا الذين يعانون صعوباتٍ وآلاماً واضطهاداتٍ وحروباً،
فنتشارك معهم خيراتنا الروحية والمادّية، واضعين رجاءنا في المسيح الرب المخلّص، "هذا الرجاء الذي لا يخيب،
لأنّ محبّة الله مسكوبةٌ في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا" (رو5: 5).
في هذا الزمن المقدس، نصلّي بشكلٍ خاص كي يسكب الرب سلامه وأمانه في شرقنا الحبيب، في لبنان وسوريا والعراق
والأردن والأراضي المقدسة ومصر وتركيا، وفي بلاد الإغتراب، في أوروبا وأميركا وأستراليا، حيث ينتشر أبناء كنيستنا
وبناتها بشكلٍ مطَّرد نتيجة أعمال العنف والإبادة والإقتلاع في أرض الآباء والأجداد، فينعم الجميع بالطمأنينة والإستقرار والإزدهار.
كما نتوجّه بالصلاة بحرارة تجاوباً مع دعوات أمّنا مريم العذراء في ظهوراتها للأطفال في مدينة فاتيما بالبرتغال،
وقد تنبّأت عن الشرور التي ستُحدِق بالكنيسة، طالبةً من الأطفال، ومن خلالهم من جميع المؤمنين، أن يواظبوا على الصلاة
كي يحمي الربُّ الكنيسةَ والمؤمنين من كلّ شرّ وأذى. وإنّ زمن الصوم هو فرصة سانحة ودعوة خاصة لنا كي نفعّل صلاتنا
أمام الرب على هذه النيّة.

6. خاتمة:
أيّها الرب يسوع، إليك نرفع صلاتنا بارّةً في هذا زمن الصوم المقدس، فنستمدّ القوّة في الضعف، والنور في الظلام، والتعزية في الحزن.
علِّمنا يا ربّ أن نقتدي بك، فنصلّي من أجل كلّ عمل ومبادرة وموقف نقوم به. أروِ صلاتنا من ينابيع كلمتك وتعاليم كنيستك،
فتنبع صلاتنا من الإيمان، وتصمد في الرجاء، وتنتعش في المحبّة.
وخير ما ننهي بهِ تأمّلٌ من طلبة مار يعقوب في صلاة الستّار ليوم الخميس:
«ܫܽܘܒܚܳܐ ܠܰܐܒܳܐ ܕܒܰܒܪܶܗ ܐܰܠܦܰܢ ܠܰܡܨܰܠܳܝܽܘ܆ ܘܣܶܓܕܬܳܐ ܠܰܒܪܳܐ ܕܨܰܠܺܝ ܒܚܰܫܳܐ ܡܶܛܽܠܳܬܰܢ܆ ܬܰܘܕܺܝ
ܠܪܽܘܚܳܐ ܕܰܡܩܰܒܠܳܢܰܐ ܗ̱ܘ ܕܰܨܠܰܘ̈ܳܬܳܐ܆ ܘܰܡܦܰܢܝܳܢܳܐ ܕܟܽܠ ܫܶܐܠ̈ܳܬܳܐ ܫܰܦܺܝܪ̈ܳܬܳܐ». وترجمتها:
"المجد للآب الذي علّمنا الصلاة بابنه، والسجود للإبن الذي صلّى بألمٍ وتنهُّدٍ من أجلنا، والشكر للروح الذي يقبل الصلوات ويستجيب
إلى الطلبات الحسنة" (من صلاة الستّار (الحماية) ليوم الخميس في كتاب الإشحيم ܫܚܺܝܡܳܐ).
ختاماً، نسأل الله أن يتقبّل صومكم وصلاتكم وصدقتكم، ويؤهّلنا جميعاً لنحتفل بفرح قيامته من بين الأموات. ونمنحكم،
أيّها الإخوة والأبناء والبنات الأعزّاء، بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم جميعاً بركة الثالوث الأقدس:
الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد. والنعمة معكم.
صدر عن كرسينا البطريركي في بيروت - لبنان
في اليوم السابع والعشرين من شهر شباط سنة 2019
وهي السنة الحادية عشرة لبطريركيتنا
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي

_________________
قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9801
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Empty
مُساهمةموضوع: رسالة الصوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي    قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Emptyالجمعة مارس 15, 2019 7:26 am

رسالة الصوم الكبير 2019 للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 290

" لنعش زمن الصوم بالصيام والصلاة والصدقة ونسأل الله لاوطاننا الاستقرار والسلام"

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رسالة الصوم التاسعة بعنوان "مشاركة في سر برية يسوع"، جاء فيها:
1 - ربنا يسوع، حالا بعد معموديته في نهر الأردن واعتلان بنوته الإلهية، "قاده الروح إلى البرية، فصام أربعين يوما وأربعين ليلة حتى جاع" .
وذلك استعدادا ليبدأ رسالته الخلاصية. هناك جربه إبليس ثلاثا بشهوات الحياة الثلاث، فانتصر عليها بقوة أمانته لكلام الله .
في البرية، صلى يسوع وصام واستعد ليحمل للناس عطايا رحمته ومحبته. فلما عاد إلى الجليل، دخل المجمع في السبت،
وقرأ على الشعب نبوءة أشعيا التي تحققت فيه: "روح الرب علي مسحني وأرسلي لأبشر المساكين، وأنادي للأسرى بالحرية،
وللعميان بعودة البصر إليهم، ولأحرر المظلومين" . وهكذا، أصبح الصوم الكبير الأربعيني مشاركة في سر برية يسوع،
القائمة على ركائز ثلاث: الصلاة والصوم والصدقة. ويدعوها بولس الرسول "الزمن المقبول ويوم الخلاص" .
نتناول في هذه الرسالة لاهوت البرية، والزمن المقبول، وتوجيهات راعوية.

أولا: لاهوت البرية
2 - في جنة عدن أسكن الله الإنسان الأول، آدم وحواء امرأته. وكانت الجنة غناء بأشجارها الحسنة وثمارها،
وبأنهرها الأربعة التي تسقيها . ولكن، بخطيئة هذا الإنسان الأول، تحولت الجنة إلى :
"أرض ملعونة تقتضي كد الإنسان وتعبه، وتنبت له شوكا وعوسجا، وهو يأكل خبزه بعرق جبينه" .

3 - لكن سر برية يسوع، هو أنه جاء يحول برية هذا العالم إلى ملكوت الله، "ملكوت الحقيقة والحياة، ملكوت القداسة والنعمة،
ملكوت العدالة والمحبة والسلام" . وهو ملكوت يناقض برية الكذب والموت والنجاسة والخطيئة والظلم والبغض والنزاع.
ولقد حولها بقوة اتحاده بالآب والطاعة لكلامه، وبانتصاره على تجارب إبليس، وبصومه الدال على تجرده وتواضعه،
مستبقا به سر آلامه وموته لفداء الجنس البشري.
وعندما أرسل تلاميذه الإثني عشر بعد اختيارهم، قال لهم: "بشروا في الطريق أن ملكوت السماوات اقترب:
إشفوا المرضى، أقيموا الموتى، طهِروا البرص، واطردوا الشياطين" .

4 - كذلك يوحنا المعمدان، وقد امتلأ من الروح القدس، وهو جنين في حشا أمه، جاء يبشر في برية اليهودية ويقول:
"توبوا! ملكوت الله اقترب". وعنه تنبأ أشعيا أنه "صوت صارخ: في البرية - برية الإنسان والمجتمع- قوِموا طريق الرب،
واجعلوا سبله مستقيمة. كل واد يمتلئ، وكل جبل وتل ينخفض، والطرق المعوجة تستقيم، والوعرة تصير سهلا، فيرى
كل بشر خلاص الله" .

هذا الكلام النبوي مجازي إذ يدعو كل إنسان إلى تهيئة قلبه لله، ويجعل مسلكه مستقيما. فيدعو الوضيع إلى الارتفاع، والمتكبر
إلى التواضع، والغرقان في شؤون الدنيا إلى التحرر. إنه بذلك ينال خلاص الله. في الواقع، لما جاءت الجماهير النادمة تسأل
يوحنا عما يجب فعله، كانت أجوبته للجموع: "من كان له ثوبان، فليعطِ من ليس له؛ ومن كان له طعام فليتقاسمه مع الآخرين؛
ولجباة الضرائب: لا تجمعوا أكثر مما فرِض لكم، وللجنود: لا تظلموا أحدا، ولا تشوا بأحد، واقنعوا بأجوركم" .

5 - يتضح من كل ذلك أن سر الدخول في برية يسوع يعني التغيير في مجرى حياتنا بروح الندامة ونعمة غفران الله.
فالبرية بمفهومها المجازي هي برية الإنسان الداخلية بما فيها من نقائص وخطايا وعادات رديئة وأميال منحرفة، وكبرياء
وأنانية وبغض وحقد وأفكار سوء. هذه قال عنها يسوع أنها تنجس باطن الإنسان، لا ما يدخل فمه .
والبرية بمعنى مجازي آخر تعني الدخول إلى عمق الذات، بوقفة وجدانية أمام الله وصوت الضمير والكلام الإلهي،
من أجل اكتشاف الملتوي والعمل على تقويمه.

ثانيا: الزمن المقبول
6 - "الزمن المقبول الذي نرى فيه خلاص الله" هو بامتياز زمن الصوم الكبير القائم على الصدقة والصلاة والصوم.
وقد جعلها الرب يسوع جزءا من عظة الجبل، المعروفة بدستور الحياة المسيحية، مع التركيز على الروح التي تسود ممارستها.
فالصدقة لا تكون تبجحا والتماسا لمديح الناس ومكافأتهم، بل بالصمت والخفاء "وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك".
والصلاة لا تكون للظهور أمام الناس، بل بينك وبين الله الذي لا تراه عين "وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك".
ولا تكون بترداد الكلام كالوثنيِين بحيث أنهم لا يوجهونها إلى شخص حي بل إلى مجهول أصم. أما أنتم فصلوا إلى أبيكم
الذي في السماء، الذي يعرف ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه. والصوم ولا يكون بوجه عابس كالح إظهارا للناس، بل أنت،
إذا صمت، إغسل وجهك وادهن رأسك حتى لا يظهر للناس أنك صائم "وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك".

بهذه الثلاثة، ننمو كأبناء وبنات ملكوت الله، وهو نمو متواصل كل يوم، ويقتضي تغييرا مستداما. ليس صدفة أن زمن
الصوم الكبير يلامس جزءا من فصل الشتاء وجزءا آخر من فصل الربيع. فالأول هو في الطبيعة فصل تعريها،
وفي الإنسان فصل تجرده من ذاته وأنانيته وعتيقه بوعي خطاياه والنواقص والإقرار عنها بالندامة،
والثاني هو في الطبيعة فصل بروز براعم الحياة وجمال الزهور الواعدة، وفي الإنسان هو قيامته لحياة جديدة بقوة نعمة
المصالحة والمقاصد الشخصية الإرادية.

7 - زمن الصوم الكبير هو زمن الانتصار على تجارب الشيطان وقد اختصرها يوحنا الرسول بشهوات العالم الثلاث:
"شهوة الجسد، وشهوة العين، وكبرياء الحياة" . إن الشيطان بحيله وهو "أبو الكذب" (يو 8: 44) كما سماه يسوع،
جرب الرب بهذه الثلاث من بعد أربعين يوما وليلة من الصلاة والصوم، وقد أنهكه الجوع.
جربه أولا بتحويل الحجر إلى خبز فيأكل، لأنه ابن الله. إنها "شهوة الجسد" الذي يجعل الإنسان أسير حاجاته المادية.
أما يسوع فانتصر على التجربة بتحرره منها وارتباطه بالله الذي يسد كل حاجة. فأجاب بالكلام الإلهي "ليس بالخبز
وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله".

وجربه ثانيا بالخضوع له و"عبادته" فيعطيه كل ممالك الدنيا التي جميعها في حوزته، وقد سماه يسوع "سيد هذا العالم" (يو 14: 30).
إنها "شهوة العين" لكن يسوع الذي سبق و"أخلى ذاته، ولم يحسب ألوهته غنيمة" (في 2: 7) وأتى خاضعا تماما لإرادة
الآب الخلاصية، وانتصر على التجربة بالكلام الإلهي: "للرب وحده تسجد، وإياه وحده تعبد". والرب نفسه سيقول:
"لا يمكنكم أن تعبدوا ربين: الله والمال..." (متى 6: 24). فليتشجع أولئك المجربون بعبادة الناس والمال،
وليتحرروا من أجل كرامتهم وضميرهم.

وجربه ثالثا بإظهار عظمته إذ يرمي بذاته من على جناح الهيكل إلى الأسفل، لأن ملائكة الله سيحملونه لئلا يصطدم بحجر،
كما هو مكتوب. إنها "كبرياء الحياة". لكن الرب الذي أخفى لاهوته في ضعف ناسوته أجاب بكلام آخر من الكتاب:
"لا تجرب الرب إلهك".

8 - زمن الصوم الكبير هو زمن التغيير في العلاقات:
تغيير في العلاقة مع الذات بالصيام والإماتة كوسائل لترويض الإرادة والحواس. وتغيير في العلاقة مع الله بالصلاة والتوبة
وتصحيح مجرى حياتنا، وعيش بنوتنا لله وحفظ كرامتها. وتغيير في العلاقة مع الناس بالتصدق وأعمال المحبة والرحمة
تجاه الإخوة والأخوات في حاجاتهم، وبالمصالحة وطي صفحة الماضي مع من نحن على خلاف ونزاع معهم.
ولنسع إلى إجراء المصالحات في العائلات والمجتمع. إننا بذلك نرمم الأخوة الشاملة.

جميع أناجيل آحاد زمن الصوم الكبير تنقل إلينا آيات التغيير في الأشياء والأشخاص الذي أجراه الرب يسوع.
الماء يحوله خمرا فائق الجودة في عرس قانا الجليل؛ الأبرص يطهره؛ النازفة منذ اثنتي عشرة سنة يوقف نزيفها؛
المخلع يحييه من شلله؛ والأعمى يفتح له عينيه. كلها آيات علامات لتغيير أساسي هو تغيير الإنسان الخاطي المعبر عنه
في مثل الابن الضال، الذي بعد ندامته وتوبته وعودته والإقرار بخطيئته عند أبيه، صالحه أبوه وقال عنه "كان ميتا
فعاش وضالا فوجد". وكان الفرح والعيد.

في ختام الصوم الأربعيني ندخل أسبوع فصح المسيح، وهو سر موته وقيامته الذي يصبح سر فصحنا نحن،
إذ نموت عن عتيقنا ونقوم لحياة جديدة بنعمة سري المصالحة والقربان.

ثالثا: توجيهات راعوية
9 - كتب قداسة البابا فرنسيس في رسالة الصوم لهذه السنة أن "زمن الصوم الكبير هو علامة الارتداد إلى الله بالتوبة والغفران.
والصوم يدعو المسيحيين إلى تجسيد السر الفصحي واقعيا وعمليا في حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية،
وبخاصة بواسطة الصيام والصلاة والصدقة (عدد 3). هذه الثلاثة تشكل وحدة مترابطة ومتكاملة تصدر كلها من محبتنا لله.

1 - الصوم الكبير والقطاعة والصوم القرباني
10. بالصوم، وما يتصل به من قطاعة عن أكل اللحم والبياض، ومن إماتات، نكفر عما ارتكبنا من خطايا وزلات ونقائص
وإهمال لواجب، ونتشبه بصوم يسوع ونشترك في آلامه من أجل فداء العالم، ونكتسب مناعة للإرادة والسيطرة على الذات؛
وننتصر على تجارب الشيطان وشهوات العالم.

يدوم الصوم الكبير سبعة أسابيع، استعدادا لعيد الفصح. يبدأ في اثنين الرماد، وينتهي يوم سبت النور ظهرا.
ويقوم على الامتناع عن الطعام من منتصف الليل حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، وعلى القطاعة عن اللحوم والبياض (الحليب ومشتقاته والبيض).
يفسح من الصوم والقطاعة أيام السبوت والآحاد والأعياد التالية: الأربعين شهيدا (9آذار)، مار يوسف (19 آذار)، بشارة العذراء (25 آذار)
وشفيع الرعية. أما طيلة أسبوع الآلام من الاثنين إلى سبت النور فيبقى الصوم والقطاعة إلزاميين.

يعفى من الصوم والقطاعة على وجه عام المرضى والعجزة الذين يفرض عليهم واقعهم الصحي تناول الطعام ليتقووا وخصوصا
أولئك الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بأمراضهم المزمنة والذين هم في أوضاع صحية خاصة ودقيقة، بالإضافة إلى المرضى
الذين يخضعون للاستشفاء المؤقت أو الدوري. ومعلوم أن الأولاد يبدأون الصوم في السنة التي تلي قربانتهم الأولى،
مع اعتبار أوضاعهم في أيام الدراسة.
هؤلاء المعفيون من شريعة الصوم والقطاعة مدعوون للاكتفاء بفطور قليل كاف لتناول الدواء. ونظرا لمقتضيات الحياة وتخفيفا
عن كاهل المؤمنين والمؤمنات، تبقى شريعة القطاعة إلزامية، في الأسبوع الأول من الصوم الكبير، وفي أسبوع الآلام،
على أن يعوض من لا يستطيع الالتزام بالقطاعة بأعمال خير ورحمة.

11 - وتمارس الكنيسة القطاعة في مناسبات أخرى، وقد حصرنا كلا منها بأسبوع بما لنا من سلطان. وهي الآتية:
قطاعة الرسولين بطرس وبولس والرسل الاثني عشر (من 21 إلى 28 حزيران)، وقطاعة انتقال السيدة العذراء (من 7 إلى 14 آب) ،
وقطاعة الميلاد (من 17 إلى 24 كانون الأول).
أما قطاعة يوم الجمعة فتبقى على مدار السنة. يستثنى منها يوم جمعة أسبوع المرفع، وأيام الجمعة الواقعة بين عيدي الفصح والعنصرة،
وبين عيدي الميلاد والدنح. وتستثنى أيام الجمعة التي تقع فيها الأعياد التالية: ختانة الطفل يسوع (أول كانون الثاني)،
عيد مار أنطونيوس الكبير (17 كانون الثاني)، دخول المسيح إلى الهيكل (2 شباط)، عيد مار مارون (9 شباط)،
عيد مار يوحنا مارون (2 آذار)، عيد الأربعين شهيدا (9 أذار) عيد مار يوسف (19 آذار)، عيد بشارة العذراء (25 آذار)،
عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس (29 حزيران)، عيد الرسل الإثني عشر(30 حزيران)، عيد التجلي (6 آب)،
عيد إنتقال العذراء (15 آب)، عيد قطع رأس يوحنا المعمدان (29 آب)، عيد ميلاد العذراء (8 أيلول)
عيد إرتفاع الصليب المقدس (14 أيلول)، عيد الحبل بسيدتنا مريم العذراء بلا دنس (8 كانون الأول)،
عيد ميلاد الرب يسوع (25 كانون الأول)، عيد شفيع الرعية، عيد قلب يسوع.

12 - ويبقى التذكير بالصوم القرباني، وهو الإنقطاع عن الطعام إستعدادا لتناول القربان الأقدس خلال الذبيحة الإلهية،
أقله ساعة قبل بدء القداس الإلهي. هذا بالإضافة إلى المحافظة على حالة النعمة والحشمة في اللباس والخشوع،
واستحضار المسيح الرب الحاضر تحت شكلي الخبز والخمر.

2 - الصلاة والتوبة والرياضات الروحية
13 - زمن الصوم الكبير كمشاركة في سر برية يسوع، هو زمن قوي من السنة الطقسية، لأنه زمن العودة إلى الله
بالصلاة الفردية والجماعية، في العائلة والرعية وعبر زيارات تقوية موجهة روحيا. والعودة إليه بالتوبة عبر سر المصالحة.
فنطلب من كهنة الرعايا تنظيم أوقات إضافية والاستعانة بكهنة آخرين، لسماع اعتراف المؤمنين والمؤمنات، لكي يتمكن جميع أبناء
رعاياهم وبناتها من الاحتفال بفصحيتهم.

وبما أن "المشاركة في سر برية يسوع" هي الخروج من ضجيج العالم وهموم الحياة اليومية، ينبغي إعطاء بعض الوقت
لسماع كلام الله سواء بالقراءة والتامل الشخصي، أم بمتابعة البرامج الروحية التي تقدمها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

أما الوسيلة الفضلى لعيش العودة إلى الله فهي الرياضات الروحية في الرعايا. إننا نشدد على واجب المحافظة على هذا التقليد
الروحي وتعزيزه. فلا تقتصر الرياضة الروحية في زمن الصوم الكبير على عظة يوم الجمعة، ولا على يومين أو ثلاثة في الأسبوع.
فالرياضة الأسبوعية تملأ من كلام الله المؤمنين الصائمين عن الخبز، وتوفر لهم إمكانية الاعتراف بخطاياهم بندامة واعية،
ونيل الغفران من رحمة الله والمصالحة معه. إنهم ببمارسة سر التوبة ينالون النعمة التي تقدسهم وتعطيهم مناعة على مقاومة
تجارب الشيطان، وقوة للانتصار. هذا الواجب يثقل ضمائرنا الكهنوتية.

3 - الصدقة وأعمال المحبة والرحمة
14 - بالصدقة، عبر أفعال المحبة والرحمة تجاه الإخوة المعوزين، نعبر عن صدق محبتنا لله التي نجاهر بها قولا،
على ما جاء في رسالة يوحنا الرسول: "من كانت له خيرات العالم، ورأى أخاه محتاجا فأغلق قلبه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه؟
لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق" (1يو3: 17-18).
الصيام يساعدنا على الصدقة، لأنه يفتح قلبنا على من هم في العوز والحاجة، ويستحثنا على التشبه بالسامري الصالح الذي انحنى
لمساعدة أخيه المتألم.

15 - لذا، ندعو إلى تنظيم خدمة المحبة والرحمة في الرعايا والأبرشيات. ولأن فضيلة التضامن الإنساني تقتضي منا جميعا
مساعدة إخوتنا وأخواتنا في حاجاتهم، فإنا ندعو للمشاركة التضامنية في حملة كاريتاس لبنان السنوية (2 آذار-29 نيسان)
عملا بقرار مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الذي أقر إجراء هذه الحملة خلال الصوم الكبير، بحيث يقوم بها مندوبو كاريتاس
في الرعايا وأمام الكنائس، وفي المدارس والجامعات والمؤسسات والبلديات، وعلى الطرقات. إنها مناسبة لكي يستطيع كل واحد منا،
بحسب إمكانيته وما يجود به قلبه، تلبية دعوة الرب يسوع: "كنت جائعا فأطعمتموني، وعطشانا فسقيتموني، وعريانا فكسوتموني،
وغريبا فآويتموني، ومريضا فزرتموني، ومسجونا فعدتموني" (متى 25: 35-36).
وإنا نعبر عن تقديرنا لكل مبادرات المحبة الفردية والجماعية، ولاسيما تلك التي تقوم بها المدارس والأخويات والمنظمات الرسولية
وسواها. فالله الذي يرى كل هذا هو يعرف كيف يكافئ بفيض من نعمه وعطاياه.

الخاتمة :
16 - في ختام هذه الرسالة، أرفع معكم الصلاة إلى الله، بشفاعة أمنا وسيدتنا مريم العذراء، وأبينا القديس مارون،
كي يجعل من هذا الصوم المقدس زمنا مقبولا لديه، إذ نعيشه بمكوناته الثلاثة: الصيام والصلاة والصدقة. ونسأله تعالى نعمة العبور،
مع فصح المسيح، إلى حياة جديدة نجدد بها علاقاتنا مع الله وذواتنا ومع إخوتتنا وأخواتنا المحتاجين وجميع الناس.
هذا ما نسأله أيضا لأوطاننا: للبنان وبلدان الشرق الأوسط لينعموا بالاستقرار والسلام، ولبلدان الانتشار لتستمر في تقدمها وازدهارها.
مع محبتي وصلاتي وبركتي الرسولية".

_________________
قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9801
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Empty
مُساهمةموضوع: رسالة الصوم الكبير للبطريرك يوحنا العاشر    قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Emptyالجمعة مارس 15, 2019 7:38 am

رسالة الصوم الكبير 2019 للبطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Patriarch-youhanna-101424781456
برحمة الله تعالى
يوحنا العاشر
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
إلى
إخوتي رعاة الكنيسة الأنطاكية المقدسة
وأبنائي وبناتي حيثما حلوا في أرجاء هذا الكرسي الرسولي

أيها الإخوة والأبناء الروحيون الأعزاء،

توافينا مسيرة الصوم الأربعيني المقدس في كل عام لتلفت أنظارنا إلى الحقيقة الأسمى: إن من يسلك درب النور والقيامة
هو إياه الذي يلج قلب الله بأعمال الرحمة والإحسان والخير. الصوم هو أيضاً بامتياز فعل محبة تجاه الآخر الذي شاءه الله
في دنيانا لنعرف ذاتنا أولاً وأخيراً.

يوافينا الصوم ليعلمنا أن القيامة يسبقها ألمٌ وصليب. يوافينا ليعلمنا أن زيت الرحمة هو أجلّ ما نضمخ به نفوسنا لملاقاة المسيح الظافر.
يوافينا الصوم ليعلمنا أن النفس القائمة والمنبعثة هي إياها تلك المتخشّعة والتائبة. نحن مدعوون في هذه الفترة أن ننفض
عن كاهلنا غبار الزمن الحاضر ونمسح عن وجهنا مصاعب الدنيا ونتأمل في المسيح مصلوباً لنرى فيه كل قوةٍ وكل بأسٍ.
هذه الفترة فترة رجوعٍ إلى الذات وفترة تأملٍ في تلك المحبة الإلهية التي اتخذت كل شيء من أجل خلاصنا.

تعلمنا الكنيسة المقدسة تحضيراً للفصح المجيد سلسلةً من المعاني. تعلمنا في الآحاد المهيِّئَة للصوم أن الرب يقبل صلاة المتواضعين
دون سواهم. تعلمنا كيف نقف على شواطئ التوبة والرجوع إلى الذات وإلى الحضن السماوي. تعلمنا أن أصالة مسيرتنا تجاه
الفصح مقرونةٌ بأصالةِ وصدق مراحمنا تجاه الغير. الرحمة منا تجاه الأخ الآخر هي المدرار الأكبر للمراحم الإلهية تجاهنا.
تعلمنا أن المغفرة مفتاح نور القيامة وأن الإنسان مدعوٌّ أن يكون على مثال الغفّار الرحيم ليسلك وإياه درب قيامته المجيدة.
في هذه الأيام المباركة، نجتمع في كل كنائسنا ساجدين لرب القوات الملائكية السماوية ونسأله بشفاعات العذراء مريم التي نقيم
لها صلاة المديح أن تغرس رجاءها في قلب كل أم وتزرع في كل بيت أسس المحبة والسلام.
صلاتنا من أجل سلام هذا الشرق ومن أجل سلام العالم أجمع. وكمسيحيين من هذا الشرق، نصلي من أجل خير أوطاننا
وخير الآخر الذي نتلمّس عبره وفيه مرضاة القدوس العلي. صلاتنا في موسم الرحمة الإلهي من أجل المخطوفين،
كل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ نيسان 2013،
واللذان بقدر ما يتناساهما العالم بقدْر ما ينغرس ذكرهما في قلوبنا وبقدر ما نلتهب صلاةً وعملاً من أجل إطلاقهما وكلّ مخطوف.
صياماً مقبولاً مثمراً وفصحاً مقدساً نسأل لكم جميعاً. وليبارك الرب القدوس أبناءكم وأخصاءكم وأهلكم ولْيُعطكم من نور نعمه،
هو المبارك إلى الأبد
آمين.

صدر عن مقامنا البطريركي بدمشق
بتاريخ الثالث من آذار للعام ألفين وتسعة عشر.

_________________
قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9801
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Empty
مُساهمةموضوع: المنشور البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس   قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Emptyالجمعة مارس 15, 2019 9:04 am

المنشور البطريركي بمناسبة الصوم الأربعيني المقدس - 2019 لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 1482349719_
ܒܫܡ ܐܝܬܝܐ ܡܬܘܡܝܐ ܐܠܨܝ ܐܝܬܘܬܐ ܕܟܠ ܐܚܝܕ
ܐܝܓܢܛܝܘܣ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܟܘܪܣܝܐ ܫܠܝܚܝܐ ܕܐܢܛܝܘܟܝܐ ܘܕܟܠܗ̇ ܡܕܢܚܐ
ܘܪܝܫܐ ܓܘܢܝܐ ܕܥܕܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ ܐܪܬܕܘܟܣܝܬܐ ܕܒܟܠܗ̇ ܬܒܝܠ
ܕܗܘ ܐܦܪܝܡ ܬܪܝܢܐ ܡ̄

نهدي البركة الرسولية والأدعية الخيرية إلى إخوتنا الأجلاء: صاحب الغبطة مار باسيليوس توماس الأوّل مفريان الهند،
وأصحاب النيافة المطارنة الجزيل وقارهم، وحضرات أبنائنا الروحيين نواب الأبرشيات والخوارنة والقسوس والرهبان
والراهبات والشمامسة الموقرين، ولفيف أفراد شعبنا السرياني الأرثوذكسي المكرّمين، شملتهم العناية الربّانية بشفاعة
السيّدة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقدّيسين،
آمين.

«مَنْ عَمِلَ وعَلَّمَ، فهذا يُدعَى عظيمًا في ملكوتِ السَّماواتِ» (مت 5: 19)

1- مقدّمة: الكنيسة شعب الله الجديد
بعد تفقد خواطركم العزيزة، نقول:
تقف الكنيسة المشمولة برحمة الله العلي أمام مشهد العظة على الجبل متأمّلةً منتظرةً عريسها الآتي بعهدٍ أبديٍّ ليخطبها لنفسه،
فتتذكّر موسى النازل من جبل سيناء وفي يده العهدُ منقوشًا على لوحَين حجريَّين داعيًا الشعب العبرانيّ ليكون جماعة مختارة لله؛
ولكنّ الشعب "الصلبَ الرقبة" (خر 32: 9) لم ينتظر موسى بل أخذ يلهو ويرقص أمام عجلٍ ذهبيٍّ هو صنعه لنفسه إلهًا.
أمّا الكنيسة - "شعب الله الجديد" - فتسجد أمام المصلوب ليؤهّلها الله بنعمته لتكون له عروسًا "كنيسَةً مَجيدَةً، لا دَنَسَ فيها
ولا غَضنَ أو شَيءٌ مِنْ مِثلِ ذلك، بل تكونُ مُقَدَّسَةً وبلا عَيبٍ" (أف 5: 27). وهناك، عند جبل التطويبات، تستلم الكنيسة
من عريسها التعاليم الإلهية بصورتها الأكمل، فهو لم يأتِ لينقض بل ليكمّل (را مت 5: 17)؛ وهناك أيضًا يوصي الربّ
كنيسته قائلاً: "مَنْ نَقَضَ إحدَى هذِهِ الوَصايا الصُّغرَى وعَلَّمَ النَّاسَ هكَذا، يُدعَى أصغَرَ في ملكوتِ السَّماواتِ.
وأمّا مَنْ عَمِلَ وعَلَّمَ، فهذا يُدعَى عظيمًا في ملكوتِ السَّماواتِ" (مت 5: 19). هكذا إنّه يدعوها دعوةً لها بُعدان تلخّص
رسالتها السماوية: وهما التعليم والعمل.

2- الكنيسة مؤتمنة على التعليم القويم
الكنيسة، جسد المسيح وهيكل روح قدسه، هي المؤتمنة على حفظ وديعة الإيمان ونقلها من جيلٍ إلى جيلٍ؛ فهناك على الجبل،
يسجد للربّ الأحد عشر تلميذًا بعد القيامة، ويستلمون منه الأمانة: "اذهَبوا وتلمِذوا جميعَ الأُمَمِ وعَمّدوهُمْ باسمِ الآبِ
والِابنِ والرّوحِ القُدُسِ. وعَلّموهُمْ أنْ يَحفَظوا جميعَ ما أوصَيتُكُمْ بهِ. وها أنا معكُمْ كُلَّ الأيّامِ إلى انقِضاءِ الدَّهرِ"
(مت 28: 19-20).

وبعد أن أرسل الابنُ لهم المعزّيَ، روحَ الحقِّ، المنبثق من عند الآب، انطلق الرسلُ حاملين الإنجيل، البشرى السارة،
إلى كلّ أصقاع الأرض، كقول المزمور: "في كُلِّ الأرضِ خرجَ مَنطِقُهُمْ، وإلَى أقصَى المَسكونَةِ كلماتُهُمْ" (مز 19: 5).
هذا ما تؤكّده الكنيسة في ترنيمةٍ نرتّلها في كلّ قدّاسٍ إلهيّ قبل القراءة العامّة: "ܫܠܺܝ̈ܚܶܐ ܓܒܰܝ̈ܳܐ ܕܶܐܫܬܰܕܰܪܘ ܡܶܢ ܐܰܠܳܗܳܐ ܠܥܳܠܡܳܐ ܟܽܠܶܗ..."
وترجمتها: "إنّ الرسلَ المختارين الذين أُرسلوا من الله إلى كلّ العالم، وخرجوا يكرزون بشارة الابن بين الشعوب
وأقاصي الأرض، بشّروا بملكوت السماوات قائلين: طوبى للذين يؤمنون".

التعليم الصحيح إذًا يؤخذ فقط من الكنيسة، الأمر الذي يؤكّده مار بولس الرسول بشديد اللهجة والعبارة قائلاً:
"إنْ بَشَّرناكُمْ نَحنُ أو مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ بغَيرِ ما بَشَّرناكُمْ، فليَكُنْ ’أناثيما‘" (غل 1: 8 . وإذ إنّ المسيح أكّد لرسله بأنّه ليس معهم فقط،
بل مع جميع الذين يؤمنون باسمه بسببهم ومن بعدهم إلى انقضاء الدهر (را مت 28: 20)،
وحيث أنّه لا بدّ من تأمين عمل الكنيسةِ الرسولي بالمحافظة على الإيمان الحقّ، وَجَبَ أن ينتخب هؤلاء الرسلُ أساقفةً
خلفاءَ لهم يعتنون بكنيسة الله (را 1 تيم 3: 5)، ويختاروا شيوخًا أي كهنةً وكذلك شمامسةً يعاونونهم.

3- الأسقف معلّم الكنيسة:
"حيث يكون الأسقف، هناك تكون الكنيسة؛ كما أنّه حيث يكون المسيح، هناك تكون الكنيسة الجامعة": بهذه العبارة يحدّد
مار إغناطيوس النوراني – ثاني خلفاء مار بطرس وثالث بطاركة أنطاكية - في رسالته إلى الكنيسة في إزمير إطارَ العلاقة
بين الأسقف والرعية، موجّهًا الرعية للالتفاف حول الأسقف ومعه الشيوخ والشمامسة. ويشدّد القدّيس على المسؤولية
الموكلة للأسقف مؤكّدًا "أنّ شيئًا يتعلّق بالكنيسة لا يجب أن يُعمَل بدون إرادة الأسقف".

يقول مار بولس الرسول عن الأسقف: "يَجِبُ أنْ يكونَ الأُسقُفُ: بلا لومٍ كوَكيلِ اللهِ، غَيرَ مُعجِبٍ بنَفسِهِ، ... مُلازِمًا للكَلِمَةِ الصّادِقَةِ
الَّتي بحَسَبِ التَّعليمِ، لكَيْ يكونَ قادِرًا أنْ يَعِظَ بالتَّعليمِ الصَّحيحِ ويوَبِّخَ المُناقِضينَ" (تي 1: 7-9).
يُدرك مار بولس أنّ تعليم الأسقف ووعظه لا يمكن أن يكون فعّالاً إن لم يكن الأسقف نفسه ملازمًا للكلمة الصادقة
ومختبرًا لمفاعيلها؛ فعليه، كمعلّمٍ للكنيسة، أن يعرف ويختبر المسيح وقوّة قيامته وشركة آلامه، وأن يعظ بهذا التعليم
داعيًا الرعية إلى التعلّم من المعلّم الصالح (را في 3: 10). في الحقيقة، إنّ الأسقف – وكذلك الكاهن – لا يمكنه أن يكون
معلّمًا ولا قدوةً للمؤمنين إلاّ بالسيرة الحسنة والمثل الصالح، لأنّ "الإنسان الصّالِح مِنْ كنزِ قَلبِهِ الصّالِحِ يُخرِجُ الصّلاحَ" (لو 6: 45).

يجب علينا نحن الإكليروس – بدرجاتنا المختلفة – أن نكون حُماةً للإيمان القويم، معلّمين للرعية وساهرين على خلاصها،
خادمين كلّ عضوٍ فيها بكلّ تفانٍ ومحبّة، وكارزين بالكلمة في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ، موبّخين ومنتهرين وواعظين
بكلّ أناةٍ وتعليمٍ (را 2 تيم 4: 2). ولكن، لا يغيبنّ عن بالنا لحظةً أنّ تعليمنا - ولئن كان نابعًا من إيماننا -
لا ينفعنا ولا يقدر أن يخلّصنا، إن لم يقترن بأعمال صالحة تمجّد اسم الله القدّوس (را يع 2: 14 و17).

4- التعليم المقترن بالعمل
يدعو الربّ يسوع الكنيسةَ، بإكليروسها وأبنائها كافّةً، لتكون معلّمةً وعاملةً، ففي ذلك عمق التعبير عن محبّتها له وإيمانها به
إيمانًا عاملاً بالمحبة (را غلا 5: 6). في الواقع، إنّ الكنيسة تتعلّم من معلّمها وتقتدي به، فهو المعلّم الإلهي الصالح
الذي "كانَ يَطوفُ المُدُنَ كُلَّها والقرَى يُعَلّمُ في مجامعِها، ويَكرِزُ ببِشارَةِ الملكوتِ، ويَشفي كُلَّ مَرَضٍ وكُلَّ ضُعفٍ في الشَّعبِ"
(مت 9: 35). ورغم الاضطهاد والرفض والتآمر، فقد كان جوابه صريحًا: "أبي يَعمَلُ حتَّى الآنَ وأنا أعمَلُ" (يو 5: 17).
الكنيسة مدعوّةٌ إذًا لأن تعيش ملكوت السماوات على الأرض، وكلّ عضوٍ فيها مدعوٌّ ليكون تلميذًا للربّ، معلّمًا وعاملاً بوصاياه
لأنّ "مَنْ عَمِلَ وعَلَّمَ، فهذا يُدعَى عظيمًا في ملكوتِ السَّماواتِ" (مت 5: 19). والعمل الكنسي برمّته يهدينا
إلى بنيان الكنيسة وتحقيق ملكوت الله بين الناس.
أيّها الأحبّاء، من بين هؤلاء التلاميذ للمعلّم الإلهي، أي الأساقفة المعلّمين والعاملين في كرمه، نتذكّر هذه السنة مثلّثي الرحمة
المطرانَين مار فيلوكسينوس يوحنا دولباني مطران ماردين ومار غريغوريوس بولس بهنام مطران بغداد، بمناسبة مرور خمسين عامًا
على انتقالهما إلى الخدور السماوية (1969-2019).

5- مار فيلوكسينوس يوحنا دولباني مثالاً للعمل الرسولي
وُلد مار فيلوكسينوس يوحنا دولباني في ماردين عام 1885، وعاش راهبًا ناسكًا عاكفًا على العبادة وممارسًا أعمال النسك والتقشّف.
أوكِلَت إليه العديد من الخدمات التعليمية والإدارية داخل الكنيسة، ومن المعروف عنه أنّه كان يعتني بالفقراء والأيتام والمحتاجين على الدوام.
وفي عام 1933، عيّنه المثلّث الرحمات البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأوّل برصوم نائبًا بطريركيًّا لأبرشية ماردين
ودير الزعفران وتوابعهما، ثمّ رسمه سنة 1947 مطرانًا لأبرشية ماردين؛ فأدّى واجبه الأسقفي والرعائي بكلّ أمانةٍ واستقامةٍ،
جاعلاً نفسه مثالاً للقداسة والتقوى في وقت عاش فيه المؤمنون أهوال الحربَيْن العالميّتَيْن الأولى والثانية.
كما انصرف إلى التأليف والتصنيف والوعظ، دون أن يتخلّى عن حياة النسك والتقشف ومساعدة الفقراء التي دأب
عليها منذ صباه، إلى أن انتقل إلى الأمجاد السماوية عام 1969، تاركًا مؤلّفاتٍ عديدة تربو على الخمسين كتابًا
باللغات السريانية والعربية والتركية.

6- مار غريغوريوس بولس بهنام: مثال المعلّم الرسولي
وُلِد مار غريغوريوس بولس بهنام في قره قوش – العراق سنة 1916، ودرس اللاهوت والفلسفة، وعُيّن مديرًا لمدرسة مار أفرام
اللاهوتية في الموصل عام 1945. اهتمّ بالعلم كثيرًا، فأصدر مجلّتي المشرق ولسان المشرق حيث دبّج فيها مقالاتٍ قيّمةً
في الأدب والفلسفة واللاهوت والتاريخ الكنسي. وفي سنة 1951، أنعم عليه المثلّث الرحمات البطريرك مار إغناطيوس
أفرام الأوّل برصوم برتبة "ملفان" على أثر الأطروحة التي قدّمها إليه في موضوع علم النفس لدى مار سويريوس موسى
بن كيفا الفيلسوف السرياني (903+)، ورسمه في العام التالي مطرانًا للموصل. وفي سنة 1959،
حصل على منحة دراسية من إكليريكية الاتحاد اللاهوتية في نيويورك، فصرف فيها سنة دراسية، معرّجًا في طريق
عودته منها على بعض البلاد الغربية حيث أمضى ثلاثة أشهر بين المكتبات والمؤسسات الدينية والعلمية.
وفي عام 1960، نُقلَتْ خدماته إلى أبرشية بغداد ليكون أوّل مطران لها بعد اندثارها في القرن الثالث عشر.
وتوفي عام 1969، تاركًا مؤلّفاتٍ عديدة في التاريخ والأدب السرياني واللاهوت والفلسفة.

فيما نذكر هذَين العلمَين العملاقَين من أعلام السريان في القرن العشرين، نوصيكم بإقامة الصلوات والقداديس تذكارًا لهما
وراحةً لنفسَيهما. وإذ نتذكّر سيرتَيهما، نذكر الظروف التي عاصراها - وما أشبهها بزماننا - ونستذكر كيف عاشا
وكيف جاهدا الجهاد الحسن، فنحثّكم على الاقتداء بسيرتَيْهما، سائلين الله أن يمنحنا من الخصال والمواهب الروحية
التي أغدق بها عليهما، وأن يجعل الحكمة والغيرة من نصيبنا جميعًا، فتنعم كنائسنا وبلادنا بالسلام الموعود،
خاصّةً في شرقنا المعذّب. وفيما نحتفي بتذكار المطرانَين يوحنا (دولباني) وبولس (بهنام)، نصلّي لحبيبَينا مطرانَي
حلب المخطوفَين يوحنا (إبراهيم) وبولس (يازجي)، عسى الله يثلج قلوبنا بعودتهما سالمَين.

7- الخاتمة :
ونحن نهمّ بدخول الصوم الأربعيني المقدّس، وفيما نتأمّل بعظمة دعوة الكنيسة الخادمة للإنجيل علمًا وعملاً،
نصلّي إلى الربّ الإله مع ملفان الكنيسة مار أفرام السرياني قائلين:
"ܐܰܠܳܗܐ ܗܰܒ ܝܽܘܠܦܳܢܐ ܠܰܐܝܢܐ ܕܪܳܚܶܡ ܝܽܘܠܦܳܢܐ܆ ܘܰܠܪܰܒܐ ܕܡܰܠܶܦ ܫܰܦܺܝܪ ܥܒܶܕܳܝܗ̱ܝ ܪܰܒܐ ܒܡܰܠܟܽܘܬܳܟ:
إمنح، اللهمّ، العلمَ لمَن يحبّ العلم، والمعلّم الذي يعلّم حسنًا إجعلْه عظيمًا في ملكوتكَ". ليتقبّل الله صومكم وتوبتكم
وصلواتكم وصدقاتكم، ويؤهِّلكم لتبتهجوا بعيد قيامته المقدّسة ببهجةٍ وسرورٍ وصحّةٍ تامّةٍ، ويرحم أمواتكم المؤمنين،
بشفاعة السيّدة القدّيسة العذراء مريم والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الشهداء والقدّيسين،
وكلّ عامٍ وأنتم بخير. ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ.

صدر عن قلايتنا البطريركية في دمشق
في الأول من شهر آذار سنة ألفين وتسعة عشر
وهي السنة الخامسة لبطريركيتنا

_________________
قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9801
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Empty
مُساهمةموضوع: البابا فرنسيس في رسالته لزمن الصوم 2019   قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Emptyالجمعة مارس 15, 2019 9:24 am

البابا فرنسيس في رسالته لزمن الصوم 2019:

قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 Papafrancisco-paramento_20140322104058102108

ليكن لنا الصوم الكبير إعادةً لمسيرة المسيح عينها


تحت عنوان "الخَليقَة تَنتَظِرُ بفارِغِ الصَّبرِ تَجَلّيَ أبناءِ الله" (روم ٨، ١۹) صدرت  رسالة قداسة البابا فرنسيس لزمن الصّوم
لعام ٢٠١۹ كتب فيها:
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، كلّ عام، من خلال أمّنا الكنيسة، "يمنح الله مؤمنيه الفرصة للإستعداد لاحتفالات
عيد الفصح بفرح ومتجدّدين بالروح، لكي ينهلوا من سرّ الفداء ملء الحياة الجديدة في المسيح" (مقدّمة الصوم الكبير 1).
وبهذه الطريقة يمكننا السير، من فصح الى آخر،نحو تحقيق الخلاص الذي نلناه من خلال سرّ المسيح الفصحيّ:
"لأننا في الرَّجاءِ نِلنا الخَلاص" (روم 8، 24).
إن سرّ الخلاص هذا، الذي يعمل فينا منذ الآن خلال حياتنا الأرضية، هو عملية ديناميكيّة تشمل التاريخ والخليقة بأسرها.
يقول القدّيس بولس: "الخَليقَة تَنتَظِرُ بفارِغِ الصَّبر ِتَجَلّيَ أبناءِ الله" (روم 8، 19).
من هذا المنطلق، أودّ أن أقترح بعض النقاط للتأمل لترافق مسيرة توبتنا في زمن الصوم المقبل.

تابع البابا فرنسيس يقول إن الاحتفال بعيد الفصح، بآلام وموت وقيامة المسيح، ذروة السنة الليتورجية، يدعونا في كلّ مرّة
الى عيش مسيرة تحضير،
مدركين أن تشبّهنا بالمسيح (را. روم 8، 29) هو عطيّة من رحمة الله، لا تُقّدّر بثمن. إذا عاش الإنسان كإبن لله، إذا عاش كإنسانٍ مُخَلَّص،
ينقاد للروح القدس (را. روم 8، 14) ويعرف كيف يدرك ويطبّق شريعة الله بدءاً من تلك المطبوعة في قلبه وفي الطبيعة،
فهو يصنع الخير أيضًا للخليقة، ويساهم في فدائها. لهذا السبب -كما يقول القدّيس بولس- إنّ الخليقة تتشوّق إلى تجلّي أبناء الله،
أي إلى أن يعيش أولئك الذين يتمتّعون بنعمة سرّ يسوع الفصحيّ ثماره بشكل كامل، بهدف الوصول إلى تحقيق نضجهم الكامل
في افتداء الجسد البشريّ نفسه. عندما تتجلّى محبّة المسيح في حياة القدّيسين وتغيّرهم –على نطاق الروح والنفس والجسد-فإنهم يسبّحون الربّ؛
ومن خلال الصلاة، والتأمّل، والفن، يشاركون المخلوقات في هذا أيضاً، كما يعبّر القدّيس فرنسيس الأسّيزي بشكل مثير للإعجاب
في "نشيد المخلوقات" (را. الرسالة البابوية العامة كُنْ مُسَبَّحًا، 87). ولكن في هذا العالم، لا يزال التناغم الذي يولِّده الفداء مُهدَّدًا
على الدوام بسبب قوّة الخطيئة والموت السلبية.

في الواقع، أضاف البابا يقول عندما لا نعيش كأبناء لله، فإننا غالباً ما نقوم بتصرفات مدمّرة تجاه القريب والمخلوقات الأخرى -
ولكن أنفسنا أيضًا تجاه - معتبرين، بشكل أو بآخر، أنه بإمكاننا استخدامها كما يحلو لنا. ومن ثم، يتغلّب علينا الإسراف،
مما يؤدّي إلى نمط حياة ينتهك الحدود التي تحتّم علينا ظروفنا البشرية والطبيعة احترامها، فننقاد إلى تلك الشهوات غير المنضبطة
والتي تُنسب إلى الأشرار في كتاب الحكمة،أو إلى أولئك الذين لا يعتبرون الله كنقطة مرجعيّة لأعمالهم، وليس لديهم رجاء
في المستقبل (را. 2، 1- 11).
إذا لم نكن منبسطين باستمرار نحو الفصح ونحو أفق القيامة، فمن الواضح أن منطق "الحصول على كلّ شيء وعلى الفور وطلب المزيد
على الدوام" سوف يفرض نفسه في نهاية المطاف.

تابع الحبر الأعظم يقول نحن نعلم أن سبب كلّ شرّ هو الخطيئة التي، منذ ظهورها بين البشر، قد قطعت الشركة مع الله ومع الآخرين ومع الخليقة،
الذين نرتبط بهم في المقام الأوّل من خلال جسدنا. وبفعل انقطاع الشركة مع الله، تدمّرت العلاقة المتناغمة بين الإنسان والبيئة التي دُعي للعيش فيها،
بحيث تحوّلت الحديقة إلى صحراء (را. تك 3، 17- 18). إنها خطيئة تقود الإنسان إلى اعتبار نفسه إله الخليقة، والسيّد المطلق
وبالتالي لا يستخدمها للغرض الذي يريده الخالق، بل لمصلحته، على حساب المخلوقات والآخرين. عندما يتمّ التخلّي عن شريعة الله، شريعة المحبّة،
ينتهي الأمر بهيمنة قانون الأقوى على الأضعف. والخطيئة التي تسكن في قلب الإنسان (را مر 7، 20- 23) -وتتجلّى من خلال الجشع،
والتوق إلى رفاهية مفرطة، وعدم الاهتمام بخير الآخرين، وفي كثير من الأحيان بالخير الخاص- تؤدّي إلى استغلال الخليقة، والأشخاص والبيئة،
وفقاً للجشع الذي لا يشبع، والذي يعتبر كلَّ رغبةٍ حقًّا، والذي عاجلاً أم آجلاً سيدمّر أولئك الذين يهيمن عليهم.

لهذا السبب، أضاف الأب الاقدس يقول فإن الخليقة هي بحاجة ماسّة إلى أن يظهر أبناء الله، أولئك الذين أصبحوا "الخليقة الجديدة":
"إذاً إنْ كانَ أحَدٌ فِي المَسِيحِ، فَهُوَ الآنَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. النِّظامُ القَدِيمُ قَدِ انتَهَى، وَها كُلُّ شَيءٍ قَدْ صارَ جَدِيداً (2 قور 5، 17). بالواقع،
وبفعل ظهورهم، يمكن للخليقة نفسها أن "تحيا" الفصح أيضًا: الانفتاح على سماء جديدة وأرض جديدة (را. رؤيا 21، 1).
والمسيرة نحو عيد الفصح تدعونا إلى تجديد وجهنا وقلبنا كمسيحيّين من خلال التوبة والارتداد والمغفرة لكي نعيش غنى نعمة السرّ الفصحيّ بأسره.

تابع البابا فرنسيس يقول إن "نفاذ الصبر" هذا، وانتظار الخليقة هذا سيتحقق عند ظهور أبناء الله، أي عندما يدخل المسيحيّون وجميع البشر بشكل حاسم
في هذا "المخاض" الذي هو التوبة. فالخليقة بأسرها مدعوّة معنا للتحرّر "مِنْ العُبُودِيَّةِ لِلفَسادِ، وَالتَمَتّعَ بِالحُرِّيَّةِ المَجِيدَةِ الَّتيْ لِأبناءِ اللهِ" (روم 8، 21).
إنَّ الصوم الكبير هو علامة أسراريّة لهذا التحوّل؛ ويدعو المسيحيين لكي يجسّدوا بشدّة وبطريقة ملموسة السرّ الفصحيّ في حياتهم الشخصيّة والعائليّة
والاجتماعيّة، لا سيما من خلال الصوم والصلاة والصدقة.

الصوم، أضاف الأب الأقدس يقول، هو أن نتعلّم كيف نغيّر موقفنا تجاه الآخرين والمخلوقات: من تجربة "التهام" كلّ شيء لإشباع جشعنا،
إلى القدرة على المعاناة محبّةً بالآخرين، القادرة على ملء فراغ قلوبنا. الصلاة كي نعرف كيف ننبذ عبادة الأنا والاكتفاء الذاتي،
وكي نعترف بأننا بحاجة إلى الربّ وإلى رحمته. والصدقة كي نبتعد عن حماقة العيش وجمع كلّ شيء لأنفسنا، في وهمِ ضمانِ مستقبلٍ لا نملكه.
وهكذا نعاود اكتشاف فرح التدبير الذي وضعه الله في الخليقة وفي قلوبنا، ألا وهو أن نحبّه، وأن نحبّ إخوتنا وأخواتنا والعالم كلّه،
وأن نجد في هذا الحبّ السعادة الحقيقية.

وختم البابا فرنسيس رسالته بمناسبة زمن الصوم بالقول أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إن "الصيام الأربعيني" لابن الله هو كناية عن دخوله
صحراء الخليقة ليعيدها إلى ما كما كانت عليه قبل الخطيئة الأصليّة، أي إلى حديقة الشركة مع الله (را. مر 1، 12- 13؛ أش 51، 3).
ليكن لنا الصوم الكبير بالتالي إعادةً للمسيرة نفسها، لكي نحمل رجاء المسيح أيضاً إلى الخليقة، التي سوف "تَتَحَرَّر مِنْ عُبُودِيَّتِها لِلفَسادِ،
وَتَتَمَتَّعَ بِالحُرِّيَّةِ المَجِيدَةِ الَّتيْ لِأبناءِ اللهِ" (روم 8، 21). لا ندعنّ هذا الوقت المناسب يمرّ عبثا! بل لنسأل الله أن يساعدنا على القيام بمسيرة
ارتداد حقيقيّ؛ ونتخلّى عن الأنانية، وننظر إلى أنفسنا، وننتقل إلى فصح يسوع. لنقترب من الإخوة والأخوات الذين يمرّون بصعوبات،
ونتشارك معهم بخيراتنا الروحيّة والمادّية. وهكذا، بقبولنا لانتصار المسيح على الخطيئة والموت في حياتنا العمليّة، سنجذب أيضاً
على خليقته قوّته المحوّلة.

_________________
قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
 
قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جوائز نوبل لعام 2019
» مابين مي وجبران حب ورسائل
» تختلف الكنائس حول نوع الخطية وآلية الغفران
» اجتماع اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي
» بيان صادر عن رؤساء الكنائس المسيحية في دمشق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم الديني }000 :: أصــدقاء الكنيسة والكتاب المقدس-
انتقل الى: