الديك الفلتان والديك المربوط

يقول الشاعر المرحوم نزار قباني في مطلع إحدى قصائده
في حارتنا ديك سادي سفاح
ينتف ريش دجاج الحارة كل صباح
ينقرهن يطاردهن يطاجعهن ويهجرهن ولا يتذكر أسماء الصيصان
في حارتنا ديك يصرخ عند الفجر كشمشون جبار
يطلق لحيته الحمراء ويقمعنا ليلاً ونهار
يخطب فينا…… ينشد فينا…… يزدي فينا
فهو الواحد وهو الخالد وهو المقتدر الجبار
...
وبما أني أخترت عنوان الموضوع الديك المربوط والديك الفلتان فالظاهر أن الشاعر المرحوم نزار قباني يقصد
في كلامه الديك الفلتان وذلك بالمعنى المجازي للكلمة لذلك وجب التنويه ..
أما عن أي حارة يتكلم فقد باتت الحارات بتعريفها العامي واللغوي عديدة جدا ..فكل فرد أصبح يحق له أن يشكل حارة
لنفسه على الأنترنيت ويكون فيها ديكا .
ومابين الواقع والخيال ومابين المعنى المجازي والواقعي لتصرف الديك لابد أن نبدأ بالواقع ..فقد كنت أعيش في حارة فيها
بعض الزواريب الضيقة وبعض الزواريب العريضة وكانت بيوت تلك الحارة بيوت ريفية واسعة وشرحة ومنها كان مسور بسور
ومنها كان بلا سور ومعظم البيوت في ذلك الحين كان لديها أكثر من مدخل إليها ..وكان يعيش في الحارة وبجوارنا رجل
حكيم وداره واسعة جدا ولها عدة مداخل ،فالمدخل الغربي كان واسعا جدا وبلا باب والمدخل الشرقي له باب
يطل على الحارة .. كان ذلك الرجل الحكيم النشيط كبقية أفراد القرية يربي في داره معظم الحيوانات الأليفة ، أبقار،
أغنام وماعز ،ومعظم أنواع الدواجن والأرانب والحمام . وكان في الدار كلب حراسة أمين ..والدجاجات في الدار كان معها
ديك كبير الحجم بعرف طويل ومنقار حاد..كان بعض سكان الحارة يذهبون صباحا من أجل شراء الحليب من عنده ..
فكان صباحا يبعد كلب الحراسة الأمين عن الأنظار حتى لايسبب أية مضايقة لمن يدخل ويخرج من أجل شراء الحليب .
ولكن لاحظ البعض أن هناك مشكلة أخرى ..بأن ذلك الديك الفلتان مع الدجاجات في أرض الدار قد بدأ يقلد ماكان
يفعله كلب الحراسة .وحاول الديك عدة مرات أن يهاجم من يدخل الدار وبشراسة ،وربما أصبح يرعب البعض ففي
أحد الأيام هاجم أمرأة أدى إلي نقلها للمستشفىمن شدة الجرح الذي سببه لها ..
وهنا أحتار صاحب الديك وهو الرجل الحكيم الوقور ..هل يربط الديك كما كان يربط كلب الحراسة أم يتركه فلتان
يرعى مع بقية الدجاجات في أرض الدار الواسعة ..وبما أن صاحب الدار كان لديه من الأبقار والأغنام للتجارة
كان له صداقات مع بعض رجالات القبائل البدو الذين يزوروه من فترة لأخرى ..وفي أحد الأيام زاره أحدهم فشعر
بالخوف من حركات الديك ..وبعد أن شرب قهوته قال له يا أبو فلان لا أعرف ماذا أشير عليك بالنسبة للديك .
.إن تركته فلتان سيسبب مضايقات للناس التي تزورك وإن ربطه أو قيد حركته فأخاف أن الناس ستحكي عليك ..
وستقول أبو فلان في دار واسعة جدا ربط الديك وقيد حركته . وهذا يشبه تماما عندما زارنا أحد تجار الخراف من المدينة
عندما أتى إلينا إلينا إلى البادية . فعندما جلس على الأرض العشبية في الطبيعة أخذ يقطع الأعشاب بيده ويرميها
على الأرض طيلة فترة جلوسه أما نحن البدو نلامس الحشيش براحة اليد لكي ينمو لكي تتغذى عليها الخرفان .
وعندما قلت له لماذا ياشريكي تفعل هكذا بالعشب . فأجابني وهل أنت تملك العشب الذي في البادية .فالعشب
للجميع وأنا حر أعمل فيه كما أشاء ، فأخاف أن أنصحك بالنسبة للديك فتقول لي دبر حالك من تاجر الخرفان الذي يزورك .
لذلك الديك ديك وأنت أعلم كيف تتصرف معه دون أن يضايق الداخل والخارج إلى دارك لأن المثل يقول تبدأ حريتك
عندما تنتهي حرية الأخرين. فرد عليه الرجل الحكيم بقوله ولماذا لاتقول بأن الناس سوف تحكي على فلان
وفلانة أيضاً لأنهم يخافوا من ديك ذو عرف طويل . ياشريكي إرضاء الناس غاية لاتدرك ..غادر الرجل البدوي
وبقيت قصة الديك معلقة . هذه القصة من الواقع منذ حوالي أربعين سنة مضت .
وخلال الأربعون سنة الماضية رحل بعض الناس وتركوا الحارات وأستقروا في مناطق مختلفة من هذا العالم
الواسع ..في البدء كان أتصالاتهم بالرسائل والهواتف ..ونسي فيها البعض معنى الحارة والطيبة والمودة
التي كانت بين الجيران والقعدات الجيرانية وكثير من الألعاب الطفولية وجلسات العجائز أمام باب الدور وعودة
الأغنام من الرعية عند العصري والعجين والخبز ..وحتى كلمة صباح الخير ياجار ..وبعد أن جاءت الأتصالات عبر
الأنترنيت ومن ثم مواقع التواصل الأجتماع وبدأت الناس في هذا العالم الواسع تلتقي وتتواصل من جديد على
مبدأ أن الأنترنيت جعل العالم قرية صغيرة .والقرية الأنترنتية الصغير ومواقع التواصل الأجتماعي لامعنى لهما عند
البعض إلا إذا كونوا لأنفسهم حارات والحارات بدون ديوك ذو أعراف طويلة لامعنى لها عنده لأنهم دوماً يتذكرون
قصيدة الديك للشاعر المرحوم نزار قباني ..ونعود من جديد مع البعض لقصة ديك الحارة ذو العرف الطويل
والمنقار الطويل وبما أن الشاعر المرحوم نزار قباني أستخدم المعنى المجازي للديك فإذا نحن أمام كلام
شعري أدبي وثقافي وهنا لأكمل موضوعي عن الديك أتذك مقولة شهيرة للأديب العربي توفيق الحيكم
في مقالته المشهورة "الإنسان العربي لديه عقدة مركبي النقص والغرور" فهو يعتبر نفسه عالم بكل شيء
وهذه من عقدة غروره .. وبنفس الوقت هو ينقصه كل شيء وهذه من عقدة نقصه ..
وهنا خطر على بالي قصتين لبعض الديوك في الحارات الأنترنتية للتواصل الأجتماعي. :
الأولى حصلت عندما كان الرئيس الدكتور محمد مرسي يجري لقاء مع إحدى المحطات الفضائية الأجنبية
وتكلم بالأنكليزية في حينها كان لأحدهم حارة على موقع التواصل الأجتماعي ومن خلف طاولة المحاسبة
في ستور الذي يبيع فيه مشروبات كحولية كما يبدو في صورته وجه تعليق لاذع جداً يتمسخر فيه من اللغة
الأنكليزية التي تكلمها الدكتور محمد مرسي. وهذه الطريقة في الكتابة هي من طبيع كل الديوك ذات الأعراف
الطويلة , وبدون أن نتدخل في السياسة أو في الديانة. نحن بشر ولابد لنا من أن نعترف بما يسمى التطور العلمي
والمعرفي للإنسان ..فالطفل يولد ولاينطق ومن ثم يتعلم بعض الكلمات من والدته وبعدها يأخذ مرحلة طويلة
من حياته وهو يتعلم تحت إشرا معلميه الذين يتفوقون عليه بدرجات في العلم والمعرفة إلا أن ينهي دراسته
الجامعية ومن ثم ينتقل الى الحياة العملية بالشهادة التي يحملها .. والشهادة هي ليست كل شيء في الحياة
ولكنها أقرت من ناس حكماء لديهم العلم والمعرفة ..فالإنسان الذي يولد عبقري ليس بحاجة لأن يذهب ويتعلم .
أما الديك الذي كان صوصا لابد له أن يتعلم ..فإذا كان الدكتور مرسي قد تعلم دراسة الهندسة وأكمل دراسة
الدكتواره وحصل عليه من جامعات أمريكا في حماية محركات مركبات الفضاء ومن ثم دَرَّس لعده سنوات في
جامعات أمريكا ..إذاً إذا يمكن أن القول أن اللجان العلمية المختصة أقرت بأنه متكامل في لغته الأنكليزية من أجل
الدراسة والتدريس..إذا كيف لعامل في ستور أن يتجرأ من أنتقاده عندما تكلم الأنكليزي في الجامعات الأمريكية..
العمل ليس عيبا مهما كانت طبيعته فبولس الرسول عمل خياطا لبيوت الشعر وبطرس الرسول كان صياد سمك..
وكانا متواضيعين جدا ..أما العيب أن يتمسخر عامل ستور من رجل يتفوق عليه علما وعلوما وتواضعا
ولو كان الشاعر المرحوم نزار قباني حياً لأعاد كتابة قصيدة الديك ليضيف إليها هذا النوع من الديوك الفلتانة .
ـ والثانية حصلت عندما كاتب صحفي وسياسي كبير أمضى عمره في كتابة المقالات السياسة والأجتماعية في
الصحافة ومعروف عنه فصاح لسانه وواقعيته ولايكتب الكلمة إلا بعد تدويرها عدة مرات لتناسب المقال ..
في إحدى المرات كتب مقالا أجتماعيا لما شاهدته عينه يص فيه وضع أجتماعي معين لعائلة دون أن يذكر
أي أسم ..وترك للقارىء أن يبدي رأيه بالوضع الأجتماعي الذي تعيشه العائلة..
أحدهم نقل المقال إلى صفحته أو حارته الأنترنتية ولم يترك كلمة سيئة وبذيئة إلا وكتبها عن الكاتب .
وأحد الديوك على صفحته علق: ووصف الكاتب الصحفي بأنه نذل ..طبعا المقال المطلوب فيه إبداء الرأي بالوضع
الأجتماعي فيه الذي تعيشه العائلة وليس إبداء الرأي بالكاتب لأن الكاتب صور في مقاله ماشاهدته عينه..
أنا شخصيا لا أعرف من هو صاحب الصفحة أو الحارة الأنترنتية ولكن أعرف جيدا الديك الثاني الذي علق جيدا
فقد كان مدان سابقا بقضية أغتصاب ..وهنا الديك مجازية كما أستخدمها الشاعر نزار قباني..
ولكن سألت بطريقتي الخاصة من مصدر موثوق به عن الديك الذي وضع المقال على صفحته وكتب الكلام البذيء
عن الكاتب ..فكان الجواب ،هو شخص متهرب من خدمة العلم وملاحق أمنيا ، وملاحق قضائيا بقصة دعارة
ومخدرات وديون مالية مترتبة عليه ..وهو هرب من بلده ودخل إلى بلد أجبني بشكل تهريب وإقامته هناك لاقانونية ..
رحم الله روح الشاعر الكبير نزار قباني الذي كتب قصيدته عن قصة ديك فلتان ..
ورحم الله روح ذلك الرجل الحكيم صاحب الديك الفلتان في داره ليحمي وينبه أهل الدار في حالة قدوم شخص ما ..
ورحم الله إنسان حي لايعرف حدود حريته وإنسانيته في هذه الحياة
الله خلقه إنسانا في هذه الحياة ولكن هو يرغب أن يعيش فيها كديك فلتان ..

الديك الفلتان والديك المربوط 3319568530

_________________
الديك الفلتان والديك المربوط 2-1410

الورقة التي لم تسقط في فصل الخريف
(خـــائنة) في عيون أخـواتها
(وفيــــة) في عين الشـجرة
(متمردة) في عيون الفـصول
الكل يرى الموقف من زاويته !
فلا تحاول ارضاء الجميع .. لا بد من منتقد

vthank

أنا من كثر ما بوجعني راسي من كلام الديوك ،بجي لهنا اكتب كلمتين او اضيف اغنية وبروح ..مابعمري قريت هنا كلمة زايحة
يعني كيف اللي بيسمع فيروز او صباح فخري او ام كلثوم ممكن يكتب هيك كلام .صورة الديك المربوط معبرة
vthank

عوجا عوجا عوجا ....
اكيد فيك تجمع شي ألف معلقة شعرية في تلك الحارات وكل واحد فاتح سوق عكاظ وعم بعيط ..وسبحان الله هالسوق مابتسكر ..

هناك رسام يرسم صوره الوجه بقلمه وهناك كاتب يرسم الواقع بقلمه ، فلو رغب أحدهم أن يرسمه الرسام فسيعتب
على الرسام اذا لم تكن صورته المرسومة مطابقة لوجهه ، ولكن لما العتب على كاتب يرسم واقع اجتماعي بقلمه.

الديك الفلتان والديك المربوط 316658

يمكن خلال 10 دقائق أن تجمع 10 معلقات شعرية على تلك الصفحات فيها مليون خطيئة وبرأس القصيدة كل واحد مسمى حاله شاعر .
والبقية مو ضروري نحكي عنه ونوسع نطاق الحارات والصريخ بلا وعي .

vthank

» الديك والدجاجات الثلاث
» أستمع إلى نزار قباني
» الفنان علي الديك.الانطلاقة الصاروخية كانت مع "الحاصودي"