هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 ديوان بوح اليراع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


علم الدولة : Syria
المشاركات : 273
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 08/02/2007

ديوان بوح اليراع  Empty
مُساهمةموضوع: ديوان بوح اليراع    ديوان بوح اليراع  Emptyالأحد يوليو 11, 2010 5:49 pm

ديوان بوح اليراع  Bogy

ديوان بوح اليراع  Bog1

مقدّمة

عندما سباني وحي الشِّعر للمرة الأولى…شعرت بنشوةٍ
تسري في عروقي لتتحول في كل خلية من خلايا جسدي
إلى حرف …ثم كلمةٍ ثم قصيدة…لم أدرك حينها مصدر أو
ماهيّة ذاك الشعور الغريب الذي بات يعتصر قلبي
ومخيّلتي نازعاً منها روح الحياة… متجسّداً فوق ورقةٍ …
أو قصاصة صغيرة… بأبيات لا أستطيع الآن أن أدعوها
شعراً لما فيها من اختلال في الوزن العروضي .
جلّ ماخطر على بالي حينها قول لأحدهم بأن الشعر
نقمة على صاحبه… يقلب نهاره ليلاً … وليله نهاراً …
يقرّح جفنه ويقضّ مضجعه… ويردي به في نهاية المطاف .
… وكانت البداية… وبدأت المعاناة تتجلى بصورتها الحقيقّية…
ولكنّي ورغم ذلك ما تقاعست يوماً عن استقبال ذلك الضّيف المعذّب…
وفي أية ساعةٍ شاء … ومهما كانت حالتي النفسية ...
أو الصحيّة … إلى أن صرت وإياه صديقين لا نفترق
إلا حين يرثي لحالتي فيدعني أستسلم للنوم لساعاتٍ قليلةٍ
يطوف خلالها أحلامي ليعودني صباحاً بحجّةٍ جديدةٍ يبرّر بها سبب زيارته …
ومرّت على صداقتنا أعوامٌ كثيرةٌ ولا زلت حتى الساعة
لاأستطيع أن أفهم مزاجه وتقلباته… ولكننّي أحببته رغم كل شيء…
عشقت سهره وآلامه ولياليه المضنية…
بل ازددت ولعاً به في زمانٍ بات فيه الصدق تملقاً…
والعشق حلّة قديمة مرميّة في خزائن مغبّرة …
ننفض غبارها حيناً لنستخدمها في حفلات الخداع والمراوغة …
بالشّعر وحده دخلت رياض النقاء والعذوبة والأصالة …
فحوّلت الفقر والجوع والقتل والدمار والظلم والخيانة…
إلى مدينة فاضلة تنأى عن سمائها أدران الظلام …
وواجهت مصاعب الدنيا … وأنا لا أملك إلاّ دفتراً من الأمل
ويراعاً من الصدق مع الذّات كلّما نضب مداده أترعته
بقطراتٍ من دمي أو دموعي …
بالشعر وحده قبّلت خدّ محبوبتي ولثمت رضاب شفتيها …
واختصرت لها روعة الكون وعظمته
في جوريّة دمشقيّةٍ زرعتها بين خصلات شعرها…
حتى أمست مشاعر الغضب والكره عندي … عتاباّ رقيقاً …
أو صرخةً صادقةً… أو رجاءً واسترحاماً ونجوى …
أحبّتي لقد اخترت مجموعتي هذه من قصائد كثيرة وحاولت قدر الإمكان
أن تكون منوعة في مواضيعها وبحورها … وقوافيها…
علماً أن الطابع الغزلي هو السمة الغالبة فيها…
وقلّما هّمني شكل القصيدة التي سأصوّر بها أخيلتي ودفقتي الشّعرية …
طالما أن هناك إطاراً فنياً سأرسم ضمنه لوحتي …
ولكن هذا لم يمنع أن تكون الصفة الغالبة على ديواني
هي الصفة الاتباعيّة " الكلاسيكية " انطلاقاً من إيماني
بقدرة لغتنا العربية في كل زمان ومكان على تجسيد أحلى الصّور
حتّى باستخدام ألفاظ أصبحت منسيّة في صفحات المعاجم
وبات من الحريّ بنا إعادة رونقها ونفض غبار السّنين عنها…
لأنها دم يسري في عروق كل عربيّ أصيل.
أتمنى أن ينال ديواني المتواضع هذا جانباً من إعجابكم …
علماً أنّ كل ما ورد في حديثي وقصائدي وجهة نظر شخصيّة
في العشق والجمال والطموح والأماني
وهي قدتصيب في مواضع لتخطئ في أخرى …
وجلَّ سبحانه وتعالى الذي لا يخطئ أبداً .
أخيراً لكم منّي فائق الشكر والاحترام .

الناشر

ص: ٥
***********
الإهداء

*وطني الحبيب وقائده الرّمز الدكتور بشّار حافظ الأسد ....

هاكَ القلوبَ ..قلوبَ الناس ِفي بلَدي
فانهض.وحرر.بِعونِ الواحدِ الأَحَدِ

* الرجولةِ والشّهامة : أبي
زرعتَ فينا من العَلياءِ ماملكت
كفَّاكَ..فابشِر بعمري اليومَ إن تُرِدِ

*حنان السّماء وطهرها : أُمّي
لو كانتِ الروحُ تُهدى مابخلتُ بها
فدىً لعينيكِ يا أمّاه للأبدِ

* تَوأم الروح : أخي جورج
مُذ شئتُ وصفَكَ أَعيا العجزُ قافيتيّ
يا تَوأمَ الرّوحِ يا مَن قُدَّ من كبدي

* رفيق القلبِ ..: أخي فاضل
أنتَ الصّديقُ..فطوبى للّذي عبقَت
بهِ الشغافُ فصارَ النبضَ في جَسَدي جَسَدي

* بسمة الجِنان وطهر الملائكة : أختي جورجيت
سوّاكِ من دمعةِ الأَزهار أغنيةً
يا بسمةَ الصُّبح في تَشويدِهِ الغَرِدِ

* إلى من ستجدُ نفسها في كلِّ حرفٍ من حروف قصائدي:؟!
واللهِ ما عافَ قلبي عشقَكم أَبداً
رغمَ الجفاءِ..ورغمَ الصَدِّ والكَمَدِ

-----------
المهندس : جون عبد المسيح المحو
حمص – فيروزة
في 24/3/2003

ص: ٩
**********

**********************
رعاكَ اللّه

إلى سليل المجد.. وليث العروبة.. سيادة الرئيس الدكتور
" بشار حافظ الأسد "



في أرضِ يعربَ عادتِ الأنوارُ
و تفتحّت في روضها الأزهارُ

من بعدِ حزنٍ بتَّ أكبادَ الورى
لغيابِ حافظَ.. جاءَنا" البشّارُ"

رضع اللّبانَ "الحافظيَّ" معتقاً
في قلبِ بيتٍ عشقُهُ الثوارُ

ليثٌ ..سليلُ المجدِ شهمٌ ما انحنت
له هامةٌ..مستبسلٌ ..مغوارُ

بعثيُّ نبضٍ ..يعربيُّ عقيدةٍ
مستعصمٌ..عذبُ النهى..مئثارُ

أنعم بمن سكن القلوبَ - شغافَها
أنعم بمن باهت بهِ الأقدارُ

أنعم بمن حَملَ اللّواءَ متابعاً
دربَ النضالِ ..فزغردي يا دارُ

سطّر أبا الأبطال ملحمةَ العلا
من خلفك الفرسانُ .. والأحرارُ

تفديكَ بالمهجاتِ إن جنّ الوغى
ويصونُ دربَك واحدٌ قهّارُ

سَنُعيد يافا.. والخليلَ..وقدسَنا
ما هان حقٌّ صارخٌ مِجهارُ

ماخلّفَ الضّرغامُ إلاّ قسوراً
فانهض – رعاكَ الله - يا بشّارُ

ص: 12
********
لعبةُ العشق

إن شئت فارحلي … دون أن تحاولي نكأ جرحٍ سببته خيانتك للعهد


لولا جفاؤك ما شفّ الجوى غزلي
ولا استفاقت من الأحلام أشعاري

ولا ترجَّل عن عرشي ملاككم
ليوقظ البؤس في أوصال أقماري

ولا ترنّح قلبي ظامئاً ثملاًً
من خمرةٍ عتِّقت في جام آثاري

تأزّف1 الكون حتى بتُّ أمقته
وأدّني2 اليأس حتّى نال أفكاري

أساهر اللّيل أفضي للذرا أودي3
وألثم النّارَ كي أطفي بها ناري

فيكبر الحزن فيّا ميقظاً نغماً
من التّعاسة ملّت منه أوتاري


من لاعج الشّوق في التأمور4 أذرفه
دمعاً هموعاً يجلّي كُنه أسراري

هلاّ ذكرت زماناً كان يسكرنا
أيام كانت خمور الثّغر سمّاري

تفيض أرياً5 تلظى من لمى شفةٍ
ليبعث الدفء في لحني وأشعاري

أيّام كنّا نصيخ السّمع في رهفٍ
لهمسة القمح في آذان أيّار

أيّام صغتك ألحاناً منمنمةً
وزنت حسنك بالمرجان والغار

حتّى تغنّت بك الأطيار في دلـهٍ
سكرى تهدهد في حبٍّ وإكبار

ياما أُحيلاهما:الصّبح مبتهجٌ
والشّمس قد طنبت في فيء نوّاري

ياما أحيلاهما: الخِّل مستمع
والوُرْقُ قد هدّلت في لحن مزماري

هيهات ترجع بسمات لنا أزفت
من سحرها جنبات البيت والدّار

هيهات ترجع جؤناتٌ بها عصرت
أعناب ثغرك مسكاً دون عطّار

ياويح قلب صبورٍ مدنفٍ كلفٍ
وزاده كلفاً في العشق إصراري

فشفّني اليوم وجد كاد يقتلني
يجول بين حنايا النَّفس بالنّار

ألقى عصا سفر في كلكلي وغفا
في فيء ضلعٍ حنت من حمل أوزاري

إنّي أعيذك من ناري ومن عتبي
يارحلة الأمس في أحشاء أسفاري

لمّي مشاعرك السّوداءوارتحلي
لاتنكئي الجرح قد أطفأت أنواري

فلعبة العشق ماراقت لكم أبداً
ودمية العيد قد باتت بلا شارِ

---------------
1 تأزف المكان : ضاق وكذلك أزف .
2 أده الأمر: أثقله ..
3 الأود : الكد والتعب .
4 التأمور : القلب أو غلافه .
5 الأري : العسل .

نشرتها جريدة العروبة في 11 / 12 / 1996

ص: ١٧
***************
ترب الندى

تربُ الندى ، عذب اللمى في ريقها
مسك الرّضاب لعُرفِ شفّتها اعتلى

فأريج خدّيها سلافة مغرمٍ
في جام مرمرَ قُطّرَت حتى امتلى

ومدام نهديها تعتّق في الهوى
وأديمها في نشره ضاع الحلا

أمّا الضفائر في اللّيالي هيكلٌ
للعاشقين … وخلوةٌ لمن اختلى

والعين وسنى والكرى في جفنها
والرمش من عتم الدجى قد كحّلا

والقدُّ ميّاس إذا عصف الهوا
أعطافه نشرَ النّدى ما استبخلا

إن حدّثت قد هدهدت لحن الغوى
أو أطرقت فاللّحظ منها عندلا

عود الأراك لئن تأوّد وانثنى
حملَ النّسيم عبيره وتبلبلا

فاض المحيّا من حياها حمرةً
وتنفَّضَ الكرز الخجول مجندلا

تبرٌ تدلّى وانثنى في لـمّةٍ
إن زيّحت ببنانها… البدر انجلى

طفلٌ ملاكٌ لاحدود لطهره
صاغ الإله جمالها ثمَّ اعتلى

في القلب بسمتها كما همس الصِّبا
أو كالنسيم يذوب في صمتِ الفلا


لا تعذلوني في الهوى فهيامُها
سكن الفؤاد ومهجتي والكلكلا

حتى غدا كالروح يسكن في دمٍ
يا ليته بعبيرها قد بُدِّلا

محبوبتي لو تعلمون مليكتي
في قلبها حبّي غفا… والبغض لا

محبوبتي عمري وروحي والنهى
رشف المدامةِ من لماها حُلِّلا

محبوبتي لو تسألون عبدْتُها
بعد الإله ؟!… أجابكم قلبي بلى


نشرتها جريدة "حمص " في 7 / 2 / 2002

ص: ١٩
***********************
وعدٌ وقسمْ

لكِ الخيار : فإمّا أن تنشليه من دوّامة النجوى ، أو فلتعجّلي في هلاكِهِ.

كيف أنساها وقلبي في هواها قد فُطمْ
كيف أنساها ونفسي لم تزلْ تشكو الألمْ
كيف أنسى سحر عينٍ نورها يشفي السَّقمْ
كيف أنسى مسك ثغرٍ من شذا الطَّل نعِمْ
لا تلوميني حياتي ، إنّني أهوى الشَّممْ
واعتقادي سرُّ عمري … ارحمي كهلاً هرِمْ
لاتقولي أنت وغدٌ… لم تعد تبغي النِّعمْ
فأنا من غيرِ حبٍّ دولةٌ دون علمْ
ارحمي آهات قلبٍ لم يعد يهوى النَّدمْ
بات في النّجوى قتيلاً في حناياه العدمْ
خطَّ أبياتاً تناجي … بوحها أبكى القلمْ
فانحنى يطرو حبيباً وارتمى تحت القدمْ
إن تحنّي فانشليه قد هوى في بحر دمْ
أو تصدّي فاقتليهِ… دونكِ النَّجوى سقمْ
سوف يبقى في اللَّيالي وانتكاسات الألمْ
لن يناجي غير َ ليلى هذا وعدٌ وَقسَمْ

ص: ٢٢
************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com
admin
Admin
admin


علم الدولة : Syria
المشاركات : 273
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 08/02/2007

ديوان بوح اليراع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان بوح اليراع    ديوان بوح اليراع  Emptyالأحد يوليو 11, 2010 7:24 pm


أمّي الحبيبة

لو لم يكن في ألمي جرح لفؤادك الطّاهر لكنت رسمت هذه القصيدة من دماء شراييني


هذي القصيدة يا أمّي نهى كبدي
أطعمتها الحبَّ شذراً في قوافيها

أودعتها في رياض القلب يقرؤها
أبدعتها صوراً سكرى معانيها

من غرَّة الفجر لملمنا مفاتنها
ومن ضحى الشّمس وشّينا لآليها

حتى تظلّ مدى الأيام لؤلؤةً
براقةً، أبداً لا شيء يخفيها

يا جؤنةً من طيوبِ الحبِّ أجمعها
ثغر الأقاحي تندّى من خوابيها

يا نفحةً من حنان الخالق ابتهجي
الأمُّ مفخرة الدّنيا ومن فيها

تحيا مدى العمر في همٍّ وفي تعبٍ
تُضفي السّعادة في مقلات أهليها

إن هدهدت في حنايا النّفس تبهجها
أو دندنت في فضاء الرّوح تحييها

من عينها ينهل المحزون بسمته
ليلبسَ العيد ثوباً من أغانيها

في كفّها الرّاعش المهدود مقدرةٌ
تزلزل الأرض قاصيها ودانيها

تساهر اللّيل كي تغفو محاجرنا
والمهد في يدها واللّحن في فيها

ومغزلٌ في اليد الأخرى يؤرّقها
مداده الخيط نورٌ من مآقيها

تعطي جزافاً بقلبٍ ما شكا كللاً
وتؤثِر الغير حتّى عن أمانيها

فليهنها اليوم أنّ الرّبَّ باركها
وجنّة الخلد في الفردوس تُقريها

لو أستطيع أصب الدمع في يدها
بالرّوح، بالعمر، بالمهجات أفديها

للحبّ، للطّهر، للإخلاص أكتبه
شعراً يتيماً بهذا العيد أهديها
............
نشرتها جريدة العروبة في 11 / 12 / 1996
ص: ٢٥
****************
شيطان الحبّ ؟!

متى سنجلسُ والشَّيطان ثالثَنا
أداعب النَّهد في شوقٍ بلا وجلِ

وأرشفُ الخمرَ من ثغرٍ قدِ امتلأتْ
أزهاره الحمرُ من دلٍّ ومن خجلِ

غطاؤنا اللَّيل والآهات مخدعنا
ودونك الشِّعرُ قد وشَّيتُه غزلي

ونبضُ قلبٍ شدا من سحرِ فاتنةٍ
يرجو وصالَكَ في صحوي وفي ثملي

فلْتقطني الصَّدرَ كي أشدو بأغنيةٍ
عذراء في الثَّغرِ قد حمَّلتُها قُبَلي

ص: ٢٧
***********
طيفٌ…؟

عادني طيفُكِ إبَّان الهجوعْ
فاستوى في الصَّدر واحتلَّ الضُّلوعْ

وسبى قلبي فأردى مهجتي
واصطفى من مقلتي صرف الدموعْ

صحت طوبى للذّي قد حلّ بي
ضعت في صدري كما الطّيب يضوعْ

هل أتيت اليوم تطفي صبوتي
أم تزيد النّار فيها والولوعْ … ؟!

طيف أغلى الناس أهلاً عدتني
مثل صوت حلَّ في صمت الخشوعْ

عبقت أنسامك السّكرى الشّذا
فارتوت فيّ الحنايا و الفروعْ

واعتلت شمسك ليلي فانتشى
كزهور الفجر في وقت الطلوعْ

زائري هل جئت بالبشرى فما
عاد في جسمي مكانٌ للصّدوعْ

ما حملتَ اليوم منّها ياترى
هل صدوداً… أم بخوراً… أم نقوعْ؟! ؟! ؟!…

مرّ عامٌ في الحنايا ما نأت
ذكريات الأمس عن قلبي النّزوعْ

أستقي الآيات قرباناً لها
أهدر الإخلاص في ذلِّ الرِّكوعْ

أرتقي محراب ذكراها سدى
أحرق الآمال في ضوء الشّموعْ

عد إليها… قل لها … طال النّوى
أيُّ قلبٍ حملت بين الضّلوع

ماكفاها السّقم في جسمٍ ذوى
ما كفاها سهد جفني والقنوعْ

ماكفاها العين شفَّت من دمي
خالصات الرّوح في الدّمع الهموعْ

قل لها هذا المعنّى في الهوى
مستعيذٌ منك بالفادي يسوعْ

حمّليني رحمةً أو أنّني
إن حملت الحزن لا أبغي الرجوعْ

ص: ٢٩
***********
أهديكِ عمري..

بمناسبة عيد ميلادك الثامن عشر…


يا دنيا الحبِّ أعينيني
و بمولدِ روحي هنِّيني

في عمر الزّهرغدت حبي
وغرامي الصادق يكويني

نفضت أمساك طفولتها
دفئاً في برد التشرينِ

وهدت للصبح لمى شفةٍ
فتندّى زهر النسرين

ماذا أهديكِ ؟… أيا عمري
قلبي أم روحي أجيبيني ؟!

عشقي … إخلاصي … أم ولهي
دمعي … أم ماء شراييني ؟

لو أنّكِ من بشرٍ أبداً
ما كان الأمر ليضنيني

لكنك يا قدري ملَكٌ
نورٌ… لم يخلق من طينِ

طُهرٌ لم يولد في أرضٍ
بل عتق قبل التكوينِ

وغرامٌ يسكن في كبدي
ياسيدة الحور العينِ

قدري أن أحيا في حبٍ
وهيامٍ قد أمسى ديني

ولهيب الجمر كوى جوفي
حتى في نومي يُشقيني

وإلهة عمري لا ترضى
أن تروي زهر بساتيني

أو تأخذ روحي..تُنقذني
من نار باتتْ تكويني

مولاتي أنتِ وسيّدتي
ومليكة قلبي ضميني

ودعيني أهدي الِعمر فدىً
فالموتُ بحضنك يحييني
ص: ٣٧
***************
جرحُ ليلةِ الأمسِ

عهدٌ … وخيانةٌ… وزفافٌ مباركٌ


في ليلةِ الأمسِ ذاعَ الصيتُ في بلدي
عن قصّةٍ رُويَتْ للرّوضِ والنُّجدِ

فيها ويا خجل التّعبير أُطلقهُ
ذكرى حبيبٍٍ وسمّ نالَهُ كبدي

في ليلةِ الأمسِ بانَ البدرُ مكتئباً
كأنّ أوصالهُ قد نالها كمدي

فذرَّف الدَّمع شذراً1 من محاجرِهِ
حزناً يهدهدُ في صحوي وفي خَلدي

في ليلةِ الأمسِ بانَ الموتُ مبتهجاً
يستعجلُ الرُّوح يرنو ظامئاً لغدي

يهفو لجرحٍ وقد صاحت حفيظَتُهُ :
ياناكثَ العهدِ عفواً خانني جَلدي

جرحٍ تسامى عن البغضاءِ ، جاوزَها
فاستعذبَ الموتَ إعزازاً لمعتقدِ

جرح سيقْبَسُ منه الصِّدقُ ملحمةً
يمحو بها المكْرَ يُعلي الحقَّ للأبدِ

جرحٍ يصيحُ بأنَّاتٍ مدلّهةٍ :
ياطاعنَ القلبِ نلْتَ الرُّوحَ لاتُزدِ

ياعينُ عفوكِ ، قد جفَّت مدامعنا
فذرِّفي من دماءِ الجسمِ واتَّئدي

وأرسلي لشقيقِ الرَّوحِ تهنئة ً
في يومِ عرس ٍ بَرَتْ أفراحُهُ كبدي

الصِّدقُ ينسجها والبوحُ يلبسها
والصَّبر يبعدها عن ثورةِ الكمدِ

الحبَّ يقرؤهُ ما بين أسطرِها
أهزوجةً رصَّعتها النَّفسُ بالأود ِ2

يا قلبُ عهداً سأخفي قصّةً سلفت
أصفى من البدرِ قد سطَّرتُها بيدي

أنقى من الزَّهر لمْلمْنَا مفاتنها
من غرّةِ العمرِ في تشويده 3 الغرِدِ

أحلى من الرَّوضِ إن ماستْ زنابقهُ
وشّيتُها النّبلَ صرفاً من نهى جسدي

لن أنكأ الجرح إجلالاً لقصّتنا
عربون عشقٍ لخلٍّ صادقٍ أبدي

لن أخنق الحبَّ حتى أرتقي قدري
وليشهدِ القبُر أن ّ الغدرَ لم يسدِ
..........
1الشَّذر :صغار اللُّؤلؤ،قطع الذهب.
2الأود : الكدّ والتعب.
3 التَّشويد: بزوغ الفجر.
ص: ٤٢
*************
وصايا لحوّاء


حوّاء لا تتقدّمي.. فحنينُ آدمَ في دمي
وحماقةُ التفاحةِ الأولى ستبقى في فمي

لاتُسقطيني في الغوى..برضابِ ثغرٍ مفعمِ
إني ضعيفٌ مثل جدّي.. فاتركيني.. وارحمي

لاتعبثي بعواطفي.. وبراءتي وتذمّمي
فأنا تعلمت الهدى..إن كنتِ لم تتعلّمي

لا لن أعيدَ حكايةً.. مجبولةً بالعلقمِ
لا لن أُبدِّل جنّتي.. ودماثتي بجهنّمِ

لا تُلبسي ثوبَ العفافِ لنهدِكِ المستسلمِ
وتحاولي إغراء قلبي.. بالنعيمِ المؤلمِ

ما عاد جسمكِ روضتي.. ما عاد ريقُكِ بلسمي
ما عاد ليلُكِ آسري.. ما عاد عشقُكِ ملهمي

ما عاد ثغرك مخدعي.. في بردِ ليلٍ مظلمِ
إني سئمتُ خداعه.. وتذلُّلي..وتتيُّمي

فصدوده مُتصنّعٌ.. قد باتَ ينخرُ أعظمي
حواء لا تتمسكني.. إني فهمتُكِ.. فاعلمي

أن الغرامَ معتَّقٌ.. في قلبِ ربٍّ أرحمِ
أعطاكِ سحرَ رياضهِ.. كي تُعشقي أو تُغرمي

كوني لآدمَ مؤنساً.. إن جنّ ليلهُ أنجمي
كوني لـه الحضنَ الرؤومَ… على أديمهِ يرتمي

ثوري على حواءَكِ الحمقاء.. لا تتجهمي
وتحرّري من قيدها.. ولجنسِها لا تنتمي

ولكِ الوصايا العشرُ دونكِ.. فاقرئيها وافهمي
1- لاتكذبي يوماً وإن .. أُغرمتِ لا لا تكتمي

2- لا تقتلي سحرَ الصبابةِ باللسانِ الأبكمِ

3- لا تستغلّي عاشقاً.. في عشقِهِ .. أو تظلمي

4-لا تغرسي سهمَ النوى..في قلبهِ المستسلمِ

5- لا تظهري غير الذي في الصدر.. إذما تغرمي

6- لا تفخري إمّا مُدحتِ.. وإن ظلَمْتِ تألّمي

7- لا تستحلي ضعفه.. وإن انحنى لك فارحمي..

8-لا تبدلي طهْرَ الغرام بلؤلؤٍ في معصم

9- لا تهدري مسْكَ النهودِ أمامَ وحشٍ مجرمِ

10- لا تنكري عهد الهوى.. حتى ولو لم تُقسمي

من بعد ذلك كلّه.. عودي لقلبي وانعمي

قولي .. أنا حوّاؤُكَ الأخرى أتغدو آدمي؟!

ص: ٤٦
****************
قِبْلةُ الدنُّـيا

إلى قريةٍ من وطنٍ أكبر - " فيروزة " الحبيبة -


" فيروزتي " وطنٌ قد حار باريها
من أينَ يصنعُها … بل كيفَ يبنيها

أرضاً تَليقُ به في الأرضِ يقْطُنها
أرضاَ تُشعشعُ في الدنيا لياليها

فاختار جزءاً منَ الفردوسِ مملكةً
وركَّز العرشَ في أعلى مبانيها

وصيَّرَ البدرَ نوراً في محاجرِها
وسخَّرَ الشَّمسَ في الجوزاءِ تضْويها

والوَردَ واللوز والعنَّابَ سطَّرهُ
في نَحرِها درراً لا شيء يُخفيها

ونَسمةَ الصُّبحِ أنفاساً معطَرةً
تُعَتِّقُ الطَلَّ خمراً في خوابيها

سوّى الرجالَ أسوداً في مرابعها
مسكُ الشهامةِ قطرٌ من معانيها

لا تعْشقُ الأرضُ إلا زندهم عرقاً
والفجْرُ إلا تراتيلاً تُغنّيها

سوّى الصّبايا كعينِ الصبح إن نديت
تشفي .وإن مسّت الأمواتَ تُحييها

بسماتها كوثرٌ … ريحانها عبقٌ
إنْ حدَّثَتْ تَقْطُرُ الأخلاق مِنْ فيها

ثم استوى بعدما أنهى خليقته
وقال في نفسِهِ : ماذا نسمِّيها ؟!

ودندنَ الاسم ما أحلاهُ من نغمٍ
" فيروزتي " قبلةُ الدنيا ومن فيها

ص: ٤٨
*************
أرضُ الأصالةِ


عرفانٌ بالجميلِ إليك يا صدد


أرضُ الأصالةِ فيها الحسنُ يَعتمدُ
وفي هواها تغنّى الشّيخُ والولدُ

كلُّ المدائنِ في أحضانها وُلِدتْ
والأنبياءُ بهذي الأرض قد وُلدوا

فيها شبابٌ إذا نادى الوغى زأرواْ
فيها رجالٌ لغيرِ اللهِ ما سجدوا

فيها الصبايا كدمعِ الزّهرِ إن طرفت
تقيم باللحظِ.. من ماتوا ومن رقدوا

حورٌ كقبلةِ صبحٍ والندى غدقٌ
رغمَ الجفافِ.لنا من "عينها"* المَدَدُ

ماذا أقولُ لأُمٍّ جفّ مدمعها
إلا الدعاءَ على الحسّادِ إن حسدوا

لا باركَ اللهُ فينا إنْ لنا وطنٌ
إلا ترابكِ أنتِ الروحُ يا"صددُ"


* عينها : كناية عن عين الماء في صدد .
ص: ٥٠
*******************
بوح اليراع؟!

أهواكَ يا من كنتَ أنتَ الجّاني
يا من فطرتَ الروحَ بالأشجانِ

أهواك ما طال الزّمانُ فإنّني
أزداد عشقاً… طالما تنساني

علّمتني معنى الهيامِ … فصنتهُ
ونسيتُ إسمي… موطني… عنواني

وأضأتُ في كل الهياكل شمعتي
ومزجتُ دمّي في نهى قرباني

ونذرتُ أيامي وروحي فديةً
وسلكتُ كلّ فرائض الرهبانِ

وحلمتُ باليومِ الذي أصحو بهِ
لأراك َ في عمري كعمرٍ ثانِ

ما ذنب قلبي غير عشقٍ في النّهى
عذبٍ كطلِّ الزّهر في نيسانِ

ما ذنبُ عيني … عتّقت في مدمعي
ماءَ الوريدِ… وخمرةَ الشريانِ

ما ذنبُ شعري … والقوافي… والرؤى
والحلم مذبوحٌ على الأجفانِ

مَنذا يحاسبكم على قتلي ومنْ
يطفي لهيب الجمرِ والنيرانِ

منذا يبرئ عاشقاً من ذنبهِ
إن كان من بين القضاة الجاني

منذا الذي في العشق نال منالهُ
أو في الهوى … من غابر الأزمانِ

ما من محبٍّ مخلصٍ إلاّ مضى
خلفَ السّراب كشاربٍ نشوانِ

كل المحبّين انتهوا في عشقهم
وغرامهم لمهالكِ الحرمانِ

فالحكمُ مكتوبٌ ومامن مهربٍ
موتٌ … دمارُ النّفس في الأحزانِ

ربّاهُ … هل في الحبِّ جرمٌ شائنٌ
نصّت عليه فضائلُ الأديانِ ؟‍

أم أنّ حبّي … والهيامَ مصيبةٌ
وخطيئةٌ في شرعة الإنسانِ

ويح النوى … ياربّ إني عاشقٌ
ولِـهٌ… نقي القلب والإيمانِ

إن علَّ جسمي أو تداعت صحّتي
أو شلّ عقلي … والهوى أضناني

أو مرّ عمري في انتظار مجيئهم
أو جنّ دهري واستباح كياني

واللهِ مااسْطاعَ الزّمان وصدّهم
محيَ الهوى والعشق من وجداني

ص: ٥٤
**************
طقوس الهيام

كتمتُ صوت قلبي… ومسحتُ بذكريات الأسى كلَّ رسوماتِك التي زيّنتْ روحي…
ثم لملمتُ حروف اسمكِ من خلايا جسدي…ولكنني عندما تناولتُ اليراعَ لأكتب أول قصيدة لكِ منذ يوم فراقنا ..
كان مطلعها أنت ِ.. ومعناها أنت ..
وكل ما فيها أنتِ فعلّميني إذا ً سيّدتي كيف أنساكِ؟!!!

من لوعةِ الهجرِ خُطَّت كلُّ أبياتي
ومن مدادِ النّوى صِيغت حكاياتي

وحيُُ من الرُّوح ما مسَّته شائبةٌ
تنزَّلَ اليومَ في ذكرى جراحاتي

قربانه ألمي…والقلب أضحيةٌ
في هيكل الحبِّ … والأشواقُ آياتي

واحرَّ قلبي … ألَمَّتْ فيه نائبةٌ؟!
أمْ ناله الوجد؟! أم هذي حماقاتي

أم خرَّ عبداً لربٍِّ آخرٍٍ فمضى
يستعذب الكفر حتَّى في كتاباتي

* * *
كلّ الشّرائع ما صاغت شريعَتكم
ولا الطّقوس ولا كلّ الدياناتِِ

ولا الأساطير ندَّت مثل روعتكم
ولا كعذب اللّمى صبّت صباحاتي

لا ليس كفراً …أنا من صاغَ عصمتكم عصمتكَ
حتَّى غدوتم إلهاً في سماءاتي

لم يُعرف النور لولا وجهكم أبداً
أويخلق الحسن إلاّ منهُ مولاتي

أو يعبق الزهرُ أو تندى براعمه
إلاّ بنشرهِ ياقطرَ العطوراتِ

* * *
ياربَّة الحسنِ ما استخرجت من تربٍ
بل حاككِ القلب من طهرِ ابتهالاتي

نسجتُ سحركِ طيفاً في مخيّلتي
أرياً … رهاماً… خموراً في دِناناتي

كتبتُ سفرَ الهوى للعاشقين ولمْ
أعرفْ بأنَّ الهوى سفرٌ لمأساتي

خلقْتُ ديناً جديداً ليس يدركهُ
إلاّ الذي ذاق مُرَّاً من معاناتي

ديناً هو العشق أنتم فيه سيّدتي
إلهة القلبِ في الماضي وفي الآتي

يردّدُ الفرضُ فيه كلّ ثانيةٍ
في الصّحو شوقاً…ووجداً في المناماتِ المناماتِ

وألفُ ألفُ سجودٍ كلّ ثانيةٍ
وألف ألف صيامٍ واحتراقاتِ

والحجّ فرضٌ إلى عينيكِ يأخذني
في كلّ يومٍ لمرَّاتٍ ومرَّاتِ

ورغم ذلك لم ألْحدْ بشرعتِهِ
ولمْ تُعانِ فتورَ الصدِّ أبياتي

أنعِم بدينٍ هو الدُّنيا وجنَّتُها
أنْعِم بنارٍ تلظَّت في جراحاتي

أنعم بداءٍ أحلَّ الصّلبَ في كبدي
ومزَّق القلبَ واحتلَّ ابتساماتي

أنعم بموتٍ إذا ما كنتِ قاتلتي
فالموتُ يعذبُ في عينيكِ..مولاتي

والرُّوحَ أتركُ للعشَّاق زنبقةً
أودعتُ فيها دمائي واعترافاتي

نشرتها جريدة العروبة بتاريخ 10\7\2002

ص: ٥٩
*************
العبقُ السماويّ

ألقيت بمناسبة الزيارة الرعوية الأولى لنيافة المطران سلوانس نعمة
إلى قرية فيروزة بعد اعتلائه كرسي الأبرشية في حمص وحماة .

" فيروزتي " منذُ الصّباح تيمَّمتْ
عبقاً سماوياً بكم يزدانُ

تشتمُّ رائحةَ المسيح بوجهكمْ
فاسلم لأهلك أيها المطرانُ

قد أنجبتْ " صدد " الوفيّة راهباً
سمْحَ المكارمِ حاطَهُ الإيمانُ

أعطاه ربُّ العرشِ وزنةَ سيّدٍ
حبرٌ جليل في التُّقى سلطانُ

أنعمْ به أملاً يلوحُ وبسمةً
فوق الشّفاهِ أعادَها الرّحمنُ

أنعمْ به غدقاً لكرمةِ ربِّنا
في الأبرشيّةِ إسمه عنوانُ

سلوانس الحبُر العظيمُ تحبّكم
كلّ الورى لاسيّما السّريانُ

لم يبْقِ منكَ النّورُ إلا مدخلا ً
لفؤادكم يرتادُه الظّمآنُ

فانهض وعيُن الله تحرس دربكم
لمكانةٍ ، ما نالها إنسانُ

وارفعْ لنا صرح الكنيسة عالياً
فبمثل زندكَ يُرفعُ البنيانُ

ص: ٦٢
*****************
الموتُ يأتي مرّة

إلى أبطال الحجارة … إلى كل ثائرٍ للذود عن حياض الوطن


لا ترهبوا ظلم المدافعِ والحديدْ …
يا شعلةَ الإيمان والحقِّ المجيدْ…
واستبسلوا …
لا تجزعوا …
فالموتُ يأتي مرةً …
وعلى جبينهِ قد زها اسمُ الشَّهيدْ …
ثوروا ..
فقد آن الأوانُ …
لتطفئوا حقدَ اللّهبْ
طوبى لكم … إن عيّروكمْ
بالحجارةِ ياعرَبْ
لا تخجلوا… واستبسلوا …
هذي أراضي العرْبِ من ماضٍ تليدْ …
تبت أيادي الغدرِ في الدنيا وتبْ …
ثوروا وعينُ الله تحرسُ دربكمْ …
هذا الترابُ الحرُّ … بلسمُ أرضكمْ …
ليست لهمْ … ليست لهمْ …
لا بيتَ في الدُّنيا لهمْ …
فالقدسُ هذي … قدسكمْ …
والمهدُ فيها مهدكمْ …
وهمُ الغزاةُ الطامعون … تقاسموا أثوابَ عيسى بينهمْ …
طعنوا شعاع الشّمسِ في وضح النهارْ …
غرسوا سهامَ الغدرِ في قلبِ الكبارْ …
قتلوا الصغارْ …
حرقوا الديارْ…
سلبوا حِبالَ النور من شمس الأصيلْ …
نهبوا أريج الزهر في الصّبحِ الجميلْ …
أخذوا كنوزَ تراثنا تحت الظلام ْ…
واستبدلوها بالحطامْ …
واستوطنوا الأقصى الشريفَ…
ودنَّسوا مهدَ السّلامْ…
حقنوا بنارِ الحقدِ أرحامَ الجداولْ …
قتلوا براعم وردنا …
داسوا السنابلْ …
حقدوا على سحر الفراشات الجميلةِ…
والعصافير الصغيرةِ …
والبلابلْ…
واستبدلوها بالقذارهْ …
غدروا بثاني القبلتينِ … وثالثِ الحرمينِ…
والمهدِ المقدّسِ … والمغارهْ …
واستمتعوا بدموع مريمَ … تندب الفادي الإلهَ
على صليب المجرمينْ …
فتقدّموا …لا ترحموا …
لا شيء يرهبُ ثائراً …
في الذودِ عن أرضِ الطهارهْ …
لا شيء يخفي حقكمْ …
لا صوت يعلوا صوتكم …
هذا هو الشيطان " شارون " اللّعينْ …
فلترجموا الشيطانَ سبعاً بالحجارهْ …
ولتستردوا عهدَ خالدَ والوليدْ…
لا ترهبوا نارَ المدافعِ والحديدْ …
واستبسلوا …
فالموت يأتي مرةً …
وعلى جبيِن الموتِ ما أحلى الشّهيدْ …

ص: ٦٨
******************
أبطالٌ بحقّْ ؟!

"ليس لأحد حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه"
( يوحنا 15 : 13 )

إلى أبطال حرب تشرين التحريرية :
حلمي عبد النور – فرحان مشابه – راكان وانيس
مفيد درغلي – يوسف سمعان – نعمة خزعل
إلى دماءٍ طاهرة لا تزال تخضِّب ثرى "فيروزة " وتراب الوطن


أنا التَّاريخُ واسطةٌ لعقدي
أنا في سدْرةِ العلياء مهدي

أنا لو أظلمتْ شمسُ البرايا
أضيءُ الكونَ من أنوار مجدي

أنا الفيروزُ سل من شئتَ عنّي
ورثتُ العزَّ جداً بعدَ جدِّ

رضعتُ النبلَ من أرضٍ تغنَّى
ثراها … بالبطولةِ والتحدّي

دمُ الشهداءِ عتّقَ في عروقي
وخَضَّبَ ربوتي وأديمَ خدّي

ورتَّلَ للعُلا آياتِ عزّي
وأهدى للصَّبا أمساكَ شهدي

تشفُّ رحيقهُ الأزهارُ صبُحاً
فتحمرُّ الدنا من صبحِ وردي

أنا أمٌّ إذا جنّتْ خطوبٌ
أجنّدُ للوغى أفلاذَ كبدي

أزغردُ للشهادةِ في ابتهاجٍ
وأُحيي العرسَ لاستشهادِ جُندي

أنا للحقِّ قد أنجبتُ جيلاً
أصيلاً قد تربّى فوقَ زندي

يصيحُ إذا استغاثت أرضُ عُرْبٍ
تندِّي من دمي القاني تَندِّي

تعالوا ياشعوبَ الكونِ أُمُّوا
ضريحَ طلائعِ الشهداءِ عندي

ترَوا كيفَ الدِّما أمستْ مِدادي
وكيفَ أخطُّ سفرَ الخلدِ وحدي

ص: ٧١
***************


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com
admin
Admin
admin


علم الدولة : Syria
المشاركات : 273
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 08/02/2007

ديوان بوح اليراع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان بوح اليراع    ديوان بوح اليراع  Emptyالأحد يوليو 11, 2010 9:33 pm


لو كنت خلقي ؟‍ !

من غرّة الفجر شفّ الله مرآكِ
إذ مسّك الطين أطياباً وسوّاكِ

وعتّق الأرْي عنّاباً على شفةٍ
لمياء1 تعصر خمراً خضّبت فاكِ

بين الضواحك أجرى شبه ساقيةٍ
رضابها كوثرٌ للموجع الشّاكي

ومن دِنان الندى شفّ الشذا وروىِ
نشراً بخدٍّ ، وعطراً في ثناياكِ

وصيّر التّبر مغناجاً على خصلٍ
ولملم النور في الدنيا وحلاّكِ

بغامزيّن على الخديّن إن ظهرا
تاها كنجمة صبح ٍٍفي محيّاكِ

واستلّ لحظك سيفاً من نهى شهبٍ
الغمد جفناك والبتّار رمشاكِ

والعين وسنى2 إذا في لحظة طرفتْ
أمسى الفؤاد قتيلاً من ضحاياكِ

وحاك من مرمرٍ جسماً ومرّده3
وحمّم الجسم في دمع الندى الباكي

وكوّر العاج نهداً شامخا ً وسقى
ثؤلولـه4 كرزاً فازدان نهداكِ

وأوّد الخصر باناً مائساًثملاً
وهدهد الصوت غنجاً في حكاياكِ

ثم استوى فرحاً من سحر آيته
فدندن الاسم لحناً ثم أسماكِ

وقال في نفسه : يا حلوة ابتهجي
لا شيء يعدل في الأفلاك مرآكِ

هذي الحكاية مذ نزّلت خرّدةً
عِفتِ الجنانَ فصار القلب مآواكِ

يا روحُ تيهي ويا نفسُ ارقصي طرباً
تهلّلي بالذي الرحمن آتاكِ

آتاك من خرّد الفردوس أروعها
ترب الهوى في فؤادي ما أحيلاكِ

محبوبتي قدري والقلب ما رقصت
أوتاره ، أبداً إلا بلقياكِ

ما صاغ ربّ السّما إلاّك فاتنتي
لو كنتِ خلقي أنا ما صغتُ إلاّكِ
-------------
1 لمياء : اللمى السّمرة في باطن الشّفة .
2 وسنى : ناعسة أو فاترة الطرف .
3 مرّد : صقل وملس .
4 الثؤلول : حلمة النهد
5 الخرّدة : أجمل الحواري ، والبكر الحييّة
نشرتها جريدة تشرين في 16 /5 /2001

ص: ٧٦
*************
تيهي بنصرك !!!
تيهي بنصرك على من لم يشهر في وجهك سوى نبضات قلبه وأنات روحه المعذّبة .

سمراء شقي باب صدري وادخلي
لتري بعينكِ ما جرى في العشق لي

وتجّربي نار الصّبابةِ في دمي
وتجربي جمر النوى في كلكلي

فلمَ التكبّر ؟‍ ! لستُ إلا عاشقاً
أم هل طربتِ لدمعتي وتذللي؟‍ !

لا تظلمي إن كنتِ أنتِ إلهتي …
فلقد هدرتُ كرامتي… وتعقلي…

حقي… بأن أهوى … فلا تتذمّري
والأمر أمركِ أنتِ أن لا تقبلي

إن شئتِ فامضي الآن قبل لقائنا
لكن إذا ما جئتِ لا تتململي

عندي حكاياتٌ عليك سماعها
ومشاعرٌ أنقى من البدر الجلي

وقصائدٌ … ومدائحٌ… ومطالبٌ
في مهجتي … وهمومُ قلبٍ مثقلِ

ولديَ كلُ الحقّ في أن تنصتي
وأشكُّ أنّك تنكرين الحقّ لي

إن كنت تخشين اللقاء فصرِّحي
عن رأي قلبك في الهوى لا تخجلي

أو كنت تخشين الخيانة فاعلمي
شيئاً عن الاخلاص عندي وارحلي

لست الذي إن صدَّ خلّهُ عافه
فالصدقُ عندي في المقامِ الأول

فإن اعتبرت الصدّ نصرا ًفي الهوى
تيهي بنصرٍ أحمقٍ … وتهلّلي

نصرٍ على قلبٍ محبٍّ مدنفٍ
متوجِّدٍ … صرف المشاعرِ أعزلِ

ما استل سيفاً كي ينازلَ إنّما
فتحَ الشّغافَ … وقال هيا أدْخُلي

إما ارحمي أعوام عشقه واشفقي
أو فاسرعي … في موته واستعجلي

ص: ٧٩
**************
شقراء … ؟‍ !

يا حلوتي الشّقراء ..
قد أيقظت ِ نارَ مشاعري..
وسحرتني..برضابِ ثغرٍ عبقريّ..
كانَ يسعى لاكتشاف خواطري…
* * *
ما كلُّ هذا الحسنُ في تلك الشّفاه الحالمهْ..
ما سرّ ما تخفيهِ نفسكِ…
من أمانٍ … نائمهْ… !!
وهلِ احترفتِ السّحرَ في علمِ القبلْ .!!
أمْ في الهوى..
أم في الغَوى…
أمْ في الغزلْ…!!
حتَّى غدوْتِ أنيستي ..ومُسامِري ..
وسكنتِ حرفي …
واسْتبحتِ دفاتري..
* * *
في أيّ مدرسةٍ ..تلقّيت العلوم العاطفيَّه
أو يا ترى!!
مَن ذاك أوَّل مَن غزا
تلكَ الشفاه المرمريَّه..؟!
أهوَ الذي أحببتِ في سنّ الطّفوله …!
قد كان أوّل مَن تقاذفكِ الرّجوله …!
أم أنّهم كثُرٌ…
فما دوري أنا… في الأقدميَّه!؟
مَنْ أمَّ روضكِ أوَّلاً…
واشتفَّ سحرَ القبلةِ الأولى..؟
ومَن رشفَ الرَّحيقَ العذبَ..
من تلك الأزاهير النّديَّه..
هل تعرفين كوامني…
وشقاوتي..وقساوتي..لتغامري..؟!
* * *
ماالسّرُّ يا شقراء فيكِ!!
تكلَّمي…
وتقدَّمي…
واستنزعي شغف الخلايا من فمي..
واسْتسْلمي
إنّي أريدكِ.. في دمي
طَرّي جمودَ الصَّخرِ ضمن مقالعي…
ذوبي كشمعٍ…
في حنينِ أصابعي..
واسْتسْلمي..وتعلَّمي من قُبلتي الظَّمأى..
فنونَ الرَّسمِ في ورقِ الشّفاهْ..
قودي شفاهي تعتصِرْ..
ما طابَ من أشهى الثّمار…
فتطوفُ خدَّكِ تارةً …
وتـؤمُّ ثغركِ تارةً…
وتداعبُ العنقَ المعطَّر…
بالنَّدى ليلاً.. نهارْ..
وتنامُ فوقَ النَّهدِ حيناً..
ثمَّ تصحو.. تارةً…
لتتابعَ المشوارَ
من بعدِ انتظارْ..
إنْ شئتِ أنْ تتمنَّعي..
فلكِ الخيارْ..
أوشئتِ أن تتعلَّمي.
فلتستعدّي باختصارْ..
ما عادَ همّي.. مَن تمادى..
في شفاهكِ أوَّلاً..
لو كنتُ أوَّلهم .. أنا..
أو كنتُ .. عاشرهم..أنا
ما همَّني..
قد تنكرينَ الأمرَ لكنْ..
عندَ ذلكَ.
أخضعُ الثغر المندّى لاختبارْ..
.. ولكِ الخيارْ..
فتحضَّري .. وتعطَّري..
واستفسري.. إنْ شئتِ..
قبلَ ركوب ِ أمواج ِ البحارْ …

ص: 85
********************

فيروزتي تناديكم

عندما تئنُّ النُّفوس… وتشتاق الأفئدة … فليس لها
سوى الدُّعاء والنَّجوى…
سوى الدعاء والنجوى ... إليكم يا شباب قريتي الخاوية
الخاوية… إليكم يا أبناء فيروزة في المهجر… وإلى كلِّ
كل مغتربي هذا الوطن الحبيب …


هجرتُم الدّار فاشتاقتْ روابيها
وأظلمت شمْسُها وافترَّ باغيها

وأمحلتْ مقلاتُ الحورِ مذ ذرفت
صرفَ الدّماءِ دموعاً من مآقيها

على شبابٍ شفاهُ الزَّهرِ تعشقُهم
صُبحا ًيقطِّر أرياً في خوابيها

إن عانقتها الصّبا غنّت مفا تنها
سكرى ، تهدهد أنغاماً قوافيها

ضياغم الغاب منها أدبرت جزعاً
ولمّة اللَّيل شابت من لياليها

قد كنتُ ألمح في التَّشويد أذرعهم
جبَّارةً تملأ الدُّنيا أمانيها

تحوِّل الأرضَ جنَّات لها عزفت
أوتارُ داوودَ ألحاناً نغنِّيها

تعانق الطَّلَّ والجوناء نائمةٌ
وقلبها قانعٌ من رزق باريها

نفوسُها من رضى الَّرحمن مترعةٌ
كجؤنة الطِّيْب تذكي من يدانيها

كأسٌ من الشَّاي يطفي الحرَّ ينعشها
كفٌّ من البرّ والزَّيتون يقريها

والآن أنظرُ من حولي أرى ترباً
جفّت رباها وقلباً راح يبكيها

أعنابها ناعسات الجفن ذابلةٌ
ولوزُها ذاهلٌ من هجر أهليها

والطَّير في صبحها عافَ الغناءَ جوىً
فراح يندب حزناً في أماسيها

وخمرةُ الفجرِ ما عادت مضمّخةً
بنشوةِ الزّهرِ تذكو في حواشيها

لا زلتُ أذكر أحباباً لنا هجروا
راموا الجواهر همُّوا في مساعيها

قد راعهم شغفٌ للمال أرّقهم
باعوا الدّيار وباعوا كلَّ من فيها

واستوطنوا في بلاد الغرب واأسفي
على شبابٍ تمادوا في غوانيها

بالأمس كانوا على الآمال في دعةٍ
واليومَ ما عادت الأحلام تكفيها

في كلِّ يومٍ نعاة يرسلون لنا
أنباء موتٍ وأنباءً توازيها

في كلِّ يومٍ لنا درسٌ به عظةٌ
في كل يومٍ مآسٍ سوف نحكيها

بئس الحياة حياةٌ لا أمان بها
في طيّها الخوف ، دمعٌ في لياليها

إنَّ القناعة كنزٌ ليس يدركه
من كان يعبد في الدنيا لآليها

فالنَّفس قيثارة الرَّحمن لو قنعت
وهي الشَّقاوة إن عافت معانيها

تفاحةٌ أفقدتها الخلدَ من طمعٍٍ
وقبلةٌ سلَّمت للصََّلب فاديها

عودوا إلى قريةٍ ضاعت مباهجها
وطنّبَ الحزنُ في مهجات أهليها

باتت تعلِّل بالآمال أفئدةً
ثكلى وقد كادت الأرزاءُ تنهيها

واليوم للأمل المرغوب ترقبه
" فيروزتي" وليالي البؤس تطويها

فهذه الأمُّ لن تقوىعزائمها
ويرقص المجد في الساحات ُيحييها

إلاّ بعودة زندٍ رافعٍ أبداً
فوق السَّماكينِ سوراً سوف يحميها

يعيدُ أعناب كرم أدّها عطش ٌ
يعيد في راحنا أفراحَ ماضيها


يعيدُ للرَّوضة الغنّاء زهوته
يرقرق الماء صفواً في مجاريها

يعيد للزَّنبق المفؤود بسمته
فتصدح الطيرُ في أعشاشها تيها

يغازلُ الزَّهر كالأطياف منتشياً
ويذرف الدَّمع عطراً في أوانيها

عودوا إليها فإنَّ الشوق مضطرمٌ
ولوعة البعد ترمي نارها فيها

يكفي من المال إنَّ المالَ غايته
تأميَن عيشتنا والرَّب كافيها

كما الطيور اللواتي من خلائقه
قال المسيح :" إله العرش يقريها "

" من بعد نوري فهذا الكون مهزلة
عودوا إليَّا أنا للنفس باريها "

"فحين آتي بيوم الحشر أفصلكم
لن ينفع المال نفساً أو يداويها "

نشرتها جريدة العروبة في 4 /10 / 1998
ص:٩٣
****************
ما من خبر؟‍!!


ما إن رآها حتى نسي كلَّ ما أراد قوله

أطلّتْ بليلي كوجهِ القمر
وأرْدَتْ فؤادي بلمحِ البصرْ

رمتْ بالسلام فجنّ الهوى
لصوتٍ كما هدهداتِ الوترْ

دنتْ ثمّ مدّت لنا كفّها
وشهدُ الحياءِ عليها انهمرْ

فما كان منّي سوى أنّني
تمالكتُ نفسي , وقلبي انفطرْ

وكيف استطعتُ اصطباراًُ وهل
محبٌ بمثلِ اشتياقي اصطبرْ؟‍

وكم تاقَ ثغري إلى ثغرها
ورشف الرضابِ وخمرالسّكرْ

خدودٌ حريرٌ وشمعٌ ذوى
على الوجنتين همى وانصهرْ

تقطّرَ شهداً على مبسمٍ
كطلِّ الصّباح إذا ما اختمرْ

كزنبقةٍ نفّضت ثوبها
بدلٍّ بُعيدَ احتباسِ المطرْ

تبارك ربٌّ على وجهها
أساطيرَ حسنِ الحواري اختصرْ


تجلّى فأبدعَ في خلقها
وتنزيلها آيةً للبشرْ

فلمّا دنت والعيون اكتست
بأبهى خيالٍ لأحلى الصورْ

وداعبَ نشْرُ اللمى مهجتي
ونبضُ الفؤادِ الجريحِ استعرْ

نسيتُ الجراح وسمَّ النوى
ودمعَ المآقي وطول السفرْ

نسيتُ الجفاءَ وما هدّني
جفاءٌ ولكنّ ما من خبرْ

فقلتُ لها طيفكِ انتابني
بأروعِ ذكرى وأبهى بُشَرْ

هلمّي إلى خافقي واسكني
ضلوعي وعيشي أنينَ السّهرْ

وذوقي مرارَ النوى في دمي
وجور الليالي وطعمَ الكدرْ

عليلاًغدوتُ صريع الهوى
فلا لِنْتِ يوماً, ولانَ الحجرْ

ولا رقّ قلبكِ لي مرّةً
ولا في خيالِكِ طيفي خطرْ

فما جئتُ إلا اشتياقاً وما
طلبت سوى نظرة يا قمرْ

ص: ٩٧
******************
أماني العيد
جراح الفؤاد أفقدت العيدَ بهجته…

واحرَّ قلبي … أطلَّ العيدُ يزدهر
والنَّار تأكلُ من جسمي فتستعرُ

والعينُ تدمعُ والأشواقُ تعصرها
والرُّوح تنزفُ في النَّجوى وتُعتصرُ

والحزنُ في ليلةِ الميلادِ يجرعني
كأساً يعتَّق في صدري ويختمرُ

لاهلَّ عيدي .. ولاهلَّت بشائره
فالصَّوم باقٍ..وكلُّ النَّاس قد فطروا

كلُّ القلوبِ أضاءَ العيدُ عتمتَها
إلاَّ فؤادي براه الهمُّ والسَّهرُ

حلَّ الصَّباحُ .. وما من دميةٍ وُضِعت
فوقَ الفراشِ فسانْتِ كلوزْ يُحتضرُ

وشجرةُ العيدِ ماازدانت بحـلَّتها
ولا تحلَّى على أغصانها الثَّمرُ

أينَ البشارةُ يا" ليلا ي" تشملني
تؤمُّني مثل روضٍ أمّهُ المطرُ

تعيدُ في الرُّوح أعياداً مشعشعةً
تحيي العروقَ بجسمٍ هدَّهُ الكدرُ

لا عيدَ في العمر يُعطي القلبَ لذَّتهُ
إلاَّ رؤاكِ .. فأنتِ العيدُ والعمرُ

عيدي أسيرٌ.. سجينٌ في مآتمه
لاتقتليهِ- حماكِ اللَّه- يا قمرُ

فكلُّ عامٍ وأنتِ النَّارُ في كبدي
وكلُّ عامٍ وأنتِ الهمُّ والسَّهرُ

وكلُّ عامٍ وأنتِ العيدُ أرقبهُ
وكلُّ عامٍ وأنتِ العشقُ والقدرُ

باقٍ على العهدِ لاعيداً أعيِّدهُ
إلاَّ بقربكِ .. يحلو العيدُ يزدهرُ

أهديكِ عمري – فداكِ العمر ُ- ليلكتي
مهما قسوتِ فإنَّ القلبَ ينتظرُ

ص: ١٠١
*****************
في مخدع الغوى ؟‍!

أغوته … فأوقعته في شراك الشهوة …

قالت : تُقبِّلُ وجنتي وأنا التي
قبلات ثغري منبعٌ للخمرةِ ؟!

فهلمَّ واسقِ الثغرَ من نبع الصّفا
قبلاً سلافتها تحمِّر وجنتي

اسكرْ … وقطّف كيفما طاب الهوى
ثمراً من النهدين فيها لذّتي

فأنا الخمورُ وأنت طالبُ نشوةٍ
ومن الخمور لنشوةٌ للمهجةِ

قال : التنسّك يا صبيّة مانعٌ
إياي من مسك النهود بقبضتي

فأنا المربّي والمعلّم للتقى
وأنا التدينُ والتعفّف مُنيتي

فلهيب صدركِ لن يلينَ دماثتي
فامضي وغضِّي الطرفَ عنّي واصمتي

مدّت أنامل كفها في صدرهِ
وتنهدّت … أواهِ … ربّي ، حسرتي

فأنا كذلك سفرُ علمٍ للغوى
فالحبُ ديني والتغنّجُ صنعتي

طوِّر علومكَ وارتشف من خمرتي
نقضي نهاراً فيه تحلو ليلتي

فتنهّد السلطانُ : صبراً حلوتي
درساً بدرسٍ بادليني زهرتي

هلاِّ بدأنا بالدروس فإنني
للعلمِ أهوى حفظه في مهجتي

إنّا وجدنا في دروسك بهجةً
لا تحرميني يا صبيّةُ متعتي

آيات لحظك خير زادٍ للتقى
وبريق نهدك في التنسكِ صبوتي

فدعي دروسي جانباً لاتسألي
واليوم خُطيِّ من رضابكِ جنّتي

وغداً نعود إلى عبادة ربّنا
والغافر الرحمن يغفر غلطتي
ص: ١٠٥
**************
وداعاً أيَّتها الرُّوح

لاحياة على هذه الأرض إنْ كان أعزَّ من عليها قد نكث العهد..وباع المشاعر.

سأظلُّ أبكي والدُّموع دمائي
قد خاب في قربِ الحبيبِ رجائي

علَّ الدموع تزيل عنِّي حرقتي
أو علَّها تطفي لهيبَ عنائي

بالأمسِ كنت أصوغُ كلّ قصائدي
من خمرةٍ قدْ عُتِّقت بصفاءِ

هدهدتُ قلبي بالأماني ثرّةً
فحلمتُ أنّ الكون بات فضائي

وأخذتُ أنسجُ من لماكِ سعادةً
أبديَّـةً مسحورة الأجواءِ

روَّيتُ زهرَكِ من أنين صبابتي
وسقيتها دمع النهى بسخاءِ

حتَّى إذا حان القطافُ وأينعت
شقَّت بأشواك النَّوى أحشائي

ماذا أقول؟! وفي فؤادي لوعةٌ
مذبوحةٌ جلَّت عنِ البغضاءِ

ماذا أقول؟! ومن أحبُّه ذلَّني
هدر الكرامة واستحلّ شقائي

بالأمسِ كنتُ وليتَ أمسي لم يكنْ
أو ليتَه ولَّى بدون رجاءِ

علّ الزَّمان يعيد يومَ لقائنا
لأزيل من سفر الزَّمان لقائي

ماكنتُ أرغبُ أنْ أفوتك ِبعدما
في السُّقم كان الحبُّ سرَّ دوائي

ماكنتُ أرغبُ أنْ أسافرَ في الدجى
يا مَن بوجهكِ قد صنعتُ ضيائي

هل نشوةُ الأموالِ أدمت حبّنا؟!
أم بسمة الأغراب سرَّ فنائي

خلتُ العهودَ مصانةً في شرعنا
إرثاً من الآباءِ للأبناءِ

عدلاً وما في العشق عدل يرتجى
فالحقّ موتكِ والأحقّ بقائي

لكننّي آثرت موتي طائعاً
فالموت في ذكرى الحبيب عزائي

لأعود للحضن الذي أحببتُه
لأعودَ للصدقِ الوحيد النائي

لأعود للإخلاص خشية فقده
من جنةٍ ممدودة الأرجاءِ

وأخطّ أمواه الوريد رسالةً
من مقلةٍ جفّت لطول بكائي

لابيتَ في الدنيا وأنتِ بعيدة
لاأرض لي فيها وأنت سمائي

والآن قد حان الوداع حبيبتي
لجفاء قلبك والحياة ودائي

فسلام قلبٍ للعيون وسحرها
وسلام روحٍ فارقت أحشائي

ص: ١١٠
************
منذُ التقيتك..؟‍!!

ما كان يؤمن يوماً بأنَّ العشق سينال لبَّهُ حتَّى سباه لحظها ذات مرَّةٍ

عامٌ مضى في العشقِ سيّدتي
والنَّارُ في الأحشاءِ تكويني

والسَّهدُ يعمي نور باصرتي
والشَّوقُ يمرعُ في بساتيني
 
منذُ التقيتكِ يامعذِّبتي
أمسى خيالك في الرُّؤى ديني

فاحلوَّ معنى الحرف في لغتي
وانساب طلاًّ في دواويني

لا تعتبي إن أمسكتْ شفتي
عن وصف داءٍ بات يعييني

فكفى بك استنطاق داميتي
عمّا بقلبي… أو شراييني

أو فاسمعي نجوى مخيّلتي
تُفضي بهاأسرارُتكويني

قد عشت في الأحلام والدّعة
من قبل أن تغزي عناويني

حرّاً أعزّي الناسَ من ثـقتي
أن ليس عشقُ الكون يرميني

ما كنت أؤمن أن أشرعتي
تهتزُّ من عبق الرّياحين

ما كنتُ أعلمُ أنّ قافيتي
ستئنُّ من لحظٍ … فتشقيني

حتى استباح العشقُ أوردتي
وتفتّحت أزهارُ تشريني

فغدوت صبَّاً منكِ آسرتي
عذبَ الشّغاف … مسّهدَ العينِ

ما إن أراك تجنُّ عاطفتي
وتثور في صدري براكيني

ويصيح قلبي : يا معِّذبتي …
… رحماك … من سقمي أريحيني

واللهِ لو أصبحتِ عاشقتي
لنذرتُ عمري في قرابيني

وجعلتُ من عينيك ملهمتي
ونسجتُ من شفتيك نسريني

وزرعت في خدّيك من شفتي
بوحاً شذا منذُ استبحتيني

ص: ١١٤
*****************

الأمرُ …أمرُكِ

يامُهجة القلبِ…هاكِ الرُّوحَ فاتـَّئدي
في نزعها واستبيحي النَّارَ في كبدي

فالأمرُ أمرُكِ مولاتي وهبتُ فدىً
عمري وروحي وإخلاصي إلى الأبدِ

مَن ذا يلومُكِ إنْ قطَّعْتِ أوردتي
مَن ذا يلومُكِ ياعشقي ويا سندي

مَن ذا يلومُكِ إنْ خلـَّـفْتني مِزَقاً
قتلتني، أو نزعت اللُّبَّ من جسدي

لم أفهم الحبَّ إلاَّ أنَّه قدري
لم أفهم العشق إلاَّ الموت بالكمدِ

لم أفهم الوجدَ إلاَّ أنَّه شغفٌ
بمن أُحبُّ طوالَ الدَّهرِ إنْ يُرِدِ

لويطلبُ العمرَ في كفَّيه أودِعهُ
أو يطلب الرُّوحَ أُزجيهاله بيدي

نشرت في صحيفة تشرين بتاريخ :5/12/2001
ص: ١١٦
****************
هَتَفَ البشيرُ

بمناسبة نجاح الأخ الغالي " زهير أحمد طرّاف "
في انتخابات مجلس الشعب العربي السوري … 4/3/2003

هَتَفَ البشيُر بأنْ نجحْتَ فعادني
من صوتِهِ … فرحٌ عظيمٌ … مدمعُ

وتهلّلتْ أوتارُ قلبي واستقتْ
بشرى النجاح فراقصتها الأضلعُ

أنتَ الأخُ المجبولُ من عذبِ الضحى
قسماً بطهرِ الفجرِ أنتَ الأروعُ

أنتَ الكريمُ الأصلِ فاهنأ يا أخي
كلُّ الكرامِ على نجاحكَ أجمعوا

لو لم تكنْ عَذبَ النفاحِ معتَّقاً
بشهامةٍ ما كان اسمكَ يلمعُ

إبناً لمنْ رفعَ الأصالةَ فاستوى
فوقَ السّحابِ كنجمةٍ تتربعُ

لا يخلفُ الضرغام إلا شبلهُ
من إن أبى كلُّ الورى لا يجزعُ

في عهدِ " حافظَ " كان " أحمد "نائباً
ليثاً … سليل المجد … نوراً يسطعُ

رفع اللواء مجاهراً بعروبةٍ
ما مسَّها في طيبِ قلبه مطمعُ

دعمَ الفقيرَ وما انثنى عن نُصرةٍ
فلكلِّ مظلومٍ إليهِ مرجعُ

واليوم في عهدٍ جديدٍ لي بكمْ
أملٌ يلوحُ … ونشوةٌ تتضوّعُ

لا تنأ عن جلب الحقوق لأهلها
فبمثلِ صوتكَ كلُّ حقٍ يرجعُ

واكملْ طريق الحقِّ واعلم أننا
للربِّ في دعم الخطا نتضرعُ

فمباركٌ لمن انتُخبتَ عضيدهمْ
نعم العضيد … ونعمَ من قدْ أجمعوا

ص: ١١٩
**************
ستظلُّ حيّـاًً

إلى الخالد أبداً إلى نبضٍ يغذِّي فينا روح التضحية والمحبة والنضال ..
إلى من غاب عن العيون لكنه مازال يسكن المهجَ والأفئدةَ ..
القائد الخالد : حافظ الأسد

ما بال معي سال واتحدا
بجراح قلبي فارتوى كمدا

وانساب جمراً من محاجرِنا
دمعاً هموعاً كالدماء غدا

حزنٌ ألمَّ بأمةٍ ثكلت
فاحتل منها اللبّ والجسدا

وغزا شغاف الزهر فانفجرت
جرحاً ينزف من دماه ندى

رحماه .. قالوا : غاب حافظنا
لا ليس ميتاً .. قلتُ : بل رقدا

ما غاب قلبٌ نبضه وطنٌ
ما مات قلبٌ بالهوى اتّقدا

ما ما غاب سيفٌ في العلا صلِتٌ
غاب نجمٌ في السّما .. أبدا

يا راقداً قم وانتزع ألماً
قد هدَّ فينا الشيخ والولدا

وانظر جموع العرب واجفةً
جاءت تؤاخي الشّام والبلدا

فالقدس ناحت مذ بكت يمنٌ
والنيل عانق ماؤه بردى

ومن العراق الحرِّ تعزيةٌ
يبكي عليها كلُ ما جمدا

ومراكش.. نبضاً لنا بعثت :
واحرّ قلبي .. ما الذي فقدا ؟‍!

إن غبت يوماً عن نواظرنا
فالطيف يبقى في النهى سندا

فإنِ احتَجَبْتَ لحكمةٍ كُتبت
ستظلّ حياً دائماً أسدا

يادهر ويحك جفّ مدمعنا
والحزن أضنى القلب والكبدا

لا لن يميت الموت خالدَنا
لا لم يمت من في الهدى اعتمدا

مثواه جنّاتُ العلا.. وبها
يجزى بعشرٍ مثلما وُعدا
ص: ١٢٢
*******************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com
admin
Admin
admin


علم الدولة : Syria
المشاركات : 273
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 08/02/2007

ديوان بوح اليراع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان بوح اليراع    ديوان بوح اليراع  Emptyالأحد يوليو 11, 2010 10:37 pm

محكمة العشق الدُّوليَّة

تقدَّمتُ بمرافعتي هذه أمام محكمة العشق كنتُ فيها محامي الدِّفاع … والمدَّعي العام... والمتَّهم ...
أُسقِطتِ الدَّعوى أكثر من مرَّة...
ولازلْتُ حتَّى اليوم أتقدم بطلباتِ الاستئناف.

قضاة العشقِ فلْتصغوا
معاناتي سأرويها

لكم فلتحكموا بالعدل أو لاتنظروا فيها

مضت أعوامُ من عمريْ
وقلبي ليس يحصيها

فكلُّ دقيقةٍ منها
دهورٌ في ثوانيها

عشقت ُ غزالة ً عبرتْ
تبارك سرُّ باريها

بليلٍ لم يكنْ ليلاً
تُهدهدُ سحرَها تيها

سبتْ باللّحظِ لم تعلم
ولا رحمتْ مراميها

ولم تأبهْ لما فعلتْ
كأنّه ليس يعنيها

سألتُ عن اسمها قالوا
جمالُ الاسم يكفيها

ومذّاك المنى وُلدتْ
بنفسي أن ألاقيها

ومرّت أشهر كُثرٌ
وقلبي هائمٌ فيها

أداعب طيفها ليلاً
أصبُّ الدمعَ أسقيها

وأحرقُ في هياكلها
تراتيلاً أعانيها

وكانتْ صدفةٌ نشلتْ
عيوني من مآسيها

ظننتُ بأنهاالأ قدار مأساتي ستنهيها

تجاورنا ولم أحلمْ
بيومٍ أن أدانيها

وطبعاً لم تكنْ تعلمْ
بأن بالروحِ أفديها

تعارفنا فضمّتنا
ليالٍ في أماسيها

وكانت إن دنت نحوي
برمشِ العينِ أطويها

حروفي أصبحتّْ سكرى
وأحلاماً قوافيها

وصوت هديلها زادي
يغذي الروحَ يُقريها

فكنت أذوب ُ إن شاهدتُ دمعاً في مآقيها

وكنت أغار من عيني
إذا ما أمعنتْ فيها

عشقتُ رنين مشيتها
عشقتُ صراخ أهليها

رشفتُ صباحها مسكاً
عشقتُ رؤى لياليها

إلى أنّ جنَّ وجدُالروح واخضلّت ْ أمانيها

كشفتُ لها حماقاتٍ
وأنّاتٍ أقاسيها

طلبتُ الوصلَ في خجلٍ
نقيّ الروح قانيها

وإذْ بقصائدي الثكلى
تداعبها وتشديها

فمدحي كان يعجبها
وجرحي ليس يعنيها

وزهدي كان حافزها
لترفع رأسها تيها

وترجوني لأنساها
وأنسى صرختي فيها

كأنّ الحبّ أغنيةٌ
على الأوراق نلقيها

إذا شئنا طويناها
وإن شئنا نغنّيها

كأنه سلعةٌ تُشرى
كعقدٍ من لآليها

ومن حينٍ إلى حينٍ
نجدّدُ عتق ماضيها

مضت لم تعطني حلاً
يداوي النفسَ يشفيها

ولا حتّى اعترافاتٍ
ولا ندّت مآقيها

وباتَ سلامُها إن سلّمتْ كالدّاء يُعييها

فتنفر إن دنتْ منّي
كأنّي من أعاديها

هجرتُ الدارَ والدنيا
وروحي لم تزل فيها

ومرّت أشهرٌ كادت
دموع العين تعميها

ولا سألت ولا اهتمت
ولا اكترثت " معاليها "

وكنت ُ رضيت لو قالتْ
بأن الأمر يعنيها

وأنّ الحبّ لم يذهبْ
هباءً في مساعيها

قضاة العشقِ في الدنيا
بقاصيها ودانيها

حكايات الصبابة هلْ
ستلقى من يواسيها

ونار العشق في الأحشاءِ من منكم سيطفيها

سمعتم قصتي هذي
وربي شاهدٌّ فيها

عسى أن تنصفوا ولكم
بقايا العمر أهديها

تم إسقاط الدعوى لعدم وجود الدليل الماديّ …
ولكنّها لاتزال قائمة أمامكم جميعاً … فانصفوني أرجوكم.

ص: ١٢٩
***************
هيهاتَ … يا زمن الأصالة ؟!!

بعد مأدبةٍ دعيت إليها - آسفاً - في منزل أحد الأغنياء …
وكان عليّ واجب حضورها …
شاهدت أشخاصاً لاأحبُّ رؤيتهم… ومواقف … والفاظاً لا أطيق سماعها .
.................
هيهاتَ يازمن الرجولةِ والبسالهْ…

هيهاتَ يا نبل المكارم والأصالهْ …

كيف اندثرتَ…

بغير ذنبٍ …

تحت أقدام .. الحثالهْ …

هل جفّ ماؤك … ياترى …؟‍!

فتركتَ عرشك خاضعاً …

للمجرمينَ …

الطّامعينَ…

الباحثين عن المعالي …

في محيطات الجهالهْ…
· ·
لم أدرِ كيف تحولّتْ …

كل الحكايات القديمة…

عن مناقب عنتره …

وتغيّرت … واستبدلت في عصرهمْ…

بأصالة معسولةٍ … ومزوّرهْ …

أو كيف أصبحَ… ذكر حاتم مسخرهْ …

تبّاً لعهد العنصريّة والعمالهْ …
· ·
هيهاتَ يا زمن الأصالهْ …

هيهات ترجع مرةً … لترى بعينكَ

كيف أن طلائعَ السّفهاء فينا

أصبحت رمز البسالهْ …

أو كيف أمستْ …

بدلة الإيمان ترفل بالضلالهْ…
· ·
لترى بعينك … مجلس النبلاءِ …

كيف تحولت … فيه المكارمُ …

تحفةً … مغبرّةً …

موضوعةً فوق الرفوف المخمليّه …

والصدر فيه منمّقٌ ، ومرتّبٌ …

ومؤنّقٌ …

يعطى لمن حازوا على

شرف الصّدارةِ…

في البنوك الأجنبيّهْ …

أحلامهم … مستورده …

أخلاقهم … مستعبده …

ورؤوسهم محشيّةٌ …

برذائل الأفكار

والقيم الغبيّه …
· ·
أنظر إلى ذاك الذي …

ما انفكّ يفخرُ …
.
أنه السبّاق في دعم الكنائسْ …

والعلمِ… والأيتام فيها… والمدارسْ …

وعلى يمينه … هاتفٌ جوالُ …

صار رنينُ صوتِه …

فرصةً للعنجهيّهْ…

يسعى إليها …

بعدما يُنهي الكلامَ …

لكي يؤلّف قصةً مجبولةً بالشّاعرّيه …

عن هاتفهْ …

وفوائدهْ … ومحاسنهْ …

وعن الحضارة في البلاد الأجنبيّه …

وهو الذي قد أجبرته وزارة التعليم …

في إتمام مرحلة الصّفوف الأوليّهْ…

فارجعْ رعاك الله يا زمن الأصالة …
· ·
انظر… إلى من باع أرضه

واشترى بيت الرّخامْ…

واختال في حشو المعاني الأجنبيةِ في الكلامْ…

قد نال صدر المأدبهْ …

والمترفين … الزّائفين … التافهين …

تحوم حوله معجبهْ …

وتمازحهْ …

وتؤيّدهْ …

وتدكّ ثغره بالفواكه والطّعام ْ…

منْ بيتِ أصحابِ المعالي والجلالهْ …

· ·
فارجع حماكَ اللهُ يا زمن الأصالهْ …

انظرْ إلى بيتِ التملُّق والبطالهْ…

ففقيرُ هذا البيتِ …

عرّتهُ المقل …!!

وشريفُ هذا البيتِ …

قد عانى وذلّ …!!

والباحث المتعلّم المفطور بالخلق النبيلة …

صار يُنعت بالفشل !!

أمّا الغبيّ … الفارغ … المدعوم بالإمداد…

من خلف البحارْ …

باع الحنايا والنهى …باع الدّيارْ …

وتحوّلت فلذات روحه والحشى …

لدجاجةٍ … سحرّيةٍ … تهدي له

في كل شهرٍ … بيضةً ذهبيّةً …

يشري بها أغلى الملابس والحللْ…

من غير جهدٍ أو عمل ْ…

ويغوص في بحر البطالهْ …

فارجع حماك الله يا زمن الأصالهْ …

ص: ١٣٩
************
أريدُ اعترافاً

ما عاد يريد منها سوى الاعتراف باحترامها وإِجلالها لعشقه العذريّ العذب…

لحظُ عينيكِ تمادى في التجنِّي
واستباحَ الصدّر نال الروحَ منّي

صحتُ من آلامِ روحي لا تزيدي
إنْ بلقياك شفائي لا تضنّي

عاشقٌ والله يا " شقراءُ " رِقيّ
فالحنايا هائمات في التمنّي

مغرمٌ ما مسَّ عشقي نبض كرهٍ
أو تراءى الحقد في ألحان فنِّي


منذُ عام لم أذق طعماً لنومي
أو مناماتي تحلّت بالتّهنّي

أو تندّى الزهر في صبحي وغنّى
أو تجلّى البدر في ليلي الدجَنّ

ويح هذا القلب كم قاسى لهيباً
من نيارين التعالي والتجنِّي

هام وجداً فاكتوى منك بصدٍّ
فا نشليهِ من هلاكٍ … إن تحنِّي

ما لعينيك إذا ما مر طيفيِ
قلبت في وجهه ظهر المجنّ

هل أنا نذلٌ لألقى مثل هذا
أم يشعُّ الغدْرُ من شعري ومنيّ

لا تخالي الشعر ترتيلات سعدٍ
فالحزانى من مآسيها تغنِّي

ليس في الدنيا هيامٌ مثل حبِّي
فاعتقي نبلي بلاشكٍّ وظنِّ

مثل دمعِ الفجرِ صدقي بل وأحلى
هدهداتٍ عُتِقتْ في خمرِ دنِّي

مثل بوح الطّير ترتيلات وجدي
أو كطلٍّ نام في الروض الأغنِّ

لست أبغي من إلهي غير يومٍ
تمسحين الهمَّ عن دهري وعنّي

تُسمعين الناس والدنيا اعترافاً:
"إنه رغم صدودي لم يخنّي "

ص: ١٤٣
*************
إذا استملكتك …!!!

عليلُ الروح داويني
مصابُ القلبِ … آسيني

فجرح العشق ينزفني
دماءً من شراييني

يكسِّر لي جناحاتي
ينال اللبّ يعييني

ويأخذ سحرَ أشرعتي
وفي الأمواج يُلقيني

تعالي جرّبي عشقي
لساعاتٍ وعيشيني

وذوقي النارَ في كبدي
وتقطيع السكاكينِ

وقولي بعدها ارحلْ
وجافيني وصدّيني

أنا كالطفل يا عمري
لبانُ الحبِّ يُقريني

إذا أرجوحتي سُلبتْ
همومُ الأرضِ تطويني

أنا لستُ احتمالاتٍ
خياراً من ملايينِ

أعاشُ للحظةٍ صُغرى
وقد أنسى إلى حينِ

أنا مستعمرٌ في الحبِّ
يا شقراء فاخشيني

إذا استملكتُم طيفاً
فلا لومٌ يجازيني

تصير قصائدي سجناً
وأغلالاً عناويني

وخداكِ ابتهالاتٍ
ترتّلها قرابيني

وريقُك خمرتي أروي
بها ثغري فتُحييني

أأرحل عنكِ سيدتي
محالٌ … لا تلوميني

انا أدمنتُ جنَّتكم
كهدهدةِ الحساسين

وطفتُ نسيمكم صبحاً
جميلاً كالرياحينِ

فكيف أعيش والآتي
بغيركِ ليس يعنيني

وهل أسطيعُ أن أحيا
ونبضكِ في شراييني

وعشقكِ خالدٌ في الروح إنْ أنزعْهُ يُنْهيني

ص: ١٤٧
**********
حوريَّة البحرِ…؟!!

رآها تخرج من المياه لتستلقي على رمالِ الشَّاطىء … فتداعب شمسُ الظَّهيرة جسدها الغض.

ما شاهدتْ عيناي يوماً ما ترى
هذا النّهار ولا اعتراني ما اعترى

حوريّةٌ حبلت بها الأصداف إن …
لم تبصروها ما دهاكم ما جرى

رقراقةٌ خرجت ونفّضَ حسنها
فوق الرمال اللاّهباتِ …الجوهرا

فكأنَّ تمَّرَ في البحار رطابهُا
فاسَّاقط الرُّطب الشهيُّ على الثرى
ذذ
في ثوبها الشّفّاف يُختصرُ الحلا
وعلى قنان الصدر تُختصرُ الذُّرا

ما اسطاع ثوبٌ أن يحيط بحسنها
فأبيح لي … ولناظري ما لا يُرى

بانت محاسن جسمها وتناثرتْ
تِبراً … فأردت في مفاتنها الورى

جسمٌ من الألماسِِ شفّ حجابهُ
وكفى انعدامُ خيالِ بانهِ مُخبرا

غيداءُ لو مسَّ النّسيمُ أديمها
نشِيَ الشّذا من روضها وتعطّرا

في ثغرِها نَهيُ الرّضاب معتَقٌ
والدرُ تحت شفاهها قد سطرِّا

ومدامة ُ العنّاب سالت ثرّةً
لكأنّ قطراً في سواقيها جرى

والجيدُ كالمرجان يعلوه ُ الضُحى
مُستَغشياً ورداً وطرفاً أحورا

مرِّت بقربي فانتشيتُ بنشرها
ودنت فخلّت في الفؤادِ تحيّرا

وتجاوزتني بعد أن جُنَ الهوى
ونأت وما نأى طيفُها أو أدبرا

وتمدّدت فوق الرمالِ وحرّها
فامتدّ لحظي كي يُعدَّ لها الثرى

ورمى النُّعاس على الجفونِ رهامهُ
فاستسلمت وغزا مآقيها الكرى

وسبى شُعاعُ الشمس سحرَ رخامها
فتبخرتْ مسكاً … ومجَّت عنبرا

وتقاطر الشمعُ المندّى مرهماً
فوق الرّمالِ وكاللُّجينِ تصَيّرا

ذابت نهود العاجِ والرملُ ارتوى
فغدت رمال الأرض منها سُكّرا

وتحولّت مهجُ الشواطئ جنةً
مُذ قبّلت إكسيرها والكوثرا

يا ليتها ليلاي تغدو وعبلتي
لأصيرَ قيساًِ في الهوى أو عنترا

فتباركت حواء فيما أنجبت
وتمجّدَ الخلاقُ فيما صوّرا

ص: ١٥١
*************
أَخلاقٌ … ؟!!

لاتقتربي منِّي أكثرْ …
يا أرضاً صِيغتْ من مرمرْ …
في جوفي بركان نائمْ …
إعصارٌ مجنونٌ عارمْ…
إن تقتربي منيِّ شبراً …
ياسيّدتي …قد يتفجّرْ …
- - -
آمنتُ كثيراً بالآتي …
صلّيتُ … سجدتُ …
ولكنِّي بالأمسِ نظرتُ إلى نفسي …
قلّبْتُ شرائعَ إيماني …
قلبت دفاتر أحزاني …
أدركت بأني لم أصنع …
إلا حوريّاتٍ " عذراواتٍ "
أخشى أنْ أخدشَ رقّتها …
أخشى أنْ أجرحَ عفّتها…
أخشى من نيراني الظمأى …
أنْ تحرقَ سرّ بكارتها …
- - -
أَفنيت سنيناً من عمري …
أَلفتُ ملايين الأشعارْ …
ورسمْتُ ملايين الأقمارْ …
وكتبتُ عن العشقِ العذري …
والحبّ الأسمى والإيثارْ …
لكنِّي لم أسطع يوماً …
إلا أن أغدو كالمحّارْ …
صلباً في الخارج لكنِّي …
أطوي آلاف الأسرارْ …
يتمزق جوفي في الشكوى …
تتقطعُ أحشائي ألماً …
أمتصُّ رمال الشر بنفسي …
أعصرُ جوفي …
أنزفُ دمعي …
ألبسها الأخلاق فتمسي …
لآلئِ فاتنةً حلوهْ …
ص: ١٥٤
*******
لا … ليسَ منّا

بمناسبة أحداث / 11 أيلول / والموقف الأمريكي من العرب إزاءَها

قَطْرَ الدموع شآمُ العُربِ تَبكيها
يوم الثلاثاء جرحٌ في مآقيها

على يتامى بلا ذنبٍ فوا أسفيٍ
وأبرياءَ بكتْ أوصالُ أهليها

ألقتْ عليها يدُ الإرهاب مِجمرةً
من حقدِها… لوتطالُ الأرضَ تشويها

لا وازعٌ من ضميرٍ كانَ يردعُها
عن فعلةِ الغدرِ لااخضَّلتْ مساعيها

تبّتْ وتبَّ الذي قد كان يرضعها
صرفَ الشرورِ سموماً في خوابيها

لم تعرفي " أمريكا " من تقاذفكم
بالطائراتِ تجلّى الكرهُ في فيها

لم تعرفي خصمكِ الغدّار فانطلقتْ
منكِ الإدانةُ للدنيا ومنْ فيها

أدنتِ إسلامنا والعُربَ في بلدٍ
يزهو السلامُ على جوزائه تيها

أدنتِ أحمدَ والفادي على تربٍ
يلقى الهلالُ بها صُلبانَ فاديها

أدنت مهدَ الحضارات التي عبقتْ
أوصالُ عالمكم من عطر ماضيها

قرآنُنا عبقٌ إنجيلنا ألقٌ
في كل سطرٍ … سلام الله يُغنيها

إنا لمنْ معشرِ الأمجادِ فاستمعي
أخلاقُنا بالتقى صُغنا معانيها

أرواحنا عذبةٌ كالطلِّ صافيةٌ
يرتادها نورُ قلبِ الله يضويها

قلوبُنا صرخة المظلومِ تخدُشُها
ودمعةٌ من عيون الطفل تُدميها

أدنتنا ونسيت اليوم قافلةً
من مجرمينَ … دماء الناس تُقريها

ما عندهم حرمةٌ … ما عندهم شرفٌ
قدْ دمّروا القدسَ واجتاحوا أراضيها

واستعمروا… حرم الأقصى وقبّتهَ الأقصى
يا مجلسَ الأمنِ … لم تدرك مراميها؟!

قادواإلى الصلب فادي الكون واضطّهدوا
كلّ النبيّينَ واغتالوا أساميها

فلتعرفي اليوم أن ليست لنا صلةٌ
بأمةٍ شوّهَ الارهابُ ماضيها

وأنهم شلّةُ الأنجاس لَعْنَتَهمْ
لا شيء في كتبِ الأديانِ يخفيها

نبوءَةٌ في نهى الانجيلِ شاهدةٌ
أنْ لابيوتَ لها في الأرضِ تأويها

هم نجَّسوا المهدَ واحتلّوا طفولتَهُ
طالوا المغارةَ والعذراءُ تبكيها

وأنت مكتوفةُ الكفّين وا خَجَلي
يا دَولةً يحكمُ " اللُوبي " نواصيها

لا القدسُ مأربهم في كلّ مازعموا
ولا البسيطة والأكوانُ تكفيها

نارٌ من الشرِّ لا تخبو حرائقُها
حتى تبيدَ شعوب الأرضِ تفنيها

فاليوم في القدسِ تبني وجْرها وغداً
تأتي الذئابُ على من كان يأويها

يا مجلس الأمن أنت العدلُ أجمعهُ
أطلقْ بحكمكَ عدلاً كي تُجازيها

لا ليس منّا … ولا والله من وطني
من هزّ أفئدةَ الدنيا وأهليها
ص : ١٥٩
****************
حروفٌ للذكرى

هذي القصيدةُ من حروفكِ صُغتها
إن تقرئيها في الزّمان تذكري

ندّى الصباحُ دنانَ خدِّكِ فاسكري
يا زهرتي … وتنفَّضي … وتحرَّري

سالَ الرّضابُ على الشِّفاهِ فأترعتْ
عبقاً تعتّقَ بالعبير المُسكِرِ

روّى رياضك واستحمّ بنشرها
لمّا همى فوقَ الأديمِ المرمري

يا روضةً قد طابَ جنْيُ رحيقها
من أينَ أبدأُ بالقطافِ تخيّري؟!

ناشدتُ حسنكِ هائماً … مُتنسِكاً
فاروي شفاهي باللمّى… لا تحذري

أحببتُ فيكِ العشقَ مغناجَ الحَلا
وعبدْتُ فيكِ تزمُتي وتحرُّري

لا تسلبي حبِّي الجريء حقوقهُ
يا من سَكنْتِ قصائداً في دفتري

شِعْرٌ … وخمرٌ … عشقُنا وهيامُنا
عذبُ النِّفاح … ممسّكٌ بالعنبرِ

ينأى عن الفحشاء لكنَّ الهوى …
إن شئْتُ صبرهُ عنوةً … لم يصبُرِ

خلّيه حُرّاً مطلقاً كفراشةٍ
يغزو جنانَ أقاحكِ المتفجِّرِ

ص : ١٦٢
******************
المحتوى

الموضوع الصفحة
مقدّمة ...........................3
الإهـداء .........................7
رعاكَ الله ........................11
لعبة العشق ................... 13
ترب الندى ................... 17
وعدٌ وقسم ................... 21
أمّي الحبيبة ................... 23
طيفٌ ........................ 27
شيطان الحبّ .................. 31
أسياد الألى .................... 33
أهديكِ عمري .................. 35
جرح ليلة الأمس ................ 39
وصايا لحوّاء ................... 43
قبلةُ الدَّنيا ..........................47
أرضُ الأصالةِ .................. 49
بوح اليراع .................... 51
طقوس الهيام .................. 55
العبق السماويّ ................. 61
الموتُ يأتي مرّة ................. 63
أبطالٌ بحقّْ .................... 69
لو كنت خلقي ................. 73
تيهي بنصرك ................... 77
شقراء ....................... 81
فيروزتي تناديكم ................ 87
ما من خبر ................... 95
أماني العيد ................... 99
في مخدع الغوى ............... 103
وداعاً أيَّتها الرُّوح ................. 107
منذُ التقيتكِ ................... 111
الأمرُ أمركِِِ ِ................... 115
هَتَفَ البشيرُ .................. 117
ستظلٌّ حياً ...................... 121
محكمة العشق الدوليَّة .............123
هيهات يا زمن الأصالة ...........131
أريدُ اعترافاً ................... 141
إذا استملكتك ................. 145
حوريَّة البحرِ .................. 149
أَخلاقٌ ...................... 151
لا ليس منا ................... 155
حروفٌ للذكرى ................ 161

********************
اتحاد الكتاب العرب
ادارة المخطوطات والنشر
التاريخ : 27/4/2003
التأشيرة : الموافقة على الطباعة
المخطوط : بوح اليراع
تأليف : جون عبد المسيح المحو
مسجّل برقم 290 وتاريخ 12/4/2003
مدير المخطوطات والنشر

مطبعة -------- حمص

حقوق الطبع محفوظة للؤلف
الطبعة الأولى 2003 م

------------------
شكرا للأخ الشاعر جون عبد المسيح محو
الذي لبى رغبتنا مشكورا في نشر الديوان على الموقع
مع فائق تقديري وأحترامي له على دعمه للحركة الثقافية
في قريتنا الجميلة فيروزة

*************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com
 
ديوان بوح اليراع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بوح اليراع
» ديوان في مهب الروح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{القسم الفيروزي}000 :: أصدقاء التراث الفيروزي-
انتقل الى: